( الأحد الأول من الصوم الكبير )
14 فبراير 2010 | 7 أمشير 1726 |
السنكسار
اليوم السابع من شهر أمشير المبارك
1- نياحة القديس الكسندروس الثانى بابا الإسكندرية الثالث والأربعين
2- نياحة القديس تاؤدورس بابا الإسكندرية الخامس والأربعين
1- فى هذا اليوم من سنة 715 م تنيح الأب الكسندروس الثانى بابا الإسكندرية الثالث والأربعون . كان هذا القديس من أهل بنا. وترهب بدير الباتيرون أى دير الآباء وهو الذى كان معروفا بدير الزجاج الكائن غرب الإسكندرية . ونظرا لتقواه وعلمه أختير لكرسى البطريركية . وقد نالته فى مدة رئاسته شدائد كثيرة . وكان معاصرا للخليفة الوليد بن عبد الملك ، الذى لما تولى الخلافة عين أخاه عبد الله واليا على مصر سنة 698 م ، فأساء عبدالله معاملة المسيحيين ، وصادر رهبان برية شيهيت . وبلغ به شره أنه دخل يوما ديرا قبلى مصر ، حيث أبصر أيقونة العذراء مريم والدة الإله ، ولما سأل عنها وقيل له أنها صورة العذراء مريم أم المسيح مخلص العالم ، بصق على الصورة قائلا : إن عشت فسأبيد النصارى ، ثم جدف على السيد المسيح أيضا. فلما صار الليل رأى فى نومه ما أزعجه وأدخل الرجفة إلى قلبه ، فكتب يخبر أخاه قائلا :إننى تألمت البارحة إذ رأيت رجلا جالسا على منبر عظيم ووجهه يشرق أكثر من الشمس ، وحوله ربوات حاملين سلاحا ، وكنت أنا وأنت مربوطين ومطروحين خلفه ، فلما سألت من هذا ؟ قيل لى هذا يسوع المسيح ملك النصارى الذى هزأت به بالأمس. ثم أتانى واحد من حاملى السلاح فطعننى بحربة فى جنبى. فحزن أخوه جدا من تلك الرؤيا. أما عبد الله هذا فأصيب بحمى شديدة ومات فى تلك الليلة . وبعد أربعين يوما مات أخوه الوليد أيضا.
وفى سنة 701م تولى آخر مكانه وحذا حذوه، فأساء إلى المسيحيين وقبض على القديس الكسندروس ، وظل يعذبه إلى أن جمع له من المؤمنين ثلاثة آلاف دينار فأهلكه الله سريعا ، وقام بعده وال آخر أشر منه فقبض وزيره على الأب البطريرك وطلب منه ثلاثة آلاف دينار ، فإعتذر إليه الأب قائلا أن المال الذى قدمه لسلفه ، جمع بعضه من المؤمنين ، والبعض الآخر استدانه ، فلم يقبل الوالي منه هذا القول ، وأخيرا طلب منه مهلة فأمهله ، فمضى إلى الصعيد لجمعها من صدقات المؤمنين . وفى أثناء تجوله رأى أن راهبا سائحا أمر إثنين من تلاميذه الرهبان بحفر مغارة ، وفيما هما كانا يحفران وجدا خمسة أكواب من نحاس مملوءة ذهبا . فأحتفظ بواحد منها وأعطى السائح الأربعة. فأرسلها هذا إلى الأب البطريرك ، أما التلميذان فأخذا الذهب ومضيا إلى العالم ، وتركا الرهبنة وتزوجا واقتنيا الجواري والعبيد والمواشي ،وعلم بهما الوالي ، فاستدعاهما إليه و هددهما فأخبراه بأمر الخمسة الأكواب و أن أربعة منها أخذها الأب البطريرك ، فأسرع توا إلى الدار البطريركية و نهب ما وجده من أواني الكنيسة ، ثم قبض على الأب البطريرك و و أهانه و أودعه السجن ، و طالبه بالأكواب و بالثلاثة آلاف دينار ، و لم يطلقه حتى دفعها له.
وبعد ذلك بقليل مات هذا الوالي ، وقام بعده وال آخر أشر منه ، إذ أنه كلف المؤمنين أن يرسموا على أيديهم عوض علامة الصليب المجيد ، اسم الوحش الذي تنبأ عنه يوحنا الثاؤلوغوس، وأمر أن يكون هذا في سائر البلاد . وطلب من الأب البطريرك أن يرسم هو أيضا على يده هذه العلامة فأبى، وإذ أصر رجاه الأب أن يمهله ثلاثة أيام ، ثم مضى إلى قلايته وسأل الرب يسوع أن لا يتخلى عنه حتى لا يقع في هذه التجربة ، فسمع الرب صلاته وافتقده بمرض بسيط ، فذهب واستأذن الوالي في الذهاب إلى الإسكندرية فلم يسمح له ، ظنا منه أنه يتمارض ليعفى من الوسم. و بعد ذلك ألهمه الرب أنه بعد أربعة أيام يتنيح ،فأبلغ ذلك إلى تلاميذه وطلب منهم إعداد مركبة لحمل جسده ودفنه جوار أجساد الآباء القديسين ، ثم تنيح بسلام فحملوا جسده ونقلوه كما طلب.
وفى زمن هذا الأب كان للملكية بمصر بطريرك يسمى أنسطاسيوس ،وقد أثار عليه غضب شعبه لمسالمته للأرثوذكسيين ومحبته لهم ، فتركهم وجاء إلى البابا الكسندروس وإعترف أمامه بالإيمان الأرثوذكسى. فأكرمه البابا الكسندروس إكراما كثيرا ، وأراد أن يسلم إليه شئون البطريركية وينفرد هو للعبادة في أحد الأديرة ، فأبى الأب أنسطاسيوس ،وقال له لو كنت أرغب في البطريركية ، لبقيت هناك ، فقد كنت بطريركا ، ولكنى أريد أن أكون لك تلميذا . وأخيرا قبل أن يتسلم إحدى الأسقفيات فرعى الرعية التى أؤتمن عليها أحسن رعاية.
وقد أقام الأب الكسندروس على الكرسي البطريركى 24 سنة و 9 أشهر.
صلاته تكون معنا . آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا من سنة 728 م تنيح الأب القديس تاؤدوروس بابا الإسكندرية الخامس والأربعون ، وكان هذا الأب راهبا بدير عند مريوط يعرف بدير طنبورة ، تحت إرشاد وتدبير شيخ فاضل قديس يدعى يوأنس. وقد أوحى إليه من الروح القدس أن تلميذه تادرس سيصير يوما ما بطريركا . فأخبر من يهمهم الأمر ومن يلوذون به بهذا . وكان تادرس مجاهدا فى عبادته ، كاملا فى إتضاعه ووداعته . فأختير بإرادة الله للبطريركية فرعى رعية السيد المسيح أفضل رعاية ، وكان مداوما على القراءة ووعظ شعبه فى أغلب الأيام خصوصا أيام الآحاد والأعياد . وأكمل على الكرسى المرقسى إثنتى عشرة سنة وتنيح بسلام.
صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.
2- نياحة القديس تاؤدورس بابا الإسكندرية الخامس والأربعين
1- فى هذا اليوم من سنة 715 م تنيح الأب الكسندروس الثانى بابا الإسكندرية الثالث والأربعون . كان هذا القديس من أهل بنا. وترهب بدير الباتيرون أى دير الآباء وهو الذى كان معروفا بدير الزجاج الكائن غرب الإسكندرية . ونظرا لتقواه وعلمه أختير لكرسى البطريركية . وقد نالته فى مدة رئاسته شدائد كثيرة . وكان معاصرا للخليفة الوليد بن عبد الملك ، الذى لما تولى الخلافة عين أخاه عبد الله واليا على مصر سنة 698 م ، فأساء عبدالله معاملة المسيحيين ، وصادر رهبان برية شيهيت . وبلغ به شره أنه دخل يوما ديرا قبلى مصر ، حيث أبصر أيقونة العذراء مريم والدة الإله ، ولما سأل عنها وقيل له أنها صورة العذراء مريم أم المسيح مخلص العالم ، بصق على الصورة قائلا : إن عشت فسأبيد النصارى ، ثم جدف على السيد المسيح أيضا. فلما صار الليل رأى فى نومه ما أزعجه وأدخل الرجفة إلى قلبه ، فكتب يخبر أخاه قائلا :إننى تألمت البارحة إذ رأيت رجلا جالسا على منبر عظيم ووجهه يشرق أكثر من الشمس ، وحوله ربوات حاملين سلاحا ، وكنت أنا وأنت مربوطين ومطروحين خلفه ، فلما سألت من هذا ؟ قيل لى هذا يسوع المسيح ملك النصارى الذى هزأت به بالأمس. ثم أتانى واحد من حاملى السلاح فطعننى بحربة فى جنبى. فحزن أخوه جدا من تلك الرؤيا. أما عبد الله هذا فأصيب بحمى شديدة ومات فى تلك الليلة . وبعد أربعين يوما مات أخوه الوليد أيضا.
وفى سنة 701م تولى آخر مكانه وحذا حذوه، فأساء إلى المسيحيين وقبض على القديس الكسندروس ، وظل يعذبه إلى أن جمع له من المؤمنين ثلاثة آلاف دينار فأهلكه الله سريعا ، وقام بعده وال آخر أشر منه فقبض وزيره على الأب البطريرك وطلب منه ثلاثة آلاف دينار ، فإعتذر إليه الأب قائلا أن المال الذى قدمه لسلفه ، جمع بعضه من المؤمنين ، والبعض الآخر استدانه ، فلم يقبل الوالي منه هذا القول ، وأخيرا طلب منه مهلة فأمهله ، فمضى إلى الصعيد لجمعها من صدقات المؤمنين . وفى أثناء تجوله رأى أن راهبا سائحا أمر إثنين من تلاميذه الرهبان بحفر مغارة ، وفيما هما كانا يحفران وجدا خمسة أكواب من نحاس مملوءة ذهبا . فأحتفظ بواحد منها وأعطى السائح الأربعة. فأرسلها هذا إلى الأب البطريرك ، أما التلميذان فأخذا الذهب ومضيا إلى العالم ، وتركا الرهبنة وتزوجا واقتنيا الجواري والعبيد والمواشي ،وعلم بهما الوالي ، فاستدعاهما إليه و هددهما فأخبراه بأمر الخمسة الأكواب و أن أربعة منها أخذها الأب البطريرك ، فأسرع توا إلى الدار البطريركية و نهب ما وجده من أواني الكنيسة ، ثم قبض على الأب البطريرك و و أهانه و أودعه السجن ، و طالبه بالأكواب و بالثلاثة آلاف دينار ، و لم يطلقه حتى دفعها له.
وبعد ذلك بقليل مات هذا الوالي ، وقام بعده وال آخر أشر منه ، إذ أنه كلف المؤمنين أن يرسموا على أيديهم عوض علامة الصليب المجيد ، اسم الوحش الذي تنبأ عنه يوحنا الثاؤلوغوس، وأمر أن يكون هذا في سائر البلاد . وطلب من الأب البطريرك أن يرسم هو أيضا على يده هذه العلامة فأبى، وإذ أصر رجاه الأب أن يمهله ثلاثة أيام ، ثم مضى إلى قلايته وسأل الرب يسوع أن لا يتخلى عنه حتى لا يقع في هذه التجربة ، فسمع الرب صلاته وافتقده بمرض بسيط ، فذهب واستأذن الوالي في الذهاب إلى الإسكندرية فلم يسمح له ، ظنا منه أنه يتمارض ليعفى من الوسم. و بعد ذلك ألهمه الرب أنه بعد أربعة أيام يتنيح ،فأبلغ ذلك إلى تلاميذه وطلب منهم إعداد مركبة لحمل جسده ودفنه جوار أجساد الآباء القديسين ، ثم تنيح بسلام فحملوا جسده ونقلوه كما طلب.
وفى زمن هذا الأب كان للملكية بمصر بطريرك يسمى أنسطاسيوس ،وقد أثار عليه غضب شعبه لمسالمته للأرثوذكسيين ومحبته لهم ، فتركهم وجاء إلى البابا الكسندروس وإعترف أمامه بالإيمان الأرثوذكسى. فأكرمه البابا الكسندروس إكراما كثيرا ، وأراد أن يسلم إليه شئون البطريركية وينفرد هو للعبادة في أحد الأديرة ، فأبى الأب أنسطاسيوس ،وقال له لو كنت أرغب في البطريركية ، لبقيت هناك ، فقد كنت بطريركا ، ولكنى أريد أن أكون لك تلميذا . وأخيرا قبل أن يتسلم إحدى الأسقفيات فرعى الرعية التى أؤتمن عليها أحسن رعاية.
وقد أقام الأب الكسندروس على الكرسي البطريركى 24 سنة و 9 أشهر.
صلاته تكون معنا . آمين.
2- وفى هذا اليوم أيضا من سنة 728 م تنيح الأب القديس تاؤدوروس بابا الإسكندرية الخامس والأربعون ، وكان هذا الأب راهبا بدير عند مريوط يعرف بدير طنبورة ، تحت إرشاد وتدبير شيخ فاضل قديس يدعى يوأنس. وقد أوحى إليه من الروح القدس أن تلميذه تادرس سيصير يوما ما بطريركا . فأخبر من يهمهم الأمر ومن يلوذون به بهذا . وكان تادرس مجاهدا فى عبادته ، كاملا فى إتضاعه ووداعته . فأختير بإرادة الله للبطريركية فرعى رعية السيد المسيح أفضل رعاية ، وكان مداوما على القراءة ووعظ شعبه فى أغلب الأيام خصوصا أيام الآحاد والأعياد . وأكمل على الكرسى المرقسى إثنتى عشرة سنة وتنيح بسلام.
صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما أبديا آمين.