الحكيم والصدى 12243153570
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الحكيم والصدى 829894
ادارة المنتدي الحكيم والصدى 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الحكيم والصدى 12243153570
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الحكيم والصدى 829894
ادارة المنتدي الحكيم والصدى 103798

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلام ونعمة رب المجد يا زائر تكون معاك وتبارك حياتك


    الحكيم والصدى

    عماد ميخائيل المناهري
    عماد ميخائيل المناهري
    عضو مميز وخبير بالمنتدى
    عضو مميز وخبير بالمنتدى


    عدد المساهمات : 646
    تاريخ التسجيل : 03/09/2009
    العمر : 42

    الحكيم والصدى Empty الحكيم والصدى

    مُساهمة من طرف عماد ميخائيل المناهري الأربعاء سبتمبر 15, 2010 2:13 am


    يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على التضاريس من حوله في
    ...جوٍ نقي بعيداً عن صخب المدينة وهمومها ..
    سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما .. تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته..
    صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه
    فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل :آآآآه
    نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟
    فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟
    انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً: بل أنا أسألك من أنت؟
    ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟
    فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً " أنت جبان"
    فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل ..وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ...
    أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم
    الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .
    قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة
    الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..
    تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث ..
    وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي" : إني أحترمك "
    "كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..
    عجب الابن من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً :"كم أنت رائع "
    فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
    ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر
    تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية ....
    علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة : "أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) ..
    لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ..

    إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ..
    ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..
    الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..
    إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ...
    واذاأردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..
    وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..
    إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
    واذاأردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع
    إليهم لتفهمهم أولاً ..
    لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .
    أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون
    الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ..
    انه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت.


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 8:25 pm