ا زلت أتذكر تماماً هذه الفترة من السنة التى كنا نستعد فيها للإحتفال بعيد الميلاد المجيد فى ديارنا المصرية وذلك عندما كنت فى مرحلة متقدمة من الطفولة وأيضاً فى البدايات الأولى لمرحلة الصبا . لا زلت أتذكر المزود وحيواناته ، تماثيل الرعاة والملائكة ، العذراء مريم ويوسف النجار وهما حول يسوع طفل المزود ، والمجوس وهداياهم للطفل يسوع ، الذهب لأنه هو الملك ، والبخور لأنه هو الكاهن ، والمر لأنه هو الفادى والمُخلِّص .
ولا زالت ترن فى أذنى أنشودة الملائكة التى ظهرت للرعاة لتبشرهم بميلاد المسيح قائلة :
’’ الْمَجْدُ للهِ فِى الأَعَالِى ، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ . ‘‘
وأيضاً أتذكر تراتيل الميلاد ومنها هذه الترتيلة التى تقول :
وأيضاً أتذكر تراتيل الميلاد ومنها هذه الترتيلة التى تقول :
أيا مؤمنون ألا تصحبونا بناى وعود إلى بيت لحم * طفل أتانا يريد فدانا ، طفل أتانا يريد فدانا
له اسجدوا ، له اسجدوا * له اسجدوا جميعاً ، له اسجدوا جميعاً
هــو المسيح * هــو المسيح
_____________
كلمات سهلة وبسيطة ، ولكنها تحمل فى طياتها كل المعانى العميقة حول مفه
وم ميلاد المسيح إبن الله الكلمة الذى تجسد من أجل فداء وخلاص البشرية . وكأن الطبيعة نفسها قد شاركت فى تصوير وتلخيص هذا المفهوم قبيل حدوث هذا الميلاد المعجزى والفريد ، حيث أن ساعات النهار كانت قد قصرت ، وإختفى الضياء كأنه قد إنزوى بعيداً ، وطالت وحشة الليل الحالك السواد !! زمجرت العواصف وهبت الأعاصير وهاجت البـحار لم يعد هناك دفء ولا أمان ولا إستقرار ، وكأنه كان يبدو أنه لا مهرب ولا خلاص للبشرية من دفع عقاب وأجرة الخطية ، وأصبحت تئن من أثقالها ومن تبعاتها ومن الخوف من عذاب الأبدية .
الله بسابق علمه الأزلى بضعف الإنسان وسقوطه بسبب المعصية ، ولأنه قد أحب البشرية منذ أن خلقها ، كان قد أعد لها خطة الخلاص والفداء وذلك بأن يتجسد ويأخذ هيئة إنسان لكى يتمم هذه الخطة .
له اسجدوا ، له اسجدوا * له اسجدوا جميعاً ، له اسجدوا جميعاً
هــو المسيح * هــو المسيح
_____________
كلمات سهلة وبسيطة ، ولكنها تحمل فى طياتها كل المعانى العميقة حول مفه
وم ميلاد المسيح إبن الله الكلمة الذى تجسد من أجل فداء وخلاص البشرية . وكأن الطبيعة نفسها قد شاركت فى تصوير وتلخيص هذا المفهوم قبيل حدوث هذا الميلاد المعجزى والفريد ، حيث أن ساعات النهار كانت قد قصرت ، وإختفى الضياء كأنه قد إنزوى بعيداً ، وطالت وحشة الليل الحالك السواد !! زمجرت العواصف وهبت الأعاصير وهاجت البـحار لم يعد هناك دفء ولا أمان ولا إستقرار ، وكأنه كان يبدو أنه لا مهرب ولا خلاص للبشرية من دفع عقاب وأجرة الخطية ، وأصبحت تئن من أثقالها ومن تبعاتها ومن الخوف من عذاب الأبدية .
الله بسابق علمه الأزلى بضعف الإنسان وسقوطه بسبب المعصية ، ولأنه قد أحب البشرية منذ أن خلقها ، كان قد أعد لها خطة الخلاص والفداء وذلك بأن يتجسد ويأخذ هيئة إنسان لكى يتمم هذه الخطة .
’’ لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ
لِكَىْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ . ‘‘
ولذلك فقد لاح للبشرية النور من جديد ، وعاد لها الأمل من خلال هذا الميلاد المجيد .
تجول برأسى كل هذه الخواطر عن مفهوم الميلاد الإلهى وما هو المقصود منه عندما يحلُّ الإحتفال به كل عام خاصة فى الدول الغربية ، وأتساءل هل يصل هذا المفهوم إلى عقول وأذهان الناس فى الغرب ؟ وهل يعرف أطفالهم من هو هذا الطفل الذى وُلِدَ فى مِزْوَدٍ للبقر ؟ ولماذا يحتفل العالم كله بميلاده ؟
هل تساءلوا عن السبب فى أن يتحدد تاريخ الخليقة كلها فى عبارتين فقط هما فى اللغة العربية (قبل الميلاد BC ) و ( بعد الميلاد AD ) وتعنيان فى اللغة الإنجليزية Before Christ أى ما قبل ميلاد المسيح وفى اللغة اللاتينية Anno Domini وهى تعنى سنة الرب ، أى التقويم الذى تَحَدَّدَ وتَعَيَّنَ بميلاد المسيح ؟
ولا زلت أيضاً أتساءل هل يعرفون كل هذه المعانى والمفاهيم التى تدور حول هذا الميلاد المعجزى والفريد الذى غيَّر مجرى حياة البشرية بأجمعها ؟
الحقيقة المحزنة والمؤسفة فى نفس الوقت أن الغالبية العظمى من الشعوب الغربية لا تعرف شيئاً عن أىٍّ من هذه المعانى وتلك المفاهيم !! اللهم إلاَّ نُدْرة نادرة من كبار السن ، وهم غالباً من الذين نزحوا من دول أوروبا الشرقية إلى دول أوروبا الغربية هرباً من إلحاد وفاشية وقسوة النظام الشيوعى الذى كان قد أحكم سيطرته وقبضته على تلك الدول فى بدايات القرن العشرين ، وكان الإلحاد وإنكار وجود الله هما من أبرز سمات وأهداف هذا النطام إلى الحد الذى جعل قادته يأمرون بهدم الكنائس وحرقها ، وبإزالة الأديرة وهدمها ، وأيضاً بإلغاء كل ما يتعلق بالإيمان ويمت بصلة للديانة المسيحية فى كل نواحى الحياة ؟!
هذه النُدْرَة النادرة هى فقط التى تدرك معنى ومفهوم الفداء والخلاص الذى أعده الله للبشرية منذ تأسيس العالم بميلاد إبنه الوحيد يسوع المسيح . ومما يدعو للحزن وللآسف أيضاً أنه حتى الأجيال الجديدة التى جاءت من صُلْبِ هذه النُدْرَة النادرة قد تأثرت بالأفكار المادية التى تنادى بعدم وجود الله !! هذه الأفكار الإلحادية التى سادت المجتمعات الأوروبية الغربية التى وُلِدُوا ونَشَأُوا فيها ، وبالتالى فقد أصبح الإحتفال بذكرى ميلاد المسيح بالنسبة لكل هذه الأجيال هو مجرد تبادل الهدايا والبطاقات !! وحتى هذه البطاقات أصبحت تخلو من الإشارة إلى ميلاد المسيح !! فقط لكى لا تؤذى مشاعر وأحاسيس أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى ؟؟!!
وهكذا تحولت هدية وعطية السماء للبشرية إلى مجرد بطاقة عقيمة وجوفاء خالية من أية إشارات من قريب أو من بعيد لميلاد المسيح حتى لا تسبب لمشاعر وأحاسيس الأخرين أية إساءة أو أذيَّة ، وأصبحت ذكرى ميلاد يسوع طفل المزود هى عبارة عن مجرد إحتفال سنوى بفصل من فصول السنة Season Greetings!! وأصبح الكريسماس عبارة عن سلعة تُباعُ وتُشْتَرَى ؟!
حتى الحيوانات المدللة من القطط والكلاب أصبح يوجد لها ملابس وهدايا خاصة بالكريسماس تباع فى مختلف المحلات الكبرى جنباً إلى جنب مع الأدوية والمسكنات لعلاج الأمراض التى تصيب البعض من الأفراد خاصة فى هذه الوقت من السنة والتى منها أمراض الربو والحساسية التى تسببها شجرة الكريسماس !! وكذلك التقلصات العصبية التى تصيب الجسم والقدمين وتورم الأصابع نتيجة المجهودات المبذولة فى التسوق لشراء هدايا الكريسماس !! علاوة على الصداع وعسر الهضم وأعراض الإفراط فى إحتساء الخمور التى تحدث بعد حفلات الكريسماس !! والأهم من هذا وذاك كله هو مرض الإكتئاب الذى يصيب الجميع بسبب فترة الكريسماس !!
فى كتابها ’’ الروح مصرية ... لمحات لمصرية مهاجرة ‘‘ ذكرت مؤلفته الدكتورة ليلى فريد أن مناسبة عيد ميلاد المسيح أصبح من الصعب تسميتها بإسمها الحقيقى فى بريطانيا !! كما أن بعض المدارس منعت تأدية التمثيلية التقليدية التى تروى قصة ميلاد المسيح مراعاة لمشاعر التلاميذ الغير مسيحيين وأولياء أمورهم !! هذا علاوة على عدم التصريح بوضع شجرة الكريسماس فى بعض الأماكن تفادياً لجرح مشاعر الديانات الأخرى !
يا إلهى ... !! هل إلى هذا الحد بلغ الإنكار والجحود من البعض من البشر لمن جاء وبذل ذاته عنهم وعن البشرية كلها بما فيهم من يعتقدون أن الإحتفال بدكرى ميلاده يؤذى مشاعرهم وأحاسيسهم ، وها نحن نجدهم يتحالفون مع الشيطان وأعوانه ضد الذى أعطاهم نعمة الخلاص من أسر وعبودية الشيطان !!
يا إلهى .. !! لقد سبق وحذرت وقلت : ’’ لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَىَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِى بِشَفَتَيْهِ ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّى ، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّى وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً . لِذلِكَ هأَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهذَا الشَّعْبِ عَجَبًا وَعَجِيبًا فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ ، وَيَخْتَفِى فَهْمُ فُهَمَائِهِ . ‘‘ إش 29 : 13 - 14
يا إلهى ... من أنا لكى أقول ها أنذا أجد أنهم لم يقتربوا إليك بفمهم ، ولا هم حتى قد أكرموك بشفاههم ؟ من أنا لكى أرى أن قلوبهم لا تزال بعيدة عنك وأنه ليست عندهم مخافة منك وأن مشورة الناس الأشرار قد صارت وصية ومُعَلِّمَةٌ لهم ؟!! إذ ماذا بعد أن أنكروا ذكرى ميلادك العجيب ؟ وماذا بعد أن محوا كل ما يُذَّكرهم بأنك أنت الذى لا زلت تصنع بهم عجباً ، وتُشْرِقُ شَمْسَك عَلَيهم ؟
متى تُبَادُ وتُمْحَى حكمة الحكماء ومتى يختفى فهم الفُهَمَاء ، هؤلاء الذين زرعوا الشك فى وجودك فى قلوب هذا الشعب ؟ ومتى يخزى كل الذين يتقولون عليك بالإثم ويقولون أنه لم يكن هناك تجسد ولا أن الإله قد أخذ صورة الإنسان لكى يفتدى الإنسان ويخلصه من عبودية الشيطان ؟! متى يفيقون من غفلتهم وسكرتهم ؟ ومتى يعودون إليك ويعرفوا أنك أنت الإله الحقيقى وحدك ؟
متى يعرفون ما هو المعنى الحقيقى للكريسماس ولا يعودوا يتساءلون يعنى إيه كريسماس ؟!
لِكَىْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ . ‘‘
ولذلك فقد لاح للبشرية النور من جديد ، وعاد لها الأمل من خلال هذا الميلاد المجيد .
تجول برأسى كل هذه الخواطر عن مفهوم الميلاد الإلهى وما هو المقصود منه عندما يحلُّ الإحتفال به كل عام خاصة فى الدول الغربية ، وأتساءل هل يصل هذا المفهوم إلى عقول وأذهان الناس فى الغرب ؟ وهل يعرف أطفالهم من هو هذا الطفل الذى وُلِدَ فى مِزْوَدٍ للبقر ؟ ولماذا يحتفل العالم كله بميلاده ؟
هل تساءلوا عن السبب فى أن يتحدد تاريخ الخليقة كلها فى عبارتين فقط هما فى اللغة العربية (قبل الميلاد BC ) و ( بعد الميلاد AD ) وتعنيان فى اللغة الإنجليزية Before Christ أى ما قبل ميلاد المسيح وفى اللغة اللاتينية Anno Domini وهى تعنى سنة الرب ، أى التقويم الذى تَحَدَّدَ وتَعَيَّنَ بميلاد المسيح ؟
ولا زلت أيضاً أتساءل هل يعرفون كل هذه المعانى والمفاهيم التى تدور حول هذا الميلاد المعجزى والفريد الذى غيَّر مجرى حياة البشرية بأجمعها ؟
الحقيقة المحزنة والمؤسفة فى نفس الوقت أن الغالبية العظمى من الشعوب الغربية لا تعرف شيئاً عن أىٍّ من هذه المعانى وتلك المفاهيم !! اللهم إلاَّ نُدْرة نادرة من كبار السن ، وهم غالباً من الذين نزحوا من دول أوروبا الشرقية إلى دول أوروبا الغربية هرباً من إلحاد وفاشية وقسوة النظام الشيوعى الذى كان قد أحكم سيطرته وقبضته على تلك الدول فى بدايات القرن العشرين ، وكان الإلحاد وإنكار وجود الله هما من أبرز سمات وأهداف هذا النطام إلى الحد الذى جعل قادته يأمرون بهدم الكنائس وحرقها ، وبإزالة الأديرة وهدمها ، وأيضاً بإلغاء كل ما يتعلق بالإيمان ويمت بصلة للديانة المسيحية فى كل نواحى الحياة ؟!
هذه النُدْرَة النادرة هى فقط التى تدرك معنى ومفهوم الفداء والخلاص الذى أعده الله للبشرية منذ تأسيس العالم بميلاد إبنه الوحيد يسوع المسيح . ومما يدعو للحزن وللآسف أيضاً أنه حتى الأجيال الجديدة التى جاءت من صُلْبِ هذه النُدْرَة النادرة قد تأثرت بالأفكار المادية التى تنادى بعدم وجود الله !! هذه الأفكار الإلحادية التى سادت المجتمعات الأوروبية الغربية التى وُلِدُوا ونَشَأُوا فيها ، وبالتالى فقد أصبح الإحتفال بذكرى ميلاد المسيح بالنسبة لكل هذه الأجيال هو مجرد تبادل الهدايا والبطاقات !! وحتى هذه البطاقات أصبحت تخلو من الإشارة إلى ميلاد المسيح !! فقط لكى لا تؤذى مشاعر وأحاسيس أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى ؟؟!!
وهكذا تحولت هدية وعطية السماء للبشرية إلى مجرد بطاقة عقيمة وجوفاء خالية من أية إشارات من قريب أو من بعيد لميلاد المسيح حتى لا تسبب لمشاعر وأحاسيس الأخرين أية إساءة أو أذيَّة ، وأصبحت ذكرى ميلاد يسوع طفل المزود هى عبارة عن مجرد إحتفال سنوى بفصل من فصول السنة Season Greetings!! وأصبح الكريسماس عبارة عن سلعة تُباعُ وتُشْتَرَى ؟!
حتى الحيوانات المدللة من القطط والكلاب أصبح يوجد لها ملابس وهدايا خاصة بالكريسماس تباع فى مختلف المحلات الكبرى جنباً إلى جنب مع الأدوية والمسكنات لعلاج الأمراض التى تصيب البعض من الأفراد خاصة فى هذه الوقت من السنة والتى منها أمراض الربو والحساسية التى تسببها شجرة الكريسماس !! وكذلك التقلصات العصبية التى تصيب الجسم والقدمين وتورم الأصابع نتيجة المجهودات المبذولة فى التسوق لشراء هدايا الكريسماس !! علاوة على الصداع وعسر الهضم وأعراض الإفراط فى إحتساء الخمور التى تحدث بعد حفلات الكريسماس !! والأهم من هذا وذاك كله هو مرض الإكتئاب الذى يصيب الجميع بسبب فترة الكريسماس !!
فى كتابها ’’ الروح مصرية ... لمحات لمصرية مهاجرة ‘‘ ذكرت مؤلفته الدكتورة ليلى فريد أن مناسبة عيد ميلاد المسيح أصبح من الصعب تسميتها بإسمها الحقيقى فى بريطانيا !! كما أن بعض المدارس منعت تأدية التمثيلية التقليدية التى تروى قصة ميلاد المسيح مراعاة لمشاعر التلاميذ الغير مسيحيين وأولياء أمورهم !! هذا علاوة على عدم التصريح بوضع شجرة الكريسماس فى بعض الأماكن تفادياً لجرح مشاعر الديانات الأخرى !
يا إلهى ... !! هل إلى هذا الحد بلغ الإنكار والجحود من البعض من البشر لمن جاء وبذل ذاته عنهم وعن البشرية كلها بما فيهم من يعتقدون أن الإحتفال بدكرى ميلاده يؤذى مشاعرهم وأحاسيسهم ، وها نحن نجدهم يتحالفون مع الشيطان وأعوانه ضد الذى أعطاهم نعمة الخلاص من أسر وعبودية الشيطان !!
يا إلهى .. !! لقد سبق وحذرت وقلت : ’’ لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَىَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِى بِشَفَتَيْهِ ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّى ، وَصَارَتْ مَخَافَتُهُمْ مِنِّى وَصِيَّةَ النَّاسِ مُعَلَّمَةً . لِذلِكَ هأَنَذَا أَعُودُ أَصْنَعُ بِهذَا الشَّعْبِ عَجَبًا وَعَجِيبًا فَتَبِيدُ حِكْمَةُ حُكَمَائِهِ ، وَيَخْتَفِى فَهْمُ فُهَمَائِهِ . ‘‘ إش 29 : 13 - 14
يا إلهى ... من أنا لكى أقول ها أنذا أجد أنهم لم يقتربوا إليك بفمهم ، ولا هم حتى قد أكرموك بشفاههم ؟ من أنا لكى أرى أن قلوبهم لا تزال بعيدة عنك وأنه ليست عندهم مخافة منك وأن مشورة الناس الأشرار قد صارت وصية ومُعَلِّمَةٌ لهم ؟!! إذ ماذا بعد أن أنكروا ذكرى ميلادك العجيب ؟ وماذا بعد أن محوا كل ما يُذَّكرهم بأنك أنت الذى لا زلت تصنع بهم عجباً ، وتُشْرِقُ شَمْسَك عَلَيهم ؟
متى تُبَادُ وتُمْحَى حكمة الحكماء ومتى يختفى فهم الفُهَمَاء ، هؤلاء الذين زرعوا الشك فى وجودك فى قلوب هذا الشعب ؟ ومتى يخزى كل الذين يتقولون عليك بالإثم ويقولون أنه لم يكن هناك تجسد ولا أن الإله قد أخذ صورة الإنسان لكى يفتدى الإنسان ويخلصه من عبودية الشيطان ؟! متى يفيقون من غفلتهم وسكرتهم ؟ ومتى يعودون إليك ويعرفوا أنك أنت الإله الحقيقى وحدك ؟
متى يعرفون ما هو المعنى الحقيقى للكريسماس ولا يعودوا يتساءلون يعنى إيه كريسماس ؟!