الاعتداء علي المصريين في الجزائر يؤكد أن العلاقات المصرية الجزائرية في أزمة خطيرة بسبب مباراة كرة قدم.. أمجاد يا عرب
تخريب مقر شركة مصر للطيران.. ومحلب يؤكد نقل عمال «المقاولون العرب» إلي مكان آمن > مقر شركة «أوراسكوم» تعرض للنهب علي أيدي المشجعين الجزائريين > الخارجية استدعت سفير الجزائر في القاهرة للتأكد من حماية المصريين > الأمن الجزائري يحتجز17 عاملاً مصريًا بعد تلقيهم تهديدات بالقتل
كتب- خالد محمود وهدي خليل:
علي طريقة وطني العربي وطني الأكبر وأمجاد يا عرب أمجاد، اختلط أمس الحابل بالنابل، وبرهن العرب علي أنهم ظاهرة صوتية وقطعان مسيسة، بعدما تدهورت علي نحو متسارع العلاقات المصرية الجزائرية قبل يومين فقط من المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري بالسودان غداً - الأربعاء- لحسم بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا، ووقعت عدة اعتداءات ضد المصالح والجالية المصرية في الجزائر، فيما تبادل كبار مسئولي البلدين الاتهامات حول مسئولية كل طرف عما حدث.
وقالت مواقع إلكترونية جزائرية أمس إن بوتفليقة، قرر إرسال مستشاره الخاص أخيه سعيد إلي العاصمة السودانية الخرطوم، لمتابعة مجريات التحضير للمباراة الفاصلة علي ملعب نادي المريخ السوداني.
وأوضحت أن الرئيس الجزائري تأثر كثيرًا بما حدث للبعثة الجزائرية بمصر، وأن قرار إرساله نابع من عزيمته علي الوقوف وراء عناصر الفريق الوطني، ومن حسرة الرئيس علي ما حدث للجزائريين بمصر.
وحطم عدد من المتظاهرين الجزائريين مساء أمس الأول مكتب مصر للطيران الواقع في وسط العاصمة الجزائرية، حيث أعلن محمد ناصر محمد علاء الدين- المدير الأقليمي للمكتب- أن المتظاهرين قاموا بإتلاف محتويات المكتب بالكامل رغم إبلاغ السلطات الجزائرية منذ عدة أيام بضرورة تعيين حراسات مشددة علي المكتب وخاصة قبل مباراة منتخبي مصر والجزائر إلا أن السلطات الجزائرية قامت بتعيين عدد غير كافٍ من عناصر الأمن.
وأضاف: أن هذه الواقعة تعد الأولي منذ إنشاء مكتب مصر للطيران في الجزائر منذ الستينيات من القرن الماضي حيث يعد أقدم مكتب طيران في الجزائر، معربًا عن أسفه لحدوث هذه الواقعة.
من جانبه أجري الدكتور أحمد نظيف- رئيس مجلس الوزراء- اتصالاً هاتفياً مع نظيره الجزائري أحمد أو يحيي لضمان سلامة المصريين المقيمين في الجزائر، كما أجري أحمد أبو الغيط- وزير الخارجية. اتصالاً مماثلاً مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، وأكد السفير حسام زكي- المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية- صحة وقوع اعتداءات عنيفة ضد المصالح المصرية في الجزائر، لكنه اعتبر في المقابل أن العلاقات المصرية الجزائرية أقوي من أن تتأثر بأعمال الشغب ضد المصريين أو محاولات ترويج الشائعات حول تعرض بعض الجزائريين في مصر لاعتداءات من المصريين.
ونفي الشائعات التي ترددت عقب مباراة مصر والجزائر السبت عن إصابة أو وفاة بعض الجزائريين في أحداث شغب بالقاهرة، مؤكدًا أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة.
وأضاف أن الاتصالات مستمرة بين وزارة الخارجية وسفارة مصر بالجزائر. حيث تم الاتصال بأمن الجزائر لضمان سلامة وأمن جميع المصريين العاملين في الجزائر.
وقد استدعت الخارجية أمس سفير الجزائر في القاهرة عبدالقادر حجار للتأكد من أن سلطات بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المصريين في الجزائر.
في الوقت نفسه جدد حجار نفيه خبر مقتل مشجعين جزائريين بالقاهرة عقب مباراة مصر والجزائر التي أقيمت مساء السبت.
وقال السفير الجزائري في تصريح صحفي له أمس الاثنين بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الحكومة المصرية أبلغته بأن هناك 11 جريحاً من المشجعين أدخلوا المستشفي، ولكنه أشار إلي إصابة أكثر من هذا العدد.
وأكد سفير الجزائر تعاون سلطات البلدين للإحاطة بتداعيات المباراة.. مشدداً علي أن العلاقات المصرية الجزائرية أكبر من أي مباراة لكرة القدم.
وأفادت شهادات المصريين العاملين بفروع شركات «أوراسكوم» و«مصر للطيران» و«المقاولون العرب» بالجزائر تعرض مقارهم إلي تلفيات كبيرة بسبب إلقاء الحجارة، وزجاجات بنزين مشتعلة، وإطارات مشتعلة من قبل الجزائريين.
وكانت صحيفة «الشروق» الجزائرية قد بثت نبأ عاجلاً يفيد وصول ستة «نعوش» إلي مطار هواري بومدين الجزائري قادمة من القاهرة «بعد اعتداءات وحشية من المشجعين المصريين» بحسب وصفها.
وقال مسئولون في شركتي «المقاولون العرب» و«مصر للطيران» إن مقريهما في الجزائر تعرضا لتلفيات شديدة فيما شددا علي عدم وقوع إصابات في الأفراد.
وأعلن المهندس إبراهيم محلب- رئيس مجلس إدارة شركة «المقاولون العرب»- أن إدارة فرع شركته في الجزائر تجمع جميع العمال والموظفين هناك في أماكن محددة أكثر أمنًا حرصًا علي حياتهم.
وأكد أنه أمر قبل مباراة مصر والجزائر في السودان بنقل العاملين المصريين من أماكن السكن العادية والمتفرقة إلي مبني إداري واحد محصن تخوفاً من رد فعل الجمهور الجزائري في حال فوز الفريق المصري علي الجزائري، وأن جميع المصريين العاملين في فرع الشركة هناك بخير ولم تقع أي إصابات بينهم نتيجة اعتداء بعض المواطنين الجزائريين علي مقر الشركة.
وناشد محلب وسائل الإعلام عدم تهييج المشاعر وإلقاء الضوء علي عمق العلاقات والمصالح الثنائية بين البلدين.
وأكد أحد المهندسين المصريين في شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة في الولاية (ارزيو ) وصول تعليمات بتجهيز حقائبهم استعداداً للانتقال إلي ولاية أخري ثم العودة إلي مصر في حالة تدهور الوضع، مشيرًا أن هناك 15 من العمال قد أصيبوا جراء الاعتداءات ولم يصب أحد من المهندسين بسبب بعد سكن العمال عن المهندسين، وأوضح أن الشرطة الجزائرية تدخلت لاحتواء الأمر لكن يبدو أن قدراتها أضعف من الشعب-علي حد قوله.
وعن عدد المصريين العاملين بالشركة قال عددهم يقترب من 1500 عامل ومهندس، بالإضافة إلي العاملين في شركتي أوراسكوم تيليكوم في العاصمة والمقاولون العرب.
من جهة أخري أعلن محمد نصر علاء الدين- المدير الإقليمي لشركة مصر للطيران في الجزائر- أن خط الشركة من القاهرة إلي الجزائر سوف يعمل بصورة طبيعية حيث من المنتظر أن تصل اليوم الثلاثاء الرحلة المنتظمة من القاهرة في موعدها وبدون أي تعديل، وأكد في تصريحات له أمس أن حجوزات خط مصر للطيران للركاب الجزائريين كما هي حيث لم يتم تلقي أي طلبات بإلغائها.
بينما يعيش 17 مواطناً مصرياً من قرية المدامود بالأقصر مأساة حقيقية تتمثل في احتجازهم في فندق بالعاصمة الجزائرية «الجزائر» منذ يوم الأربعاء الماضي بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من متعصبين جزائريين علي خلفية مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.
وقال المواطن «عمر فتحي الديب» الذي تتحفظ السلطات الجزائرية علي والده الحاج فتحي الديب،: إن والده الذي يعمل مقاولا في مجال التركيبات الكهربية محتجز برفقة 16 آخرين من أبناء قرية المدامود الذين يعملون بالجزائر منذ أكثر من 7سنوات، بعد تلقيهم تهديدات بالقتل، وإن أجهزة الشرطة الجزائرية قامت بترحيلهم من مناطق عملهم في وهران وسطيف وعنابة حيث كانوا يعملون بشركة مهدة لإنشاء الأبراج الكهربية.
تاريخ نشر الخبر : 17/11/2009
كتب- خالد محمود وهدي خليل:
علي طريقة وطني العربي وطني الأكبر وأمجاد يا عرب أمجاد، اختلط أمس الحابل بالنابل، وبرهن العرب علي أنهم ظاهرة صوتية وقطعان مسيسة، بعدما تدهورت علي نحو متسارع العلاقات المصرية الجزائرية قبل يومين فقط من المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري بالسودان غداً - الأربعاء- لحسم بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا، ووقعت عدة اعتداءات ضد المصالح والجالية المصرية في الجزائر، فيما تبادل كبار مسئولي البلدين الاتهامات حول مسئولية كل طرف عما حدث.
وقالت مواقع إلكترونية جزائرية أمس إن بوتفليقة، قرر إرسال مستشاره الخاص أخيه سعيد إلي العاصمة السودانية الخرطوم، لمتابعة مجريات التحضير للمباراة الفاصلة علي ملعب نادي المريخ السوداني.
وأوضحت أن الرئيس الجزائري تأثر كثيرًا بما حدث للبعثة الجزائرية بمصر، وأن قرار إرساله نابع من عزيمته علي الوقوف وراء عناصر الفريق الوطني، ومن حسرة الرئيس علي ما حدث للجزائريين بمصر.
وحطم عدد من المتظاهرين الجزائريين مساء أمس الأول مكتب مصر للطيران الواقع في وسط العاصمة الجزائرية، حيث أعلن محمد ناصر محمد علاء الدين- المدير الأقليمي للمكتب- أن المتظاهرين قاموا بإتلاف محتويات المكتب بالكامل رغم إبلاغ السلطات الجزائرية منذ عدة أيام بضرورة تعيين حراسات مشددة علي المكتب وخاصة قبل مباراة منتخبي مصر والجزائر إلا أن السلطات الجزائرية قامت بتعيين عدد غير كافٍ من عناصر الأمن.
وأضاف: أن هذه الواقعة تعد الأولي منذ إنشاء مكتب مصر للطيران في الجزائر منذ الستينيات من القرن الماضي حيث يعد أقدم مكتب طيران في الجزائر، معربًا عن أسفه لحدوث هذه الواقعة.
من جانبه أجري الدكتور أحمد نظيف- رئيس مجلس الوزراء- اتصالاً هاتفياً مع نظيره الجزائري أحمد أو يحيي لضمان سلامة المصريين المقيمين في الجزائر، كما أجري أحمد أبو الغيط- وزير الخارجية. اتصالاً مماثلاً مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، وأكد السفير حسام زكي- المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية- صحة وقوع اعتداءات عنيفة ضد المصالح المصرية في الجزائر، لكنه اعتبر في المقابل أن العلاقات المصرية الجزائرية أقوي من أن تتأثر بأعمال الشغب ضد المصريين أو محاولات ترويج الشائعات حول تعرض بعض الجزائريين في مصر لاعتداءات من المصريين.
ونفي الشائعات التي ترددت عقب مباراة مصر والجزائر السبت عن إصابة أو وفاة بعض الجزائريين في أحداث شغب بالقاهرة، مؤكدًا أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة.
وأضاف أن الاتصالات مستمرة بين وزارة الخارجية وسفارة مصر بالجزائر. حيث تم الاتصال بأمن الجزائر لضمان سلامة وأمن جميع المصريين العاملين في الجزائر.
وقد استدعت الخارجية أمس سفير الجزائر في القاهرة عبدالقادر حجار للتأكد من أن سلطات بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المصريين في الجزائر.
في الوقت نفسه جدد حجار نفيه خبر مقتل مشجعين جزائريين بالقاهرة عقب مباراة مصر والجزائر التي أقيمت مساء السبت.
وقال السفير الجزائري في تصريح صحفي له أمس الاثنين بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الحكومة المصرية أبلغته بأن هناك 11 جريحاً من المشجعين أدخلوا المستشفي، ولكنه أشار إلي إصابة أكثر من هذا العدد.
وأكد سفير الجزائر تعاون سلطات البلدين للإحاطة بتداعيات المباراة.. مشدداً علي أن العلاقات المصرية الجزائرية أكبر من أي مباراة لكرة القدم.
وأفادت شهادات المصريين العاملين بفروع شركات «أوراسكوم» و«مصر للطيران» و«المقاولون العرب» بالجزائر تعرض مقارهم إلي تلفيات كبيرة بسبب إلقاء الحجارة، وزجاجات بنزين مشتعلة، وإطارات مشتعلة من قبل الجزائريين.
وكانت صحيفة «الشروق» الجزائرية قد بثت نبأ عاجلاً يفيد وصول ستة «نعوش» إلي مطار هواري بومدين الجزائري قادمة من القاهرة «بعد اعتداءات وحشية من المشجعين المصريين» بحسب وصفها.
وقال مسئولون في شركتي «المقاولون العرب» و«مصر للطيران» إن مقريهما في الجزائر تعرضا لتلفيات شديدة فيما شددا علي عدم وقوع إصابات في الأفراد.
وأعلن المهندس إبراهيم محلب- رئيس مجلس إدارة شركة «المقاولون العرب»- أن إدارة فرع شركته في الجزائر تجمع جميع العمال والموظفين هناك في أماكن محددة أكثر أمنًا حرصًا علي حياتهم.
وأكد أنه أمر قبل مباراة مصر والجزائر في السودان بنقل العاملين المصريين من أماكن السكن العادية والمتفرقة إلي مبني إداري واحد محصن تخوفاً من رد فعل الجمهور الجزائري في حال فوز الفريق المصري علي الجزائري، وأن جميع المصريين العاملين في فرع الشركة هناك بخير ولم تقع أي إصابات بينهم نتيجة اعتداء بعض المواطنين الجزائريين علي مقر الشركة.
وناشد محلب وسائل الإعلام عدم تهييج المشاعر وإلقاء الضوء علي عمق العلاقات والمصالح الثنائية بين البلدين.
وأكد أحد المهندسين المصريين في شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة في الولاية (ارزيو ) وصول تعليمات بتجهيز حقائبهم استعداداً للانتقال إلي ولاية أخري ثم العودة إلي مصر في حالة تدهور الوضع، مشيرًا أن هناك 15 من العمال قد أصيبوا جراء الاعتداءات ولم يصب أحد من المهندسين بسبب بعد سكن العمال عن المهندسين، وأوضح أن الشرطة الجزائرية تدخلت لاحتواء الأمر لكن يبدو أن قدراتها أضعف من الشعب-علي حد قوله.
وعن عدد المصريين العاملين بالشركة قال عددهم يقترب من 1500 عامل ومهندس، بالإضافة إلي العاملين في شركتي أوراسكوم تيليكوم في العاصمة والمقاولون العرب.
من جهة أخري أعلن محمد نصر علاء الدين- المدير الإقليمي لشركة مصر للطيران في الجزائر- أن خط الشركة من القاهرة إلي الجزائر سوف يعمل بصورة طبيعية حيث من المنتظر أن تصل اليوم الثلاثاء الرحلة المنتظمة من القاهرة في موعدها وبدون أي تعديل، وأكد في تصريحات له أمس أن حجوزات خط مصر للطيران للركاب الجزائريين كما هي حيث لم يتم تلقي أي طلبات بإلغائها.
بينما يعيش 17 مواطناً مصرياً من قرية المدامود بالأقصر مأساة حقيقية تتمثل في احتجازهم في فندق بالعاصمة الجزائرية «الجزائر» منذ يوم الأربعاء الماضي بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من متعصبين جزائريين علي خلفية مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010.
وقال المواطن «عمر فتحي الديب» الذي تتحفظ السلطات الجزائرية علي والده الحاج فتحي الديب،: إن والده الذي يعمل مقاولا في مجال التركيبات الكهربية محتجز برفقة 16 آخرين من أبناء قرية المدامود الذين يعملون بالجزائر منذ أكثر من 7سنوات، بعد تلقيهم تهديدات بالقتل، وإن أجهزة الشرطة الجزائرية قامت بترحيلهم من مناطق عملهم في وهران وسطيف وعنابة حيث كانوا يعملون بشركة مهدة لإنشاء الأبراج الكهربية.
تاريخ نشر الخبر : 17/11/2009