من لا يتغير؟!

في ظل عصر مليء بالتغيرات السريعة و المتلاحقة فقدت الكثير من الأشياء معناها الحقيقي و اهتزت الكثير من الثوابت في أذهاننا و حياتنا .
فالعالم حولنا يتغير بسرعة كبيرة جدا و يمكن أن نقول إن لاشيء يبقى على حاله لمدة طويلة من الزمن ،فمثلا إذا نظرنا إلى المجال العلمي سنجد أن ما كان يعتقده العلماء أمر مسلم به لا يمكن تغييره قد يصبح مجرد حقيقة علمية قديمة قد تم تعديلها أكثر من مرة أو اكتشاف أخرى أدق منها .
و إذا نظرنا أيضا نظرة سريعة للطب سنكتشف إن الدواء الذي كان يفيد بالأمس في علاج مرض معين ربما لا يستطيع السيطرة على نفس المرض اليوم ،و ربما أيضا قد تم اكتشاف أنواع أخرى جديدة من الأدوية و لكن ليس معروف بعد مدى تأثيرها و هل ستتغير خواصها الكيميائية أو تتعدل مع مرور الوقت... ربما .
و توجد الكثير من الأمثلة التي تثبت لنا إن العالم حولنا لا يعرف إلا أن يتغير و لنأتي إلى مجال أخر يأخذ اكبر حيز في حياتنا و هو مجال العلاقات فهل تتغير علاقتنا؟؟ اعتقد إن السؤال سيصبح أدق إن قلنا هل يمكن أن لا تتغير علاقتنا ؟! الطبيعي هو التغيير ، فمن كنا نصادقه اليوم قد يصبح بسبب خلاف بسيط عدوا لنا و من كان هو سندنا و عليه اتكالنا قد يتركنا فجأة بلا عودة و ربما نضع ثقتنا الكاملة في شخص نتخذه قدوة لنا و نجده قد خذلنا فلا يبقى لنا إلا الألم و الندم .

اذا الكل قد يتغير... نعم الكل قد يتغير هل تذكر كم مرة غير الناس كلامهم معك ؟ هل تذكر كم مرة تغيرت أشياء في حياتك و تبدلت أحوال و مواقف أشخاص تجاهك ؟ هل تستطيع أن تجزم انك ستعيش في حالة ثبات أكيد متحكما في كل ظروف و أشخاص و مواقف و لو لمدة يوم من الزمن ؟!
لا اعتقد إن احدنا يستطيع أن يقرر هذا أو حتى يفكر فيه فالواقع يقول كل شيء يتغير... لا يوجد أمر ثابت للأبد... لا شيء.
لا تنزعج يا صديقي ... اعلم أن هذا أمر يدعو للقلق و الانزعاج و لكن لدى لك اليوم خبر سار فيوجد من قال عن نفسه : " أنا لا أتغير " ...... نعم انه يسوع و يسوع .... لا يتغير ."
لانى أنا الرب لا أتغير فانتم يا بنى يعقوب لم تفنوا" " ملاخى 2 : 6 "
هو الوحيد الذي له حق أن يقولها لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يحققها فهو لا يعتريه تغيير أو ظل دوران ..... هللويا يسوع لا يتغير. فهو كان و سيظل أمس و اليوم و إلى الأبد .
لم يتغير منذ الأزل و إلى الأبد فهو كان محبة و مازال و سيظل الله محبة ، و كثيرة أمانته و مازالت و ستظل كثيرة أمانته .
هو من قال " و ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر" " متى 20:28"
و مازال يقولها و تستطيع أن تسمعها من فمه الكريم في كل وقت فهذه الكلمة فقط " أنا معك أنا لا أتغير " تكفى لتعطى لنا السلام وسط عالم الاضطراب و الأوهام هذا.
نعم تستطيع أن تضع كل ثقتك فيه فهو لن يرحل أو يتركك و لن يخذلك أبدا فهو لا يتغير .
تستطيع أن تعتمد عليه في كل ظروف حياتك و تثق انه سيرفعك فوقها فيسوع هو الحل الثابت الوحيد لجميع مشاكلك عندما تفقد رجاؤك و كل أمل في النجاة ستجده معك ينقذ و ينجى و يفعل بقوة عجائب لأجلك .
صديقي قد تكون متعب و مجروح من أمور حدثت في حياتك ربما من اقرب الناس إليك أو من أحببتهم بإخلاص فأفقدتك الثقة فيمن حولك و ملأتك شعورا بعدم الأمان و الخوف مما قد يحمله لك الغد في ظل عالم مضطرب متغير سريع . أريد أن أخبرك اليوم أن يسوع ينتظرك ليجدد لك الأمل و يعيد لك الثقة و الأمان و يغمرك بحبه الثابت الذي يستطيع أن يداوى كل جروحك و يخفف ألامك.
ادعوك اليوم أن تضع حياتك و مستقبلك بل و كل ما لديك في يدي هذا الإله العظيم الذي لا يتغير و الذي لديه كل الحب و كل القدرة القادران على مساندتك و العمل دائما لخيرك في كل الظروف و كل وقت.
أعتقد يستطيع كل من اتخذ يسوع مخلصا له أن يقول بفرح :
" مهما تغير العالم و ذاد اضطرابه حولي لن أواجهه بمفردي فانا في رعاية و بين يدي اله عظيم لا و لم و لن يتغير "
هللويـــــا
الرب يباركم صلوا لاجلى ... ايمان بهيج
__________________
انا صغيرك طفلك و ابنك المدلل و من شبابى الى مشيبى على كتفيك احمل

احبك يا سيدى لا اخرج حرا و حبك فى داخلى يسبينى لك عبدا