اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر 12243153570
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر 829894
ادارة المنتدي اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر 12243153570
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر 829894
ادارة المنتدي اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر 103798

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سلام ونعمة رب المجد يا زائر تكون معاك وتبارك حياتك


4 مشترك

    اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأحد يونيو 05, 2011 9:32 pm

    [size=25]سفر اعمال الرسل - اصحاح 1 - اسفار الكتاب المقدس - العهد الجديد
    =============
    الأصحاح الأول

    1 الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به

    2 إلى اليوم الذي ارتفع فيه، بعد ما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم

    3 الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة، بعد ما تألم، وهو يظهر لهم أربعين يوما، ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله

    4 وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني

    5 لأن يوحنا عمد بالماء، وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الأيام بكثير

    6 أما هم المجتمعون فسألوه قائلين: يا رب، هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل

    7 فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه

    8 لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض

    9 ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم

    10 وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض

    11 وقالا: أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟
    إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى
    السماء

    12 حينئذ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون، الذي هو بالقرب من أورشليم على سفر سبت

    13 ولما دخلوا صعدوا إلى العلية التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويعقوب
    ويوحنا وأندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان
    الغيور ويهوذا أخو يعقوب

    14 هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء، ومريم أم يسوع، ومع إخوته

    15 وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ، وكان عدة أسماء معا نحو مئة وعشرين. فقال

    16 أيها الرجال الإخوة ، كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح
    القدس فقاله بفم داود، عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع

    17 إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة

    18 فإن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها

    19 وصار ذلك معلوما عند جميع سكان أورشليم، حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما أي: حقل دم

    20 لأنه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن. وليأخذ وظيفته آخر

    21 فينبغي أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج

    22 منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا، يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته

    23 فأقاموا اثنين: يوسف الذي يدعى بارسابا الملقب يوستس، ومتياس

    24 وصلوا قائلين: أيها الرب العارف قلوب الجميع، عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته

    25 ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه

    26 ثم ألقوا قرعتهم، فوقعت القرعة على متياس، فحسب مع الأحد عشر رسولا
    [/size]


    عدل سابقا من قبل عاشق تماف ايرينى(امى) في الخميس يونيو 16, 2011 10:54 am عدل 1 مرات
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأحد يونيو 05, 2011 9:48 pm

    تفسير الاصحاح الاول لابونا القمص انطونيوس فكري


    الإصحاح الأول آية (1) :-( الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به).
    الكلام
    الأول = هو إنجيل لوقا أمّا الكلام الثانى فهو سفر الأعمال المكمل للكلام
    الأول. الكلام الأول هو ما إبتدأ يسوع أن يعمله وهو على الأرض بالجسد
    والثانى هو ما إستمر المسيح يعمله فى كنيسته بواسطة تلاميذه بقيادة الروح
    القدس.

    ثاوفيلس = تعنى محب الإله. فالكتاب موجه لكل من يحب الله.
    يفعله
    ويُعلم به = فالإنجيل هو تعليم وعمل معاً (يع 22:1 + مت 19:5). لقد ثبت
    المسيح أقواله بأعماله "تعلموا منى، لأنى وديع ومتواضع (مت 29:11).

    آية (2) :-
    (إلى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما أوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم.)
    إرتفع
    فيه= فهو إستمر يعلم حتى يوم صعوده. بعدما أوصى بالروح القدس = بعد قدَّم
    وصاياه بالروح القدس لتلاميذه، وهنا يسميهم رسل = عملهم الآن هنا نسمع أن
    السيد يقدم وصاياه بالروح، وقيل أنه يخرج الشياطين بالروح (مت 28:12).

    آية (3) :-
    (الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله.)
    ظهور
    المسيح لتلاميذه وللمجدلية كان تثبيتاً للقيامة وقوتها ومجدها وإظهاراً
    لسلطانه على الموت. وليشهد التلاميذ بعد ذلك عن القيامة بكل ثقة وتأكيد.

    ببراهين
    = حتى لا يظنوه روحاً أكل معهم وشرب وطلب من توما أن يضع أصبعه فى جروحه.
    وبتوجيهاته إصطاد التلاميذ سمكاً بعد ليله فاشلة. بل أن عدداً كبيراً رأوه
    بعد القيامة، أكثر من 500 أخ (1كو 6:15).

    الأمور المختصة بملكوت الله =
    من يتوب تكون له قيامة أولى، ومن يعتمد يموت ويقوم مع المسيح وينضم إلى
    ملكوت الله، فإن عاش حياة التوبة مجاهداً يكون له نصيب فى القيامة الثانية
    كما قام المسيح من الأموات ويكون له مجد فى السموات، لكن الآلام هى الطريق
    لهذا المجد. وأن بموت المسيح وقيامته صرنا نشترك معه فى موته بالمعمودية
    فتغفر خطايانا، ونقوم معه وتكون لنا حياة هى حياته، هذا هو ملكوت السموات
    مؤمنين ماتوا عن العالم ليحيا المسيح فيهم. ولهم حياة أبدية تبدأ الآن على
    الأرض وتمتد فى السماء فى المجد.

    أربعين يوماً = ما بين القيامة والصعود
    ومن المؤكد أن المسيح سلم لتلاميذه خلال هذه الفترة أسرار الكنيسة،
    المعمودية ووضع اليد والإفخارستيا التى هى إتحاد أيضاً مع المسيح فى موته
    وقيامته. فى هذه الأربعين يوما لم يشفى أمراض، بل أعلن شخصه وإنه غالب
    العالم الشرير والشيطان والموت، من يقتنيه يقتنى الغلبة والحياة.

    آية (4) :-
    (وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الأب الذي سمعتموه مني.)
    كان
    هذا اللقاء وهذا الحوار هو الأخير بين المسيح وتلاميذه وبعده صعد للسماء.
    ينتظروا = ليس فى إسترخاء بل فى حالة صلاة إلى أن يحل عليهم الروح فالروح
    لا يحل إلاّ على من يشتاق إليه ويطلبه فى الصلاة وهذا ما حدث، فالتلاميذ
    بعد أن فارقهم المسيح بصعوده فقدوا التعزية فصاروا يطلبون الروح باشتياق
    ليعزيهم.

    موعد الأب = أى الروح القدس الذى وَعَدَهم به المسيح والذى
    ينبثق من الآب. ولا يمكن أن يحل الروح القدس إلاّ على من ينتظره بروح
    الصلاة والجهاد. وأسماه موعد الأب حسب ما قال إشعياء ويوئيل أنه روح الله
    (أش 15:32 + 3:44 + يؤ 28:2-32). والمسيح لم يحدد لهم موعد حلول الروح
    فملكوت الله لا يأتى بمراقبة. ووعد المسيح بحلول الروح عليهم نجده فى (لو
    43:24-49 + يو ص14 - ص16).

    آية (5) :-
    (لان يوحنا عمد بالماء وأما انتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير.)
    هم
    قبلوا سابقاً معمودية الماء، وكانوا يعمدون بالماء. وعند حلول الروح القدس
    سيقبلون معمودية الروح، وهم قبلوا كتلاميذ معمودية الماء ومعمودية الروح
    فى وقتين متعاقبين، أمّا نحن فنأخذهما كفعل أو كعمل واحد الآن. كان وضع
    التلاميذ وضع إستثنائى لأن الروح لم يكن قد حَّل بعد.

    آيات (6،7) :-
    (أما
    هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل.
    فقال لهم ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الأب في سلطانه.)

    هنا
    نرى التلاميذ كيهود مازالوا على تعلقهم بالوطن الأرضى وطلبهم ملك أرضى،
    وهذا إنتهى تماماً بعد حلول الروح القدس. لقد تصوَّر التلاميذ أن حلول
    الروح القدس كما وَعدَهم المسيح وكما تنباً يوئيل وإشعياء من قبل، هو بداية
    لملكوت أرضى وعودة الملك لإسرائيل. هذه الحيرة سببها غياب الروح القدس،
    أمّا بعد حلول الروح القدس فقد فهموا معنى الملكوت السماوى، ألم يقل لهم
    المسيح أن الروح يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم (يو 26:14). وبنفس
    المفهوم الأرضى للملكوت طلب يوحنا ويعقوب إبنا زبدى أن يجلسا عن يمين
    المسيح ويساره فى ملكوته. أمّا ملكوت الله فإتسع ليشمل الأرض كلها والسماء،
    ولم يعد حدود لإسرائيل. فإسرائيل الله شمل السماء والأرض.

    الأزمنة
    والأوقات = الأزمنة تقال على وقت أطول والأوقات على وقت أقصر ويقال أن
    الأزمنة تعنى الزمن أمّا الأوقات فتعنى الحوادث الزمنية التى تصاحب ذلك.
    والله حر يعلن ما يشاء فى الوقت الذى يشاءه هو. إن كشف الأزمنة والأوقات
    ليس فى صالح نمو ملكوت الله. ولكن علينا بثقة أن نعمل ونجاهد دون أن ننظر
    إلى تحديد مواعيد، بل بثقة ننتظر مجيئه وأنه سيأتى.

    آية (8:-
    (لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.)
    لكنكم
    = المسيح أمام لهفة التلاميذ لمعرفة المستقبل يطمأنهم بأنه سيكون لديهم
    القوة الكافية للشهادة للمسيح وتأسيس هذا الملكوت فى كل العالم. فبدل
    اللهفة على معرفة الأزمنة فليهتموا برسالتهم.

    شهوداً = ونحن نشهد للمسيح بأعمالنا الصالحة فالكرازة جزء من الشهادة.
    قوة
    = هى قوة فوق الطبيعة، قوة تصنع المعجزات، وتغير قلوب البشر. وهذه القوة
    سيستمدونها من الروح القدس الذى سيحل عليهم. وسبق السيد وشرح لهم أن لا
    يخافوا حين يقفوا أمام ملوك وولاة فالروح القدس سيعطيهم ما يتكلمون به (مت
    19:10 + لو 14:21،15). والتسلسل الذى قاله المسيح هنا عن إنتشار
    الكرازة.أورشليم / اليهودية / السامرة / أقصى الأرض. هو ما نراه مطبقاً وتم
    حسب هذه النبوة تماماً عبر سفر الأعمال.

    ص1 – ص7 تغطى الشهادة فى أورشليم.
    ص8 – 18:11 تغطى الشهادة فى اليهودية والسامرة.
    الباقى من السفر تغطى الشهادة فى كل الأرض حتى روما.
    والبداية
    كانت بأورشليم ففيها نفوس معدَّة ومهيَّأة تربت على خوف الله وطاعة
    الناموس، نفوس كانت أمينة لله، تابوا على يد المعمدان وتتلمذوا على الناموس
    لا غرض لهم سوى مجد الله. هؤلاء لم ولن يتركهم الله، وآمن منهم 3000 نفس
    بعظة بطرس يوم الخمسين. إذاً عوضاً عن ملك الله على إسرائيل، المسيح هنا
    يلفت نظرهم بملكه على كل العالم.

    آية (9) :-
    (ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم.)
    سحابة
    = (2صم 10:22،11 + دا 13:7،14 + مز3:104 + مز 26:13) السحاب هنا هو لإخفاء
    المجد الذى لا يستطيع البشر أن يعاينوه، لذلك فهو إعلان عن حضور الله.
    إرتفع = (يو 32:12).

    من أخلي ذاته من قبل هو قادر أن يستعيد ما سبق
    وتخلي عنه.والمسيح صعد بنفس جسده الذى صلب ومات وقام به. الصعود ونبواته =
    مز 47 :5،7،8 + مز 18 :10 + مز 24 :7 -10 + مز 110 :1 + مز68 : 18. صعود
    المسيح أعطي التلاميذ فكره عن أن ملكوت المسيح سماوي وليس أرضي.

    آيات (10،11):-
    (وفيما
    كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض.
    قالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا
    الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء.)

    الملاكان
    هنا هما شاهدان بصعود المسيح.والملابس البيضاء هي إعلان عن قداستهما
    وطبيعتهما السمائية النورانية. ولقد طلب الملاكان من التلاميذ أن يكفوا عن
    البحث عما لا تدركه العين البشرية.والملاكان يعزيان التلاميذ لأن المسيح قد
    فارقهم بقولهم أنه سيعود سيأتي هكذا كما رأيتموه = أي بنفس جسده الذي صلب
    به وقام به وصعد به. ولاحظ أن مجئ المسيح لن يكون أرضياً ليحكم علي الأرض
    1000 سنه كما يظن أصحاب الملك الألفي بل سيأتي علي السحاب مت 24 :30 وذلك
    لا ليحكم علي الأرض ولكن ليأخذ مختاريه معه إلي السماء مت 24 :31 +2 تي 4 :
    17.

    آية (12) :-
    (حينئذ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من أورشليم على سفر سبت.)
    في لو 24 : 5 يشير لأن هذا حدث في بيت عنيا. وبيت عنيا متاخمة لجبل الزيتون، وعلي بعد حوالي
    2
    كم من الجبل. فهم خرجوا مع المسيح من بيت عنيا إلي جبل الزيتون ومن هناك
    صعد المسيح. فعادوا إلي اورشليم التي هي علي بعد مسافة 1 كم من جبل
    الزيتون. سفر سبت = هي المسافة المسموح بالسفر بها خلال يوم السبت وهي تقدر
    بحوالي 1 كم. وفي لو 24 :25 نجد التلاميذ يعودون فرحين إذ حصلوا علي وعد
    بأنه سيعود.

    آية (13) :-
    (ولما دخلوا صعدوا إلى
    العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما
    وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب.)

    نلاحظ
    أن بطرس دائماً إسمه يتقدم باقي التلاميذ في كل قوائم أسماء التلاميذ التي
    وردت في أناجيل متي ومرقس ولوقا وفي سفر الأعمال وسمعان الغيور هو سمعان
    القانوي. وكان يتبع جماعه الغيورين وهي جماعه متعصبة تنادي بالتحرر من
    الرومان بالقوة. ومجموعه الغيورين هذه هي التي تسببت في إشعال الحرب مع
    الرومان التي أحرقت فيها أورشليم.

    القانوى = أي الذي من قانا.
    العلية
    = هي غرفة فوق السطح في البيوت اليهودية تستعمل كغرفه صلاة وخلوة. وكان
    هذا المنزل هومنزل مريم أم القديس مرقس كاروز ديارنا المصرية. وفى هذه
    العلية أقام الرب العشاء الأخير فحسبت أول كنيسة فى العالم. ويبدو أنها
    كانت متسعة فشملت التلاميذ وغيرهم.

    آية (14) :-
    (هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع اخوته.)
    نلاحظ
    أن الروح القدس يحل علي من يصلي بحرارة ولجاجة = يواظبون وبنفس واحدة =
    هنا إرتباط وإتحاد في الفكر والقلب. وكانت صلواتهم هي صلوات السواعي
    اليهودية. مع النساء = هؤلاء الذين تبعن المسيح من الجليل لو 8 :1 –3 +مت
    27 : 55،56 + مر 15 :4

    مع إخوته = هؤلاء لم يؤمنوا به في حياته. وقد
    يكونوا أولاد يوسف من زواج سابق أو أولاد خالة أو عمة المسيح. وهم يعقوب
    ويوسى وسمعان ويهوذا وهم أمنوا به بعد القيامة (مر 3:6 + مت 55:13 + يو
    5:7). ويعقوب أخو الرب ظهر له المسيح بعد قيامته فى ظهور خاص (1كو 7:15).

    آيات (15-17):-
    (وفي
    تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ وكان عدة أسماء معا نحو مئة وعشرين
    فقال. أيها الرجال الاخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح
    القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. إذ
    كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة.)

    نحو 120 = كان
    اليهود يحددوا رقم 120 كأصغر رقم لابد أن يتوفر لأى جماعة يهودية لتأخذ
    صفتها الجماعية ويكون لها الحق فى تدبير ذاتها وكان هذا تقليد يهودى. وبطرس
    يشير للنبوات التى تنبأت عن يهوذا ليشرح أن خيانة يهوذا ليست حدثاً عارضاً
    إنما قصة لها جذورها العميقة وبمشورة الله الأزلية. وواضح هنا دور بطرس
    القيادى ربما لسنه أو لغيرته. ونفهم أنه طالما أن الرب إختار يهوذا فهو
    إذاً كان صالحاً وقت إختياره لكنه إنحرف فيما بعد لذلك ينبه بولس الرسول
    "إذاً من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط (1كو 12:10) واختيار السيد ليهوذا
    فيه درسين لنا :

    (1) أن تقبل الكنيسة الكل وتعطى كل واحد فرصة للتوبة.
    (2) أن لا يتشبه به أحد ويحب المال.
    هذه الخدمة = هى خدمة الشهادة لله كوكلاء سيقدمون حساباً عنها.
    بفم
    داود = بطرس وغيره إستخدموا نبوات العهد القديم للإشارة للمسيح (25:2 +
    34:2 + 31:2-32) فإعتبر أن أعداء صاحب المزامير هم أعداء المسيا
    (25:4،26،27) والرسل إستبدلوا كلمة عبدك بكلمة فتاك.

    آيات (18،19) :-
    (فان
    هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت
    أحشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في
    لغتهم حقل دما اي حقل دم.)

    يهوذا رمى الفضة لرؤساء الكهنة، وهم
    إشتروا الحقل. لكن بطرس كنوع من الإحتجاج على عمل يهوذا نسب له شراء الحقل
    بمعنى "ما الذى إقتنيته يا يهوذا بفضة خيانتك". ويهوذا بعد أن شنق نفسه سقط
    وإنسكبت أحشاءه. والحقل سمى حقل دم لأن المال ثمن دم يُسلَّم للموت.

    آية (20) :-
    (لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته أخر.)
    المزمور
    هو (25:69،28 + 8:109،16،17). وبطرس هنا يفكر فى شخص يتحمل مسئولية
    الكرازة. فهو إعتبر أن الرب إختار 12. إذاً هو يريدهم 12. وفى (25:69) نجد
    الآية لتصر دارهم خرابا.ً فالكلام ليس عن يهوذا فقط بل عن رؤساء الكهنة
    الذين صلبوا المسيح. وهذا تم بالفعل إذ خَرِبَ الهيكل وأوقف الكهنوت سنة
    70م بل أن تيطس قتل وذبح وأحرق الكهنة مع رؤسائهم.

    آيات (21،22) :-
    (فينبغي
    أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل إلينا الرب يسوع
    وخرج. منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم
    شاهدا معنا بقيامته.)

    كانت الصفات التى يشترطونها فيمن يحل محل يهوذا:
    (1)
    أن يكون قد عاصر الرب وسمعه ورآه وعاصر موته ورأى قيامته. دخل الرب وخرج =
    رافقنا = أى تعامل فيها معنا الرب يسوع بكل الفة ومحبة.

    (2) أن يكون قد
    إجتمع مع الرسل = معنا وعَرِفَ أنهم الرسل المختارين وعاش كما يعيشون فى
    إيمان بالمسيح وفى خوف الله. وربما كان إختيارهم من واحد من السبعين.

    آية (23) :-
    (فأقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس ومتياس.)
    متياس
    = يعنى عطية يهوة. وهو بحسب تاريخ يوسابيوس فهو من السبعين وقد بشر بحسب
    التقليد الكنسى بلاد الحبشة. أما يوسف بارسابا فيروى عنه بابياس مستنداً
    على شهادة بنات فيلبس أنه شرب سم أفعى بإسم المسيح متحدياً الوثنيين ولم
    يصبه أذى (مر 18:16) وهم إختاروا الأكثر حكمة وتقوى.

    آية (24) :-
    (وصلوا قائلين أيها الرب العارف قلوب الجميع عين أنت من هذين الاثنين أيا اخترته.)
    هم
    إختاروا إثنين رأوا أنهم أكفاء لهذه الخدمة وبالصلاة تم القرعة تركوا
    الإختيار لله. وكانت القرعة عادة متبعة عند اليهود. ولكن هذه أول وآخر مرة
    نسمع فيها عن القرعة فى الإنجيل (العهد الجديد). فبعد هذا مباشرة حَّل
    الروح القدس وصار يرشد الكنيسة ويقودها. وهناك الآن من أفراد الشعب من يلجأ
    للقرعة لتحديد أمر ما، وعلينا عدم الإسراف فى هذه الطريقة فالله أعطانا
    الروح القدس ليرشدنا، بل هناك من يتشكك بعد ظهور القرعة إذا جاءت غير متفقة
    مع رغبته. وطوبى لمن لا يدين نفسه فيما يستحسنه (رو 22:14). فعلينا أن
    نصلى ونفكر ماذا نريد ونتخذ قرارنا بإيمان أن الله سيبارك فى القرار الذى
    إتخذناه، وإن كان ليس من الله فهو قادر أن يبطله.

    آية (25) :-
    (ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب إلى مكانه.)
    قرعة
    هذه الخدمة = هى قرعة تؤدى للألام فى طريق الخدمة الشاق ولكنه طريق المجد.
    تعداها يهوذا = بسقوطه وليذهب إلى مكانه الذى يستحقه على جريمته والذى
    إختاره بنفسه أى يموت ويهلك.

    آية (26) :-
    (ثم القوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولا.)
    حين
    استشهد بعد ذلك القديس يعقوب لم يختاروا أحداً مكانه فمكانه محفوظ فى
    السماء. ولكن يهوذا بسقوطه خسر مكانه فى السماء فإنتخبوا متياس مكانه (رؤ
    12:21).

    رقم 12 هو عدد الأسباط فى العهد القديم وهو عدد التلاميذ فى العهد الجديد وهو يشير لملكوت الله أى من هم شعب الله.
    رقم 12 = 3 (الثالوث) × 4 (كل العالم). أى المؤمنين بالله مثلث الأقانيم فى كل العالم
    وكان هذا هو عمل التلاميذ أن ينشروا الإيمان بالثالوث فى كل العالم.
    امجد رافت المÙ
    امجد رافت المÙ
    المدير المساعد


    عدد المساهمات : 2436
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف Ø§Ù…جد رافت الم٠الإثنين يونيو 06, 2011 1:26 am

    تفاعل جيد
    واحب افرحكم بأنه تم تكليف مجموعة الأفتقاد
    ومجموعة مراسلين المنتدى
    avatar
    جدو المناهرى
    نائب المدير


    عدد المساهمات : 225
    تاريخ التسجيل : 15/09/2009
    العمر : 45

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف جدو المناهرى الإثنين يونيو 06, 2011 11:53 am

    الله ينور يا ابو خليل
    avatar
    سيلفيا عادل
    خادمة مشرفة
    خادمة مشرفة


    عدد المساهمات : 765
    تاريخ التسجيل : 30/11/2009
    العمر : 35

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف سيلفيا عادل الإثنين يونيو 06, 2011 5:34 pm

    عايزين كل يوم التفسير ده وربنا يخليك يا ابراهيم
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد سفر أعمال الرسل الإصحاح الثاني

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 08, 2011 2:12 am

    [b]سفر أعمال الرسل
    الإصحاح الثاني
    [/b]


    [b]
    1
    وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 2 وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، 3 وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4 وَامْتَلأَ
    الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ
    بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.
    [/b]
    [b]5 وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 6 فَلَمَّا
    صَارَ هذَا الصَّوْتُ، اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا، لأَنَّ
    كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ. 7 فَبُهِتَ
    الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«أَتُرَى لَيْسَ
    جَمِيعُ هؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟ 8 فَكَيْفَ نَسْمَعُ نَحْنُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لُغَتَهُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا؟ 9 فَرْتِيُّونَ
    وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ، وَالسَّاكِنُونَ مَا بَيْنَ
    النَّهْرَيْنِ، وَالْيَهُودِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَبُنْتُسَ وَأَسِيَّا
    10 وَفَرِيجِيَّةَ وَبَمْفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ، وَنَوَاحِيَ
    لِيبِيَّةَ الَّتِي نَحْوَ الْقَيْرَوَانِ، وَالرُّومَانِيُّونَ
    الْمُسْتَوْطِنُونَ يَهُودٌ وَدُخَلاَءُ، 11 كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ، نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ اللهِ!». 12 فَتَحَيَّرَ الْجَمِيعُ وَارْتَابُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:«مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟». 13 وَكَانَ آخَرُونَ يَسْتَهْزِئُونَ قَائِلِينَ:«إِنَّهُمْ قَدِ امْتَلأُوا سُلاَفَةً».
    [/b]

    [b]14 فَوَقَفَ
    بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ
    لَهُمْ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ
    أَجْمَعُونَ، لِيَكُنْ هذَا مَعْلُومًا عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى
    كَلاَمِي، 15 لأَنَّ هؤُلاَءِ لَيْسُوا سُكَارَى كَمَا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ، لأَنَّهَا السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ النَّهَارِ. 16 بَلْ هذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ. 17 يَقُولُ
    اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي
    عَلَى كُلِّ بَشَرٍ، فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ، وَيَرَى
    شَبَابُكُمْ رُؤًى وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَمًا. 18 وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ. 19 وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَمًا وَنَارًا وَبُخَارَ دُخَانٍ. 20 تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ. 21 وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ.
    [/b]

    [b]22 «أَيُّهَا
    الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ
    النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ
    وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا
    أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. 23 هذَا أَخَذْتُمُوهُ
    مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ،
    وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. 24 اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. 25 لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. 26 لِذلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضًا سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. 27 لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا. 28 عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُورًا مَعَ وَجْهِكَ. 29 أَيُّهَا
    الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ
    رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا
    حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. 30 فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ
    أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ
    الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، 31 سَبَقَ
    فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ
    نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا. 32 فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. 33 وَإِذِ
    ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ
    الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ.
    34 لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي 35 حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. 36 فَلْيَعْلَمْ
    يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا،
    الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا».
    [/b]

    [b]37 فَلَمَّا
    سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا لِبُطْرُسَ وَلِسَائِرَ
    الرُّسُلِ:«مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» 38 فَقَالَ
    لَهُمْ بُطْرُسُ :«تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى
    اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ
    الرُّوحِ الْقُدُسِ. 39 لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا». 40 وَبِأَقْوَال أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً:«اخْلُصُوا مِنْ هذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي». 41 فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ.
    [/b]

    [b]42 وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. 43 وَصَارَ خَوْفٌ فِي كُلِّ نَفْسٍ. وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ. 44 وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا. 45 وَالأَمْلاَكُ
    وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ
    الْجَمِيعِ، كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ. 46 وَكَانُوا
    كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ
    هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ، كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ
    الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ، 47 مُسَبِّحِينَ
    اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ
    كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ.
    [/b]
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 08, 2011 2:19 am

    [size=25]الاصحاح الثاني




    1 ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة .

    2 وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين .

    3 وظهرت لهم ألسنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم .

    4 وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا

    5 وكان يهود رجال اتقياء من كل امة تحت السماء ساكنين في اورشليم .

    6 فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيّروا لان كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته . 7

    فبهت الجميع وتعجبوا قائلين بعضهم لبعض أترى ليس جميع هؤلاء المتكلمين جليليين .

    8 فكيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها .

    9 فرتيون وماديون وعيلاميون والساكنون ما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنتس واسيا

    10 وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية التي نحو القيروان والرومانيون المستوطنون يهود ودخلاء

    11 كريتيون وعرب نسمعهم يتكلمون بألسنتنا بعظائم الله .

    12 فتحيّر الجميع وارتابوا قائلين بعضهم لبعض ما عسى ان يكون هذا .

    13 وكان آخرون يستهزئون قائلين انهم قد امتلأوا سلافة


    14 فوقف بطرس
    مع الاحد عشر ورفع صوته وقال لهم ايها الرجال اليهود والساكنون في اورشليم
    اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم واصغوا الى كلامي .


    15 لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون . لانها الساعة الثالثة من‏ النهار .

    16 بل هذا ما قيل بيوئيل النبي .

    17 يقول الله ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم احلاما .

    18 وعلى عبيدي ايضا واماءي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنبأون .

    19 واعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الارض من اسفل دما ونارا وبخار دخان .

    20 تتحول الشمس الى ظلمة والقمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهير .

    21 ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص


    22 ايها
    الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم
    من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا
    تعلمون .


    23 هذا اخذتموه مسلّما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبايدي اثمة صلبتموه وقتلتموه .

    24 الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه .

    25 لان داود يقول فيه كنت ارى الرب امامي في كل حين انه عن يميني لكي لا اتزعزع .

    26 لذلك سرّ قلبي وتهلل لساني حتى جسدي ايضا سيسكن على رجاء .

    27 لانك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادا .

    28 عرفتني سبل الحياة وستملأني سرورا مع وجهك .

    29 ايها الرجال الاخوة يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم .

    30 فاذ كان نبيا وعلم ان الله حلف له بقسم انه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه

    31 سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا .

    32 فيسوع هذا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك .

    33 واذ ارتفع بيمين الله واخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي انتم الآن تبصرونه وتسمعونه .

    34 لان داود لم يصعد الى السموات . وهو نفسه يقول قال الرب لربي اجلس عن يميني

    35 حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك .

    36 فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا ومسيحا


    37 فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع ايها الرجال الاخوة .

    38 فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس .

    39 لان الموعد هو لكم ولاولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب الهنا .

    40 وباقوال أخر كثيرة كان يشهد لهم ويعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي .

    41 فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضمّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس



    42 وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات .

    43 وصار خوف في كل نفس . وكانت عجائب وآيات كثيرة تجرى على ايدي الرسل .

    44 وجميع الذين آمنوا كانوا معا وكان عندهم كل شيء مشتركا .

    45 والاملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج .

    46 وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة . واذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب

    47 مسبحين الله ولهم نعمة لدى جميع الشعب . وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون
    [/size]
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد اعمال الرسل الاصحاح الثالث

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 08, 2011 7:13 pm

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أعمال الرسل 3



    1 وصعد بطرس ويوحنا معا الى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة.

    2 وكان رجل اعرج من بطن امه يحمل. كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل.

    3 فهذا لما رأى بطرس ويوحنا مزمعين ان يدخلا الهيكل سأل ليأخذ صدقة.

    4 فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال انظر الينا.

    5 فلاحظهما منتظرا ان يأخذ منهما شيئا.

    6 فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فاياه اعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش.

    7 وامسكه بيده اليمنى واقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه

    8 فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله.

    9 وابصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله.

    10 وعرفوه انه هو الذي كان يجلس لاجل الصدقة على باب الهيكل الجميل فامتلأوا دهشة وحيرة مما حدث له

    11 وبينما كان الرجل الاعرج الذي شفي متمسكا ببطرس ويوحنا تراكض اليهم جميع الشعب الى الرواق الذي يقال له رواق سليمان وهم مندهشون.

    12
    فلما رأى بطرس ذلك اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون ما بالكم تتعجبون
    من هذا ولماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي.


    13 ان اله ابراهيم واسحق ويعقوب اله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي اسلمتموه انتم وانكرتموه امام وجه بيلاطس وهو حاكم باطلاقه.

    14 ولكن انتم انكرتم القدوس البار وطلبتم ان يوهب لكم رجل قاتل.

    15 ورئيس الحياة قتلتموه الذي اقامه الله من الاموات ونحن شهود لذلك.

    16 وبالايمان باسمه شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه والايمان الذي بواسطته اعطاه هذه الصحة امام جميعكم

    17 والآن ايها الاخوة انا اعلم انكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم ايضا.

    18 واما الله فما سبق وانبأ به بافواه جميع انبيائه ان يتألم المسيح قد تممه هكذا.

    19 فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج من وجه الرب.

    20 ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل.

    21 الذي ينبغي ان السماء تقبله الى ازمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع انبيائه القديسين منذ الدهر.

    22 فان موسى قال للآباء ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب الهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به.

    23 ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب.

    24 وجميع الانبياء ايضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وانبأوا بهذه الايام.

    25 انتم ابناء الانبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلا لابراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الارض.

    26 اليكم اولا اذ اقام الله فتاه يسوع ارسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره

    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد سفر أعمال الرسل الأصحاح الرابع

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الجمعة يونيو 10, 2011 11:30 pm

    الأصحاح
    الرابع






    <blockquote>



    1
    وبينما هما يخاطبان
    الشعب، أقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون


    2
    متضجرين من تعليمهما
    الشعب، وندائهما في يسوع بالقيامة من الأموات



    3
    فألقوا عليهما
    الأيادي ووضعوهما في حبس إلى الغد، لأنه كان قد صار المساء


    4
    وكثيرون من الذين
    سمعوا الكلمة آمنوا، وصار عدد الرجال نحو خمسة آلاف


    5
    وحدث في الغد أن
    رؤساءهم وشيوخهم وكتبتهم اجتمعوا إلى أورشليم


    6
    مع حنان رئيس الكهنة
    وقيافا ويوحنا والإسكندر، وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء
    الكهنة


    7
    ولما أقاموهما في
    الوسط، جعلوا يسألونهما: بأية قوة وبأي اسم صنعتما أنتما هذا


    8
    حينئذ امتلأ بطرس من
    الروح القدس وقال لهم: يا رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل


    9
    إن كنا نفحص اليوم
    عن إحسان إلى إنسان سقيم، بماذا شفي هذا


    10
    فليكن معلوما عند
    جميعكم وجميع شعب إسرائيل، أنه باسم يسوع المسيح الناصري، الذي
    صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم
    صحيحا


    11
    هذا هو: الحجر الذي
    احتقرتموه أيها البناؤون، الذي صار رأس الزاوية



    12
    وليس بأحد غيره
    الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به
    ينبغي أن نخلص


    13
    فلما رأوا مجاهرة
    بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان، تعجبوا
    . فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع


    14
    ولكن إذ نظروا
    الإنسان الذي شفي واقفا معهما، لم يكن لهم شيء يناقضون به


    15
    فأمروهما أن يخرجا
    إلى خارج المجمع، وتآمروا فيما بينهم


    16
    قائلين: ماذا نفعل
    بهذين الرجلين؟ لأنه ظاهر لجميع سكان أورشليم أن آية معلومة قد
    جرت بأيديهما، ولا نقدر أن ننكر


    17
    ولكن لئلا تشيع أكثر
    في الشعب، لنهددهما تهديدا أن لا يكلما أحدا من الناس فيما بعد
    بهذا الاسم


    18
    فدعوهما وأوصوهما أن
    لا ينطقا البتة، ولا يعلما باسم يسوع


    19
    فأجابهم بطرس ويوحنا
    وقالا: إن كان حقا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله، فاحكموا


    20
    لأننا نحن لا يمكننا
    أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا


    21
    وبعدما هددوهما أيضا
    أطلقوهما، إذ لم يجدوا البتة كيف يعاقبونهما بسبب الشعب، لأن
    الجميع كانوا يمجدون الله على ما جرى


    22
    لأن الإنسان الذي
    صارت فيه آية الشفاء هذه، كان له أكثر من أربعين سنة


    23
    ولما أطلقا أتيا إلى
    رفقائهما وأخبراهم بكل ما قاله لهما رؤساء الكهنة والشيوخ


    24
    فلما سمعوا، رفعوا
    بنفس واحدة صوتا إلى الله وقالوا: أيها السيد، أنت هو الإله
    الصانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها


    25
    القائل بفم داود
    فتاك: لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب بالباطل



    26
    قامت ملوك الأرض،
    واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه


    27
    لأنه بالحقيقة اجتمع
    على فتاك القدوس يسوع، الذي مسحته، هيرودس وبيلاطس البنطي مع أمم
    وشعوب إسرائيل


    28
    ليفعلوا كل ما سبقت
    فعينت يدك ومشورتك أن يكون


    29
    والآن يا رب، انظر
    إلى تهديداتهم، وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة


    30
    بمد يدك للشفاء،
    ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع


    31
    ولما صلوا تزعزع
    المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس،
    وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة


    32
    وكان لجمهور الذين
    آمنوا قلب واحد ونفس واحدة، ولم يكن أحد يقول إن شيئا من أمواله
    له، بل كان عندهم كل شيء مشتركا


    33
    وبقوة عظيمة كان
    الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على
    جميعهم


    34
    إذ لم يكن فيهم أحد
    محتاجا، لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها،
    ويأتون بأثمان المبيعات


    35
    ويضعونها عند أرجل
    الرسل، فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج



    36
    ويوسف الذي دعي من
    الرسل برنابا، الذي يترجم ابن الوعظ، وهو لاوي قبرسي الجنس


    37
    إذ كان له حقل باعه
    ، وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل
    </blockquote>
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد تامل وتفسير الاصحاح الرابع لسفر اعمال الرسل

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الجمعة يونيو 10, 2011 11:31 pm

    ما
    ضايق رؤساء اليهود هو تبشير التلاميذ بقيامة المسيح الذى صلبوه وهذا يعنى
    أنهم قتلة. وهذا التبشير حرك بعثة كبيرة للقبض على التلاميذ، من الكهنة
    وقائد جند الهيكل وهو المسئول عن أمن ونظام الهيكل فى الداخل والخارج وكان
    كاهناً يلى رئيس الكهنة والصدقيون كانوا لهم علاقة حسنة مع السلطة
    الرومانية ولانهم لا يعتقدون فى القيامة من الأموات
    أفزعهم بشارة التلاميذ بان المسيح قد قام فخافوا على شعبيتهم ومصادر اموالهم


    وكانت أول مرة يقضى فيها تلميذ للمسيح ليلته فى السجن. وبهذا بدأ الإضطهاد
    الرسمى للمسيحية وبدأت سلسلة الألام. ولاحظ أنهم وضعوهم فى الحبس إذ لا
    يجوز المحاكمة فى المساء، هنا إحترموا هذا القانون اليهودى أمّا مع المسيح
    فظلت المحاكمة طوال الليل فى مقابل الألام نجد أن الكنيسة تنمو. فالألام لا
    تمنع نمو الكنيسة بل تساعد على نموها.

    هؤلاء المجتمعون هم هيئة السنهدريم أى مجلس المشورة أو إدارة وهى كلمة أرامية
    والسنهدريم هو أعلى محكمة فى إسرائيل وهم (70 شيخ + رئيس الكهنة فيصبح
    العدد الإجمالى 71. وكان تقسيمهم كالتالى 24 كاهناً + 24 شيخاً + 22
    كاتباً) ومنهم فريسيين وصدوقيين. وكانوا 70 على غرار نظام السبعين شيخاً
    أيام موسى وأيام الرومان كان لهم أن يحكموا بالإعدام على أن يوافق الوالى.
    ونلاحظ هنا أن الله رتب لرسله أن يشهدوا له داخل السنهدريم.
    .اذا نظرنا لسؤال:
    بأية قوة صنعتما هذا = إذاً فقد أقروا بالمعجزة فالكل رآها والسؤال فية
    صيغة السخرية. وهم ربما ظنوا أنها قوة سحرية أو بقوة بعلزبول كما قالوا عن
    المسيح سابقاً. وبأى إسم = ربما تصوروا أنه بإسم أحد الأنبياء.

    وعد المسيح (مت 19:10 + لو 14:21) أن لا نهتم إذا وقفنا أمام ملوك وولاة
    فالروح القدس يعطينا فى ذلك الوقت ما نتكلم به،هو سبق وإمتلأ يوم الخمسين،
    ولكن هذه تعنى قوة جديدة أعطاها له الروح القدس وحكمة وفهم وقوة للرد على
    السنهدريم
    وهذا ما حدث لبطرس، بل هو وجه إتهاماً لشيوخ السنهدريم بأنهم صلبوا من أتى
    ليشفيهم ويشفى كل الشعب وقد سألوا عن الإسم الذى استخدمه الرسل لشفاء
    الأعرج. وبطرس يرد أنه لا يوجد سوى إسم المسيح الذى به نشفىُ جسدياً
    وروحياً وقد تكلم بطرس بثقة وعدم اضطراب وكانوا يقصدوا بعديما العلم أى ان
    لم يتعلما فى مدارس الربيين. وما أدهشهم إستخدام بطرس للنبوات، وهم يظنون
    أن لا أحد يفهمها سوى الربيين (يو 15:7) ولكن الله يفتح الذهن ليفهم العامى
    كلام الكتاب (لو 45:24)

    ما أغلق المناقشة أن الأعرج الذى شُفِىَ هو خير شاهد لبراءتهما فهو لم يتركهما ويهرب
    وقرروا بعد ذلك ان يهددوهما بعدم زكر اسم المسيح مرة اخرى وذلك يدل انهم
    مازالوا يرتعبون من اسمه ولكن تلاميذة اصروا على الشهادة بإسم يسوع الذى
    أحبوه وشاهدوا قيامته بعد صلبه.
    وعند صلاتهم كانوا يرفعوا أمام الله قضيتهم إذ بدأ الإضطهاد ضدهم وهم
    يطلبون قوة ومعونة ليكملوا شهادتهم عن المسيح. ولاحظ أنهم لم يطلبوا توقف
    الإضطهاد ضدهم.
    وتزلزل المكان كان إعلان عن حضور الروح القدس الذى هو فوق الطبيعة الزائلة. فطبيعة المادة أنها من عدم وستزول.
    لما ظهرت جسامة الخدمة ما عاد الرسل يهتمون بأملاكهم بل باعوا كل شئ
    ليتفرغوا للخدمة وكانو يعيشون الروح الواحدة فى كل شئ والنمط الذى طلبه
    المسيح للوحدة فى الكنيسة هو نفس النمط الذى عليه الوحدة داخل الثالوث
    الأغنياء وفروا إحتياجات الفقراء، لقد صارت الكنيسة سماء على الأرض.
    وفى اخر الاصحاح نتعرف على برنابا الذى سيرافق بولس الرسول، وأنه باع ما
    يمتلكه هو أيضاً وربما كانت ممتلكاته فى قبرص. فاللاوى لا حق له أن يمتلك
    أرضاً فى إسرائيل. وغالباً كانت أملاك برنابا ضخمة تستحق الإشارة لأنه ترك
    كل هذا.
    صلواااااا من اجلى كتيييير
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد تفسير سفر اعمال الرسل الاصحاح الرابع

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الجمعة يونيو 10, 2011 11:44 pm

    بطرس ويوحنا أمام المجمع



    كشف الأعمال عن موقف القيادات اليهودية، فإنهم إذ رفضوا يسوع المصلوب استمروا
    بعد صعوده في مقاومته، ومقاومة إنجيل المسيح القائم من الأموات والصاعد إلى
    السماوات الذي تكرز به الكنيسة .



    يصف
    هذا الأصحاح بدء هذه المقاومة التي تستمر حتى زيارة الرسول بولس الأخيرة
    لأورشليم، فيدبروا مؤامرة لقتله ( أع ٢#1635; : ١#1634;-١#1637;؛ ٢#1637; :
    ١-٣ ) . 1 . القبض على بطرس ويوحنا 1-4 .

    2 . الرسولان أمام المجمع 5-12 .
    3 . ارتباك المجمع 13-18 .
    4 . تهديد الرسولين 19-22 .
    5 . صلاة من أجل الكرازة 23-31 .
    6 . حياة الشركة 32-37 .
    1 . القبض على بطرس ويوحنا
    "وبينما هما يخاطبان الشعب،
    أقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون" .

    [1]لم
    يلتجئ الكهنة إلى الفريسيين بل إلى الصدوقيين لمقاومة هذا العمل الكرازي
    داخل رواق سليمان . وقد جاء معهم قائد جند الهيكل، وهو الشخص المسئول عن
    الحالة الأمنية للهيكل، وقد لاحظ جمهرة غير عادية في رواق سليمان، وكان هذا
    القائد هو الرجل الثاني بعد رئيس الكهنة من جهة الالتزام بحفظ نظام الهيكل
    والأمان فيه .

    بلا شك لم يأتِ كل الكهنة، وإنما الكهنة أصحاب النفوذ، الأعضاء في مجمع السنهدرين .
    كان
    قائد جند الهيكل يعسكر دومًا في قلعة انتونيا Antonia، خاصة في أيام
    الأعياد الكبرى . وقد خشي أن شفاء الأعرج من بطن أمه قد يسبب شغبًا، لذا
    شعر بالالتزام بالتدخل .


    "أقبل
    عليهما" : يحمل هذا التعبير أن مجيئهم كان فجأة وفيه نوع من العنف . فإذ
    كان بطرس ويوحنا يخاطبان الشعب بروح القوة والشهادة ليسوع القائم من
    الأموات، انفتحت أعين الكثيرين على معرفة الحق، حتى آمن نحو خمسة آلاف رجل

    [4] .
    لم يكن
    ممكنًا لقوات الظلمة أن تقف مكتوفة الأيدي، خاصة الصدوقيون الذين لا
    يؤمنون بالقيامة من الأموات . لقد حسبوا هذا الحدث مع حديث القديسين بطرس
    ويوحنا هدمًا كاملاً لطائفتهم، وتحطيمًا لعقيدتهم .

    لم يكن
    لديهم مانع من اشتراك المسيحيين في العبادة في الهيكل حسب الطقس اليهودي،
    وأن يجتمعوا في رواق سليمان، وتكون لهم تدابيرهم الخاصة بهم، أما أن ينادوا
    باسم يسوع الناصري علانية، وقيامته من الأموات، ففي هذا اتهام علني ضد
    القيادات التي سلمت يسوع للصلب، إنهم سافكو دم بريء وقتلة، وأن المصلوب هو
    المسيا . لهذا كان لا بد من التحرك لمقاومة هذه الحركة الخطيرة حسب أفكارهم
    .

    لا
    يتعجب القديس يوحنا الذهبي الفم من أن الذين ألقوا القبض على يسوع وصلبوه
    يعودوا حتى بعد قيامته ليمارسوا شرهم بكل جسارة ضد تلاميذه . فإذ تلد
    الأفكار عملاً يفقد الخاطي حياءه ليفعل ما يشاء . فالخاطي وهو لا يزال
    يصارع مع الأفكار يصغي إليها مع إحساسه بالخجل، لكن ما أن تلد، أي تتحول
    الأفكار إلى عملٍ كاملٍ حتى تجعل الذين يمارسونها في أكثر وقاحةٍ .

    v في
    المرة الأولى ألقوا القبض على السيد المسيح في البستان كمن هم فى خجلٍ
    بعيدًا عن الشعب، أما الآن ففي شيء من الجسارة جاءوا إلى الرسولين وهما
    يخاطبان الشعب علانية في الهيكل . القديس يوحنا الذهبي الفم

    "متضجرين من تعليمهما الشعب،
    وندائهما
    في يسوع بالقيامة من الأموات" . [2]جاءت كلمة "متضجرين" تحمل السخط الشديد
    مع الغضب، لأنهم أدركوا أن في هذه الكرازة تعدٍ على سلطانهم، ومعارضة
    لتعاليمهم، بغض النظر عما إذا كانوا يكرزون بالحق الإلهي أم لا .

    لم يكن
    من السهل أن يرى الكهنة والصدوقيون أن جماعة من الجليليين الأميين يحتلوا
    مركز التعليم بقوةٍ ونجاحٍ، وهم لا ينتمون إلى الكهنة ولا إلى القيادات
    الدينية . حسبوا هذا تحديًا وتمردًا على السلطات الدينية .

    لم
    يشغلهم البحث عن ما وراء هذه المعجزة الفائقة وغيرها، وإنما كان يشغلهم
    سلطانهم الديني، وشعبيتهم التي صارت في وضعٍ حرجٍ . هذا ولم يكن ممكنًا لهم
    أن يسمعوا عن قيامة يسوع المسيح من الأموات .









    لقد
    تضجروا وامتلأوا سخطًا حين رأوا الإنجيل يُكرز به، وكما يقول المرتل :
    "الشرير يرى فيغضب، يحرق أسنانه ويذوب، شهوة الشرير تبيد" ( مز
    ١#1633#1634; : ١#1632; ) . هكذا تحولت كلمة الإنجيل المفرحة إلى اضطراب
    ومرارة بالنسبة لهم، وكما يقول الرسول : "لهؤلاء رائحة موتٍ لموتٍ، ولأولئك
    رائحة حياةٍ لحياةٍ" ( ٢ كو ٢ : ١#1638; ) . هكذا يتحول مجد المسيح وفرح
    ملكوته إلى فقدانٍ للسلام وحزنٍ وموتٍ أبديٍ لمن لا يطيقه . وكما يقول
    إشعياء النبي : "لا سلام قال الرب للأشرار" ( اش 48: 22 ) .

    اضجر
    الصدوقيون وامتلأوا حزنًا اقتنوه بسبب خطاياهم، بينما كان الرسل يكرزون
    بالقيامة المفرحة ! واضجر الكهنة وهم يؤمنون بالقيامة أن يتحقق هذا باسم
    يسوع الناصري . فكان في نظرهم التحالف مع منكري القيامة أقل مرارة من قبول
    القيامة في المسيح يسوع .

    v
    "متضجرين من تعليم الشعب" ليس لأنهم علموا الشعب، وإنما لأنهم أعلنوا أنه
    ليس المسيح وحده أُقيم من الأموات، وإنما خلاله نقوم نحن أيضًا .. هكذا
    قيامته قديرة فإنه هو علة القيامة حتى بالنسبة للآخرين .

    v تحفظ من أن تحوط نفسك بطاغية الحزن . يمكنك أن تسيطر على نفسك، فإن العاصفة ليست أعظم من مهارتك .
    v لا تكون قط مكتئبًا، فإنه لا يوجد سوى شيء واحد مخيف وهو الخطية .
    v الكل يطلب الفرح، لكنه لا يوجد على الأرض . القديس يوحنا الذهبي الفم
    v أمور النعمة يصاحبها فرح وسلام ومحبة وحق .. أما أشكال الخطية فيصاحبها اضطراب وليس محبة ولا فرح نحو الله . القديس مقاريوس الكبير
    "فألقوا عليهما الأيادي،
    ووضعوهما في حبسٍ إلى الغد،
    لأنه
    كان قد صار المساء" . [3]ألقوا القبض على التلميذين وهما يخاطبان الشعب،
    ووضعوهما في السجن لمحاكمتهم في اليوم التالي . هذه بدء سلسلة آلام الكنيسة
    التي يليق بها أن تشارك مسيحها آلام صلبه . أُلقى القبض على التلميذين في
    المسيح وُوضعا تحت الحفظ، إذ لم يكن من عادة مجمع السنهدرين أن يجتمع مساءً
    . هذا بجانب أن أعضاء المجمع كانوا ملتزمين بممارسة صلوات المساء وتقديم
    الذبائح .

    v لم يخشوا الشعب، لأنه كان معهم قائد الهيكل، هؤلاء كانت أياديهم لا تزال تتضرج بدم الضحية السابقة . القديس يوحنا الذهبي الفم
    ربما
    يتساءل البعض : لماذا لم يقدموهما إلى بيلاطس كما فعلوا مع السيد المسيح
    عند محاكمته ؟ بلا شك أدركوا أن بيلاطس قد حاول مرة ومرات أن يطلق هذا
    البريء، وتحت الضغط الشديد والتهديد بأنه ليس بصديقٍ لقيصر اضطر إلى الحكم
    بصلبه . أما الآن فحتمًا لن يقبل أن يصلبهما، وربما كان يُصر أن يبرئهما،
    أو يترك المجمع يقتلهما، فيثور الشعب عليهم .

    v لم
    يأخذوهما إلى بيلاطس، لأنهم كانوا في خجلٍ وعارٍ من التفكير فيما حدث قبلاً
    ( مع السيد المسيح ) لئلا يُلزمهم أن يقوموا هم بفعل هذا ( أي قتلهما ) .
    القديس يوحنا الذهبي الفم

    "وكثيرون من الذين سمعوا الكلمة آمنوا،
    وصار
    عدد الرجال نحو خمسة آلاف" . [4]في يوم الخمسين كانت باكورة الكنيسة من
    القادمين إلى أورشليم، يهودًا كانوا أو متهودين، آمن منهم نحو ثلاثة آلاف
    نسمة، والآن "صار عدد الرجال نحو خمسة آلاف"، هؤلاء استناروا بالكلمة،
    وحُسبوا بالحق أبناء إبراهيم وأبناء الأنبياء، وتأهلوا أن يكونوا بالحق
    أبناء الموعد .

    القبض
    على التلميذين بأمر القيادات الدينية الرسمية وحبسهما في السجن لم يعق هذه
    الآلاف عن الإيمان، بل حسبوا كل ألم تجتازه الكنيسة هو إلقاء بالبذار في
    التربة لكي تأتي بثمرٍ كثيرٍ .

    هنا
    صورة حية ومثل رائع لنمو الكنيسة في وسط الآلام، فقد ظهر عمليًا أن دم
    الشهداء هو بذار الكنيسة . في المظهر كان عدد التلاميذ قليلاً جدًا، بلا
    إمكانيات مادية أو علم ومعرفة زمنية أو سلطة، وكان يُظن أنه ما أسهل سحق
    هذه الحركة تمامًا، لكن الضيق وهب الكنيسة نموًا فائقًا وامتدادًا لا يُمكن
    مقاومته . إذ لا يقدر الضيق أن يحطم الحق الإنجيلي أو يقيد الكلمة، بل هو
    مناخ طيب للعمل الإلهي .

    v موت
    الشهداء يدافع عن الدين، وينمي الإيمان، ويقوي الكنيسة . لقد انتصر الذين
    ماتوا، وانهزم المضطهِدون .. موت الشهداء هو مكافأة حياتهم . مرة أخرى
    بموتهم، على اختلاف صوره، وضع نهاية للكراهية . القديس أمبروسيوس

    يرى
    البعض أن رقم ٥#1632#1632#1632; هنا يضم المائة وعشرين المذكورين في أع ١ :
    ١#1637; والثلاثة آلاف الذين آمنوا في يوم البنطقستي ( أع ٢ : ٤#1633; ) .
    وقد اجتمع الخمسة آلاف في رواق سليمان ( أع ٣ : ١#1633; ) بمناسبة شفاء
    الأعرج .

    v هذا
    أيضًا حدث بتدبير الله، لأن الذين آمنوا كانوا أكثر ممن آمنوا قبلاً . لهذا
    قيدوا الرسولين فى حضور الشعب لكي يجعلوهم في رعبٍ شديدٍ . لكن حدث العكس،
    فقد فحصوهما ليس أمام الشعب، بل سرًا حتى لا يتشجع السامعون لهما . القديس
    يوحنا الذهبي الفم

    2 . الرسولان أمام المجمع
    "وحدث في الغد أن رؤساءهم وشيوخهم وكتبتهم،
    اجتمعوا إلى أورشليم" . [5]اجتمع مجمع السنهدرين ( السنهدريم ) ، وقد سبق لنا الحديث عنه في الإنجيل بحسب يوحنا . اجتمع الآن بعد مرور عدة أسابيع لاجتماعه وأخذ
    القرار بالخلاص من شخص يسوع، وبالفعل خططوا وسلموه للقتل، وإذا باسمه يتمجد
    بالأكثر، وعدد المؤمنين بلغوا الآلاف في أيام قليلة، وصاروا شهودًا جادين
    أن يسوع المصلوب هو المسيا مخلص العالم . في اجتماعهم الأول كانوا يشعرون
    أن وجود يسوع يزعزع مكانتهم، ويفقدهم موارد رزقهم . أما الآن إذ انتشرت
    الكرازة بقيامته وصعوده، هذا لا معنى له سوى أن الذين صلبوه قتلة وسافكو دم
    بريء .

    كانت
    الجلسة بلا شك عاجلة تمت في اليوم التالي مباشرة، وإن لم تكن بذات العجلة
    كما عند محاكمة السيد المسيح، إذ لم يجتمع المجمع مساءً .

    تمت
    المحاكمة في أورشليم، المدينة الذي ينتظر الكل أن يتمتعوا فيها بالخلاص،
    لأنها مدينة الله، صارت مقاومة للحق الإنجيلي . يقول النبي : "كيف صارت
    القرية الأمينة زانية؛ ملآنة حقًا، كان العدل يبيت فيها، وأما الآن
    فالقاتلون" ( إش ١ : ٢#1633; ) . وقد ناح عليها السيد المسيح نفسه، قائلاً :
    "يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم
    مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (
    مت ٢#1635; : ٣#1639; ) .

    ضمت
    هيئة القضاء الرؤساء والشيوخ وهم أصحاب سلطان جاءوا ليصدروا الحكم عليهم
    على الأقل بأن يكفوا عن الكرازة، أما الكتبة فهم الطبقة المتعلمة، كانوا
    يظنون أنهم قادرون أن يفحموا هؤلاء الرسل الأميين ويردعوهم بالحجج
    والبراهين . "مع حنّان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا والإسكندر،

    وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة" . [6]
    "ولما أقاموهما في الوسط،
    جعلوا يسألونهما :
    بآيّة
    قوة، وبأيّ اسم صنعتما أنتما هذا ؟ " [7]يجتمع المجمع في شكل دائرة، ويقف
    المتهمون في المنتصف ( لو ٢ : ٤#1638; ) . بهذا يتحقق قول الكتاب : "جماعة
    من الأشرار اكتنفتني" ( مز ٢#1634; : ١#1638; ) ، "أحاطوا بي مثل النحل" (
    مز ١#1633#1640; : ١#1634; ) ، إذ كانوا يجلسون حولهما من كل جانب .

    استدعوا
    التلميذين وبدأوا يستجوبوهما : "بأية قوة، وبأي اسم صنعتما أنتما هذا ؟ "
    لم يكن ممكنًا لهم أن ينكروا صنع المعجزة، فإن آلاف مؤلفة تشهد بها، ولا
    يمكن إخفائها، لكنهم كالعادة غايتهم تحويل الحق إلى باطل، فينسبوا الشفاء
    إلى بعلزبول رئيس الشياطين كما اتهموا السيد قبلاً، أو لقوةٍ سحريةٍ،
    ولعلهم ظنوا أن بالتهديد يضطر التلاميذ أن ينسبوا العمل لأحد أنبياء العهد
    القديم .

    تحدثوا
    معهما في شيء من السخرية، فإن النص اليوناني الذي ترجمته : "بأي اسم صنع
    مثلكما هذا ؟ " يحمل معنى "أنتما لا تنتميان إلى الكهنة، ولا إلى سبط لاوي،
    ولستما نبيين، ولا من القادة، فبأي سلطان تفعلان هذا ؟ من أين أتيتما
    بالقوة ؟ وتحت أي اسم تتجاسران وتفعلان هذا ؟ "

    إنهم
    يعرفون تمامًا أنه باسم يسوع الناصري وبسلطانه وقوته فعلا هذا، لكنهم
    أرادوا أن يبثوا روح الرعب فيهما، ويلفقان لهما اتهامًا أنهما يعملان باسمٍ
    غير شرعيٍ، وأنهما مرتكبان جريمة ضد الله والناموس وموسى .

    وُجه
    إليهم نفس السؤال الذي وُجه لسيدهم : "بأي سلطان تفعل هذا ؟ ومن أعطاك هذا
    السلطان ؟ " ( مت ٢#1633; : ٢#1635; ) . حنان : وهو حما قيافا رئيس الكهنة،
    ذُكر أولاً بسبب كرامته، إذ كان رئيسًا للكهنة قبل استلام زوج ابنته هذا
    المركز . وقد رأينا في دراستنا لإنجيل يوحنا كيف كان ملتهبًا بالكراهية نحو
    شخص يسوع المسيح . يوحنا والاسكندر : لا نعرف عنهما شيئًا، غير أن ذكرهما
    بالاسم يشير إلى أنهما صاحبا سلطان ونفوذ، يظن المجمع أنهما قادران أن
    يُسكتا الرسل . أورشليم : واضح من هذا أن المجمع كان ينعقد أحيانًا في بلاد
    أخرى . وقد ذكر الكتَّاب اليهود أنه كان ينعقد في كل مرة في بلدة مختلفة،
    وذلك خلال الأربعين عامًا قبل خراب أورشليم . "حينئذ امتلأ بطرس من الروح
    القدس، وقال لهم :

    يا
    رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل" . [8]لقد حقق الرب وعده لتلاميذه : "فضعوا في
    قلوبكم أن لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا، لأني أنا أعطيكم فمًا وحكمة لا
    يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها" ( لو 21: 14-15 ) . كما وعدهم
    بأن الروح القدس يعطيهم كلمة عند مقاومتهم .

    ألم
    يكن بطرس ممتلئًا بالروح حين حلّ عليه في عيد العنصرة مع بقية التلاميذ،
    فلماذا يقول : "حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس" ؟ الامتلاء هنا يحمل معنى
    التمتع بإلهام جديد، وإعلان مساندة خاصة لموقف متأزم، فمع كل ظرف يعيش فيه
    المؤمن، يتحرك روح الله داخله ليهبه قوة وفهمًا وحكمة ومشورة إلهية .

    تحدث
    القديس بطرس مع أعضاء المجمع بكل وقارٍ واحترامٍ، وفي نفس الوقت بكل
    شجاعةٍ، حاسبًا ذلك فرصة للشهادة للحق، وذلك حسب مبدأه : "مستعدين دائمًا
    لمجاوبة من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعةٍ وخوفٍ" ( ١ بط ٣ :
    ١#1637; ) .

    لقد
    سبق فجحد القديس بطرس سيده في نفس المدينة أمام ذات المجمع وفي حضور ذات
    الأشخاص، لهذا وجد الرسول فرصته ليحمل شهادة صادقة لمسيحه الذي سبق فأنكره .

    كل مؤمنٍ يذوق عذوبة الحياة في المسيح يسوع بالحق لن يكف عن الشهادة له، مشتهيًا أن يختبر كل البشرية ما يتمتع به .
    v
    عندما تكتشفون أن شيئًا ما نافع لكم، تريدون أن تخبروا الآخرين عنه .. طبّق
    هذا السلوك الإنساني في المجال الروحي . عندما تذهب إلى اللَّه، لا تذهب
    وحدك .

    v
    عندما تتحرّك متقدًّما، اجتذب آخرين ليذهبوا معك . لتكن لك رغبة في أن يكون
    لك رفقاء في الطريق إلى الرب . البابا غريغوريوس ( الكبير )

    v قلب محب واحد يلهب قلبًا آخر بالنار .
    v ماذا
    اشتهي ؟ ماذا أريد ؟ لماذا أتكلّم ؟ لماذا أعيش إن لم يكن لهذا السبب : أن
    نحيا معًا مع المسيح .. أنني لا أريد أن أخلص بدونكم .

    v ضرورة الحب تبحث عن ممارسة العمل الرسولي . القدّيس أغسطينوس
    v خلص نفسك في خلاص الآخرين .
    القدّيس جيروم
    v لو كنتم مسيحيّون بالحق لما بقي وثني واحد . القدّيس يوحنا الذهبي الفم
    "إن كنا نفحص اليوم عن إحسان إلى إنسانٍ سقيم،
    بماذا
    شُفي هذا" . [9]في شجاعة بعمل الروح القدس يعلن بطرس الرسول شهادته ليس
    أمام مجمع السنهدرين وحده، بل وأمام جميع شعب إسرائيل، أن ما حدث هو بقوة
    يسوع المسيح الناصري وباسمه . هكذا يصر الرسول أنه لن يتوقف عن الشهادة
    ليسوع المسيح أمام جميع شعب إسرائيل . وأنه يوجه لهم الاتهام، إنهم هم قتلة
    ذاك الذي جاء ليشفي كساح الشعب وأمراضه، جاء ليشفي ويهب قوة وحركة عمل في
    حياة الشعب، فهل يودون محاكمتهم على هذا الإحسان كما سبق فحاكموا البار
    وقتلوه ؟ ليكن، لكن رسالتهم هي أن يعلنوا للجميع عن صاحب هذا الاسم وقوته
    الإلهية الفائقة المقدمة لكل مؤمنٍ .

    أوضح
    الرسول بطريقة غير مباشرة أنه ليس من شرٍ قد ارتكبه، وإنما يُحاكم من أجل
    إحسان قُدم لرجلٍ سقيمٍ لم يستطع مجمع السنهدرين ولا كل القيادات الدينية
    أن تفعله . فلا توجد مادة لجريمةٍ ما، بل مادة لإحسانٍ عظيمٍ وفريدٍ .

    ومن
    جانب آخر، فإنه ليس من ينكر الشفاء، لأنه حقيقة ملموسة من الجميع، إنما
    موضع الاتهام هو "بماذا شفي هذا ؟ " الجريمة التي كانت تلاحق الكنيسة، ولا
    تزال تلاحقها، هي جريمة "الاسم"، أنه باسم يسوع يتم الخلاص، ويتحقق كل
    إحسان ونعم إلهية ! "فليكن معلومًا عند جميعكم، وجميع شعب إسرائيل،

    أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم،
    الذي أقامه اللَّه من الأموات،
    بذاك
    وقف هذا أمامكم صحيحًا" . [10]يؤكد حديث القديس بطرس أن السيد المسيح يتمم
    وعده الصادق لنا : "فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون
    ولا تهتموا . بل مهما أُعطيتم في تلك الساعة بذلك تكلموا، لأن لستم أنتم
    المتكلمون بل الروح القدس" ( مر ١#1635; : ١#1633; ) .

    يا
    للعجب ! بطرس الذي أنكر أمام جارية وأصر على الإنكار يقف الآن أمام
    السنهدرين بكل قوةٍ ليشهد لاسم يسوع المسيح الناصري المصلوب والقائم من
    الأموات . إنه يعلن أن الذي قتلوه هو الحي غالب الموت، الذى يملك وليس من
    يقدر أن يقاومه .

    في
    حكمة الروح القدس يكشف بجرأة أن حكمهم باطل، فقد قتلوا البار، وأن حكم الله
    الآب القدير لا يُقاوم إذ أقامه من الأموات . فقد نقضت السماء حكمهم،
    وكشفت عن فسادهم كقتلة مملوءين حسدًا وغيرة .

    أما الشهادة على ذلك فظاهرة، لا تحتاج إلى دفاع : "بذاك وقف هذا أمامكم صحيحًا" [10] .
    كان
    لدى القديس بطرس الفرصة للهروب من الإجابة على تساؤلهم لو أراد، لكنه وجدها
    فرصة قد لا تتكرر كثيرًا أن يقف أمام مجمع السنهدرين يشهد للسيد المسيح
    وعمله الخلاصي، كما أنها فرصة ليصحح ما ارتكبه أثناء محاكمة السيد المسيح
    حيث أنكره ثلاث مرات . لم يعد بطرس الإنسان الخائف والمرتعب أمام جارية، بل
    الشاهد الأمين أمام أصحاب السلاطين، لقد اختبر بحق كيف صار صفا، إذ صار
    قلبه كالصخرة خلال الإيمان الحي، ويشتهي أن يختبر كل من هو حوله عمل الروح
    القدس ليحمل الكل صخرة الإيمان التي لن تهتز أمام تيارات العالم مهما بلغ
    عنفها .

    لم يكن دافع شهادته كرامة شخصية ولا عن تعصبٍ، وإنما عن حبٍ صادق لله وللبشرية .
    بقوله
    "باسم يسوع المسيح"، أي يربط الاسمين معًا، يتحدى مجمع السنهدرين الذي يرفض
    أن يكون يسوع هو المسيا الذي تنبأ عنه رجال العهد القديم، والذي تشتهي كل
    الأجيال اللقاء معه .

    لم يعد لقب "الناصري" ولا "المصلوب" موضوع خزيٍ وعارٍ، بل شرف ومجد وقوة . "هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناءون،
    الذي
    صار رأس الزاوية" . [11]يعود فيوضح لهم أن ما فعلوه سبق فأعلنه المرتل :
    "الحجر الذي رفضه البناءون قد صار رأسًا للزاوية، ومن قِبل الرب كان هذا،
    وهو عجيب في أعيننا" . ( مز 118: 22 )

    قد سبق
    فأشار السيد المسيح نفسه أن فيه تتحقق هذه النبوة ( مر 12: 11 ) . سبق
    فتنبأ إشعياء عنه : "لذلك هكذا يقول السيد لرب : هاأنذا أؤسس في صهيون
    حجرًا، حجر امتحان، حجر زاوية، كريمًا أساسًا مؤسًسا، من آمن لا يهرب" . (
    إش 28: 16 )

    إنه
    حجر مرفوض، لكن رفضه يكشف عن حقيقته، أنه "حجر الزاوية" الذي يضم اليهود مع
    الأمم كحائطين يلتحمان معًا في هيكل الرب الجديد، أو كنيسة العهد الجديد .

    يقول
    القديس بولس : "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر
    الزاوية الذي فيه كل البناء مركبًا معًا ينمو هيكلاً مقدسًا في الرب؛ الذي
    فيه أنتم أيضا مبنيون معًا مسكنًا لله في الروح" . ( في 2: 20-21 )

    هنا
    يصحح الجليلي مفاهيم علماء اليهود الذين ظنوا أن الحجر المرذول هو داود
    النبي والملك، فقد جاء في الترجوم Targum تعليقًا على مز ١#1633#1640; :
    ٢#1634; : "الطفل الذي كان بين أبناء يسى، والذي كان مستحقًا أن يجلس
    ملكًا، رذله البناءون" .

    v لقد
    ذكَّرهم أيضًا بالقول الكافي أن يرعبهم . فقد قيل : "من سقط على هذا الحجر
    يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه" ( مت 21: 44 ) . يقول بطرس أنه ليس بأحد
    غيره الخلاص [12] . أية جراحات تظنون أصابتهم بهذه الكلمات ! .. إنه بهذا
    أخمد تهديدهم .

    v إنه
    أمر واضح لكل أحدٍ أنه يشير إلى المسيح . ففي الأناجيل أورد بنفسه هذه
    العبارة الموحاة بكلماته : "أما قرأتم قط في الكتب : الحجر الذي رذله
    البنّاؤون هو قد صار رأس الزاوية ؟ " ( مت 21: 42، لو 20: 17 ) .. هنا يعني
    اليهود، معلّمي الناموس والكتبة والفرّيسيّين، لأنهم رفضوه قائلين : "إنّك
    سامري وبك شيطان" ( يو 8: 48 ) . وأيضًا : "لا يمكن أن يكون من عند
    اللَّه، إنّه يخدع الجموع" . لكن هذا الإنسان الذي رُفض ظهر للعيان أنّه
    مقبول أن يصير رأس الزاوية .

    أنتم
    ترون أنّه ليس أيّ حجر يصلح أن يكون للزاوية، وإنما الحجر المقبول جدًا،
    القادر أن يربط حائطين من الجانبين . هكذا فإن الكاتب الملهم يقصد أن الشخص
    الذي يرفضه اليهود ويحتقروه يظهر علانيّة أنّه عجيب ليس فقط ليكون في
    البناء بل يربط الحائطين .

    أيّ حائطين بالحقيقة ( اللذين يربطهما ) ؟
    أولئك
    الذين آمنوا من اليهود والذين من الأمم، وكما يقول أيضًا بولس : "لأنّه هو
    سلامنا الذي جعل الاثنين واحدًا، ونقض حائط السياج المتوسّط، أيّ العداوة،
    مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائضٍ، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانًا
    واحدًا جديدًا" ( أف2: 14-15 ) . وأيضًا : "مبنيّين على أساس الرسل
    والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" ( أف2: 20 ) .

    الآن،
    هذه العبارة هي اتّهام خطير ضد اليهود، إذ لم يحسبوه حجرًا لائقًا لبنائهم،
    بل طرحوه خارجًا كمن هو غير مقبول، مع أنّه قادر على أقامة البناء . إن
    أردتّم أن تتعلّموا من هما الحائطين، فلتصغوا إلى المسيح نفسه القائل :
    "ليّ خراف آخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا .. وتكون
    رعيّة واحدة وراعٍ واحد" ( يو10: 16 ) .

    هذا أيضًا حدث قبلاً في رمزٍ، إذ كان إبراهيم أبًا لكلٍ من المجموعتين : أهل الختان وأهل الغرلة . القديس يوحنا الذهبي الفم
    يوضح القديس أمبروسيوس كيف يُدعى السيد المسيح الجبل العظيم وأيضُا حجرًا، فيقول :
    v إن
    حسبنا لاهوتَ المسيح هو الجبل العظيم فهذا حق : "أما أملأ أنا السماوات
    والأرض يقول الرب ؟ " ( إر 23: 24 ) فإن كان بالحق لاهوت المسيح هو الجبل
    العظيم، فإن تجسده يقينًا هو التل الصغير ( الجبل الصغير مز 42: 6 ) . لهذا
    فالمسيح هو كلاهما معًا . فهو جبل عظيم وجبل أقل ! عظيم حقًا، لأنه "عظيم
    هو الرب وعظيمة هي قوته" ( مز 147: 5 ) . وأقل لأنه مكتوب : "تنقصه قليلاً
    عن الملائِكة" ( مز 8: 5 ) . لهذا يقول إشعياء : "رأيناه، لا صورةَ له ولا
    جمالَ" ( إش 53: 2 LXX ) ، ومع أنه عظيمٌ نزلَ صائرًا أقل ! وحال كونه أقلَ
    صارَ عظيمًا . وحال كونه عظيمًا صار أقل، لأنه "بالرغم من أنه بالطبيعة هو
    الله، أخلى ذاته وأخذ طبيعة عبد" ( في 2: 6-7 ) وحال كونه أقل صار عظيمًا،
    لأن دانيال يقول : "أما الحجر الذي ضرب التمثال، فصار جبلاً كبيرًا، وملأَ
    الأرضَ كلها" ( دا 2: 35 ) . وإن كنتم تطلبون معرفة من هو ذلك الحجر،
    فاعرفوا أنه "الحجر الذي رفضه البناءون، هذا صار رأس الزاوية" ( قابل مز
    118: 22،إش 28: 16، مت 21: 42، لو 20: 17، أع 4: 11، 1 بط 2: 6-7 ) . كان
    هو نفسه، مع ذلك وبالرغم من أنه ظهر صغيرًا، كان عظيمًا . ويوضح إشعياء
    موافقته لتلك الحقيقة لأنه يقول : "يولد لنا ولد ونُعطى ابنا الذي بدايته
    على كتفيه، ويُدعى الرسول المشير العظيم " ( إش 9: 5 LXX ) .

    المسيح هو كل شيء لأجلكم : هو حجر لأجلكم، ليبنيكم، وجبلٌ لأجلكم، لتصعدوا !
    فاصعدوا الجبل إذن، يا من تطلبون السماويات .
    لهذا السبب طأطأ ( أحنى ) السماوات، لتكونوا أقربَ إِليه !
    ولهذا السببِ صعد إلى أعلى قمة الجبل ليرفعكم معه .
    القديس أمبروسيوس
    "وليس بأحد غيره الخلاص،
    لأن ليس اسم آخر تحت السماء،
    قد أُعطي بين الناس،
    به ينبغي أن نخلص" . [12]وقف الجليلي الأمي يدعو رجال العلم والمعرفة الدينية والسلطة إلى التوبة والتمتع بالخلاص .
    رفعهم
    الرسول بطرس من الانشغال بشفاء الكسيح إلى شفاء نفوسهم العاجزة عن العبور
    إلى السماء، أو خلاصها لتتمتع بالمجد المُعد للمؤمنين . هذا الذي شفي
    الكسيح هو طبيب النفوس والأجساد، باسمه وحده ينعم الإنسان بالخلاص . ليس من
    وجهٍ للمقارنة بين الأسماء التي عرفوها واعتزوا بها مثل إبراهيم أب الآباء
    أو موسى مستلم الشريعة أو أحد الأنبياء، فإنه ليس أحد منهم قادرًا أن يخلص
    النفوس من الفساد وينعم عليها بالمجد، إنما اسم ذاك الذي رفضوه واحتقروه
    وقتلوه .

    قدم
    لهم الرسول جوهر الإيمان، وهو أن الخلاص لا يتحقق بحرفية الناموس، وإنما
    بالإيمان باسم يسوع المسيح، أي بالقادر وحده أن يخلص : يمحو الخطايا، ويهب
    البرّ، يحول آلام الضيق إلى بهجة قيامة، يرفع القلب إلى السماء، ليتذوق
    المؤمن عربون الأبدية . يحطم متاريس الهاوية، ويفتح أمامنا أحضان الآب
    السماوي، لنتمتع بالاتحاد معه .

    v
    الإيمان المسيحي يشبه حبة خردل يبدو للنظرة الأولى شيئًا صغيرًا تافهًا
    وضعيفًا، لا يُظهر بوضوح قوته الحقيقية؛ عندما تبدأ تهاجمه تجارب متنوعة،
    عندئذ يظهر نشاطه خارجيًا وقوته، ويتنسم إيمانه الناري بالرب، ويُثير نوعًا
    من الهوى الإلهي، لا ليلتهب هو نفسه فقط، بل ويلهب كل ما في داخل مجاله .
    القديس أمبروسيوس

    v سيأتي زمن أرى فيه ما كنت أؤمن به ولا أراه .
    v سأرى في الأبدية ما أؤمن به هنا .. وما أرجوه هنا سأحصل عليه هناك .
    v عظيم هو الإيمان، إنما لا فائدة منه إن خلا من المحبة .
    v يلزم على الإيمان أن يسبق الإدراك، ليكون الإدراك جزء من الإيمان .
    v نستطيع أن نلمس ذاك الجالس في السماء بإيماننا وليس بأيدينا . القديس أغسطينوس
    v تكمن
    قوة الفضيلة في الإيمان، والتعرف على أن الله يمكن أن يحفظنا من الموت
    الحاضر؛ وفي نفس الوقت لا نرهب الموت ولا نخضع له، حيث يتزكى به الإيمان
    بأكثر غيرة .

    v
    نُضوج الإيمان يا إخوتي الأعزاء يُسند داخلنا بثبات . بعد كل هجوم عنيف تقف
    الفضيلة ثابتة كصخرة ضخمة في مقاومة هائلة . الشهيد كبريانوس

    "ليس
    اسم آخر" : لا يعني الرسول تجاهل اسم الله الآب، لكن بذل الآب ابنه الوحيد
    ليهب الخلاص خلال اسم ابنه، فمن يدعو اسم الابن الوحيد إنما يدعو الثالوث
    القدوس، حيث لا انفصال بين الأقانيم، بل توجد وحدة عمل .

    "قد
    أُعطي" : هذا الاسم أو شخص ربنا يسوع المسيح أُعطي لنا مجانًا، أو كما يقول
    الرسول : "فشكرًا لله على عطيته التي لا يُعبر عنها" ( ٢ كو ٩ : ١#1637; )
    .

    v أنصت
    إلى المخلص : أنا جددتك، يا من وُلدت في العالم بالشقاء للموت . لقد
    حررتك، وشفيتك وخلصتك . سأهبك الحياة التي بلا نهاية، السرمدية، الفائقة
    للطبيعة . سأريك وجه الله الآب الصالح .

    v أني أحثك على الخلاص، هذا ما يشتهيه المسيح .
    v سخي هو ذاك الذي يهبنا أعظم كل العطايا، حياته ذاتها .
    v من
    هو ؟ تعلموا باختصار، إنه كلمة الحق، كلمة عدم الفساد، الذي يجدد الإنسان
    إذ يرده إلى الحق . إنه المهماز الذي يحث على الخلاص . هو محطم الهلاك،
    وطارد الموت . أنه يبني هيكل اللّه في الناس، فيأخذهم للّه مسكنًا له .

    يحتاج المرضى إلى مخلص،
    ويحتاج الضالون إلى مرشد،
    يحتاج العميان إلى من يقودهم إلى النور،
    والعطاش إلى الينبوع الحيَّ الذي من يشرب منه لا يعطش أبدًا والموتى إلى الحياة،
    والخراف إلى راعى،
    والأبناء إلى معلم؛
    تحتاج كل البشرية إلى يسوع ! القديس إكليمنضس السكندري
    v ليكن المسيح هو كل شيء . من يترك كل شيء من أجل المسيح، حتمًا يجد أمرًا واحدًا فيه الكل، لكي يصرخ : نصيبي هو الرب . القديس چيروم
    v وُلد
    اسحق رمزًا للمسيح، لأن الأمم لا تتبارك في اسحق بل في المسيح، يقول
    الرسول بطرس : "ليس بأحدٍٍ غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد
    أُعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" . أمبروسياستر

    3 . ارتباك المجمع
    "فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا،
    ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا،
    فعرفوهما أنهما كانا مع يسوع" . [13]
    تابع تفسير الاصحاح الرابع



    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الجمعة يونيو 10, 2011 11:45 pm

    تابع تفسير الاصحاح الرابع



    كان
    حديث الرسولين بطرس وبولس مقنعًا، يتكلمان بمجاهرة، في ثقةٍ وكمن لهما
    سلطان، مع أنهما في أعين القيادات عاميان عديما العلم، لأنهما لم يتربيا في
    مدارس الربيين . إنهما عاميان أي من عامة الشعب، ليس لهما مركز مرموق ولا
    هما من أصحاب المواهب . لقد كشفا عن مفاهيم جديدة للنبوات بمنطقٍ لاهوتيٍ
    عميقٍ، ومحاجاة يصعب على محامٍ أن يأتي بها . كلماتهما كانت من عمل الروح
    القدس نفسه صاحب الكلمة، والذي وحده يقدر أن يعلن عن الحق .

    لقد بحثوا في أمرهما، فاكتشفوا أن سرّ قوتهما والهالة التي تحيط بهما "أنهما كان مع يسوع"، وأنهما قد حملا انعكاس بهائه عليهما .
    لقد أدركوا أنهما من رسل السيد المسيح الذين تبعوه والتصقوا به، وآمنوا به ولعلهم بلغوا هذه النتيجة من الآتي :
    1 . يحملان قوة في صنع العجائب، خاصة شفاء هذا الأعرج باسم يسوع المسيح الناصري .
    2 . يحملان روح المجاهرة والشجاعة في الشهادة له دون خوف أو تردد .
    3 . حملا روحه والمناداة بالحق الإلهي .
    4 . إدراكهما لأسرار العهد القديم بمفهومٍ جديدٍ .
    5 . مع عدم
    تعليمهما بثقافةٍ زمنيةٍ، يتحدان الحكماء ( ١ كو ١ : ٢#1639;-٢#1640; ) ،
    بل ويفحمان مجمع السنهدرين نفسه، الذي يظن أنه حامي الإيمان والحق . إنهما
    مثل سيدهما الذي كان يتكلم كمن له سلطان ( مر ١ : ٢#1634; ) ، مع أنه لم
    يتعلم الكتب في مدارس الربيين ( يو ٧ : ١#1637; ) .

    v تفَّوق العاميان على بلاغتهم وعلى رؤساء الكهنة، لأنهما لم يكونا المتكلمين بل نعمة الروح . القديس يوحنا الذهبي الفم
    v ليس
    للمعرفة الحقيقية الروحية فصاحة زمنية، تلك التي هي مدنسة بوصمات الخطايا
    الجسدية، فإننا نعرف أنه أحيانًا ينالها بصورة عظيمة من هم بلا فصاحة لسان
    بل والأميون . هذا يظهر بوضوح في حالة الرسل وكثير من القديسين الذين ليس
    لهم مظهر أوراق ( الشجر ) الكثيرة لكنهم منحنون بفعل ثقل ثمار المعرفة
    الروحية الحقيقية . عن هؤلاء جاء في أعمال الرسل : "فلما رأَوا مجاهرة بطرس
    ويوحنا ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعامّيَّان تعجَّبوا، فعرفوهما
    أنهما كانا مع يسوع" ( أع 13: 4 ) . الأب نسطور

    "ولكن إذ نظروا الإنسان الذي شُفي واقفًا معهما،
    لم يكن لهم
    شيء يناقضون به" . [14]الأعرج الذي شُفي هو برهان أكيد لا مجال للحوار فيه
    على الحق الذي ينادي به الرسولان . فالمعجزة علنية وواضحة وحاسمة، والأعرج
    رجل معروف تمامًا .

    لم يكن
    القادة قادرين على المغالطة، فالشفاء واقعة حقيقية تمت لرجلٍ يعرفه كل أهل
    أورشليم، والحديث منطقي كتابي، مستمد من النبوات التي بين أيديهم .

    هنا يمتدح القديس يوحنا الذهبي الفم شهامة وشجاعة الرجل الذي شُفي .
    v عظيمة هي
    جرأة الرجل، فإنه لم يتركهما حتى في قاعة المحكمة، فإنهما وإن قالا هذه
    الحقيقة لا تكون بذات القوة عندما يحاججهم هو . القديس يوحنا الذهبي الفم

    "فأمروهما أن يخرجا إلى خارج المجمع،
    وتآمروا فيما بينهم" . [15]
    "قائلين : ماذا نفعل بهذين الرجلين ؟
    لأنه ظاهر لجميع سكان أورشليم أن آية معلومة قد جرت بأيديهما،
    ولا نقدر
    أن ننكر" . [16]رُفعت الجلسة للمداولة وهم في خزي، دون إمكانية إصدار حكم
    ضد الرسولين، فإنهما لم يكسرا الشريعة، والشعب كله قد عرف ما قد تم على
    أيديهما، وكرازتهما عن قيامة المسيح لا يمكن نقضها .

    تحوّل
    المجمع إلى موضع مؤامرة، لا محكمة تمثل العدالة . لكن من الذي أخبر لوقا
    البشير بأنهم تآمروا فيما بينهم، بينما كان الرسولان خارجًا ؟ غالبًا ما
    كان شاول الطرسوسي من بينهم، إذ كان فريسيًا وعلى علاقة قوية بغمالائيل،
    وكان مملوء غيرة على تقليدات آبائه، وكان رؤساء الكهنة يحسبونه سندهم القوي
    في مقاومة اسم يسوع . شاول هذا بعد تحوله إلى الإيمان قدم للقديس لوقا
    المعلومات الخاصة بما جرى داخل المجمع، سواء في هذا الحدث أو غيره من
    الأحداث، ولعله اشترك معهم في هذه المؤامرة أو كانت له اليد الكبرى في
    تشجيعهم على ذلك .

    طلبوا من
    الرسولين أن ينسحبا إلى خارج المجمع، لا ليتدارسوا صحة إيمانهما أو بطلانه،
    إنما ليخططا ضد الكنيسة في بدء انطلاقها، ولم يدركوا أن رأس الكنيسة حاضر
    في كل موضع يدافع عنها، ويبطل مؤامرات العدو . لم يدركوا أنهم يحققون
    النبوات : "تآمر الرؤساء معًا، على الرب وعلى مسيحه" ( مز ٢ : ٢ ) .

    v "ولكننا
    في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" ( رو 8: 37 ) . فإنه بالحق عجيب
    هو هذا الأمر، أننا لسنا فقط منتصرين فحسب، بل نحن منتصرون بنفس الأمور
    التي وضعت كخططٍ ضدنا . وإننا "أعظم من منتصرين"، أي أننا منتصرون بسهولة
    بدون تعبٍ أو مجهودٍ .. انظروا، فإن اليهود يقولون : "ماذا نفعل بهذين
    الرجلين ؟ " ( أع 4: 16 ) . حقًا إنه لأمر عجيب، مع أنهم أمسكوا بهما،
    وجعلوهما تحت المحاكمة، وسجنوهما، وضربوهما، لكنهم شعروا أنهم في ضياع
    وارتباك كمن انهزموا بنفس الأمور التي توقعوا أنهم بها ينتصرون . لم يكن
    للملوك ولا للشعب ولا لطغمات الشياطين ولا لإبليس نفسه سلطان لينالوا شيئًا
    منهما، بل الكل انهزموا في خسارة عظيمة، إذ وجدوا أن كل ما قد خططوه ضدهما
    آل إلى صالحهما . لهذا يقول : "نحن أعظم من منتصرين" ( راجع رو 8: 37 ) .
    هذا قانون جديد للنصرة به ينال البشر الغلبة على أعدائهم، لن ينهزموا بأية
    وسيلة، بل يدخلون هذه الصراعات كأن الأمر في أيديهم ..

    إنّهما ليس
    فقط انتصرا، وإنّما انتصرا بطريقة مدهشة، حتى يظهر بوضوح أن الذين خطّطوا
    ضدّهما كانوا في معركة ضد اللَّه وليس ضد بشر مجرّدين . القديس يوحنا
    الذهبي الفم

    "ولكن لئلاّ تشيع أكثر في الشعب لنهددهما تهديدًا،
    أن لا يُكلّما أحدًا من الناس فيما بعد بهذا الاسم" . [17]
    "فدعوهما وأوصوهما أن لا ينطقا البتّة،
    ولا يُعلما
    باسم يسوع" . [18]كان رؤساء المجمع في موقف لا يُحسدون عليه، فإن حكموا
    بموت الرسولين يخشون الشعب الذي شاهد بنفسه معجزة فريدة من نوعها . وإن
    أطلقوهما بلا مؤاخذه يحسب ذلك موافقة علنية على أن اسم يسوع المصلوب يصنع
    معجزات بواسطة تلاميذه . أخيرًا استقروا على تهديد الرسولين حتى لا ينطقا
    البتة، ولا يعلما بهذا الاسم .

    أصاب
    الرؤساء حالة إحباط فمن محاكمة إلى تهديد، وأخيرًا مجرد توصية . بسبب حقدهم
    الشديد لم يستطيعوا حتى أن ينطقوا اسم يسوع، بل أوصوهما إلا يعلما "بهذا
    الاسم" . لقد حملوا روح شاول الملك الذي في كراهيته الشديدة لداود كثيرًا
    ما كان غير قادر أن ينطق باسمه بل يدعوه "ابن يسي" ( 1 صم 20: 72، 30، 31؛
    22: 8، 13 ) .

    ليس من
    خدمة يمكن أن تُقدم لمملكة إبليس أعظم من أن توقف خدمة رجال الله الأمناء،
    ظنًا من أنه يمكن أن يُوضع النور تحت مكيال، لكن هذا محال .

    v كلما أرادوا أن يعوقهم ( عن الكرازة ) كان العمل بالأكثر يزداد على أيديهم . القديس يوحنا الذهبي الفم
    4 . تهديد الرسولين
    "فأجابهم بطرس ويوحنا وقالا :
    إن كان
    حقًا أمام اللَّه أن نسمع لكم أكثر من اللَّه فاحكموا" . [19]استطاع هذان
    الأميان عديما العلم أن يبكما أكثر من سبعين شخصًا على أعلى مستوى من
    المعرفة والسلطة . فقد اعتقد أعضاء مجمع السنهدرين أنهم مُعينون من قبل
    الله نفسه، وأنهم مدافعون عن الحق الإلهي . الآن يسألهم الرسولان : تلقينا
    أمرًا من الله بالكرازة، وتلقينا أمرًا منكم بالصمت، فأي الأمرين يلزم
    طاعته : الأمر الإلهي أم البشري ؟ هكذا وُضع المجمع في مأزقٍ رهيبٍ، إذ لم
    يعد يمثل فكر الله، ولا يبالي بالوصية الإلهية وتتميم مشيئة الله ولا بقبول
    تنفيذ النبوات .

    طلب
    الرسولان من رؤساء المجمع أن يحكموا بأنفسهم : هل يسمع الرسل لهم أكثر من
    الله ؟ هل يصمتون عن الشهادة للحق الذي رأوه وسمعوه واختبروه ؟ كيف يمكنهم
    أن يخفوا إشراق نور القيامة عن الناس ؟ فالضرورة موضوعة عليهم أن يكرزوا ( ١
    كو ٩ : ١#1638;؛ إر ٢#1632; : ٩؛ أع ١#1640; : ٥ ) . "لأننا نحن لا يمكننا
    أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" . [20]

    الشهادة
    للسيد المسيح هي حق بل والتزام من جانب من يرى الرب في حياته، ويسمع صوته
    الإلهي في داخله . ليس من صوتٍ بشريٍ مهما كان سلطانه يقف ضد الصوت الإلهي،
    كلمة الإنجيل الحي العامل في حياة المؤمن .

    v يلتزم
    العبد الذي يرسله الرب أن يفعل ما يجب عليه أن يعمله، حتى ولو كان ذلك بغير
    إرادته، فإنّه إن لم يفعل ذلك يتعرّض للعقوبة . لقد كرز موسى لفرعون، مع
    أنّه لم يكن يريد ذلك ( خر 4: 10؛ 5: 1 ) ، والتزم يونان أن يبشّر أهل
    نينوى ( يو1: 1- 3: 4 ) . إمبرسياستر

    v أود أن
    أسأل : من الذي كان مرتعبًا ؟ هل الذين قالوا : "لا يكلما أحدًا من الناس"
    أم القائلان : "لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" ؟






    لقد وجدوا بهجة وحرية للتكلم، وفرحًا فائقًا على الكل، أما أولئك فكان يلحق بهم القنوط والخزي والخوف، إذ كانوا يخشون الشعب .
    لم يكونا
    خائفين منهم، بل بالعكس بينما قال هؤلاء ما يريدونه، إذا بالرسولين لم
    ينفذا ما أراد هؤلاء، فمن إذن الذين كان في قيودٍ ومخاطرٍ ؟ ألم يكن هؤلاء (
    أعضاء المجمع ) ؟ القديس يوحنا الذهبي الفم

    "وبعدما هدّدوهما أيضًا أطلقوهما،
    إذ لم يجدوا البتّة كيف يعاقبونهما بسبب الشعب،
    لأن الجميع كانوا يمجّدون اللَّه على ما جرى" . [21]
    "لأن الإنسان الذي صارت فيه آية الشفاء هذه،
    كان له
    أكثر من أربعين سنة" . [22]كان لابد للمجمع أن ينهي جلسته، فقد كان الجمع
    يمجد الله على شفاء الأعرج بطريقة فائقة . فإنه يستحيل لأعرج له أكثر من
    أربعين عامًا يعاني من الكساح وقد وُلد هكذا أن يُشفى .

    5 . صلاة من أجل الكرازة
    "ولما أُطلقا أتيا إلى رفقائهما،
    وأخبراهم
    بكل ما قاله لهما رؤساء الكهنة والشيوخ" . [23]ما أن انطلقا حتى ذهبا إلى
    الكنيسة التي كانت غالبًا مجتمعة للصلاة من أجلهما لكي يعطيهما الرب كلمة
    شهادة حية وسط الضيق . ذهبا ليشترك الكل معهما في الفرح بعمل الله، ويقدم
    الكل معًا ذبيحة تسبيح وشكر لله .

    لقد قدما
    تقريرًا عن عمل الناس وعمل الله معهما، فمن جهة الناس بذلوا كل الجهد
    لإعاقة كلمة الله ومقاومة الحق، ومن جهة الله فحوّل كل الأمور لبنيان
    الكنيسة .

    قدموا هذا
    التقرير ليشترك الكل في التسبيح للرب، ولكي يتشجع الكل للعمل الكرازي، وكما
    كتب الرسول بولس : "وأكثر الإخوة وهم واثقون في الرب بوثقي يجترئون أكثر
    على التكلم بالكلمة بلا خوف" ( في ١ : ١#1636; ) .

    v ليس من
    أجل مجدهما أخبرا بالقصة؛ كيف يمكن أن يكون هذا دافعهما ؟ وإنما ما أخبرا
    به هو البراهين التي تكشف عن نعمة المسيح . قالا ما نطق به المقاومون، أما
    ما قالاه هما فحذفاه . هذا يجعل السامعين أكثر شجاعة . القديس يوحنا الذهبي
    الفم

    "فلما سمعوا رفعوا بنفسٍ واحدةٍ صوتًا إلى اللَّه وقالوا :
    أيها السيد،
    أنت هو
    الإله الصانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيه" . [24] روى الرسولان أول
    خبرة لهما في بدء طريق الألم . لقد خرجا منتصرين لكن تحت تهديد استخدام
    أساليب سرية للخلاص منهما بغير محاكمة حتى لا يثور الشعب .

    دفعتهم التجربة إلى حياة النصرة الجماعية بنفسٍ واحدةٍ، في يقينٍ بقدرة الله خالق السماء والأرض .
    لما كانت
    القضية والاتهام ضد "اسم يسوع" لذا قدموا الصلاة لله الآب على أساس أنها
    قضية الابن الوحيد الذي أرسله ليقدم الخلاص للعالم .

    من ثمار الضيق حفظ روح الوحدة، لا على مستوى التجمع والتكتل، بل على مستوى الروح بالحب والصلاة المشتركة، إذ صلوا "بنفسٍ واحدةٍ" .
    جاءت الكلمة اليونانية المترجمة هنا "السيد" أو "الرب" Despota،
    وهي تعني "الحاكم"، تخص من يدبر أمور الآخرين بسلطانٍ وقوةٍ . ففي وسط
    الضيق يشعر المؤمنين أن كل أمورهم الكبيرة والصغيرة لن تحدث اعتباطًا، بل
    يوجد ملك الملوك يدبرها بحكمته وقدرته الفائقة، وأن حياتهم ليست في يد بشرٍ
    ما مهما كان سلطانهم .

    v هؤلاء
    مرة أخرى هربوا إلى الله الملجأ الحقيقي، إلى الاتحاد الذي لا ينفك، مرة
    أخرى "رفعوا بنفس واحدة صوتًا إلى الله وقالوا" [24] بغيرة عظيمة، فإنه لا
    تُقام صلاة بغير هدف .

    v لنخضع
    نحن أنفسنا للصلاة . إنها سلاح قدير، إن قدمت بغيرة، إن كانت بدون عجب، إن
    كانت بذهنٍ مخلصٍ . إنها تصد حروبًا، وتفيد الأمة كلها مع عدم استحقاقها .
    يقول : "سمعت أنينهم ونزلت لأنقذهم" . إنها هي عينها دواء منقذ، له قوة
    لمنع الخطايا وشفاء الأفعال الشريرة . القديس يوحنا الذهبي الفم

    v لنجتمع معًا في جماعة تقدم صلاة متحدة معًا، ولنصارع معه في طلباتنا، هذا يبهج الله . العلامة ترتليان
    "القائل بفم داود فتاك :
    لماذا
    ارتجت الأمم وتفكرت الشعوب بالباطل ؟ " [25]في صلاتهم قدموا كلمات ليست من
    عندهم، بل اقتبسوا لغة الروح القدس، إذ اختاروا المزمور الثاني الذي يحمل
    رؤية شاملة لقضية الصليب وكيف أقام الشيطان تحالفًا بين اليهود والرومان
    والرؤساء ضد الرب ومسيحه .

    يقدّم لنا
    رجل الصلاة والسكون مار اسحق السرياني خبرته العمليّة في حياة النصرة على
    إبليس وكل قوّات الظلمة، وذلك بممارسة الصلاة المنسوجة من المزامير والصلاة
    الربّانيّة والصلاة الارتجاليّة، يصوبها المؤمن كسهم أو ثلاثة سهام يطعن
    بها عدو الخير .

    v خدمة
    المزامير، والصلاة الربانية لأبينا السماوي، وصلاة التلاوة التي يرتجلها
    الإنسان ويطلب بها الرحمة والعون والخلاص، هذه الثلاثة مثل ثلاثة سهام بها
    تطعن الشياطين وتقتلهم . مار اسحق السرياني

    دعا داود النبي يسوع "فتاك" . وفى اليونانية paidasou
    يمكن ترجمتها "عبد" كما ورد في تسابيح العبد المتألم فى إشعياء النبي،
    وأيضا "ابن" كما دعاه الآب أثناء العماد والتجلي ( مت 3: 17؛ لو 3: 22 ) .
    "قامت ملوك الأرض، واجتمع الرؤساء معًا،

    على الرب
    وعلى مسيحه" . [26]كأنهم يشكرون الله الذي سبق وأنبأ على لسان داود النبي
    عن مقاومة الأمم والشعوب بملوكهم ورؤسائهم للسيد المسيح ولمملكته . كأن كل
    مقاومة أيا كان مصدرها، مادامت من أجل المسيح، فهي تأكيد أننا في الطريق
    الحقيقي . وكل اتحاد لقوات الشر ضد الكنيسة، إنما يكشف عن عجزهم عن تحطيمها
    . إن كان الله قد وهبهم عطايا هذا مقدارها، من بينها أنهم صاروا ملوكًا
    ورؤساء وأصحاب سلطان، لكنهم حوّلوا هذه النعم لمقاومة واهبها .

    v إنهم كمن
    يقاضون الله هكذا يقدمون له عهوده، مقدمين هذه النبوة، وفي نفس الوقت
    يجدون فى هذا راحة، أن كل تخيلات أعدائهم باطلة . هذا هو ما يقولونه :
    لتُحقق هذه الكلمات، ولتُظهر أنهم يتخيلون أمورا باطلة . القديس يوحنا
    الذهبي الفم

    "لأنه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس يسوع،
    الذي مسحته،
    هيرودس وبيلاطس بنطس مع أمم وشعوب إسرائيل" . [27]
    v تلك
    المسحة لا ترفع من شأن الابن الوحيد الجنس الطوباوي غير الفاسد، ذاك الذي
    يقطن فى طبيعة الله، إنما ثبتت سرّ جسده وقدست الناسوت الذي أخذه . القديس
    هيلاري أسقف بواتييه

    كثيرًا ما
    جاء عن بيلاطس لقب "البنطي" وهي ترجمة خاطئة، والأصح هي "بنطس" لأن اسمه
    بيلاطس بنطس، وهو ليس من بلد تدعى بنطس أو بنط حتى ندعوه "البنطي" . وقد
    اتفق اللاهوتيون في مجلس كنائس الشرق الأوسط على تصحيح هذا الخطأ في
    الترجمات . "ليفعلوا كل ما سبقت فعينت يدك ومشورتك أن يكون" . [28]

    "والآن يا رب انظر إلى تهديداتهم،
    وامنح
    عبيدك أن يتكلّموا بكلامك بكل مجاهرة" . [29]لم تطلب الكنيسة المجتمعة في
    عصر الرسل أن يرفع الرب الضيق، ويحطم الأعداء ويهلكهم، بل طلبوا أن يحول
    الرب كل ضيقة للشهادة بمجاهرة وبكل قوته لملكوته السماوي .

    "ارتجت" :
    بينما يقدم الإيمان المسيحي المصالحة التي تتحقق بين الناس والآب خلال دم
    الابن الوحيد، ومصالحة الإنسان مع أخيه ومحبته حتى لأعدائه المقاومين له،
    مع المصالحة الداخلية بين النفس والجسد بعمل روح الله القدوس، إذا بالشعوب
    والأمم ترتج في ثورة عارمة، لأنها لا تطيق النور الإلهي . يستخدم العالم كل
    عنف لمقاومة الكنيسة الحاملة طبيعة عريسها : "لا يصيح ولا يسمع أحد صوته" .

    "تفكرت" : أي تحول الفكر البشري بكل طاقاته لهدفٍ واحدٍ، وهو تحطيم مملكة النور، ورفض المسيا المصلوب .
    "بالباطل" : الكلمة اليونانية kena وترجمتها الحرفية في العبرية reeyq
    وتعني "الفراغ"، فقد صارت الشعوب أشبه بإناءٍ فارغٍ لا يقبل أن يمتلئ
    بمصدر الشبع، المخلص ربنا يسوع . هذا الفراغ أيضًا يحمل العجز، فكل مقاومة
    بكل عنف من جانبهم تنتهي إلى لاشيء . إنهم يبددون طاقاتهم في مقاومتهم
    للحق، فيسمعون مع شاول الطرسوسي : "صعب عليك أن ترفس مناخس" . ( أع ٩ : ٥ )

    بقولهم :
    "انظر إلى تهديداتهم" يشيرون إلى اهتمام الله الخاص بمقاومة الأشرار
    لأولاده، فإنها لا تعبر هكذا، إنما تشغل ذهن الله . وكما صلى حزقيا الملك
    البار : "أملْ يا رب أذنك واسمع . افتح يا رب عينيك وانظر، واسمع كل كلام
    سنحاريب الذي أرسله ليعير الله الحي" ( إش ٣#1639; : ١#1639; ) ، ويقول
    المرتل : "قد رأيت لأنك تبصر المشقة والغم لتجازي بيدك، إليك يسلم المسكين
    أمره" . ( مز ١#1632; : ١#1636; )

    v قد يقول
    أحد : "لكن أنظر، قال المسيح لرسله القدّيسين : "حبّوا أعداءكم .. " ( لو6:
    27 ) ، فكيف يصرخون ضدّهم دون ان يستخفّوا بالوصيّة الإلهيّة ؟ " نجيب على
    هذا : "إذن هل نصلّي ان ينالوا جسارة وقوّة من اللَّه ليهاجموا بعنفٍ
    الذين يمجّدون أعماله، فلا يسمحوا لهم بالتعليم، ويقاومون مجد ذاك الذي
    تُقدّم له الطلبة ؟ " كيف لا يُحسب ذلك غباوة ؟ لذلك إن قدّمت المقاومة من
    أي شخصٍ ضدّنا شخصيًا، نحسب ذلك للحال مجدًا لنا أن نغفر لهم، ونحمل حبًا
    مشتركًا، مقتدين بالآباء القدّيسين حتى عندما يضربوننا ويهينوننا، نعم وإن
    استخدموا كل نوعٍ من العنف . إذ ليتنا لا نلوم ( الرسل ) فإنّهم كانوا أسمى
    من الغضب والكراهيّة . مثل هذا يمجّد القدّيسين ويسر اللَّه ..

    الصلاة
    التي نطق بها الرسل القدّيسون ليست أمرًا عديم المنفعة، بل لأجل إنجاح
    الرسالة الإلهيّة وإضعاف يد المضطهدين . يقول الرسل : "انظر يا رب إلى
    تهديداتهم"، أي اجعل مقاومتهم لنا باطلة، وامنح عبيدك أن يتكلّموا بكلامك
    بكل مجاهرة" ( أع 4: 29 ) . القديس كيرلس الكبير

    v لا يعطي أحد اهتمامًا للمخاطر التي يجلبها الشيطان في الاضطهادات، بل بالأحرى يهتم بالعون الذي يقدمه لنا الله .
    ليته لا
    يرتبك الذهن بالكارثة البشرية بل بالأحرى يتقوى الإيمان بالصون الإلهي،
    فإنه حسب الوعد الإلهي كل واحدٍ ينال من الله عونًا حسب إيمانه، إن آمن أنه
    ينال . لا يوجد شيء ما لا يستطيع القدير أن يهبه إن لم يعقه عدم الإيمان
    من جانب الذي يستقبل العون . الشهيد كبريانوس

    v لاحظوا أنهم لم يقولوا : "حطمهم، واطرحهم، بل ماذا قالوا ؟
    "امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة" [29] .
    لنتعلم نحن
    أن نصلي هكذا . ومع هذا كيف يمتلئ الشخص سخطًا عندما يسقط بين أناس يقصدون
    قتله، ويهددونه بهذا ؟ كم يمتلئ بالعداء ؟ لكن ليس كذلك موقف هؤلاء
    القديسين . القديس يوحنا الذهبي الفم

    "بمدْ يدك للشفاء،
    ولتجرَ
    آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع" . [30]لا تقف طلبتهم عند نوالهم كلمة
    جريئة للشهادة للحق، وإنما يسألون الرب أن يهبهم آيات وعجائب باسم ربنا
    يسوع المسيح . لم يطلبوا هذا لحفظ حياتهم الزمنية، ولا لنوال كرامة زمنية .

    جاءت
    صلاتهم بخصوص التهديدات، أنهم لا يضعون اعتبارًا لحياتهم الزمنية أو
    راحتهم، فإنهم وضعوا حياتهم مبذولة من أجل الشهادة للحق، لكن ما يشغلهم أن
    ينالوا قوة الروح وحكمته للمجاهرة بكلمة الله، وأن يسندهم بالعجائب والآيات
    لحساب اسم يسوع القدوس .

    طلبوا عمل
    الآيات، إذ رأوا كيف مجد الشعب اسم يسوع وآمن كثيرون به، وكيف استطاعت آية
    واحدة أن تلجم رؤساء مجمع السنهدرين وتكتمهم . "ولما صلّوا تزعزع المكان
    الذي كانوا مجتمعين فيه،

    وامتلأ الجميع من الروح القدس،
    وكانوا
    يتكلّمون بكلام اللَّه بمجاهرة" . [31]في تعليق القديس كيرلس الكبير على
    كلمات السيّد المسيح في لوقا 17: 6 عن قوّة الإيمان يقول : [إن كانت قوّة
    الإيمان تحرّك ( تهز ) ما هو ثابت .. يمكن القول بكل يقين أنّه ليس شيء
    ثابت لن يهزّه الإيمان، متى كان هناك داعٍ لاهتزازه . لذلك عندما صلّى
    الرسل تزعزع المكان، كما سجّل أعمال الرسل . ]

    لماذا
    تزعزع المكان ؟ هذا استعلان عن حضور الله نفسه : "الأرض ارتعدت، السماوات
    أيضًا قطرت أمام وجه الله" ( مز ٦#1640; : ٨ ) ، "من قبل رب الجنود تُفتقد
    برعدٍ وزلزلةٍ وصوتٍ عظيمٍ بزوبعةٍ وعواصفٍ ولهيب نار آكلة" ( إش ٢#1641; :
    ٦ ) . وأيضًا عن قبول الله للصلاة الكنسية من أجل الخدمة ولحلول الروح
    القدس ليهب الرسل قوة خارقة للطبيعة . فالمكان يتزعزع، والزمان ينتهي حيث
    يحل روح الحق الذي يفرق الزمان والمكان .

    بحلول روح الحق الأبدي ينفضح ضعف الطبيعة، فلا يرتبط الإنسان بالزمان والمكان بل بالأبدي وحده .
    يا لعظمة الصلاة وقدرتها فهي تفتح قلوب البشر على خالقهم، لينهلوا من قوته الإلهية التي تزعزع المكان، وتثبت قلوبهم .
    تحول الضيق والمرارة والتهديدات إلى صلاة لها قوتها، لتهب إمكانيات الروح القدس للكرازة والشهادة .
    v من يفهم
    القول السري للطوباوي بولس : "فإن مصارعتنا .. مع أجناد الشر الروحية" ( أف
    12: 6 ) ، يفهم أيضًا مثل الرب الذي انتهي بقوله : "ينبغي أن يُصلى كل حين
    ولا يُمل" ( لو 1: 18 ) . القديس مرقس الناسك

    غاية هذا الملء المتجدد هو النطق بكلام الله بمجاهرة .
    6 . حياة الشركة
    "وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة،
    ولم يكن أحد يقول أن شيئًا من أمواله له،
    بل كان
    عندهم كل شيء مشتركًا" . [32]يقدم لنا الإنجيلي لوقا صورة رائعة عن سمات
    الكنيسة في عصر الرسل تتقدمها سمة الحب العميق والوحدة الصادقة على مستوى
    الروح والقلب كما على مستوى العمل .

    إذ امتلأ
    الجميع من الروح القدس، ليس فقط تزعزع المكان الذين كانوا يقيمون فيه
    الصلاة، بل وتزعزع العالم أمام أعين التلاميذ، فلم يسمحوا له بالتسلل إلى
    قلوبهم . تجلت أمامهم اللؤلؤة الكثيرة الثمن فلم يجدوا حاجة إلى تغصب لبيع
    ما لديهم لاقتنائها .

    تجمعت هذه
    الآلاف من جنسيات مختلفة ولغات متباينة، كانوا قبلاً يشعرون أنهم غرباء عن
    بعضهم البعض، حتى وإن اجتمعوا في هيكلٍ واحدٍ ليقدموا عبادة واحدة . كان
    منهم كثيرون قادمون من بلاد مختلفة، وحتى الذين من أورشليم كانوا ينتسبون
    إلى جماعات متعارضة في الفكر . الآن تجمع الكل كأعضاء في جسد المسيح
    الواحد، يقودهم الروح القدس الواحد خلال رباط الحب .

    وهبهم
    الروح روح الحب والوحدة، فلم يحسب أحد أن له شيئًا ما، بل كل ما في يديه هو
    لاخوته . لم يعد للإحساس بالملكية الفردية وجود في حياة المؤمنين، لذلك
    تحققت الوحدة قلبًا ونفسًا .

    والعجيب أن
    هذا الشعور لم يتحقق من أوامر إلهية أو قوانين كنسية أو وصايا رسولية صدرت
    لهم، لكنه تحقق طبيعيًا بامتلائهم من الروح القدس فصاروا أعضاء جسد المسيح
    القدوس، الذي بذل ذاته عن الجميع، وأخلى ذاته من أجل خلاص الكل .

    v في كنيسة
    أورشليم كما لو وُجد جمر والتهاب بنار الروح القدس، عندما كان للكل نفس
    واحدة وقلب واحد نحو اللََّه . عندما رُجم إسطفانوس تحمّلت تلك الكومة
    الاضطهاد، وتبعثر الجمر فانطلقت النار في العالم . القديس أغسطينوس

    v عندما
    يصير المسيحيون هكذا ( في توافقٍ ) يصدرون موسيقى، أو يصدرون صوتًا
    متناغمًا يسر الله، ويتحقق فيهم ما هو مكتوب : "كانوا بقلبٍ واحدٍ ونفسٍ
    واحدةٍ" . الأب قيصريوس أسقف آرل

    v الآن
    اخبروني هل حبهم أنجب فقرهم، أم الفقر ولَّد الحب ؟ في رأيي إن الحب ولَّد
    الفقر، وبعد ذلك سحب الفقر بقوه حبال الحب . القديس يوحنا الذهبي الفم

    v هذا الحب
    الذي هو من الله لا يمكن فصله عن شخص الله، لأن الله والحب واحد . وحيث أن
    الحب الذي في ذاته غير منفصل عن مصدره، فإنه ليس فقط يقتني الكائنات
    البشرية الذين يمكن للواحد أن يعتزل الآخر، وإنما يجعل قلوب كثيرة ونفوس
    متعددة قلبًَا واحدًا ونفسًا واحدة، فأي جنون هو القول بأن هذا الحب الذي
    يعتاد أن يربط العقول المنفصلة في حب لا ينفصل يمكن فصله عن الكائنات
    البشرية الذين يعبرون عنه ؟ لهذا يقول بولس : "فإني وإن كنت غائبًا في
    الجسد لكني معكم في الروح، فرحًا وناظرًا ترتيبكم" ( كو 2: 5 ) . وجاء في
    أعمال الرسل أنه كان لجمهور المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة .. الأمر الذي ما
    كان يتحقق إلا بروح الإيمان والحب . الأب فلجنتيوس أسقف روسب

    v مجّدوا
    الرب معي ولنرفع اسمه معًا ( مز 34: 3 ) . فإنه يوجد أمر واحد ضروري، وهو
    سماوي ( علوي ) ، الوحدة ! الوحدة التي فيها الآب والابن والروح القدس هم
    واحد . انظروا، كيف اُستودعت الوحدة لدينا .. الثالوث كلّه هو اللََّه
    الواحد، والحاجة إلى واحد . ليس شيء يجلبنا إلى هذا الأمر ( اللََّه الواحد
    ) إلا إذ صرنا نحن الكثيرون قلبًا واحدًا . القديس أغسطينوس

    v أقول
    الآن أن كل الكنيسة آنذاك كانت مثل الحفنة القليلة التي تسلك الآن في نظام
    الشركة، ولكن بعد موت الرسل، وقد بدأت جموع المؤمنين تفتر وتبرد، خاصة
    الجموع التي جاءت إلى الإيمان من أممٍ مختلفةٍ، والذين بسبب حداثة إيمانهم
    وعبادتهم الوثنية المتأصلة فيهم لم يُطالبوا سوى بضرورة أن "تمتنعوا عمَّا
    ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنى" ( أع 29: 15 ) . هذه الحرية التي
    وُهبت للأمم لحداثة إيمانهم، قللت من الصورة الكاملة التي كانت لكنيسة
    أورشليم .. بل وحتى بعض القادة تهاونوا بعض الشيء ظانين أنه ما قد سُمح به
    للأمم من أجل ضعفهم مسموح به لهم أيضًا، معتقدين أنهم لن يُضاروا شيئًا إن
    اتبعوا إيمان المسيح، واعترفوا به محتفظين بمقتنياتهم وما يمتلكونه .

    الأب بيامون
    v كيف إذن
    يمكن أن تحدث أي بذار للنقاش ( المثير ) ممن لا يطلب ما لنفسه بل ما هو
    لقريبه ؟ ! بهذا يصير تابعًا لربه وسيده القائل عن نفسه : "لأني قد نزلت من
    السماءِ ليس لأعمل مشيئَتي بل مشيئَة الذي أرسلني" ( يو 38: 6 ) .

    كيف يمكن
    أن يثير نزاعًا لسببٍ ما، ذاك الذي صمم أن يأخذ برأي قريبه، ولا يسلك حسب
    إرادته الذاتية، محققًا بقلبٍ ورعٍ متواضعٍ ما جاء في الإنجيل : "بهذا يعرف
    الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حبّ بعض لبعض" ( يو 35: 13 ) ؟

    لأنه بهذا،
    كما بعلامة خاصة، أراد السيد المسيح أن يميز قطيعه في هذا العالم، فارزًا
    إياهم عن غيرهم، مختومين بالختم الذي نتكلم عنه ! على أي أساس يقبل أية
    ضغينة تتسرب إلى نفسه أو تبقى في نفس أخيه ؟ ! فإن قراره ثابت وهو أنه لا
    يمكن أن يترك أساسًا للغضب، لأنه أمر خطير وخاطئ، وإذا ما كان أخوه غاضبًا
    معه لا يقدر أن يصلي كما لو كان نفسه غاضبًا، حافظًا كلمات ربنا ومخلصنا
    يسوع في قلبه بتواضع : "فإن قدَّمت قُربانك إلى المذبح، وهناك تذكرت أن
    لأخيك شيئًا عليك، فأترك هناك قُربانك قُدّّام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع
    أخيك، وحينئذٍ تعال وقدِّم قُربانك" ( مت 23: 5، 24 ) . الأب يوسف

    يرى القديس
    أمبروسيوس أن أساس الوحدة التي تقوم بين الجماعة المقدسة هي وحدة الإنسان،
    والتناغم بين عناصره بعمل الروح القدس، فتصير النفس أشبه بحمامة واحدة (
    نش 6: 9 ) ، وتتمتع بالسلام الداخلي بين النفس والجسد، فيصير الاثنان
    واحدًا ( أف 2: 14 ) ، بهذا تتشبه بالقائل : "ليكون الجميع واحدًا كما أننا
    واحد . أنا فيهم، وأنت فيّ ليكونوا مكملين إلى واحد ( وحدة ) " ( يو 17:
    22-32 ) . لهذا مثل هذه النفس هي حمامة واحدة، صادقة، روحية، لا تضطرب
    بشهوات الجسد مع وجود صراعات من الخارج ومخاوف من الداخل ( 2 كو 7: 5 ) .

    v لقد
    أمرنا الرب بصوته، قائلاً : "هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضًا" ( يو 15:
    12 ) . وأيضًا : "إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه
    يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات" ( مت 18: 19 ) . فإن كان اثنان
    بفكرٍ واحدٍ يمكنهما أن يفعلا هذا، كم يكون بالأكثر إن حدث اتفاق جماعي بين
    الكل ؟ الشهيد كبريانوس

    يرى الشهيد كبريانوس أن الله يقدم عطايا للجميع، ونحن كأبناء لله نسلك بالناموس السماوي، نتمثل بالله فنُشرك الكل فيما نملكه .
    إذ قدم لنا
    القديس يوحنا كاسيان وصفًا رائعًا عن حياة الشركة الرهبانية في مصر أبرز
    أهمية الشركة على نمط الكنيسة الأولي، كما جاء في سفر الأعمال . وقد أضاف
    إليها أن البعض خرجوا خارج المدن ليعيشوا حياة نسكية عجيبة، فقد انشغلوا
    بدراسة الكتب المقدسة والصلوات والأعمال اليدوية ليلاً ونهارًا بغيرة متقدة
    حتى أنهم كانوا ينسون الطعام ولا يفكرون فيه كل يومين أو ثلاثة أيام حيث
    يذكرهم الجوع الجسدي بذلك . "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة
    الرب يسوع،

    ونعمة
    عظيمة كانت على جميعهم" . [33]أما السمة الثانية للكنيسة فهي تمتع الرسل
    بقوة عظيمة، أي إمكانية قبول المستمعين لكلماتهم، يتكلمون كمن لهم سلطان إذ
    يحملون واهب السلطان في داخلهم . لهم نعمة عظيمة أمام من يلتقي بهم، حتى
    المقاومون لهم يشعرون بنعمة الله وإشراق النور الإلهي على حياتهم . يتلمس
    الكل في أعماقهم أنهم يحملون انعكاس بهاء مجد الرب وجماله، هذا الذي هو
    "أبرع جمالاً من بني البشر" .

    خرج
    التلاميذ من تجربة السجن والتهديدات بقوةٍ مضاعفة، فقد قدمت الكنيسة صلاة
    بحرارة، بنفس واحدة، وامتلأ الكل من الروح القدس، وصار للجميع قوة عظيمة
    للشهادة، وتمتعوا بنعمة إلهية عظيمة .

    هنا يكاد
    الإنجيلي لوقا أن يسجل عجز اللغة البشرية عن وصف حال الكنيسة الحاملة لقوة
    الله والمتمتعة بنعمته، فتنطلق في طريق الشهادة لقيامة الرب من الأموات بكل
    قوةٍ ونجاحٍ، مع نموٍ دائمٍ لملكوت الله .

    v "ها أنا
    أعطيكم سلطانًا أن تدوسوا الحيّات والعقارب" . هذا ليس بعمل إنسان مجرّد،
    ولا يقدر أحد مثلنا أن يمنح آخرين مثل هذا السلطان المجيد والعجيب لكي يكون
    لهم القدرة أن يدوسوا كل قوّة العدوّ . هذا بالأحرى هو عمل خاص باللَّه
    وحده، العالي فوق الكل والمكلّل بالكرامات الفائقة .. إنّه لم يترك
    للتلاميذ أي عذر للاستسلام للجبن، بل بالأحرى يطلب منهم أن يكونوا أقوياء
    القلب وشجعانًا، لأنّه هكذا ينبغي أن يكون خدّام كلمة الإلهيَّة، لا جبناء،
    ولا مقهورين بالكسل، وإنّما يكرزون "بقوّة عظيمة" كما يقول الكتاب ( أع4:
    33 ) . القديس كيرلس الكبير

    "إذ لم يكن فيهم أحد محتاجًا،
    لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها،
    ويأتون
    بأثمان المبيعات" . [34]بعد أن تحدث الإنجيلي عن سمات الحب والوحدة
    الكنسية، والشهادة بروح القوة، والكشف عن بهاء المسيح الساكن فيهم تطرق إلى
    سمتين عمليتين هما سمة واحدة ذات وجهين : السخاء في العطاء خاصة
    للمحتاجين، والموت عن العالم وكل غناه وكراماته .

    v كانت
    مشاعرهم كما لو كانوا تحت سقف أبوي، صار الكل في لحظة يشتركون معًا . إنه
    لا يُقال أنهم أعانوا الآخرين وإن كانوا بالحقيقة فعلوا هكذا، إلا أنهم
    شعروا بأن كل شيء هو لهم . لا، الأمر العجيب هو هذا، أنهم أولاً نقلوا
    ممتلكاتهم، وهكذا سندوا الآخرين، على أن هذا العون لم يأتِ من ممتلكاتهم
    الخاصة بل من الملكية العامة . القديس يوحنا الذهبي الفم

    v أولئك
    الذين بالإيمان نالوا في داخلهم ذاك الذي يجعل كل الأشياء جديدة .. إذ
    يقبلون منه كلمة رسالة الإنجيل الذي يبهج قلب الإنسان جديدةً، يصيرون فوق
    الغنى ومحبّة المال، وتتشدّد عقولهم، فلا يعطون اعتبارًا للأمور الزمنيّة،
    بل يتعطّشون للأبديّات .

    يكرمون
    الفقر الاختياري ويشغفون بمحبّة الإخوة . وكما جاء في أعمال الرسل
    القدّيسين أن كثيرين من أصحاب الأراضي والبيوت باعوها وجاءوا بأثمانها
    ووضعوها عند أقدام الرسل، وكانت توزّع على كل أحد حسب احتياجه . القديس
    كيرلس الكبير

    يصور لنا
    القديس يوحنا الذهبي الفم هذا المنظر السماوي الرائع قائمًا على الأرض، حيث
    يرى أن الثلاثة آلاف الذين آمنوا مع الخمسة الآلاف بعد ذلك يمارس جميعهم
    نفس الشيء في نجاحٍ سامٍ، ولم يعد واحد منهم يشتكي من الفقر . أي مجد يمكن
    أن يوجد أكثر مما كان لهذا الشعب ؟

    حقًا إن
    الحب والوحدة يجعلان من الكنيسة سماءً مجيدة، فإن الشركة العملية الصادقة
    والنابعة عن الحب لهي شهادة لعمل نعمة الله الفائقة .

    v ألم تسمع
    الرسل يقولون أن الذين نالوا الكلمة أولاً باعوا البيوت والأراضي، لكي
    يسدوا احتياجات الرسل ؟ أما أنتم فتسلبون البيوت والأراضي لكي تزينون
    فرسًا، أو قطعة ( أثاث ) خشبية أو جلدية، أو حائطًا، أو رصيفًا . وما هو
    أردأ من هذا أنه ليس فقط الرجال، بل وحتى النساء أيضًا تأثرن بهذا الجنون،
    ودفعن رجالهن إلى هذا النوع من الهوى الفارغ، فيدفعنهم أن ينفقوا أموالهم
    في شراء ما هو أكثر من الضروريات . القديس يوحنا الذهبي الفم

    "ويضعونها عند أرجل الرسل،
    فكان يُوزع
    على كل واحدٍ كما يكون له احتياج" . [35]خرجت الكنيسة من الضيقة لا لتعاني
    من متاعب مادية، بل لتمارس الحب الأخوي في أروع صوره، وتكشف عن وضع المال
    في كنيسة العهد الجيد، إنه ليس في صندوقٍ خاصٍ، ولا في أرصدةٍ لدى مصارف،
    بل عند أرجل الرسل .

    ما يعجز عن
    تحقيقه في كل أنظمة العالم الاقتصادية والاجتماعية لتوفير احتياجات
    الفقراء والمعوزين تحقق طبيعيًا عندما تمتعت الجماعة بملء الروح . فصارت
    الأموال عند أقدام الرسل، لينال منها كل شخصٍ احتياجه بروح الأمانة والخشوع
    .

    v إنه عمل
    رمزي يشير إلى أن يليق بالناس أن يطأوا بأقدامهم على الطمع . فإن الرب
    يشتاق أن يهب نفوس المؤمنين ما هو أعظم من غناهم . نقرأ في الأمثال : "فدية
    نفس الإنسان غناه" ( أم 13: 8 LXX ) . القديس جيروم

    v أقر
    سليمان أيضًا في الروح القدس وشهد وعلم بالسلطان الكهنوتي قائلاً : "خف
    الرب بكل نفسك وكرم كهنته" ( حكمة سليمان 7: 29 ) . وأيضًا : "أكرم الله من
    كل نفسك وكرم كهنته" ( حكمة سليمان 7: 31 ) .. علاوة على هذا فإن ربنا
    يسوع المسيح نفسه ملكنا ودياننا وإلهنا في ذات يوم آلامه لاحظ كرامة الكهنة
    ورؤساء الكهنة مع أنهم لم يحفظوا صوت الله، ولا معرفة المسيح . فعندما طهر
    الأبرص قال له : "اذهب أرِ نفسك للكاهن وقدم القربان" ( مت 8: 4 ) . بهذا
    التواضع علمنا التواضع، فقد دعاه كاهنًا مع أنه يعرف أنه مدنس للمقدسات .
    الشهيد كبريانوس

    "ويوسف الذي دُعي من الرسل برنابا،
    الذي يترجم ابن الوعظ،
    وهو لاوي قبرسي الجنس" . [36]
    "إذ كان له حقل باعه،
    وأتى
    بالدراهم، ووضعها عند أرجل الرسل" . [37]بلا شك باع المئات وربما الألوف
    ممتلكاتهم ووضعوا أثمانها عند أقدام الرسل، فلماذا انفرد السفر بما فعله
    برنابا الذي من سبط لاوي ؟ أولاً : بكونه لاويًا ليس من حقه شراء أرض فى
    إسرائيل، فلعل الأرض كانت فى قبرص، إذ كان قبرصي الجنسية . ثانيًا : يبدو
    أنها كانت أرض متسعة جدًا، بيعت بثمنٍ مرتفعٍ جدًا، فصار ذلك مثلاً حيًا
    لمن تحرر من كل محبةٍ للاقتناء .

    من وحي أعمال الرسل ٤
    آلام مجيدة !
    v تآمرت قوات الظلمة عليك،
    حكموا عليك بالموت، لكنهم عجزوا عن منع قيامتك !
    تتآمر قوات الظلمة بعينها على رسلك !
    هي بعينها لن تكف عن التآمر على كنيستك عبر الأجيال !
    v وضعوا الرسولين في السجن،
    فأقبل الآلاف إلى الإيمان بك .
    مع كل ضيقة تنمو كنيستك،
    ومع كل اضطهاد لشعبك تتجلى قوة اسمك القدوس .
    v المجمع الذي حكم عليك بالموت،
    يهدد رسلك بالموت .
    بطرس الذي خاف جارية،
    يدين أعضاء مجمع السنهدرين الأعظم .
    اتهمهم بمقاومة الله : صلبوا يسوع وأقامه الآب .
    اتهمهم بالجهالة : رفضوا الحجر رأس الزاوية .
    اتهمهم بالفشل : ليس بأحد غير يسوع الخلاص .
    اتهمهم بعدم الحكمة : يطلبون الطاعة لهم أكثر من الطاعة لله .
    v وسط الآلام تمجدت في كنيستك .
    جرت آيات وعجائب كثيرة،
    صارت لها صلوات قوية زعزعت الموضع .
    v وسط الآلام صارت كنيستك سماءً ثابتة،
    وتحول المؤمنون إلى شبه ملائكة .
    صار للجميع قلب واحد ونفس واحدة .. يا لها من سمة سماوية !
    تحول الكل إلى الشهادة بقيامتك،
    فلم يعد للموت سلطان ولا قوة .
    لم يعد للعالم سلطان عليهم، ولا للمادة إغراء .
    صار كل شيء بينهم مشتركًا .
    أتوا بأموالهم عند أقدام رسلك، إذ لا مكان آخر لها .
    قدموا الأموال كأمانة تسلموها من يدك،
    وها هم بفرحٍ يقدمونها لخدمة الجميع !

    1 و بينما هما يخاطبان الشعب اقبل عليهما الكهنة و قائد جند الهيكل و الصدوقيون
    2 متضجرين من تعليمهما الشعب و ندائهما في يسوع بالقيامة من الاموات
    3 فالقوا عليهما الايادي و وضعوهما في حبس الى الغد لانه كان قد صار المساء
    4 و كثيرون من الذين سمعوا الكلمة امنوا و صار عدد الرجال نحو خمسة الاف
    5 و حدث في الغد ان رؤساءهم و شيوخهم و كتبتهم اجتمعوا الى اورشليم
    6 مع حنان رئيس الكهنة و قيافا و يوحنا و الاسكندر و جميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة
    7 و لما اقاموهما في الوسط جعلوا يسالونهما باية قوة و باي اسم صنعتما انتما هذا
    8 حينئذ امتلا بطرس من الروح القدس و قال لهم يا رؤساء الشعب و شيو
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد الاصحاح الخامس(اعمال الرسل)

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الجمعة يونيو 10, 2011 11:51 pm


    ورجل اسمه حنانيا،
    وامرأته سفيرة، باع ملكا


    2
    واختلس من الثمن،
    وامرأته لها خبر ذلك، وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل


    3
    فقال بطرس: يا
    حنانيا، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من
    ثمن الحقل


    4
    أليس وهو باق كان
    يبقى لك؟ ولما بيع، ألم يكن في سلطانك؟ فما بالك وضعت في قلبك
    هذا الأمر؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله



    5
    فلما سمع حنانيا هذا
    الكلام وقع ومات. وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك


    6
    فنهض الأحداث ولفوه
    وحملوه خارجا ودفنوه


    7
    ثم حدث بعد مدة نحو
    ثلاث ساعات، أن امرأته دخلت، وليس لها خبر ما جرى


    8
    فأجابها بطرس: قولي
    لي: أبهذا المقدار بعتما الحقل؟ فقالت: نعم، بهذا المقدار


    9
    فقال لها بطرس: ما
    بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب؟ هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك
    على الباب، وسيحملونك خارجا


    10
    فوقعت في الحال عند
    رجليه وماتت. فدخل الشباب ووجدوها ميتة، فحملوها خارجا ودفنوها
    بجانب رجلها


    11
    فصار خوف عظيم على
    جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك


    12
    وجرت على أيدي الرسل
    آيات وعجائب كثيرة في الشعب. وكان الجميع بنفس واحدة في رواق
    سليمان


    13
    وأما الآخرون فلم
    يكن أحد منهم يجسر أن يلتصق بهم، لكن كان الشعب يعظمهم


    14
    وكان مؤمنون ينضمون
    للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء


    15
    حتى إنهم كانوا
    يحملون المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة، حتى إذا
    جاء بطرس يخيم ولو ظله على أحد منهم


    16
    واجتمع جمهور المدن
    المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة، وكانوا
    يبرأون جميعهم


    17
    فقام رئيس الكهنة
    وجميع الذين معه، الذين هم شيعة الصدوقيين، وامتلأوا غيرة


    18
    فألقوا أيديهم على
    الرسل ووضعوهم في حبس العامة


    19
    ولكن ملاك الرب في
    الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم وقال


    20
    اذهبوا قفوا وكلموا
    الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة


    21
    فلما سمعوا دخلوا
    الهيكل نحو الصبح وجعلوا يعلمون. ثم جاء رئيس الكهنة والذين معه،
    ودعوا المجمع وكل مشيخة بني إسرائيل، فأرسلوا إلى الحبس ليؤتى بهم


    22
    ولكن الخدام لما
    جاءوا لم يجدوهم في السجن، فرجعوا وأخبروا


    23
    قائلين: إننا وجدنا
    الحبس مغلقا بكل حرص، والحراس واقفين خارجا أمام الأبواب، ولكن
    لما فتحنا لم نجد في الداخل أحدا


    24
    فلما سمع الكاهن
    وقائد جند الهيكل ورؤساء الكهنة هذه الأقوال، ارتابوا من جهتهم:
    ما عسى أن يصير هذا


    25
    ثم جاء واحد وأخبرهم
    قائلا: هوذا الرجال الذين وضعتموهم في السجن هم في الهيكل واقفين
    يعلمون الشعب


    26
    حينئذ مضى قائد
    الجند مع الخدام، فأحضرهم لا بعنف، لأنهم كانوا يخافون الشعب
    لئلا يرجموا


    27
    فلما أحضروهم
    أوقفوهم في المجمع. فسألهم رئيس الكهنة


    28
    قائلا: أما
    أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم؟ وها أنتم قد ملأتم
    أورشليم بتعليمكم، وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان


    29
    فأجاب بطرس والرسل
    وقالوا: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس


    30
    إله آبائنا أقام
    يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة


    31
    هذا رفعه الله
    بيمينه رئيسا ومخلصا، ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا


    32
    ونحن شهود له بهذه
    الأمور، والروح القدس أيضا، الذي أعطاه الله للذين يطيعونه


    33
    فلما سمعوا حنقوا،
    وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم


    34
    فقام في المجمع رجل
    فريسي اسمه غمالائيل، معلم للناموس، مكرم عند جميع الشعب، وأمر
    أن يخرج الرسل قليلا


    35
    ثم قال لهم: أيها
    الرجال الإسرائيليون، احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما
    أنتم مزمعون أن تفعلوا


    36
    لأنه قبل هذه الأيام
    قام ثوداس قائلا عن نفسه إنه شيء، الذي التصق به عدد من الرجال
    نحو أربعمئة، الذي قتل، وجميع الذين انقادوا إليه تبددوا وصاروا
    لا شيء


    37
    بعد هذا قام يهوذا
    الجليلي في أيام الاكتتاب، وأزاغ وراءه شعبا غفيرا. فذاك أيضا
    هلك، وجميع الذين انقادوا إليه تشتتوا


    38
    والآن أقول لكم:
    تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل
    من الناس فسوف ينتقض


    39
    وإن كان من الله فلا
    تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضا



    40
    فانقادوا إليه.
    ودعوا الرسل وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع، ثم
    أطلقوهم


    41
    وأما هم فذهبوا
    فرحين من أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل
    اسمه


    42
    وكانوا لا يزالون كل
    يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد تفسير الاصحاح رقم 5

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الجمعة يونيو 10, 2011 11:53 pm

    آيات (1،2) :-

    ورجل اسمه حنانيا وامرأته سفيرة باع ملكا. واختلس من الثمن وامرأته لها خبر ذلك وأتى بجزء ووضعه عند أرجل الرسل.

    كما
    قدَّم القديس لوقا الكنيسة القوية الناجحة يقدم هنا هذه القصة المحزنة.
    وكما حدث أيام عاخان الذى قبل الحرام فهلك وإنهزم الشعب بسبب خطيته أمام
    أعدائه، هلك حنانيا الكذاب لأن الكنيسة كانت معرضة لأن تفقد إنتصاراتها
    ومجدها بسبب خطية حنانيا وسفيرة. الكنيسة الآن تبدأ عهداً جديداً مع الله
    كما كانت إسرائيل تبدأ مع يشوع عهداً جديداً فى أرضها الجديدة. وليستمر عمل
    الله مع شعبه لابد من عزل الخطية، وهذا ما أراد الله أن يظهره هنا. يموت
    عاخان وتستمر إسرائيل، ويموت حنانيا وتستمر الكنيسة. إذاً إستمرار الكنيسة
    مرهون بحفظ وصايا المسيح والمعنى أن من يخالف وصية المسيح يهلك ولكن
    الكنيسة تستمر. والقصة تشير لأن غفران الخطية بدم المسيح ليس معناه
    الإستهتار. كان هذا لابد وأن يحدث فى بداية المسيحية حتى لا يظن أحد أن
    غفران الخطايا بالدم معناه الفوضى والإستهتار فالله قدوس لا يقبل الخطية.
    إذاً ما حدث كان لبنيان الكنيسة وكما كان بطرس حازماً هنا كان بولس حازماً
    مع خاطئ كورنثوس. وهكذا فعل الله فى بداية اليهودية إذ أمر برجم من تعدى
    على السبت، ليخاف الجميع وتنتشر القداسة ولا يفهم أحد أن العلاقة مع الله.
    تعنى الفوضى والإستهتار.

    وهذا
    ما طلبه المسيح إن أعثرتك عينك فإقلعها..إلخ أى فلتمت الخطية داخل قلبى
    قبل أن أهلك كلى وألقى فى جهنم. وهذا على المستوى الشخصى. ونلاحظ أنه لم
    يكن هناك إجبار لأحد أن يبيع ممتلكاته، فكل واحد حر. إذاً خطية حنانيا
    وسفيرة ليسا أنهما حجبا جزء من المال بل خطيتهم هى الغش والكذب، وأنهما ظنا
    أنهما قادران على إخفاء شئ عن الله. وكانا سيأخذان من الصندوق المشترك
    كأنهما لا يملكان شيئاً وهما يمتلكان ما أخفياه.

    آيات (3،4) :-

    فقال
    بطرس يا حنانيا لماذا ملا الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من
    ثمن الحقل. أليس وهو باق كان يبقى لك ولما بيع ألم يكن في سلطانك فما بالك
    وضعت في قلبك هذا الأمر أنت لم تكذب على الناس بل على الله.

    نلاحظ
    أن عمل الشيطان لأن يملأ قلوب الناس بالشر ليصيروا كأدوات فى يده ليُرديهم
    قتلى. وهنا الشيطان ملأ قَلْبَىْ حنانيا وسفيرة بالغش والخداع والرياء
    والكذب على الكنيسة وبالتالى على الروح القدس. والشيطان هو أبو الكذاب (يو
    Cool. حنانيا بحث عن مديح الناس والشهرة والإكرام والتعظيم من الناس لا من
    الله. هما بحثا عن مجدهما الذاتى لا عن مجد الله. وهما أرادا الكرامة من
    الناس بالغس فى التصرف. هما أرادا أن يربحا السماء والأرض معاً، بل هو
    يطالب الكنيسة بدفع قيمة ما يوازى ثمن أرضه أدبياً بينما هو مختلس من ثمن
    الأرض فى جيبه. هنا محبة الله والمال معاً. هنا حنانيا سمح للشيطان أن يملأ
    قلبه بينما هو قد إمتلأ سابقاً من الروح القدس. ومعنى أنه سمح للشيطان أن
    يملأ قلبه أنه إنحاز للشيطان ضد الروح القدس. ومن يفسد هيكل إبن الله يفسده
    الله (1كو 16:3،17).

    الله
    هنا يريد بموت حنانيا وسفيرة أن يفهم كل إنسان أن الحياة مع المسيح ليست
    استهتاراً وحرية خارج الوصايا فإمّا الثبات فى المسيح أو الموت. وأن الله
    يحاسب المؤمنين على أهمال قلوبهم ونياتهم تجاه بيت الله.

    هنا
    الله أظهر أنه إله النعمة الذى يغفر ويطهر بدمه ولكنه هو إله البر والقدوس
    الذى لا يحتمل الخطية. الله بنعمته يغفر لمن بتوبته يستحق الغفران ولكنه
    لا يغفر بل يعاقب المستهتر والمستبيح (عب 28:10-31).

    تكذب على الروح القدس = الروح
    القدس يملأ الكنيسة ويملأ الرسل، وكل ما تعمله الكنيسة يعمله الروح، وكل
    ما يُعمل ضد الكنيسة يُعمل ضد الروح. وبمقارنة آية (3،4) نرى ألوهية الروح
    القدس، فالروح القدس هو الله فالكذب على الروح القدس هو كذب على الله.

    آيات (5،6) :-

    فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات وصار خوف عظيم على جميع الذين سمعوا بذلك. فنهض الأحداث ولفوه وحملوه خارجا ودفنوه.

    هنا نرى الموت هو عقوبة للخطية ولكل من يقاوم الروح القدس.

    آيات (7،Cool :-

    ثم
    حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات أن امرأته دخلت وليس لها خبر ما جرى. فأجابها
    بطرس قولي لي أبهذا المقدار بعتما الحقل فقالت نعم بهذا المقدار.

    واضح الإتفاق الخاطئ بين حنانيا وسفيرة.

    آيات (9،10) :-

    فقال
    لها بطرس ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب هوذا أرجل الذين دفنوا
    رجلك على الباب وسيحملونك خارجا. فوقعت في الحال عند رجليه وماتت فدخل
    الشباب ووجدوها ميتة فحملوها خارجا ودفنوها بجانب رجلها.

    تجربة روح الرب = هو
    التمادى فى إغاظة الله بالإصرار على الخطية وعدم الإستفادة من طول أناة
    الله (رو 4:2،5). هو إصرار الإنسان على خطيته وهو يعلم أنها تغيظ الله
    وتغضبه (خر 2:17). وهنا حنانيا وسفيرة كأنهما يفعلان ما يفعلانه ويلزما
    الله أن لا يتحرك ضدهما ويقتص منهما. وهكذا جربت حواء الله وأكلت من
    الممنوع.

    آية (11) :-

    فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة وعلى جميع الذين سمعوا بذلك.

    هذا هو القصد مما حدث لحنانيا أن يتمم الكل خلاصهم بخوف ورعدة (فى 12:2) فتنمو الكنيسة. الكنيسة = هنا أول ذكر لكلمة كنيسة للتعبير عن المسيحيين وهى تعنى الجماعة.

    آيات (12،13) :-

    وجرت
    على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب وكان الجميع بنفس واحدة في
    رواق سليمان. وآما الآخرون فلم يكن أحد منهم يجسر أن يلتصق بهم لكن كان
    الشعب يعظمهم.

    آيات وعجائب = هذا هو وعد المسيح (مر 17:16). لم يكن أحد يجسر = اليهود
    خافوا من السنهدريم ورؤساء الكهنة (يو 43:12). ونلاحظ أنهم لم يؤمنوا مع
    أنهم عظموا الرسل والمسيحيين. وقارن مع الآية السابقة فالآيات والعجائب
    تجرى فى جو القداسة والخوف من الله وأنهم بنفس واحدة.

    آيات (14-16) :-

    وكان
    مؤمنون ينضمون للرب اكثر جماهير من رجال ونساء. حتى انهم كانوا يحملون
    المرضى خارجا في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرة حتى إذا جاء بطرس يخيم

    ولو ظله على أحد منهم. واجتمع جمهور المدن المحيطة إلى أورشليم حاملين مرضى ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبراون جميعهم.

    حركة
    الكنيسة نشطة بفاعلية الروح القدس، والروح القدس حينما يجد قلباً مستعداً
    يعمل معه لحساب مجد الله. ولاحظ أن بطرس بقوة الروح القدس الذى فيه كان ظله
    يشفى الأمراض. الله هنا يكرم بطرس وظل بطرس وبنفس الطريقة كانت مآزر بولس
    تشفى الأمراض (أع 12:19). وبنفس المفهوم يكرم الله أجساد القديسين
    والشهداء، كما حدث مع عظام إليشع التى أقامت ميت، ويكرم الله صور وأيقونات
    القديسيين التى تصنع معجزات حتى الآن. فالله يكرم من يكرمه "أنا أكرم الذين
    يكرموننى" والروح القدس يملأ من هم بنفس واحدة قارن الآية السابقة مع (أع
    1:2).

    آيات (17،18) :-

    فقام رئيس الكهنة وجميع الذين معه الذين هم شيعة الصدوقيين وامتلاوا غيرة. فالقوا أيديهم على الرسل ووضعوهم في حبس العامة.

    فى مقابل عمل الروح القدس يهيج الشيطان ويحرك عملاؤه، فإيمان الشعب بالمسيح يقلل دخل الهيكل.

    حبس العامة = الذى يوضع فيه أشر أنواع المجرمين (لو 12:21). حتى لا يعظمهم الشعب.

    آيات (19-23) :-

    ولكن
    ملاك الرب في الليل فتح أبواب السجن وأخرجهم وقال. اذهبوا قفوا وكلموا
    الشعب في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة. فلما سمعوا دخلوا الهيكل نحو الصبح
    وجعلوا يعلمون ثم جاء رئيس الكهنة والذين معه ودعوا المجمع وكل مشيخة بني
    إسرائيل فأرسلوا إلى الحبس ليؤتى بهم. ولكن الخدام لما جاءوا لم يجدوهم في
    السجن فرجعوا واخبروا. قائلين أننا وجدنا الحبس مغلقا بكل حرص والحراس
    واقفين خارجا أمام الأبواب ولكن لما فتحنا لم نجد في الداخل أحدا.

    السماء
    مفتوحة والله قادر أن يحافظ على رجاله وشهوده. والله قادر أن يحرر أولاده
    فى أى لحظة، ولكن نلاحظ أن الله أخرجهم لا ليهربوا بل ليكرزوا، ولكنه فى
    بعض الأحيان يسمح لهم أن يشتركوا فى صليبه وذلك أيضاً لحساب مجد إسمه.
    فحينما يرى الناس الرسل محتملين الألم لأجل المسيح يعرفون محبتهم له
    وإيمانهم به، وهذا أصدق من التصاقهم به فى حالة المعجزات والأيات التى
    يعملها بواسطتهم، بل أننا رأينا عبر التاريخ أنه كلما زادت الإضطهادات نمت
    الكنيسة وإمتدت فى العالم كله. هنا رأى الشيوخ والكهنة معجزة خروج التلاميذ
    من السجن ولكن بدلاً من أن يؤمنوا زاد هياجهم بفعل عمل الشيطان الذى
    أسلموا انفسهم له الله صنع هذه المعجزة ليؤمن اليهود أنهم يحاربون الله
    نفسه كلام هذه الحياة= الكلام والبشارة التى يعظ بها التلاميذ، ومن يؤمن تكون له حياة.

    آيات (24،25):-


    فلما
    سمع الكاهن وقائد جند الهيكل ورؤساء الكهنة هذه الأقوال ارتابوا من جهتهم
    ما عسى أن يصير هذا. ثم جاء واحد واخبرهم قائلا هوذا الرجال الذين وضعتموهم
    في السجن هم في الهيكل واقفين يعلمون الشعب.

    ربما
    شك رؤساء الكهنة فى الحراس ولكن حينما عرفوا أنهم فى الهيكل إرتابوا فالذى
    يهرب من السجن بواسطة رشوة الحراس لا يذهب للهيكل ليعلم ثانية بل يهرب
    ويختفى. وهم إرتابوا لأن الحادثة إماّ إعجازية وهذا مما سيرفع شأن المسيحية
    فى نظر الناس، أو أنهم خرجوا عن طريق الحراس.... إذاً فالحراس صار منهم
    مؤمنين بالمسيحية.. وكلا الإحتمالين فى نظرهم خطر. وخروج التلاميذ من السجن
    بهذا الأسلوب الإعجازى أظهر أن سجنهم كان خطأ لا يوافق الله عليه وأنهم
    خدام الله حقاً.. ولكن من يفهم ؟!!.

    آية (26):-


    حينئذ مضى قائد الجند مع الخدام فأحضرهم لا بعنف لأنهم كانوا يخافون الشعب لئلا يرجموا.

    عجيب أنهم يخافون من الشعب ولا يخافون من قوة المسيح التى ظهرت فى إنقاذ تلاميذه.

    آيات (27،28):-


    فلما
    أحضروهم أوقفوهم في المجمع فسألهم رئيس الكهنة. قائلا أما أوصيناكم وصية
    آن لا تعلموا بهذا الاسم وها انتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم وتريدون أن
    تجلبوا علينا دم هذا الإنسان.

    التلاميذ
    ذهبوا مع الحراس ليشهدوا للمسيح أمام السنهدريم. وعجيب أن لا يفتح رئيس
    الكهنة معهم موضوع خروجهم من السجن، ذلك لأنه أدرك أن قوة سماوية تعمل
    معهم، والأعجب إصراره على تحدى هذه القوة. وسؤاله للتلاميذ عن كسر تعليمات
    السنهدريم السابقة 18:4 القصد منه أن يسجنهم، فهذه تهمه يعاقب عليها
    القانون.

    ملأتم أورشليم = هذا بالضبط ما أراده المسيح ولقد نفذه الرسل. تجلبون علينا دم هذا الإنسان= هذه
    مسرحية تعنى أنهم يبرئون أنفسهم من دم المسيح. ومعنى الكلام أنكم يا رسل
    المسيح تتهموننا بأننا قتلنا المسيح وهو برئ، وقتل إنسان برئ تهمة يدينها
    الناموس وبهذا فأنتم تهيجون الشعب ضدنا.

    آية (29):-


    فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله اكثر من الناس.

    رد بطرس هنا مباشر ومفحم للغاية. لقد أظهر لهم أنهم إنما يحاربون الله

    آيات (30-32):-


    اله
    آبائنا أقام يسوع الذي انتم قتلتموه معلقين إياه على خشبه. هذا رفعه الله
    بيمينه رئيسا ومخلصا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. ونحن شهود له
    بهذه الأمور

    والروح القدس أيضا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه.

    بطرس
    هنا يبشرهم ويشهد لهم بالقيامة وأن الذى أقامه هو الله. إذاً حكمهم بصلب
    المسيح أبطله الله بإقامة المسيح فتصبح محكمتهم لاغية باطلة وضد أحكام
    الله. إله أبائنا= إشارة لأنه يؤمن بالله الذى يؤمن به اليهود وأنه ليس كافراً بالله الذى يعرفونه. رئيساً= أى رئيساً على إسرائيل الله أى الكنيسة، فهو يملك على قلوب المؤمنين. غفران الخطايا= أى الله مستعد لغفران خطية صلبكم للمسيح إن آمنتم وتبتم. ونحن شهود لهُ.. والروح القدس أيضاً= أى
    الروح القدس الذى أعطاه الله لنا هو يشهد للمسيح. فالأيات التى نعملها
    بالروح القدس ليشهد الروح القدس أن شهادتنا عن المسيح إنما هى شهادة حق وأن
    المسيح قام حقاً من الأموات وبهذه الشهادة لبطرس برأ الرسل وأدان المحكمة
    على صلبها للمسيح وذكر القيامة هنا أثار الصدوقيين.

    آيات (33-40):-


    فلما
    سمعوا حنقوا وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم. فقام في المجمع رجل فريسي اسمه
    غمالائيل معلم للناموس مكرم عند جميع الشعب وأمر أن يخرج الرسل قليلا. ثم
    قال لهم أيها الرجال الإسرائيليون احترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في
    ما انتم مزمعون ان تفعلوا. لأنه قبل هذه الأيام قام ثوداس قائلا عن نفسه
    انه شيء الذي التصق به عدد من الرجال نحو اربعمئة الذي قتل وجميع الذين
    انقادوا إليه تبددوا وصاروا لا شيء. بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام
    الاكتتاب وأزاغ وراءه شعبا غفيرا فذاك أيضا هلك وجميع الذين انقادوا إليه
    تشتتوا. والآن أقول لكم تنحوا عن هؤلاء الناس واتركوهم لأنه أن كان هذا
    الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض. وأن كان من الله فلا تقدرون أن
    تنقضوه لئلا توجدوا محاربين لله أيضا. فانقادوا إليه ودعوا الرسل وجلدوهم
    وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع ثم اطلقوهم.

    كان
    حاضراً هنا غمالائيل معلم بولس الرسول 3:22 بل ربما كان بولس نفسه حاضراً
    هذا الاجتماع. ونلاحظ أنهم فكروا فى قتل الرسل دون أن يشيروا للتهمة التى
    بسببها يستحقون القتل. ولكن دفاع بطرس أمامهم أغاظهم. وغمالائيل هذا هو
    كبير معلمى الناموس وممثل الفكر الفريسى. والفريسيين أى المفرزين معروفين
    بدراسة التوراة والناموس. وكانوا يضادون المتحررين من اليهود المتهلينين أى
    الذين تحللوا من التقاليد لمعيشتهم وسط اليونانيين الأمم. ومعنى مفروزين
    (فريسيين) أنه منفصلين عن هؤلاء المتحررين. وكان تأثير الفريسيين على الشعب
    كبيراً ولهم صوت مسموع فى المجامع حتى ضد الصدوقيين بسبب شهرتهم وإحترام
    الشعب لهم. ويقول التقليد المسيحى أن غمالائيل صار مسيحياً وأمن. حنقوا=
    بطرس حين وعظ يوم الخمسين نخس السامعين فى قلوبهم. وهنا قال نفس الشهادة
    ونفس الكلمات ولكنها تثير حنق المجمع إن إنجيل المسيح هو رائحة حياة لحياة
    لمن نخسوا فى قلوبهم ورائحة موت لموت لهؤلاء الذين حنقوا. وكانت حجة
    غمالائيل أن أتباع يهوذا وثوداس تبعثرا بعد موت يهوذا وثوداس. فلو كان
    المسيح ليس من الله سيتبعثر أتباعه بعد موته. ثوداس ويهوذا= كانوا
    ثواراً قاموا بثورات ضد الرومان. ويهوذا طالب بعدم دفع الجزية للرومان
    فسحقه الرومان. ولكن قامت على تعاليمه وثورته جماعة الغيورين (غالباً هم من
    سألوا هل ندفع الجزية أم لا لقيصر). وثوداس سبق بثورته ثورة يهوذا وغالباً
    كانت ثورته سنه 4ق.م.

    أيام الإكتتاب= أقام
    كيرينيوس والى سوريا اكتتاباً لليهودية سنه 6ب.م حينما صارت اليهودية
    ولاية رومانية. وذلك لتحديد الجزية التى يدفعها اليهود للرومان وقام يهوذا
    بثورته لأنه إعتبر أن الجزية للرومان نوع من الاستعباد، وأنها إهانة لله
    ملك إسرائيل. وسحق الرومان ثورته ولكن تلاميذه من الغيورين ( كان منهم
    تلميذ المسيح سمعان الغيور أو القانوى) إستمروا حتى سنة 70م أى سنة خراب
    أورشليم وربما كانوا هم السبب فى الحرب مع روما. ولقد إدعى كل من يهوذا
    وثوداس أنهم المسيح الذى أتى ليحرر الشعب من الرومان وصار لهم تلاميذ.
    ونلاحظ فى كلمة غمالائيل فشل هؤلاء الفريسيين فى معرفة إن كانت المسيحية من
    الله أم لا. وهذا فشل لليهودية ككل فغمالائيل هو أعظم معلم فى ذلك الوقت.
    نحن أمام أمة إنسدت أذانها عن معرفة الحق وعميت أبصارهم. حقاً لقد كانت
    مشورة غمالائيل السبب فى الإفراج عن الرسل، ولكن هذا الدارس للناموس كان
    عليه دور أكبر فهو يعرف أكثر، كان عليه أن يغلق الباب على السنهدريم
    ويدرسوا ويصلوا إلى قرار.... هل المسيحية من الله أم لا.

    عموماً فالله إستخدم غمالائيل فى إنقاذ الرسل فالرسل ما زال أمامهم عمل يؤدونه قبل أن يستشهدوا.

    آية (41):-


    وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنهم حسبوا مستاهلين أن يهانوا من اجل اسمه.

    الجلد
    يكون 39 جلدة يسيل منها دم المضروب. ولكن الروح القدس المعزى أعطاهم فرحاً
    إذا اشتركوا مع المسيح فى ألامه، ومن تألم معه يتمجد أيضاً معه. والفرح فى
    الضيق علامة من علامات الحق راجع 1بط 1:5 + مت 11:5. ونقول أن من يحب
    حقيقة يفرح بأن يشترك فى ألام من يحبه دون أن يفكر فى مجد يحصل عليه، كما
    تشتهى ألام أن تتألم مع إبنها المتألم.

    آية (42):-


    وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح.

    الروح أمدهم ليس بالفرح فقط بل بالقوة للشهادة لاسم المسيح
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الثلاثاء يونيو 14, 2011 8:07 am

    [b] فَقَالَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ:«أَتُرَى
    هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا هِيَ؟» 2 فَقَالَ:«أَيُّهَا
    الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا! ظَهَرَ إِلهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا
    إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ
    3 وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ
    وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 4 فَخَرَجَ
    حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ
    نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ
    سَاكِنُونَ فِيهَا. 5 وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثًا
    وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ، وَلكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكًا لَهُ
    وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ. 6 وَتَكَلَّمَ
    اللهُ هكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّبًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ،
    فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ، 7 وَالأُمَّةُ
    الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا سَأَدِينُهَا أَنَا، يَقُولُ اللهُ. وَبَعْدَ ذلِكَ
    يَخْرُجُونَ وَيَعْبُدُونَنِي فِي هذَا الْمَكَانِ. 8 وَأَعْطَاهُ
    عَهْدَ الْخِتَانِ، وَهكَذَا وَلَدَ إِسْحَاقَ وَخَتَنَهُ فِي الْيَوْمِ
    الثَّامِنِ. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ وَلَدَ رُؤَسَاءَ الآبَاءِ
    الاثْنَيْ عَشَرَ. 9 وَرُؤَسَاءُ الآبَاءِ حَسَدُوا
    يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ، وَكَانَ اللهُ مَعَهُ، 10 وَأَنْقَذَهُ
    مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً أَمَامَ فِرْعَوْنَ
    مَلِكِ مِصْرَ، فَأَقَامَهُ مُدَبِّرًا عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِهِ.
    [/b]


    [b]11 «ثُمَّ أَتَى جُوعٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ
    مِصْرَ وَكَنْعَانَ، وَضِيقٌ عَظِيمٌ، فَكَانَ آبَاؤُنَا لاَ يَجِدُونَ قُوتًا. 12 وَلَمَّا سَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ
    فِي مِصْرَ قَمْحًا، أَرْسَلَ آبَاءَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. 13 وَفِي
    الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ اسْتَعْرَفَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ، وَاسْتَعْلَنَتْ
    عَشِيرَةُ يُوسُفَ لِفِرْعَوْنَ. 14 فَأَرْسَلَ
    يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ، خَمْسَةً
    وَسَبْعِينَ نَفْسًا. 15 فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ
    وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا، 16 وَنُقِلُوا
    إِلَى شَكِيمَ وَوُضِعُوا فِي الْقَبْرِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِثَمَنٍ
    فِضَّةٍ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. 17 وَكَمَا
    كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ الْمَوْعِدِ الَّذِي أَقْسَمَ اللهُ عَلَيْهِ
    لإِبْرَاهِيمَ، كَانَ يَنْمُو الشَّعْبُ وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ، 18 إِلَى
    أَنْ قَامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. 19 فَاحْتَالَ
    هذَا عَلَى جِنْسِنَا وَأَسَاءَ إِلَى آبَائِنَا، حَتَّى جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ
    مَنْبُوذِينَ لِكَيْ لاَ يَعِيشُوا.
    [/b]


    [b]20 «وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى
    وَكَانَ جَمِيلاً جِدًّا، فَرُبِّيَ هذَا ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ. 21 وَلَمَّا نُبِذَ، اتَّخَذَتْهُ
    ابْنَةُ فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا ابْنًا. 22 فَتَهَذَّبَ
    مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ
    وَالأَعْمَالِ. 23 وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ
    أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي
    إِسْرَائِيلَ. 24 وَإِذْ رَأَى وَاحِدًا مَظْلُومًا
    حَامَى عَنْهُ، وَأَنْصَفَ الْمَغْلُوبَ، إِذْ قَتَلَ الْمِصْرِيَّ. 25 فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ
    يَفْهَمُونَ أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ
    يَفْهَمُوا. 26 وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي ظَهَرَ
    لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ، فَسَاقَهُمْ إِلَى السَّلاَمَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا
    الرِّجَالُ، أَنْتُمْ إِخْوَةٌ. لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ 27 فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ قَرِيبَهُ
    دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ 28 أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا
    قَتَلْتَ أَمْسَ الْمِصْرِيَّ؟ 29 فَهَرَبَ مُوسَى
    بِسَبَبِ هذِهِ الْكَلِمَةِ، وَصَارَ غَرِيبًا فِي أَرْضِ مَدْيَانَ، حَيْثُ
    وَلَدَ ابْنَيْنِ.
    [/b]


    [b]30 «وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً،
    ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ
    عُلَّيْقَةٍ. 31 فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذلِكَ
    تَعَجَّبَ مِنَ الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ لِيَتَطَلَّعَ، صَارَ
    إِلَيْهِ صَوْتُ الرَّبِّ: 32 أَنَا إِلهُ
    آبَائِكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ
    مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. 33 فَقَالَ
    لَهُ الرَّبُّ: اخْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ
    وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. 34 إِنِّي لَقَدْ
    رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ
    وَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ.
    [/b]


    [b]35 «هذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ
    قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا؟ هذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيسًا
    وَفَادِيًا بِيَدِ الْمَلاَكِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ. 36 هذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعًا
    عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَفِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وَفِي
    الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
    [/b]


    [b]37 «هذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ
    لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ
    إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ. 38 هذَا هُوَ
    الَّذِي كَانَ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْبَرِّيَّةِ، مَعَ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ
    يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ، وَمَعَ آبَائِنَا. الَّذِي قَبِلَ أَقْوَالاً
    حَيَّةً لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا. 39 الَّذِي لَمْ
    يَشَأْ آبَاؤُنَا أَنْ يَكُونُوا طَائِعِينَ لَهُ، بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا
    بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ 40 قَائِلِينَ
    لِهَارُونَ: اعْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى
    الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ! 41 فَعَمِلُوا عِجْلاً فِي تِلْكَ
    الأَيَّامِ وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً لِلصَّنَمِ، وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ
    أَيْدِيهِمْ. 42 فَرَجَعَ اللهُ وَأَسْلَمَهُمْ
    لِيَعْبُدُوا جُنْدَ السَّمَاءِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ:
    هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي
    الْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 43 بَلْ حَمَلْتُمْ
    خَيْمَةَ مُولُوكَ، وَنَجْمَ إِلهِكُمْ رَمْفَانَ، التَّمَاثِيلَ الَّتِي
    صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا لَهَا. فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ.
    [/b]


    [b]44 «وَأَمَّا خَيْمَةُ الشَّهَادَةِ
    فَكَانَتْ مَعَ آبَائِنَا فِي الْبَرِّيَّةِ، كَمَا أَمَرَ الَّذِي كَلَّمَ مُوسَى
    أَنْ يَعْمَلَهَا عَلَى الْمِثَالِ الَّذِي كَانَ قَدْ رَآهُ، 45 الَّتِي
    أَدْخَلَهَا أَيْضًا آبَاؤُنَا إِذْ تَخَلَّفُوا عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي
    مُلْكِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ اللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا، إِلَى
    أَيَّامِ دَاوُدَ 46 الَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ
    اللهِ، وَالْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَنًا لإِلهِ يَعْقُوبَ. 47 وَلكِنَّ
    سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتًا. 48 لكِنَّ
    الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ
    النَّبِيُّ: 49 السَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي،
    وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ،
    وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ 50 أَلَيْسَتْ
    يَدِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟
    [/b]


    [b]51 «يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ
    الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ
    الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ! 52 أَيُّ
    الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ؟ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا
    فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ، الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ
    وَقَاتِلِيهِ، 53 الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ
    بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ».
    [/b]


    [b]54 فَلَمَّا سَمِعُوا هذَا حَنِقُوا
    بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. 55 وَأَمَّا
    هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ،
    فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. 56 فَقَالَ:«هَا
    أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ
    يَمِينِ اللهِ». 57 فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ
    وَسَدُّوا آذَانَهُمْ، وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 58 وَأَخْرَجُوهُ
    خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ. وَالشُّهُودُ خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ
    رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ. 59 فَكَانُوا
    يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ:«أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ
    اقْبَلْ رُوحِي». 60 ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ
    وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:«يَارَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ».
    وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ.
    [/b]
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد تفسير الاصحاح السابع من سفر اعمال الرسل

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الثلاثاء يونيو 14, 2011 8:11 am

    - الأصحاح السابع
    خطاب استفانوس
    جاء خطاب القديس استفانوس ليس دفاعًا عن نفسه، ولا عن الإيمان المسيحي،
    وإنما وجد الفرصة سانحة أن يقف أمام رئيس الكهنة وبعض الرؤساء والقيادات
    اليهودية ليقدم لهم دعوة كتابية صادقة للتمتع بالإيمان الحي. كان يتحدث
    معهم كتابيًا كما لو كان الكتاب المقدس مفتوحًا أمامه، ينطق بالروح القدس،
    ليعطي مفاهيم كتابية جديدة تخص شعب الله. بكونه يهوديًا هيلينيًا، اقتبس
    عبارات الكتاب المقدس من الترجمة السبعينية. خطابه كرازي من الدرجة الأولى.
    وضع القديس استفانوس الأساس الروحي اللاهوتي الحي للمدافعين الكنسيين فيما
    بعد. فإن ما يشغل المدافع ليس الدفاع عن السيد المسيح وكنيسته، فالسيد قادر
    أن يدافع عن نفسه وعن كنيسته، لكنه يحمل قلبًا متسعًا ليكشف عن الحق
    الإنجيلي للمقاومين، فيقتنعوا معه بعمل الخلاص المجيد.
    قدم القديس استفانوس عرضًا رائعًا للعهد القديم ككلٍ، ليبرز أن الإيمان
    بالسيد المسيح هو غاية الناموس والأنبياء وكل أسفار العهد القديم.
    كان القديس يتكلم لا كمتهمٍ يدافع عن نفسه، بل كمن في مركز القوة، ليراجع
    الحاضرون أنفسهم ومفاهيمهم وقسوة قلوبهم وغرلة آذانهم، حتى لا يوجدوا بعد
    مقاومين للروح القدس كآبائهم (أع 7: 51).
    دعاهم أن يرتفعوا معه كما إلى السماء ليروا بمنظارٍ روحي الناموس والأنبياء
    والهيكل وكل طقوس العبادة، يرون في يسوع المسيح أصل التاريخ ومصدر الخلاص،
    فلا يكملوا مكيال آبائهم المقاومين للحق الإلهي.
    إن كان هذا الخطاب موجه إلى القيادات اليهودية المملوءة حقدًا ضد رب المجد
    يسوع وكنيسته، فإنه كان أيضًا موجهًا بطريقة غير مباشرة للمؤمنين الذين من
    أصلٍ يهودي، وكانوا لا يزالوا عاجزين عن التحرر من حرف الناموس والطقوس
    اليهودية. إنه خطاب ألقاه في آخر لحظات وجوده على الأرض ليصحح مسار كنيسة
    أهل
    الختان، إن صح التعبير، فلا تنشغل بحرف الناموس، ولا ترتبط بهيكل أورشليم.
    1. ظهور إله المجد لإبراهيم في أرضٍ وثنية1-10.
    2. نزول يعقوب أب الأسباط إلى مصر11-19.
    3. تربية موسى في قصر فرعون20-29.
    4. ال
    عليقة والأرض المقدسة30-36.
    5. مقاومة آبائهم لموسى37-43.
    6. خيمة الشهادة في البرية44-45.
    7. لا يسكن الله في مصنوعات الأيادي46-50.
    8. اضطهد آباؤهم الأنبياء ولم يحفظوا الناموس 51-53.
    9. السماء المفتوحة 54-56.
    10. استشهاد استفانوس57-60.
    1. ظهور إله المجد لإبراهيم في أرضٍ وثنية
    "فقال رئيس الكهنة:
    أترى هذه الأمور هكذا هي؟" [1]
    أظهر رئيس الكهنة نوعًا من استخدام العدالة إذ أعطى الفرصة للقدّيس
    استفانوس أن يدافع عن نفسه ويردّ على الاتّهامات الموجّهة ضدّه، ولعلّ رئيس
    الكهنة كان يتوقّع أن القدّيس يستغل الفرصة للرجوع عن أفكاره حتى لا
    يتعرّض للموت رجمًا.
    سأل قيافا رئيس الكهنة كرئيس للمجمع بخصوص الاتهامات الموجهة إلى استفانوس،
    الخاصة بنقض الهيكل ومقاومة الناموس. ولعله كان يود أن يقتنص من فمه كلمة
    تبرر مجمع السنهدرين في محاكمته ليسوع وصدور الحكم بضرورة قتله. أراد أن
    يعطي للشعب فرصة ألا يثوروا على صلب يسوع ورجم استفانوس.
    جاء سؤال رئيس الكهنة يعني: لقد سمعت الاتهامات الموجّهة ضدّك، فماذا تقول:
    مذنب أم غير مذنب؟ وقد قدّم القدّيس استفانوس دفاعًا مطوّلاً يتّسم
    بالآتي:
    أولاً: جاءت إجابته موجّهة مباشرة إلى نقاط الاتّهامات بطريقة واضحة.
    ثانيًا: كشف دفاعه عن استعداده الكتابي العميق وقدرته في الأسفار المقدّسة والتقليد اليهودي.
    ثالثًا: أن ما يؤمن به ويكرز به إنّما هو امتداد حيّ وروحي لطريق الآباء،
    بل ولتاريخ الخلاص الذي يسير حسب خطّة اللَّه المعلنة بواسطة الآباء
    والأنبياء.
    رابعًا: إذ أراد الردّ على الاتّهامات استعرض القدّيس تاريخهم منذ البداية،
    مظهرًا عظمة حنوّ اللَّه الفائق في علاقته بشعبه، وكيف قابل الشعب هذه
    المحبّة الإلهيَّة بجحودٍ وتذمّرٍ مستمرٍ عبر الأجيال، وأنّه قد امتلأ كأس
    شرّهم وفاض، فأسقطوا أنفسهم تحت ثمر عصيانهم وحرموا أنفسهم من مراحم
    اللَّه.
    خامسًا: أوضح خلال الأسفار المقدّسة أن كنيسة اللَّه أو شعب اللَّه لم يبدأ
    بالعبرانيّين ولا بأرض كنعان، بل كان له مؤمنون أمناء في مناطق أخرى، قبل
    بناء الهيكل، فليس بالأمر الغريب أن يطلب له شعبًا في العالم كلّه.
    "فقال أيها الرجال الإخوة والآباء، اسمعوا:
    ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النهرين،
    قبلما سكن في حاران". [2]
    مع ما حملوه من كراهية وبغضة أظهر لهم استفانوس كل مودة، فتحدث معهم
    بأسلوبٍ فيه توقير واحترامٍ دون مداهنة، تحدث إليهم بكونه واحدًا منهم،
    فدعاهم "إخوة وآباء".
    جاء خطاب القديس استفانوس سردًا تاريخيًا بمفهوم لاهوتي عميق يحمل شهادة
    للسيد المسيح ولإنجيله، وليس دفاعًا عن نفسه. وقد قسم خطابه إلى ثلاث
    مراحل:
    المرحلة الأولي: زمن الآباء البطاركة [2-16].
    المرحلة الثانية: زمن موسى والأنبياء [17: 43].
    المرحلة الثالثة: بين الخيمة والهيكل [44-50].
    أظهر في هذا العرض الحقائق التالية:
    أولاً: بارك الله آباءهم وهم لم يكونوا في فلسطين أو كنعان، وعلى رأسهم إبراهيم واسحق ويعقوب.
    ثانيًا: لم يرتبط شعب إسرائيل خلال التاريخ بالعبادة في الهيكل حتى عصر سليمان.
    ثالثًا: حتى عندما بُني الهيكل، فإن الهيكل لم يحفظ إسرائيل من عصيانه وتمرده على الله.
    كأن استفانوس أراد تأكيد أنه يوجد ما هو أعظم من كنعان الأرضية، والهيكل في
    أورشليم، وهو التمتع بالمصالحة مع الله خلال المسيا الموعود به.
    "أيها الرجال الإخوة والآباء": وجه حديثه إلى شيوخ الشعب كإخوة، والكهنة ورئيس الكهنة كآباء.
    "اسمعوا": يتكلم بروح القوة، بكونه يعلن كلمة الله التي يجب الاستماع لها.
    "إله المجد" دعا الله "إله المجد" ليؤكد أنه لن يجدف على الله كما ادعوا عليه.
    بدأ بدعوة إبراهيم للخروج من أور الكلدانيين لكي يتكرس لله، ويتأهل لنوال
    الوعود الإلهية، ويصير أبا لرجال العهد القديم. "وهو في ما بين النهرين،
    قبلما سكن في حاران" وكأن الله يود أن يلتقي بالمؤمنين أينما وجدوا، فلم
    يظهر لإبراهيم في أورشليم ولا في خيمة الاجتماع أو الهيكل، وإنما في ما بين
    النهرين، في أور الكلدانيين (تك 15: 7؛ نح 9: 7، تك 11: 31-32).
    هنا يدعو الله "إله المجد"، فإن كان وجه موسى قد صار لامعًا بانعكاس مجد
    الله عليه، فإن إله المجد أشرق على إبراهيم أب الآباء، قبل استلام الناموس،
    في أرض وثنية، "ما بين النهرين"، إن صح التعبير. أشرق بمجده على إبراهيم،
    كما على وجه موسى مستلم الناموس، وها هو مشرق على استفانوس نفسه في عهد
    النعمة. الله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، يشتهي أن يُشرق بمجده في كل
    العصور على كل البشر، ولا يحدْ نفسه بمكانٍ معينٍ وشعبٍ معينٍ.
    جاءت دعوة الله لإبراهيم وهو بين الوثنيين في أور الكلدانيين، ولم يكن بعد
    ذهب إلى أرض الموعد. وجاءت الدعوة أن يذهب أولاً إلى حاران، حيث قطن فيها
    بعض الوقت، وبعد ذلك ذهب إلى كنعان أو فلسطين.
    لم يقل: "وقد جاء إلى الأرض التي أنتم ساكون فيها"، وإنما قال: "هناك
    نقله"، وكأن الله قد حمله على ذراعيه، وانطلق به من حاران إلى أرض الموضع.
    مجيئه إلى أرض الموعد هو عطية إلهية ووعد إلهي، قام الرب نفسه بتنفيذه.
    الله الذي حمل إبراهيم إلى هذه الأرض بسبب إيمانه العملي وطاعته، هو الذي
    يطرد بنيه خلال عدم الإيمان والتمرد. استفانوس كابن إبراهيم، بالإيمان
    يتمتع بكنعان السماوية، أما المقاومون للإيمان فسيُطردون من كنعان الأرضية
    كما السماوية، حتى وإن ظنوا أنهم ذرية إبراهيم.
    "وقال له: أخرج من أرضك،
    ومن عشيرتك،
    وهلُمّ إلى الأرض التي أُريك". [3]
    قدم إبراهيم أقوى مثل في الإيمان (عب 11: 8-9)، صورة حية لبساطة الثقة في
    الله. إن كان إبراهيم قد ترك بالإيمان أرضه وعشيرته وبيت أبيه لينطلق إلى
    حيث لا يعلم، فإنه يليق بأبناء إبراهيم ألا يرتبطوا بأمرٍ زمنيٍ بطريقةٍ
    حرفيةٍ كالإنتساب الجسدي لإبراهيم أو ممارسة العوائد اليهودية أو الافتخار
    بمبنى الهيكل.
    خرج إبراهيم ليزحف إلى بلاد لا يعرف طبيعتها ولا سمات سكانها، وليس له جيش
    أو أسلحة ليغزو المناطق، كل سلاحه وإمكانياته هو "الوعد الإلهي".
    جاءت دعوة الله لإبراهيم بالطاعة له، بالخروج من أرضه ومن عشيرته وبيت
    أبيه. وكأنه يقول لهم: أنتم لستم مثل أبيكم إبراهيم، لأنكم عوض الطاعة
    "دائمًا تقاومون الروح القدس" [51].
    "فخرج حينئذ من أرض الكلدانيين،
    وسكن في حاران،
    ومن هناك نقله بعدما مات أبوه إلى هذه الأرض،
    التي أنتم الآن ساكنون فيها". [4]
    إن كان اللَّه قد دعا إبراهيم أب المؤمنين ليتحرّك من أرض الكلدانيّين "ما
    بين النهرين" إلى حاران، ثم إلى كنعان؛ وكان إبراهيم مطيعًا للدعوة، لذا
    يليق بنا ألا نتشبّت بأرض معيّنة، بل نخضع لخطة اللَّه قائدنا، ليحركّنا
    كيفما يشاء وليس حسب فكرنا البشري.
    يليق بنا كأبناء لإبراهيم أن ندخل مع اللَّه في عهدٍ، فنرتفع معه فوق
    العالم، ونحيا بالإيمان في طاعة للَّه، فنتمتّع باللقاء مع إله المجد.
    أبرز القدّيس أن إبراهيم لم يتحرّك إلى أرض الموعد إلا بعد موت أبيه في
    حاران، وكأن تحرّكات إبراهيم لم تكن حسب تحرّكات أسرته، بل حسب خطّة اللَّه
    بالنسبة له شخصيًا. وكأنّه يدعوهم أن يتحرّكوا هم أيضًا ليست حسب ما نال
    آباؤهم، أي الارتباط بكنعان، بل حسب خطّة اللَّه للخلاص في العالم كلّه.
    كان إبراهيم أداة طيعة في يد الله، وقد نقله إلى "هذه الأرض التي أنتم الآن
    ساكنون فيها". لم يقل الأرض التي امتلكتموها أو ورثتموها، فقد قتلوا ابن
    صاحب الكرم الوريث الحقيقي والوحيد، وصاروا سكانًا مُعرضين للطرد، إذ يُنزع
    عنهم الكرم ليُسلم لمؤمني العهد الجديد، كما سبق فأعلن السيد المسيح نفسه.
    "ولم يعطه فيها ميراثًا، ولا وطأة قدم،
    ولكن وعد أن يعطيها ملكًا له ولنسله من بعده،
    ولم يكن له بعد ولد". [5]
    لا يُحسب تجديفًا إن كان السيّد المسيح يعلن عن نقض هذا الموضع لكي يقودنا
    إلى كنعان السماويّة، إنّما هذه حركة إلهيّة تكملة لخطته في تحرّك إبراهيم
    من كور الكلدانيّين إلى حاران ثم إلى كنعان، واستعباد نسله في مصر ودعوتهم
    للخروج إلى كنعان. الآن يطلب المخلّص الخروج من الارتباط الحرفي بكنعان
    للعبور إلى كنعان السماويّة.
    عاش إبراهيم متجولاً كمن ليس له موضع إقامة دائم يستقر فيه. كل ما امتلكه
    المقبرة التي أصر أن يدفع ثمنها، ليدفن فيها زوجته سارة (تك 23). هذه
    اشتراها بماله ولم ينلها وعدًا من الله، لكن الله وهبه نعمة في أعين بني
    حث.
    إذ ورثها أبناؤه حُسبت الأرض ملكًا له، فما يناله الابن يحسب الأب المحب أنه قد تمتع هو به.
    نال الوعد بأن يرثها أبناؤه حين كان شيخًا وزوجته عاقرًا، لكنه آمن بالوعد الذي تحقق تمامًا.
    كانت بركة إبراهيم تكمن، لا في الأرض التي وُعد أن يرثها أبناؤه، وإنما في
    الوعد الإلهي نفسه. لم ينل إبراهيم وطأة قدم في كنعان، بل نال وعدًا أن
    يملكها ولنسله من بعده. ملكها إبراهيم بالإيمان، وأعطاها لنسله اسحق الذي
    قدمه محرقة. فالميراث مشروط بالإيمان، كإيمان إبراهيم، والطاعة الباذلة
    لله، كطاعة اسحق. إنه ميراث مشروط: "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن
    أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف، لأن الرب تكلم " (إش 1: 20).
    "وتكلم اللَّه هكذا أن يكون نسله متغربًا في أرض غريبة،
    فيستعبدوه، ويسيئوا إليه، أربعمائة سنة". [6]
    لكي يتمتع نسل إبراهيم بالميراث يلزمه أولاً أن يتحمل الغربة، ويختبر العبودية، فيتوق إلى الحرية، ويقّدر قيمة الميراث المجاني.
    يذكرهم القديس استفانوس بتغرب أبناء إبراهيم أربعة قرون في مصر قبل خروجهم
    إلي البرية ليدخلوا أرض الوعد. وقد ذكر 400 سنة كرقمٍ تقريبيٍ لرقم 430 كما
    جاء في غل 3: 17. تبدو خطّة اللَّه للخلاص بطيئة بلا تسرّع، إذ ترك نسل
    يعقوب أربعمائة عام في الغربة بمصر، لكنّها محكمة وآمنة ويقينيّة.
    يرى العلامة ترتليان أن الناموس الذي سُلم لموسى هو ناموس الله القائم قبل
    موسى، وأن هذا الناموس يفتح باب الإيمان للأمم، إذ يتنبأ عن ذلك.
    "والأمة التي يستعبدون لها،
    سأدينها أنا يقول اللَّه،
    وبعد ذلك يخرجون،
    ويعبدونني في هذا المكان". [7]
    إن كان الله يسمح باستعباد نسل إبراهيم إلى حين ليتمتعوا بالميراث فإن
    فرعون وجيشه الذي يتشامخ على الله وعلى شعبه يسقط تحت الدينونة والهلاك،
    بينما يخرج الشعب ليعبد الله.

    v

    ذاك الذي وعد بأن يهب الأرض هو نفسه سمح بالشرور (الضيقات). الآن أيضًا
    يعد بالملكوت، ومع هذا يسمح لنا أن نُختبر بالتجارب. إن كان في ذلك الوقت
    لم تُعطَ الحرية إلاَّ بعد أربعمائة سنة فأي عجب (إن سمح بالضيقات) من أجل
    الملكوت؟ مع هذا حقق وعده؛ انتظار الوقت لم يبطل كلمته[300].

    "وأعطاه عهد الختان،
    وهكذا ولد اسحق،
    وختنه في اليوم الثامن،
    واسحق ولد يعقوب،
    ويعقوب ولد رؤساء الآباء الاثنى عشر". [8]
    إن كان اليهود يتهمون القديس استفانوس بالتجديف على الله وعلي موسى وأنه
    سيغير عوائدهم، فإن إبراهيم أباهم نال الوعد الإلهي قبلما ينال الوصية
    بالختان، التي يحسبها اليهود صلب العوائد اليهودية وعمودها الفقري. لقد
    تبرر إبراهيم بالإيمان قبل أن يُختتن. لم يقدم الله لإبراهيم وصية أخرى سوى
    "عهد الختان"، فلم نسمع عن وصية حفظ السبت، ولا طقوس للتطهيرات، ولا إقامة
    بيت خاص بالله (خيمة الاجتماع أو الهيكل). ومع هذا حُسب إبراهيم واسحق
    ويعقوب محبوبي الرب، وظل اسم الله بعد موتهم يُدعى: "إله إبراهيم وإله
    اسحق، وإله يعقوب".
    هكذا يود القديس استفانوس أن يسحب قلوبهم إلى الوصية الإلهية أو العهد الإلهي، ألا وهو ختان القلب والآذان.
    "ورؤساء الآباء حسدوا يوسف،
    وباعوه إلى مصر،
    وكان اللَّه معه". [9]
    يوضح لهم القديس استفانوس أن ما يعانون به من غيرة شريرة وحسد ليس بالأمر
    الجديد، بل هو قديم قدم الإنسان نفسه. في بدء خلقة الإنسان تسلل الموت إلى
    آدم وحواء بحسد إبليس، وها هو في بدء تكوين شعب الله سلم رؤساء الآباء
    (أبناء يعقوب) أخاهم يوسف خلال الحسد. وعندما جاء ربنا يسوع المسيح سلمه
    الرؤساء للموت بحسدهم له. والآن يقف استفانوس في المجمع ليحاكم لحسدهم
    إياه. فالذين يطلبون قتله الآن هم حفدة رؤساء الآباء الذين باعوا أخاهم
    عبدًا بحسدهم له.

    v

    أيها الأخ المحبوب إن حسدك لما هو خير، وغيرتك ممن هم أفضل منك يبدوان في
    نظر البعض كما لو كانا خطأ تافهًا وطفيفًا. وإذ يُنظر إليه (الحسد) كما لو
    كانا تافهًا وليس ذا قيمة لا يُخشى منه. وإذ لا يُخشى منه يُستهان به. وإذ
    يُستهان به يصعب تحاشيه. ولهذا فإن الحسد ضرر مظلم وخفي. فإذ لا ندرك أنه
    ينبغي على الحكيم أن يتحاشاه، يتسرب خفية إلى العقل غير الحذر ويجعله
    مضطربًا.

    أضف إلى هذا، أمرنا الرب أن نكون حكماء، وأوصانا أن نلاحظ باهتمام بالغ
    لئلا يتسرب ذلك العدو، الذي يقف متربصًا دائمًا، فيزحف خفية إلى صدورنا،
    ويشعل من الشرارات لهيبها، ويضخم الأمور الصغيرة. وهكذا بينما نستنشق
    الهواء اللطيف والنسيم الناعم بلا حذر، إذ بالعواصف والزوابع تهب، فتعمل
    على إفساد الإيمان، وتدمير الخلاص والحياة.
    لهذا ينبغي علينا أيها الأخ الحبيب، أن نكون حذرين متسلّحين بكل القوة،
    مراقبين بدقة كاملة، حتى نطرد العدو الثائر الذي يصوب أسهمه إلى كل جزء من
    أجزاء جسدنا الذي يمكن أن يضرب أو يجرح، وذلك كما يحذرنا الرسول بطرس،
    ويعلمنا في رسالته قائلاً: اصحوا واسهروا، لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول
    ملتمسًا من يبتلعه هو" (1 بط 8:5).
    في كل الأمثلة الذي أصيب بالضرر الحاسد نفسه، أما الذي حسده فكان الرب معه، لا يقدر الحسد أن يبث سمومه فيه.

    v

    لو نظر أي إنسان بدقة إلى (سهام الحسد)، فسيجد بأنه ليس هناك ما ينبغي أن
    يُحذر منه ويراعيه أكثر من أن يؤخذ أسيرًا بواسطة الحسد والحقد. فليس أحد
    يسقط في الأشراك الخفية للعدو الخبيث بحيث يرتد من الحسد إلى الكراهية، إلا
    ويهلك بسيفه هو شخصيًا دون أن يعلم.

    v

    يكون الضرر تافهًا والخطر بسيطًا عندما تًجرح الأطراف بسيفٍ، فيكون الشفاء
    هيّنًا مادام الجرح واضحًا، ويُستخدم الدواء. فالقرحة التي تُرى يمكن
    علاجها بسهولة. أما جراحات الحاسدين فهي مخفيّة وسرّية، ولا تقبل علاجًا
    لشفائها، فتغلق على نفسها آلامًا مخفية داخل مكامن الضمير.

    v

    منذ بداية العالم كان الشيطان هو أول من أهلك نفسه ودمًر الآخرين. لقد
    انكسر بالغيرة مع الحسد المملوء ضغينة ذاك الذي كان في العظمة الملائكية،
    مقبولاً أمام الله ومحبوبًا عنده.

    "وأنقذه من جميع ضيقاته،
    وأعطاه نعمة وحكمة أمام فرعون ملك مصر،
    فأقامه مدبرًا على مصر،
    وعلى كل بيته". [10]
    بينما يبيع رؤساء الأسباط أخاهم عبدًا ليتخلصوا منه، إذا بالله ينقذه من
    جميع ضيقاته ويعطيه نعمة وحكمة ويهبه مجدًا في أرض مصر. فمقاومة الرؤساء لم
    تهز شخصية يوسف، بل تحولت لمجده. وكأنه يحذرهم من مقاومته له في الحق
    الإلهي، فسيؤول هذا حتمًا لمجد الله، ومجد خادمه الأمين.
    ما تمتع به يوسف لم يكن إلا نعمة مجانية لله، إذ وهبه نعمة في أعين
    الكثيرين، كما وهبه حكمة، ففسر الأحلام في السجن كما بالنسبة لفرعون (تك
    41).
    2. نزول يعقوب أب الأسباط إلى مصر
    "ثم أتى جوع على كل أرض مصر وكنعان،
    وضيق عظيم،
    فكان آباؤنا لا يجدون قوتًا". [11]
    حلت المجاعة على أرض مصر (تك 41: 54) كما على كنعان، وإذ كان يعقوب والإحدى
    عشر ابنًا وعائلاتهم في كنعان لم ينقذهم المكان "كنعان" بل أنقذهم الله
    خلال يوسف الذي كان في مصر.








    "ولما سمع يعقوب أن في مصر قمحًا،
    أرسل آباءنا أول مرة". [12]
    لاحظ حكمة القديس استفانوس، فهو يدعو أبناء موسى العشرة الذين أرسلهم يعقوب
    "آباءنا"، فيحسب آباء الأسباط آباء المؤمنين المسيحيين. ومن جانب آخر إذ
    يروي تاريخًا أورده موسى النبي في أسفار الشريعة يؤكد قبوله لأسفار الشريعة
    وثقته فيما كتبه موسى النبي بالوحي الإلهي.
    "وفي المرة الثانية، استعرف يوسف إلى إخوته،
    واستعلنت عشيرة يوسف لفرعون". [13]
    في المرة الثانية كشف يوسف عن شخصيته لإخوته (تك 45: 4)، وقدمهم لفرعون (تك 45: 16).
    "فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته،
    خمسة وسبعين نفسًا". [14]
    يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن ما فعله آباؤهم رؤساء الأسباط بأخيهم يوسف
    كان نبوة رمزية لما تحقق بالنسبة للسيد المسيح، وقد قام مجمع السنهدرين
    بتحقيق النبوة. لقد حمل لهم يوسف صداقة واهتمامًا، وحتى بعد حسدهم له وبيعه
    عبدًا لم يتخلَ عنهم، بل قدمهم لفرعون وأعانهم. صورة رائعة للحب الخالص
    يكشفها لنا القديس استفانوس، وكأنه يعلن لمقاوميه أنهم مع كل ما فعلوه
    بالسيد المسيح وما يفعلونه برسله بعد صعوده يبقى السيد وكنيسته يحملان كل
    حبٍ لهم، ويقدمان لهما الحياة الأفضل.
    لم يكن يوسف في أرض الموعد بل في مصر، مع هذا كان الله معه وأنقذه من جميع
    ضيفاته" [10-11]. لم ينقذه من كل متاعبه فحسب، وإنما حول الضيقات لمجده،
    فجعله المدبر على كل أرض مصر وعلى بيت فرعون. أنقذه من العبودية التي نال
    ثمنها اخوته، ووهبه حرية ومجدًا على أعلى مستوى.
    اتبع استفانوس الترجمة السبعينية حيث ذكر العدد 75 نفسًا بينما جاء في
    الأصل العبري سبعين نسمة (تك 46: 26 ؛ خر 1: 5؛ تث 10: 22). يرى البعض أن
    عائلة يعقوب كانت قادمة عددها 66 (تك 46: 26) مضافًا إليهم عائلة يوسف 9
    أفراد (تك 46: 27).
    "فنزل يعقوب إلى مصر،
    ومات هو وآباؤنا". [15]
    عاش الاسرائيليون 215 عامًا في مصر، فمات كل أبناء يعقوب قبل خروج إسرائيل من مصر، منطلقين نحو أرض كنعان.
    "ونقلوا إلى شكيم،
    ووضعوا في القبر الذي اشتراه إبراهيم بثمن فضة،
    من بني حَمور أبي شكيم". [16]
    دُفن يعقوب في حقل مكفيلة بواسطة يوسف وإخوته. أما عظام يوسف فحملها
    الإسرائيليون إلى أرض كنعان حسب وصيته، ودُفن في شكيم (يش24: 32؛ تك 50:
    25). لم يشر العهد القديم قط إلى نقل عظام أي أب آخر غير يوسف، لكن
    الاحتمال وارد وكبير أن الإسرائيليين حملوا عظام آبائهم. فكما حمل نسل يوسف
    عظام أبيهم، يحتمل أن قام نسل الآباء الآخرين بذات العمل.
    يقول المؤرخ يوسيفوس[304] أن أبناء هؤلاء الرجال (إخوة يوسف) ونسلهم، حملوا
    أجسادهم بعد حين ودفنوها في حبرون، أما عظام يوسف فحملوها بعد ذلك إلي أرض
    كنعان. عندما خرج اليهود من مصر. أخذ بهذا الرأي كثير من الكتَّاب اليهود،
    أن الآباء رؤساء الأسباط قد دُفنوا في حبرون، غير أن بعض اليهود يعتقدون
    أنهم دفنوا في شكيم. على أي الأحوال فإن العهد القديم لم يُشر إلى ما يخالف
    قول القديس استفانوس. كانت شكيم في أيام القديس استفانوس تحت أيدي
    السامريين، ولعله لهذا السبب أشار كثير من الكتَّاب اليهود إلى أن عظام
    آبائهم في حبرون، حتى لا يعتز السامريون بأنها تحت أيديهم. مع هذا لم يعترض
    السامعون على كلمات القديس استفانوس.
    شكيم: مدينة أو قرية بالقرب من السامرة، كانت تُدعى سوخار (يو 4: 5)، شيخيم
    Shechem وسيكيم Sychem. الآن تُدعى نابولس Napolose أو نابلس Naplous، تبعد حوالي عشرة أميال من شيلوه Shiloh و40 ميلاً من أورشليم ناحية الشمال.
    كل ما ناله إبراهيم أب الآباء أو يعقوب (إسرائيل) أب الأسباط قطعة أرَض
    صغيرة كمدفن، ولم يرتبط قلب أحدهما بميراث الأرض المتّسعة الخصبة.
    من الذي اشترى الأرض التي في شكيم؟
    جاء في تك 33: 19، ويش 24: 32 أن يعقوب وليس إبراهيم هو الذي اشترى هذه
    الأرض من بنى حمور أولاد شكيم، أما إبراهيم فاشترى الأرض التي في مكفيلة من
    بنى حث في حبرون (تك 23). يرى البعض أن الأصل هو "اشتراه أبونا"، وفي
    النساخة ظن النساخ أنه يقصد بأبينا "إبراهيم"، فكتبوا إبراهيم عوض كلمة
    "أبونا".
    "وكما كان يقرب وقت الموعد الذي أقسم اللَّه عليه لإبراهيم،
    كان ينمو الشعب،
    ويكثر في مصر". [17]
    إذ حلّ وقت الخلاص سمح اللَّه لشعبه أن ينشأ وينمو وسط الضيق في مصر. فلم
    تكن تلك السنوات وقتًا ضائعًا، ولا عقبة في تحقيق الوعد الإلهي، بل كان
    الضيق هو الجو اللائق للخروج، والتمتّع بالوعد الإلهي. هكذا يرتبط تحقيق
    الوعود بأزمنة الضيق. هنا يعلن القدّيس استفانوس عن نظرته الكتابيّة
    الصادقة أن ما تعانيه كنيسة العهد الجديد من اليهود إنّما هو الجو الصحّي
    لنموّها وازدهارها روحيًا وعدديًّا.
    بقي رعاة الماشية في أرض جاسان شرق الدلتا، لأن مراعيها كانت جيدة، ومعروف
    أن فروع نهر النيل في هذه المنطقة كانت متعددة جدًا. أما بقية شعب إسرائيل
    فانتشروا في مصر كلها، واختلطوا بكل مراكز الأعمال والمهن، وأتقنوا كل صنعة
    وشربوا أسرارها. عاشوا أربعة قرون في وسط أعلى حضارات العالم آنذاك، بل
    وربما لا تدانيها حضارة اليوم. درسوا العلوم والآداب والحكمة والاقتصاد
    والطب والفلك والهندسة واللغة الخ.
    لقد نموا جدًا وازدادوا حتى حسبوا مصرَ وطنًا لهم. وحتى عندما إستعبدهم
    فرعون رفضوا الخروج من مصر تحت قيادة موسى. وبعد الخروج حاولوا الرجوع
    إليها عدة مرات. وفي أيام ارميا النبي حملوه قسرًا معهم وذهبوا إلى مصر.
    أظهر القديس استفانوس عمل الله العجيب الذي حوّل في فترة صغيرة الأسرة
    المكونة من 75 نسمة إلى أمة عظيمة هذا تعدادها. في فترة 215 سنة صار عدد
    رجال الحرب 600 الف محارب، فقد حقق الله وعده لإبراهيم.
    "إلى أن قام ملك آخر،
    لم يكن يعرف يوسف". [18]
    إذ تزايد عدد الإسرائيليون جدًا وقووا، لم يفكروا في الخروج من مصر، بل
    كانوا يشعرون بالاستقرار فيها، لهذا سمح الله بظهور ملك آخر في مصر لم يسِر
    على منهج الملوك سلفائه، هؤلاء الذين كانوا يحسنون التعامل معهم. سمح به
    الله لكي لا يشعروا بالاستقرار، بل يخرجوا إلى الأرض التي وعد الله بها
    إبراهيم أن يرثها نسله. وقد حان وقت إتمام الوعد الإلهي.
    يرى البعض أن فرعون هذا هو رمسيس، الملك الخامس من الأسرة الثامنة عشر، وأن هذا تم حوالي عام 1559 ق.م. يظن م. شامبليون[305]
    M. Champollion أن اسم الملك هو ماندوني Mandonei الذى بدأ ملكه عام 1585 ق.م حتى 1565 ق.م. ويرى ج ولكنسون[306] G. Wilkinson أنه أول ملك في الأسرة الثامنة عشر ويُدعى عموسيس Amosis أو عامس Ames ويرى هاكت Prof. Hackett أن معرفتنا بتاريخ مصر القديمة إلى الآن ليست دقيقة تمامًا، لذا يصعب تحديد الزمن بدقة[307].
    "فاحتال هذا على جنسنا،
    وأساء إلى آبائنا،
    حتى جعلوا أطفالهم
    منبوذين لكي لا يعيشوا". [19]
    سمح الله بقيام ملك آخر (رمسيس الثاني 1292-1225 ق.م.) الذي اضطهد
    العبرانيين لكي يحرمهم من قدور اللحوم وملذات مصر وأطاييبها، إذ كانوا قد
    بدأوا ينهبون خيرات مصر، وكان الله يعد لهم الخلاص والتمتع بأرض الموعد.
    وقد تم الخروج في عهد فرعون ممبتاح
    Memoptah (1225-1215 ق.م).
    إذ لاحظ المصريون تزايد عددهم كانوا يضيفون عليهم الأثقال، حيث يلاحظ القديس استفانوس هنا ثلاثة أمور:
    1. جحودهم الدنىء، إذ لم يراعِ الملك الجديد خدمات يوسف لهذه الأمة.
    2. سياستهم الشيطانية وفكرهم الجهنمي "فاحتال على بني جنسنا". لم يسلكوا
    بحكمة لنفع أنفسهم، بل ما كان يشغلهم هو الاحتيال والسلوك بعنفٍ في غير
    رحمةٍ بإخوتهم.
    3. تصرفهم معهم على مستوي مؤلم، حيث خططوا لقتل كل الأطفال الذكور الصغار.
    في هذا كله يود القديس استفانوس أن يبرز لهم أن دخولهم أرض الموعد لا فضل
    لهم أو لآبائهم فيه، إنما هو عطية مجانية، وهبة من الله صانع المستحيلات،
    الذي عمل حسب غنى نعمته، وليس حسب استحقاقهم. ولعله أراد أن يوضح لهم أن
    التاريخ يعيد نفسه، فما فعله بهم المصريون، وما خططوا لتدميرهم فشل تمامًا،
    وتمتع إسرائيل بالحرية وورث أرض الموعد. الآن ها هم أنفسهم يمارسون ما
    فعله المصريون وبذات الروح، ويظنوا أنهم قادرون على تحطيم كنيسة المسيح،
    لكن يبقى الله، إله المستحيلات، عاملاً في وسط المؤمنين ليهبهم الميراث
    الأبدي، كنعان السماوية.
    3. تربية موسى في قصر فرعون
    "وفي ذلك الوقت وُلد موسى،
    وكان جميلاً جدًا،
    فرُبّيَ هذا ثلاثة أشهر في بيت أبيه". [20]
    إذ بلغ الاضطهاد ذروته وُلد موسى، وكان هو نفسه في خطرٍ، معرضًا لقتله وهو
    بعد حديث الولادة؛ أرسله الله مخلصًا عندما بلغت الظلمة الذروة، وصارت
    الكارثة كما بلا حل. وُلد وسط هذه الظلمة الدامسة، وإذا بوجهه الجميل جدًا
    يشرق كما بنورٍ. لقد قدسه الله وهو بعد في الرحم، فوُلد جميلاً جدًا في
    عيني الله، بل وحتى في عينى ابنة فرعون.
    يرى القديس يوحنا الذهبي الفم عجز الإنسان عن العمل، حتى وإن كان أبًا أو
    أمًا للشخص. لقد احتفظ الوالدان بموسى، ولكن إلى ثلاثة أشهر فقط، وألقياه
    في النهر.
    "ولما نُبذ اتخذته ابنة فرعون،
    وربّته لنفسها ابنًا". [21]

    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الثلاثاء يونيو 14, 2011 8:11 am

    نجحت خطة فرعون، فقد اعتادت الأمهات المملوءات حنوُا على أطفالهن أن يلقين بهم إلى الموت، كما فعلت والدة موسى النبي.
    تعهده الله وهو في رحم أمه فوهبه جمالاً رائعًا، وتعهده وهو رضيع برعاية
    والديه لمدة ثلاثة اشهر، وإذ توقفت أذرع الوالدين، تعهده في بيت فرعون نفسه
    المقاوم لله ولشعبه.
    "وكان جميلاً جدًا"، وبحسب الأصل اليوناني "جميلاً أمام الله" أو "جميلاً
    بالله". وهو تعبير عبراني يعني أنه هيئته لها مسحة إلهية سرية جعلت أبويه
    لا يخشيان أمر الملك (عب 11: 23). يصفه المؤرخ يوسيفوس: "كان طفلاً شكله
    إلهيًا[310]". ووصفه فيلون: "لما وُلد الصبي للوقت ظهر بوجه أكثر جمالاً من
    عامة الناس[311]"، وبسبب جماله إذ التقطته ابنة فرعون من الماء اتخذته
    ابنًا لها.
    في كتابه "حياة موسى" يقدّم لنا القديس غريغوريوس أسقف نيصص شخصيّة موسى
    النبي وحياته وأعماله كرمز لعمل السيّد المسيح في النفس البشريَّة وتمتّعها
    بخلاصه العجيب.
    يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص في ابنة فرعون المتعلّمة الوثنيّة والعاقر
    رمزًا للفلسفات الزمنيّة والفلاسفة الذين يبذلون جهدًا عظيمًا كمن هم في
    حالة طلق، لكنهم يحبلون ريحًا ولا ينجبون قط، إنّهم كالأميرة العاقر! إنّها
    دومًا تجهض، فلا تنجب نور معرفة اللَّه. تربّى موسى في قصر فرعون كابن
    لابنة فرعون، لكنّه رضع اللبن من أمّه، أي من لبن الكنيسة [بهذا تنتعش
    النفس وتنضج وتتمتّع بالوسائط للصعود إلى الأعالي[313].]
    "فتهذّب موسى بكل حكمة المصريين،
    وكان مقتدرًا في الأقوال والأعمال". [22]
    كان تعليم المصريين يركز على علم الفلك وتفسير الأحلام والطب والرياضيات
    والعلوم الدينية. كان العالم القديم ينهل من معرفة قدماء المصريين وحكمتهم
    وفلسفتهم. فمن المعروف أن العلم انتقل من مصر إلى فينيقية ثم إلى اليونان،
    وقد جاء عدد ليس بقليلٍ من الفلاسفة اليونان إلى مصر من أجل المعرفة[314].
    "مقتدرًا في الأقوال": يعترف موسى النبي أمام الله أنه ثقيل اللسان، وبطيء
    في الحديث". لهذا فإن اقتداره في الأقوال تعني قدرته على الاتصال بفرعون.
    هذا واضح عندما كان هرون يود أن يبلغ فرعون رسالة كان يقدمها خلال أخيه
    موسى (خر4: 11-16).
    لم ترد عبارة "مقتدرًا في الأقوال" في أسفار العهد القديم، اقتبسها
    استفانوس عن التقليد اليهودي، وهي تعبر عما تمتع به موسى في قصر فرعون طوال
    40 عامًا. وكأن الله قد هيأه للقيادة بروح المعرفة والعلم، وربما خلال هذه
    المعرفة العلمية استطاع أن يكون له دوره الفعال في إنشاء خيمة الاجتماع
    بما تحمله من إبداع. هذا وقد تزينت معرفته بعمل الله في حياته ليكون
    "حليمًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). وقاده الرب
    إلى البرية ليتعلم روح الرعاية الحانية في وسط القفر. خلال حكمة المصريين
    تعلم الكتابة، فسجل الأسفار الخمسة كما تعلم حفظ الورق أو المخطوطات من
    التلف. يؤكد علماء كثيرون أن موسى النبي هو الذي اخترع الخط العبري
    بقواعده. ويرى البعض من جهة اقتداره في العمل أنه قاد حملة مصرية ضد
    أثيوبيا، ونال نصرة باهرة وعاد بالأسرى، وقد صار أغنية بين أبطال الحرب
    والسلم.
    لم ينسَ موسى إله آبائه إذ، لذلك وقد صار دارسًا عظيمًا لم ينقد إلى سحر مصر، بل أدرك خداع لشيطان للسحرة، وخداعهم للآخرين.
    "مقتدرًا في الأقوال والأعمال": ربما تعني أنه صار أشبه برئيس وزراء مصر، يتكلم بسلطانٍ وينفذ ما يقوله.
    ولعله كان في ذهن القديس استفانوس أن ما تمتع به موسى هو بتخطيطٍ إلهيٍ،
    فصار بالله قادرًا، صاحب سلطان. هكذا استفانوس نفسه، إذ يتمتع بالروح القدس
    الساكن فيه يشعر أنه صاحب سلطان.
    "ولمّا كمُلت له مدة أربعين سنة،
    خطر على باله أن يفتقد إخوته بني إسرائيل". [23]
    لم يُذكر عمره في العهد القديم حين فكر موسى في انقاذ اخوته، لكن القديس استفانوس اقتبس هذا عن التقليد اليهودي.
    شبّ موسى مقتدرًا في الكلام والعمل، وظن أن بقدراته ومواهبه يستطيع أن
    يفتقد اخوته في مذلتهم. وربما كان في ذهنه أن يقود حملة عسكرية لمقاومة
    مضطهدي شعبه، ولتثبيت حقوقهم بالقوة. لكن هل كان يظن أنه قادر أن يثبت وجود
    شعبه بالسيف داخل أرض مصر، أم انه يقود الشعب إلى فلسطين؟
    يرى البعض إن فرعون طلب أن يقتل موسى ليس لمجرد قتله للمصري، وإنما جاء هذا
    الحدث لتأكيد في ذهن فرعون أن موسى قد بدأ حركة تنظيم سري لحساب
    العبرانيين، فشعر بخطورته. فإبلاغ فرعون بحدث قتل مصري وهو أمر يُحسب
    تافهًا بالنسبة لفرعون، إنما يكشف أن شكًا قد سرى في أوساط القصر الملكي
    بتخطيط خفي لموسى ضد المصريين.
    عاش موسى في قصر فرعون كمصري في بيت فرعون، ولم يكن له اتصال بشعبه، لكن
    قلبه وفكره وكل أعماقه كانت مرتبطة بشعبه، يئن مع أنينهم، ويشتهي أن يراهم
    في كمال الحرية.
    "وإذ رأى واحدًا مظلومًا،
    حامى عنه وأنصف المغلوب،
    إذ قتل المصري". [24]
    الظلم الذي حل على اليهودي من المصري هو أنه كان يضربه بعنفٍ يمكن أن يؤدي إلى قتله.
    يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص في المصري الوثني رمزًا للتعاليم الفلسفيّة
    الفاسدة واليهودي المتديّن رمزًا لتعاليم الآباء، حيث توجد خصومة بينهما.
    يقول أيضًا: [حرب المصري ضدّ العبراني تشبه حرب الوثنيّة ضدّ الدين
    الحقيقي، والخلاعة ضدّ البرّ، والعجرفة ضدّ التواضع، وكل شيء ضدّ ما هو
    عكسه. يعلّمنا موسى بمثاله أن نقف في صف الفضيلة كما في صف قريب لنا، وأن
    نقتل عدوّ الفضيلة (الشرّ). فنصرة الابن الحقيقي هو موت للوثنيّة ودمار
    لها. وهكذا البرّ يقتل الظلم، والتواضع يذبح التشامخ[319].]
    "فظن أن إخوته يفهمون أن اللَّه على يده يعطيهم نجاة،
    وأمّا هم فلم يفهموا". [25]
    لم يرد هذا في أسفار العهد القديم. لكن ما ذكره القديس استفانوس هو أمر
    مقبول. عندما وقف موسى في صف العبراني وكان يقاوم المصري بمفرده، حسب أن ما
    قد فعله هو بتوجيه الله نفسه لكي يخلص شعبه، وظن أنه كان يليق بالشعب أن
    يفهم ذلك، مدركًا أنه وإن تربى في قصر فرعون لكنه إسرائيلي.
    "وفي اليوم الثاني ظهر لهم وهم يتخاصمون،
    فساقهم إلى السلامة، قائلاً:
    أيها الرجال أنتم إخوة، لماذا تظلمون بعضكم بعضًا". [26]
    ظهر في اليوم التالي (خر 2: 13) فجأة وبطريقة غير متوقعة لإثنين عبرانيين
    يتخاصمان، وقد حثهما على المصالحة وإيجاد سلام بينهما. وجه حديثه نحو الشخص
    المخطئ مؤكدا أن الذي يصارع ضده هو أخوه.
    "فالذي كان يظلم قريبه دفعه، قائلاً:
    من أقامك رئيسًا وقاضيًا علينا؟" [27]
    إذ طلب موسى من الظالم أن يضع في اعتباره أخوة أخيه له رفض المصالحة، بل
    وهدد موسى، فإنه ما أصعب على المخطئ الجاهل أن يراجع نفسه في هدوء ويعترف
    بخطأه. هذا ما دفع الله نفسه أن يبادر بالحب ويتمم الخلاص ببذل ابنه الوحيد
    لعل الخطاة يتلامسوا مع الحب الإلهي. فإنهم من جانبهم لا يطلبون المصالحة
    مع الله.
    ليس عجيبًا أن يقاوم الظالم موسى، قائلاً: "من أقامك رئيسًا وقاضيًا
    علينا؟" هذه هي التحية الطبيعية التي تصدر عن قلب الإنسان الشرير وفكره نحو
    من يحثه على المصالحة والسلام.
    "أتريد أن تقتلني كما قتلت أمس المصري؟" [28]
    من أخبره بما حدث في اليوم السابق. غالبًا ما أخبر الإنسان الذي أنقذه موسى
    أقرباءه بما فعله. وعوض تقديم كلمة شكر أو تشجيع لمن يطلب خلاصهم، وجد
    موسى مقاومة وتهديدًا.
    ليته لا يترقب أحد كلمة مديح أو تشجيع ممن يخدمهم، بل يعمل لحساب ملكوت الله دون ترقب أية مكافأة زمنية كبرت أو صغرت.

    v

    يظهر كيف كان (آباؤهم) جاحدين للمحسنين إليهم، كما في المثال السابق، فقد
    خلصوا بواسطة يوسف الذي ألحقوا به ضررًا، هكذا مرة أخرى خلصوا بشخصٍ آخرٍ
    ناله ضرر، أعني موسى... بالنية قتلوه كما فعل الآخرون في المثل السابق.

    إنهم باعوا من لهم في أرض غريبة، وهنا طردوا شخصًا من أرضٍ غريبة (مصر) إلى أرض أخرى غريبة (البرية).
    في المثال السابق قدم لهم الشخص (يوسف) طعامًا، وهنا يقدم لهم (موسى) مشورة صالحة!...
    انظروا كيف تحولت الخطط التي للمقاومة مصادر خلاص للذين يدبرون الخطط ضدهم.
    كان الشعب الذي يخطط ضد نفسه والذي كان الغير يخططون ضدهم ومع هذا كله
    خلصوا. لم تهلكهم المجاعة، لم يحدث هذا قط، إذ خلصهم ذات الشخص الذين
    أرادوا هلاكه بطريقهم.
    "فهرب موسى بسبب هذه الكلمة،
    وصار غريبًا في أرض مديان حيث ولد ابنين". [29]
    ما توقعه موسى لم يكن غير حقيقي، فقد توقع أن الخبر يبلغ إلى مسامع فرعون
    فيطلب رأسه. وقد حدث، إذ صار فرعون يطلب قتله. هرب موسى في أرض مديان، وهي
    منطقة صحراوية في شمال غرب العربية. هناك تزوج صفورة ابنة راعوئيل (خر2:
    18) أو يثرون (عد 10: 29؛ خر 3: 1)، كاهن مديان. انجبت صفورة ابنين هما
    جرشوم واليعازر (خر 18: 3-4).
    يركز القديس استفانوس على "الغربة"، فذكرها عندما تحدث عن إبراهيم وقيل أن
    نسله يكون متغربًا. وهنا يعيش موسى متغربًا في أرض مديان، وقد أثر ذلك على
    نفسه، فدعى ابنه جرشوم "لأنه قال كنت نزيلاً في أرض غريبة" (خر 2: 21-22).
    كان شعور الغربة ملازمًا موسى كل أيام حياته، وُلد في مصر غريبًا عن وطنه
    الأصلي "كنعان"، وتربى في قصر فرعون غريبًا عن والديه، وهرب إلى مديان
    لتتضاعف غربته، وأخيرًا انطلق إلى البرية بالشعب متغربًا، ولم يدخل أرض
    الموعد.
    4. العليقة والأرض المقدسة
    "ولما كملت أربعون سنة،
    في لهيب نار عُلِّيقة". [30]
    الآن تبدأ قصة الخروج وموسى في أضعف حالاته كغريبٍ هاربٍ من وجه فرعون. هنا
    أعلنت السماء تحركها للخلاص، فقد ظهر يهوه على شكل نارٍ متقدة في عليقه،
    ينزل ليقدس الأرض، ويقود شعبه إلى كنعان. إنها قصة التجسد الإلهي حيث تحمل
    العذراء مريم في أحشائها جمر اللاهوت، ويقود السيد المسيح البشرية إلى
    كنعان السماوية، محررًا إياهم من عبودية إبليس.
    هنا للمرة الثانية يوضح استفانوس أن ظهور الله لمؤمنيه غير مرتبطٍ
    بأورشليم؛ ظهر لإبراهيم فيما بين النهرين، وظهر لموسى النبي على جبل سيناء.
    تقدست الأرض بحلول الله، ليس في هيكل سليمان ولا في قدس الأقداس، وإنما
    على جبل سيناء... بهذا يدفع استفانوس السامعين إلى عدم التعصب لأرض الموعد
    ومدينة أورشليم والهيكل، فإن الله يود أن يقدس العالم كله!
    يرى القدّيس غريغوريوس النيسي في انطلاق موسى النبي إلى البرّيّة ليعيش
    فيها أربعين عامًا راعيًا للغنم، رمزًا لانطلاق النفس إلى حياة السكون،
    ترعى حركاتها الداخليَّة كقطيع، كما كان موسى يرعى الغنم هناك. [بنفس
    الطريقة سنحيا حياة توحد، فلا نعود نسقط في أشراك أعداء ولا أن نوجد في
    وسطهم، بل سنحيا بين الذين هم مثلنا في ميولنا وفكرنا التي نقوتها، فترعى
    كل حركات نفوسنا مثل غنم وتتغذّى على الإرادة التي للفكر المُهتدى[323].]
    "فلما رأى موسى ذلك تعجب من المنظر،
    وفيما هو يتقدم ليتطلع،
    صار إليه صوت الرب". [31]
    ما أدهش موسى النبي هو منظر العليقة التي بها لهيب نار ولم تحترق. إنه منظر
    عجيب يحمل صورة حية لكلمة الله المتجسد، فقد تجسد ولم يحترق الناسوت بنار
    اللاهوت الذي لا يُمكن الاقتراب إليه.
    يمثل هذا المنظر أيضًا كنيسة الله سواء في العهد القديم أو الجديد؛ فقد كان
    إسرائيل وسط نار الاضطهاد في مصر ولم يحترق، لأن الله نفسه أرسل لهم موسى،
    رمز السيد لمسيح، مخلصًا. وتبقى الكنيسة في العهد الجديد وسط نيران
    الضيقات التي تعجز عن أن تحرقها.
    يشير هذا المنظر أيضًا إلى القديسة مريم بكونها حملت كلمة الله في أحشائها،
    هذا الذي يُدعى نارًا آكله، لكنها لم تحترق، إذ قدسها روحه القدوس، وهيأها
    لحلول الكلمة فيها وقبول جسدٍ منها.
    لم يرَ موسى النبي الجوهر الإلهي، لكنه رأى العليقة الملتهبة نارًا بكونها رمزًا للتجسد الإلهي، لكنه سمع صوت الرب وتعّرف عليه.
    "أنا إله آبائك،
    إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب،
    فإرتعد موسى،
    ولم يجسر أن يتطلع". [32]
    يتحدث الله مع موسى النبي معلنًا: "أنا إله آبائك، إله إبراهيم وإله اسحق
    وإله يعقوب". وكأنه يرجع بذاكرة موسى إلي الوعد الإلهي لهؤلاء الآباء
    المحبوبين لديه! وقف موسى في رعدةٍ، لا يجسر أن يرفع عينيه ليرى وجه الرب.
    كأن الله يعلن لموسى النبي: "أنا هو إله آبائك، إله إبراهيم، وإله اسحق،
    وإله يعقوب؛ كما إني أنا هو إلههم واهب الوعود ومقيم العهد معهم، أنا هو
    إلهك الذي يقيم معك العهد. موت إبراهيم واسحق ويعقوب لم يعطل العهد، لأنه
    وإن مات هؤلاء فأنا حي أهبهم الحياة. إنهم في عيني ليسوًا أمواتًا بل
    أحياء".
    صارت الأرض مقدسة، مؤهلة للسجود عليها لله، وليس للدوس عليها بالنعلين.
    تمتع موسى بالسجود بالروح والحق، وليس في حرفية العبادة وشكلياتها.
    ارتعد موسى، ولم يجسر أن يتطلع إلى المنظر، فقد أدرك أن المتحدث هو صوت
    الرب واهب الوعود لآبائه إبراهيم واسحق ويعقوب. تمتع موسى النبي بصوت الرب،
    وأدرك ان خلاله يحقق الله إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب وعوده.
    لقد أُتهم القديس استفانوس أنه يجدف على الله وعلى موسى (6: 11) وقد كاد
    اليهود أن يؤلهوا موسى النبي، لهذا مع تقديم القديس استفانوس كل توقيرٍ
    واحترامٍ لموسى النبي، يكشف هنا أنه إنسان مجرد، عاجز عن التطلع حتى إلى
    العليقة الملتهبة نارًا، ويرتعد حين يسمع الصوت الإلهي، إنه يخضع للآلام،
    خاصة للخوف عندما يتجلى مجد الله وينكشف جلاله أمامه.
    يرى القدّيس غريغوريوس النيسي في العلّيقة المتّقدة بلهيب نار إشراق النور
    الإلهي علينا خلال تجسّد الكلمة. فقد صار جسدًا لكي يلقي بنوره على البشر.
    يقول أيضًا: [لئلاّ يظن أحد أن البهاء لم يصدر عن مادة، لم يشرق النور من
    نجمٍ من بين الكواكب، بل صدر عن علّيقة أرضيّة، فاق في بهائه كل الكواكب
    السماويّة. نتعلّم من هذا أيضًا سرّ العذراء: النور الإلهي الذي أشرق منها
    خلال الميلاد على الحياة البشريَّة لم يحرق العلّيقة الملتهبة، كما أن
    بتوليّتها لم تتحطّم بإنجابها[324].]
    "فقال له الرب:
    اخلع نعل رجليك،
    لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة". [33]
    خلع الحذاء يحمل معنى رمزيًا سبق لنا الحديث عنه في دراستنا لسفر الخروج (ص
    3) وفي سفر التثنية (25: 7-10). إذ يرى العلامة أوريجينوس في هذا إشارة
    إلى التخلي عن محبة الأمور الزمنية الميتة، لأن الأحذية كانت تصنع من جلود
    الحيوانات بعد ذبحها، وخلع محبة الظهور، لأن الجلد يُستخدم في الطبول التي
    تعطي أصواتًا عالية بلا عمل إشارة إلى حب المظاهر.
    أيضًا جاء في الشريعة أنه إن رفض إنسان الزواج بأرملة أخيه ليقيم له منها
    نسلاً يخلع حذاءه ويسمى "بيت مخلوع النعلين" (تث 5:25-10)، وكأن موسى عند
    خلعه الحذاء أعلن أنه ليس بعريس الكنيسة، وهكذا الأسقف أو الكاهن أو الشماس
    يخلعون أحذيتهم عند دخولهم الهيكل ليؤكدوا أن المسيح وحده هو عريس
    الكنيسة.

    v

    لم تُذكر كلمة "هيكل"، ومع ذلك فالموضع مقدس بظهور المسيح وعمله. فإن
    الموضع أكثر دهشة من قدس الأقداس، إذ لم يُذكر في موضع آخر أن الله ظهر
    هكذا، ولا قيل أن موسى ارتعد إلاَّ في هذا الموضع.

    لقد ظهرت عظمة حنو رعايته...
    "إني لقد رأيت مشقّة شعبي الذين في مصر،
    وسمعت أنينهم،
    ونزلت لأنقذهم،
    فهلُم الآن أرسلك إلى مصر". [34]
    يعتزّ اليهود بموسى النبي جدًا، بكونه القائد العظيم الذي خلّص آباءهم من
    عبوديّة فرعون لينطلق بهم إلى البرّيّة حتى يرثوا أرض الموعد. الآن يكشف ما
    وراء حب موسى لشعبه ورعايته وقوّته، إنّها حب اللَّه نفسه الذي نزل بنفسه
    إليهم إذ رأى وسمع، رأى مشقّتهم، وسمع أنينهم، أمّا موسى فهو مُرسل كأداة
    في يد اللَّه: "فهلمّ الآن أرسلك إلى مصر" [34]. الذي أرسله وهبه نصرت
    متوالية ونجاحًا في تحقيق رسالته.
    يقدم القديس استفانوس ملخصًا لما سجله موسى النبي بالتفصيل في خروج 3:
    7-10. أرسله الله إلى مصر، ليصارع فرعون، لا بقدراته وقوته، وإنما بعمل
    الله فيه. أرسله بعد أن عانى الشعب المشقة، وارتفع أنينهم إلى السماء، حتى
    يخرج بهم إلى البرية ليعيشوا قرابة أربعين سنة، فيفنى الجيل الذي حمل أوثان
    مصر في قلبه، ويدخل بجيلٍ جديدٍ إلى ارض الموعد.
    ينسى الإنسان الله ويتجاهله، لكن الله لا ينسى الإنسان أينما وجد. لقد نزل إليهم ليسمع أنينهم وينقذهم، منفذًا وعوده ومخلصًا إياهم.

    v

    من البداية قال لآدم: "بعرق جبينك تأكل خبزك" (تك ٣: ١٩). أيضًا لكي
    يخرجوا من الألم الشديد إلى الراحة، كان يلزمهم أن يشكروا الله. اسمعوا ما
    يقوله النبي: "خير لي أنك أذللتني" (مز ١١٩: ٧١). فإن كان الضيق نافع جدًا
    للعظماء المشهورين، فكم بالأكثر بالنسبة لنا[326].

    "هذا موسى الذي أنكروه قائلين:
    من أقامك رئيسًا وقاضيًا؟
    هذا أرسله اللَّه رئيسًا وفاديًا،
    بيد الملاك الذي ظهر له في العليقة". [35]
    كان الاتّهام الموجّه ضد القدّيس استفانوس أنّه يجدّف على موسى، الآن يعلن
    لهم القدّيس بأن اللَّه كرّم موسى إذ أرسله، وقد جاءت المقاومة المستمرّة
    والخطيرة من جانب آبائهم، الذين رفضوا رئاسته وحكمه كقاضٍ عليهم. في قسوة
    قلب وغلاظة رقبة كانوا دائمي التذمّر عليه، بل وحاولوا قتله أكثر من مرّة.
    فالقدّيس استفانوس لا يجدّف على موسى، بل يكرمه ويعجب منه كيف احتمل مقاومة
    شعبه له، دون أن يتخلّى عنهم أو يقاومهم.
    حين قدم موسى نفسه لشعبه، ومد يده للعمل، انكشف حال الشعب، إذ رفض موسى
    كقائدٍ أو رئيسٍ أو قاضٍ، لكن حين أعلن الله عن حضوره الناري وهب موسى عمل
    الرئاسة والخلاص بكونه رمزًا للمخلص الحقيقي، ملك الملوك. فقد كان الشعب
    غليظ الرقبة ومتمردًا منذ عصر موسى؛ فما يفعله اليهود في أيام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ليس بالأمر الغريب عن طبيعتهم. كان موسى رمزًا للسيد المسيح الذي رفضه البناءون فصار حجر الزاوية (أع 4: 21).
    ما فعله آباؤهم بموسى النبي فعله الرؤساء بيسوع المسيح. لقد أنكروا العليقة
    المتقدة نارًا، ورفضوا قيادة موسى وعمله كقاضٍ وفادٍ من عبودية فرعون.
    الآن يرفض أبناؤهم الصليب المشرق بنوره، ويجحدون تجسد الكلمة الإلهي، ولا
    يقبلون يسوع ملكًا وفاديًا لنفوسهم. إنهم مقاومون أبناء مقاومين.
    "هذا أخرجهم، صانعًا عجائب وآيات في أرض مصر،
    وفي البحر الأحمر،
    وفي البرية أربعين سنة". [36]
    نزل الله لإنقاذ شعبه وهم في مصر، ورافقتهم العناية الإلهية أثناء عبورهم
    بحر سوف وفي داخل البرية، ولم ينتظر ولا سألهم أن يذهبوا أولاً إلى أورشليم
    ويقيموا الهيكل وعندئذ يحل في وسطهم ويعمل فيهم.
    لقد رافقتهم الآيات والعجائب الإلهية، ففي مصر أرسل الضربات العشرة ليخلصهم
    بيدٍ قويةٍ، وذراعٍ رفيعة (خر4- 12)، وفي البحر الأحمر شقه لكي يعبر الشعب
    بسلامٍ، بينما هلك فيه فرعون وكل جنوده (خر14، 15). وفي البرية خلال
    الأربعين عامًا كان يقدم لهم المن من السماء والماء من الصخرة (خر 16، 17
    الخ).
    لم يستخدم موسى خبراته العسكرية القديمة، لكن وهبه الله العجائب والآيات
    حتى يًرعب قلب فرعون وقلوب المصريين (خر 3: 19-21). وبقي هذا السلاح الإلهي
    في يد موسى ليعبر بالشعب بحر سوف، ويسير بهم في وسط البرية أربعين عامًا.
    5. مقاومة آبائهم لموسى
    "هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل:
    نبيًّا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم،
    له تسمعون". [37]
    هكذا بلغ القديس استفانوس إلى ما يبغيه أن موسى المرفوض من آبائهم هو
    القائد المدعو من الله، والمسنود بالآيات والعجائب. ما حدث مع موسى يحدث مع
    يسوع المسيح مخلص العالم، الذي جاء إلى خاصته، وخاصته لم تقبله.
    إذ كشف القديس استفانوس أنه لن يجدف على موسى النبي، بل ينتقد رافضي
    قيادته، ويظهر ما صنعه الله على يديهم، يعود فيوضح أن موسى نفسه الذي
    يفتخرون به ويثقون الآن فيه قد وعد بمجيء المسيح (تث 18: 15؛ 18)، فيلزمهم
    الاستماع له وطاعته بقبول من تنبأ عنه. لقد أعلن السيد المسيح نفسه أنهم إن
    كانوا يؤمنون بموسى يلزمهم أن يؤمنوا به (يو 5: 46). وقد سبق لنا الحديث
    عن هذه النبوة أثناء دراستنا لسفر التثنية.

    v
    لنترك الآن كلمة "مثلي" إلى حين لبحثها في موضعها. ولكن متى يأتي هذا النبي المنتظر؟
    أنظر ما كتبه وابحث بتدقيق نبوة يعقوب الموجهة إلى يهوذا: "إياك يحمدك
    اخوتك". ثم يقول: "لا يزول قضيب من يهوذا، ومشترع من بين رجليه، حتى يأتي
    شيلون وله يكون خضوع شعوب" (تك 8:49، 10) لا من اليهود. بهذا أعطى علامة
    لمجيء المسيح، هو انقطاع الحكم من اليهود فلو لم يكونوا تحت حكم الرومان
    لما كان المسيح قد جاء بعد. لو كان لليهود ملك من يهوذا من نسل اليهود لما
    جاء المسيح بعد...
    إنه المنتظر من جميع الشعوب.
    "هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية،
    مع الملاك الذي كان يكلمه في جبل سيناء ومع آبائنا،
    الذي قبل أقوالاً حيّة ليعطينا إيّاها". [38]
    يشير القديس استفانوس هنا إلى الاجتماع الكنسي الذي صنعه موسى النبي بأمر
    الله مع جميع الشعب وآباء الأسباط في حوريب، حين ظهر لهم الرب وأعطاهم
    الناموس. تقبل موسى الناموس، واستعفي الشعب من سماع صوت الله (تث 18:
    15-16). إنه اجتماع كنسي تحقق على جبل حوريب، كنيسة بلا أعمدة ولا سقف ولا
    أروقة ولا هياكل؛ كنيسة حية بحلول الله في وسط شعبه، وهي كنيسة غريبة في
    وسط القفر.
    هكذا يود القديس استفانوس أن يسحب قلوب الرؤساء إلى جوهر الكنيسة التي تقوم
    على حضرة الله. أما غاية الاجتماع الكنسي، فهو التمتع بأقوال الله الحية.
    تمتع الشعب في البرية بأقوال الله أو الشريعة الموسوية التي تسلمها موسى
    خلال خدمة الملائكة (أع 7: 53؛ عب 2: 2)، وهى أقوال حية. تمتعوا بهذه
    البركات الإلهية الفائقة في البرية خارج أرض الموعد وبدون وجود هيكل.
    "الذي لم يشأ آباؤنا أن يكونوا طائعين له،
    بل دفعوه، ورجعوا بقلوبهم إلى مصر". [39]
    لم يقل "آباؤكم" بل "آباؤنا"، الذين اتسموا بالعصيان والتمرد على الله وعلى
    موسى، فرفضوا القيادة الإلهية ورجعوا إلى مصر بقلوبهم. لقد "قال بعضهم
    لبعض: نقيم رئيسًا، ونرجع إلى مصر... ولكن قال كل الجماعة أن يُرجما (موسى
    وهرون) بالحجارة" (عد 14: 4، 10).
    هذا هو القرار الذي اتخذه الآباء في أيام موسى، وقد جاء قرار السنهدرين ضد
    يسوع المسيح مطابقًا لقرار آبائهم. لم يستطع الآباء أن يرجموا موسى وهرون،
    أما مجمع السنهدرين فحقق عمليًا ما في قلوبهم بصلب السيد المسيح.

    v

    إن كنا نتوق إلى بلوغ الكمال الحقيقي، يلزمنا أن نتطلع إلى الأبديات. فإن
    كنَّا حسب الخارج لنا جسد، (لهذا ننشغل بآبائنا ومنازلنا وجاهنا ومباهج هذه
    الحياة)، لنترك بقلوبنا من الداخل هذه الأمور ولا نعود نشتاق إلى ما قد
    تركناه، فلا نصير كأولئك الذين قادهم موسى. لأن هؤلاء إن لم يرتدّوا بالجسد
    (حرفيًا)، غير أن قلوبهم قد ارتدت إلى مصر، وذلك بتركهم الله الذي قادهم
    بعلامات قوية، وعودتهم إلى عبادة أصنام مصر التي حسبوا أنهم قد احتقروها.
    ويقول الكتاب: "ورجعوا بقلوبهم إلى مصر، قائلين لهرون: اعمل لنا آلهة
    تتقدَّم أمامنا" (أع 39:7-40). وهكذا نسقط في نفس اللعنة التي سقطوا فيها
    في البرية بعدما أكلوا المَنْ النازل من السماء، مشتهين طعام الخطية النجس،
    أو بالأحرى راغبين في الانحطاط، متذمرين معًا في نفس الطريق (عد 5:11، 18؛
    خر 3:16)...

    لقد ندموا على خروجهم من مصر، وارتبطت بطونهم بالطعام المصري، حتى وإن كان
    مجرد رائحة القدور، كما ارتبطت أعماقهم بالعبادة المصرية، كأن يسجدوا لعجل
    أبيس، وارتبط سلوكهم بالعادات والأخلاقيات التي كانت للمصريين.
    "قائلين لهرون:
    اِعمل لنا آلهة تتقدم أمامنا،
    لأن هذا موسى الذي أخرجنا من أرض مصر،
    لا نعلم ماذا أصابه". [40]
    "فعملوا عجلاً في تلك الأيام،
    وأصعدوا ذبيحة للصنم،
    وفرحوا بأعمال أيديهم". [41]
    بالرغم من كل هذه البركات التي تسلمها آباؤهم من يد الله خلال موسى، إلا
    أنهم رفضوا الله ونبيه موسى. اشتهوا الرجوع إلى مصر، إذ طلب الشعب من هرون
    أن يصنع لهم تمثالاً ذهبيًا لعجل أبيس معبود المصريين (خر32: 16، 18). وقد
    برروا تصرفهم بأن موسى قد اختفى عنهم، ولا يعلمون شيئًا عن مصيره.
    في أيام موسى صنع الشعب عجلاً من ذهب ليعبدوه ويقدموا ذبيحة للصنم بفرح،
    وفي أيام السيد المسيح طلبوا قيصر ملكًا، ورفضوا مملكة المسيح الروحية.
    كأنه يوبخهم: من الذي جدف على الله وعلى موسى؟ هل أنا الذي قبلت من تنبأ
    عنه موسى، ومن كان هو نفسه رمزًا له، أم آباؤكم الذين رفضوا قيادة موسى،
    وندموا على خروجهم من مصر، واشتهوا الطعام المصري الذي كانوا يقدمونه
    للعبيد (رائحة القدور)، ويتعبدون للعجل، وكسروا الناموس وقاوموا أقوال الله
    الحية؟
    "فرجع اللَّه وأسلمهم ليعبدوا
    جند السماء،
    كما هو مكتوب في كتاب الأنبياء:
    هل قرّبتم لي ذبائح وقرابين أربعين سنة في البريّة يا بيت إسرائيل؟" [42]
    افتبس القدّيس استفانوس هذه النبوّة من عاموس 5: 25، ليكشف لهم عن انحرافهم من أقوال الأنبياء أنفسهم.
    أعطاهم الله سؤل قلبهم، فقد اشتهوا الرجوع عن الله، والارتداد إلى مصر حيث
    حياة العبودية. وهبهم طلبتهم فرجع عنهم وسلمهم لشهوة قلوبهم.
    "بل حملتم خيمة
    مولوك،
    ونجم إلهكم
    رمفان التماثيل التي صنعتموها،
    لتسجدوا لها،
    فأنقلكم إلى ما وراء بابل". [43]
    ارتبطت عبادة كواكب السماء بعبادة الإلهين مولوك ورمفان.
    مولوك: مقتبسه من العبرية كما من العربية ومعناها "ملك". وهو إله
    العمونيين، حيث كانوا يقدمون له ذبائح بشرية. وقد حذر موسى النبي الشعب في
    مواضع مختلفة من تقديم أطفالهم ذبائح للإله مولوك، حيث كانوا يجيزوهم في
    النار (لا 18: 21؛ 20: 2-5).
    عبد الإسرائيليون مولوك بعد دخولهم أرض الموعد؛ فبنى سليمان هيكلاً له على
    جبل الزيتون (1 مل 11: 7)؛ وأجاز منسى ابنه في النار تكريمًا لهذا التمثال
    (2 مل 21: 3، 6). وكان تمثال هذا الإله مصنوع من النحاس، ويداه ممتدتين كما
    لو كانتا تطلبان أن تحتضنا الطفل المُقدم ذبيحة. كانوا يوقدون نارًا في
    التمثال النحاسي حتى يحمر تمامًا، ويضعون الطفل على الذراعين المحميتين بين
    دقات الطبول والرقص، فيحترق الطفل تمامًا. يظن البعض أن هذا كان يتم
    تكريمًا لكوكب زحل ساتورن وهو إله الزراعة عند الرومان، والبعض يحسبونه
    تكريمًا للشمس، والبعض كوكب عطارد (رسول الآلهة، وإله التجارة والفصاحة
    والمكر واللصوصية عند الرومان).والبعض كوكب الزهرة، فينوس، إلهة الحب
    والجمال عند الرومان الخ.
    "نجم إلهكم رفعان": اقتبسها القديس إستفانوس عن الترجمة السبعينية. تطلق كلمة رفعان في القبطية على كوكب زحل.
    إذ بلغوا أقصى حدود التمرد حيث فضلوا العبادة للأوثان عن عبادة الله الحي،
    أعطاهم سؤل قلوبهم، فنقلهم بالسبي إلى بابل، حيث العبادة الوثنية التي
    طالما ارتدوا إليها. سلمهم الله لفكر قلوبهم (عا 5: 25-27).
    6. خيمة الشهادة في البرية
    بعد هذا العرض التاريخي المؤلم الذي يكشف عن إصرار آبائهم على التمرد على
    الله، مع وجود قلة أمينة مقدسة للرب لا ترتبط بالحرف القاتل، بل بالإيمان
    الحي العملي، مثل إبراهيم واسحق ويعقوب وموسى النبي والأنبياء، الآن يتحدث
    عن الخيمة والهيكل.
    تسلل هذا الاتجاه لعبادة الأصنام إلى العبرانيين عبر كل تاريخهم، وبلغ
    القمة أثناء السبي البابلي. اعتادوا الإقتداء بجيرانهم المحيطين بهم،
    فكانوا يؤلهون كواكب السماء ويعبدونها (تث 4: 19؛ 17: 3؛ 2 مل 21: 3، 5؛23:
    4-5؛ إر 8: 2؛ 19: 13؛ صف 1: 5)
    "وأمّا خيمة الشهادة، فكانت مع آبائنا في البرية،
    كما أمر الذي كلم موسى أن يعملها،
    على المثال الذي كان قد رآه". [44]
    كان من عادة الوثنيين أن يأخذوا آلهتهم معهم أينما ذهبوا، فيضعون التمثال
    الصغير في هيكل صغير أو خيمة صغيرة. ولكي يحفظ الله شعبه من عبادة الأوثان
    أظهر لموسى المثال السماوي الذي بناء عليه يصنع خيمة الاجتماع التي كان
    فيها تابوت العهد، تُحمل الخيمة في مسيرة الشعب في البرية، وتُنصب أينما
    حلوا، علامة الحضرة الإلهية (خر 25: 9، 40؛ 26: 30؛ 27: Cool.
    "التي أدخلها أيضًا آباؤنا،
    إذ تخلفوا عليها مع يشوع في مُلكِ الأمم،
    الذين طردهم اللَّه من وجه آبائنا إلى أيام داود". [45]
    أحضر الآباء خيمة الاجتماع معهم في أرض الموعد تحت قيادة يشوع بن نون، حتى
    متى طرد أمامهم الأمم الوثنية، وجب تطهير كنعان من كل أثرٍ وثنيٍ لتبقى
    الحضرة الإلهية وحدها علامة اتحادهم بالله، وقبوله ملكًا يشبع أعماقهم
    ويدير أمورهم.
    حقًا، لقد صنع موسى خيمة الاجتماع، سرّ قوتها إنها "على المثال الذي كان قد
    رآه"، أي تحمل ظل السماويات. رأى موسى ما هو غير مصنوع بأيدٍ بشرية، وقدم
    ظلاً لذلك على الأرض، لكي يختبر المؤمنون ظل السماويات.
    كان القديس استفانوس يحدثهم عن خيمة الاجتماع لكي يسحب قلوب الرؤساء
    المجتمعين إلى الفكر السماوي، أما هم فأقاموا خيمة مولوك في قلوبهم.
    7. لا يسكن الله في مصنوعات الأيادي
    "الذي وجد نعمة أمام اللَّه،
    والتمس أن يجد مسكنًا لإله يعقوب". [46]
    وجد داود النبي نعمة لدى الله الذي أغدق عليه بالبركات، ووهبه نصرة على
    الأعداء، أما رد فعل داود النبي فهو التهاب قلبه بأن يقيم هيكلاً دائمًا
    يُوضع فيه تابوت العهد، رمز الحضرة الإلهية (2 صم 7: 1، أي 22: 7).
    "ولكن سليمان بنى له بيتًا". [47]
    كان داود الملك يشتهي أن يبني لله بيتًا (2 صم 3:2-7)، وإذ وجد نعمة في عيني الله، سمح لابنه سليمان أن يبني الهيكل.
    "لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي،
    كما يقول النبي". [48]
    أزال القديس استفانوس الاتهام الموجه ضده أنه يتحدث ضد الهيكل، فقد أظهر أن
    هذا الهيكل كان موضوع شهوة قلب الملك البار داود، وأنه بُني بأمرٍ إلهيٍ.
    وفي نفس الوقت يؤكد أن الله لا يحد نفسه بهذا الهيكل المصنوع بالأيادي. إنه
    ليس في حاجة إليه، فعرشه هو السماء، فمع تقدير القديس استفانوس للهيكل في
    أورشليم، لكن ما يشغل قلب الله أن يقبل جميع الأمم الإيمان الحي، فلا يحد
    العبادة بمدينة أورشليم وبهيكل سليمان.

    v
    [بمناسبة الاحتفال بعيد لتدشين كنيسة:]
    كلنا أيها الأحباء كنا هياكل للشيطان قبل العماد، وتأهلنا بعد العماد أن
    نصير هياكل المسيح. إن تأملنا إلى حدٍ ما بدقة في خلاص نفوسنا، ندرك أننا
    هيكل الله الحي. الله ليس فقط يسكن في مبانٍ مصنوعة بأيدٍ بشرية، أو منشأة
    من خشب وحجارة، وإنما فوق الكل يسكن في النفس التي خُلقت على صورة الله،
    وتشكّلت بيد الخالق نفسه. لذلك يقول الرسول الطوباوي بولس: "هيكل الله
    مقدس، الذي أنتم هو" (كو 3: 17).

    v

    هذه الهياكل مصنوعة من خشب وحجارة لكي ما تجتمع هياكل الله الحية فيه،
    وتصير معًا هيكل الله. المسيحي المنفرد هو هيكل الله، والمسيحيون الكثيرون
    هم هياكل الله.

    لاحظوا أيضًا أيها الإخوة، يا لجمال الهيكل الذي تتشكل من الهياكل؛ وذلك
    مثل أعضاء كثيرة تكَّون جسدًا واحدًا، هكذا هياكل كثيرة تكَّون هيكلاً
    واحدًا.
    الآن تلك الهياكل التي للمسيح، نفوس المسيحيين التقية مبعثرة في العالم،
    ولكن إذ يحل يوم الدينونة، يجتمعون معًا، ويكَّونون هيكلاً واحدًا في حياة
    أبدية...
    لنفرح أننا تأهلنا أن نكون هيكل الله، لكن لنخشى لئلا نفسد هيكل الله
    بأعمال شريرة. لنخشى ما يقوله الرسول: "إن كان أحد يفسد هيكل الله، فسيفسده
    الله" (1 كو 3: 17).
    الله الذي استطاع دون صعوبة أن يشَّكل السماء والأرض بقوة كلمته، رسم أن
    يسكن فيكم، لذا وجب أن تعملوا بطريقة بها لا تضادون مثل هذا الساكن.
    "السماء كرسي لي،
    والأرض موطئ لقدمي،
    أي بيت تبنون لي؟ يقول الرب،
    وأي هو مكان راحتي؟" [49]
    "أليست يدي صنعت هذه الأشياء كلها؟" [50]
    إن كان الله في تنازله سمح بإقامة خيمة الاجتماع، ثم ببناء الهيكل، فإن
    راحته ليس في موضع معين، بل في حضوره وسط شعبه، الذي يحمل شعبه إلى العلى،
    ويرتفع بهم إلى ما فوق الحرف والمادة ليتمتعوا بالروح والسماء!
    8. اضطهد آباؤهم الأنبياء ولم يحفظوا الناموس
    "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان،
    أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس،
    كما كان آباؤكم كذلك أنتم". [51]
    إن كان الهيكل كمبنى ليس موضوع سرور الله، ولا كل المتعبدين فيه هم أبرار
    في عيني الله، فإن القديس استفانوس من هذا المنطلق يتهم المتعبدين في
    الهيكل في حرفيةٍ بغير روحٍ أنهم قساة الرقاب وغير مختوني القلوب والآذان؛
    إذ يقاومون الروح القدس، ويضطهدون القدوس، متشبهين بآبائهم المتمردين.
    اتهموا القديس استفانوس بأنه يجدف على ناموس موسى. وقد جاءت إجابته أنه ليس
    هو المرتكب هذه الخطية، بل اليهود الذين لم يؤمنوا بما هيأ لهم الناموس،
    هؤلاء الذين منذ أيام موسى وهم يعصون كلمة الله. أُتهم بالتجديف على الله
    بتجاهله للهيكل، وجاءت إجابته أن تاريخ إسرائيل نفسه يؤكد أن الهيكل مؤسسة
    وقتية ليست جوهرية في العبادة الصادقة لله.
    "يا قساة الرقاب"، اتسم هذا الشعب بهذا اللقب منذ البداية، وقد وجهه الله
    نفسه لهم خلال موسى النبي مرارًا وتكرارًا (خر 32: 9؛ 33: 3، 5؛ 34: 9؛ تث
    9: 6، 13)، أُستخدم عن الشعب اليهودي في تمردهم على الله، وعدم رغبتهم في
    الالتزام بحدود الوصية الإلهية، وهو تعبير رمزي يشير إلى الثيران التي
    تقاوم ولا تريد الانصياع للنير الموضوع على أعناقها.
    "وغير المختونين بالقلوب والآذان"، كان الختان هو العلامة التي تميز
    اليهودي الذي يخضع لسلطان الناموس من أجل تمتعه بالوعد الإلهي. كان إشارة
    إلى النقاوة الداخلية ورفض كل دنس أو رجاسة. عدم ختان القلب يشير إلى رفض
    الإنسان الخضوع الداخلي للناموس وعدم اكتراثه بالتمتع بالوعود الإلهية.
    طالبهم الرب بختان القلب والأذن (تث 10: 16؛ إر 4: 4؛ 9: 26). فأغلف القلب
    أو الأذنين هو ذاك الذي لا يتمتع بالعهد مع الله، فيكون كمن ينتسب للأمم،
    ولم يصر إسرائيليًا بالروح.
    "غير المختونين بالآذان" يعني عدم رغبة الإنسان إلى الاستماع لصوت الله (لا 26: 41؛ إر 9: 26).
    "وأنتم دائما تقاومون الروح القدس": يقابلون حب الله ومراحمه بالمقاومة.
    "في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلصهم"، بمحبته ورأفته هو حلهم ورفعهم
    وحملهم كل الأيام القديمة، ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه، فتحول لهم كأنه
    عدو يحاربهم (إش 63: 9-10).
    إنّهم كآبائهم يهتمّون بختان الجسد، ولا يهتمّون بختان القلب والأذن
    الروحي، لهذا تمتلئ قلوبهم كراهيّة وبغضة للروح القدس، تتحوّل إلى سلوك
    خطير، حيث قتل آباؤهم الأنبياء العامل فيهم الروح، وها هم يكملون مكيال
    آبائهم فيقاومون الروح القدس العامل في رسل المسيح وخدّامه. لا، بل ازدادوا
    شرًا عن آبائهم إذ خانوا البار وقتلوه! هنا يقدّم ضدّهم أخطر جريمة وأبشع
    ما فعله الإنسان منذ خلقته إلى انقضاء الدهر، وهي جريمة ثابتة لا يستطيعون
    إنكارها.
    إذ لمس القديس استفانوس عدم اكتراث الرؤساء بالحقائق الكتابية، وانحصار
    فكرهم في أمرٍ واحدٍ، وهو الخلاص من اسم يسوع، وتبرئة أنفسهم في قرارهم
    بصلب يسوع، تحول من الدفاع إلى الهجوم، فكشف لهم أن السنهدرين الذي حكم على
    السيد المسيح بالصلب يحمل نفس روح التمرد اذي كان في الشعب منذ خروجه من
    مصر.
    يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أنهم كآبائهم دائمًا يقاومون الروح. فعندما
    كان يًطلب منهم تقديم ذبائح حيوانية لم يقدموا، وحين يريدهم ألاَّ يقدموا
    ذبائح دموية لأن ذبيحة المسيح قد حققت الهدف يريدون أن يقدموا ذبائح.
    وحينما طالبهم بعبادته في الهيكل عبدوا الأوثان مع الأمم، وحين طالبهم
    ألاَّ ينشغلوا بالهيكل بل أن يعبدوا بالروح والحق انشغلوا بالهيكل[336].

    v

    هكذا كانت جسارة إنسان حاملٍ للصليب في الحديث. ليتنا نحن أيضًا نتمثل به،
    فإنه وإن كان الوقت ليس زمن حرب (اضطهاد)، إلاَّ أنه دائمًا وقت للجسارة
    في الحديث (شهادة عن المسيح). يقول أحدهم: "أنطق بشهاداتك أمام الملوك ولا
    أخجل" (مز ١١٩: ٤٦). إن كانت لنا فرصة أن نكون بين وثنيين فلنُبكم أفواههم،
    لا بالسخط ولا بالعنف... فإن الجسارة هي نجاح، وأما الغضب فهو فشل. فإن
    كانت لنا جسارة يلزمنا أن نتطهر من الغضب. فلا ينسب أحد كلماتنا للغضب.

    "أيّ الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟
    وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار،
    الذي أنتم الآن صرتم مسلِّميه وقاتليه؟" [52]
    جاء التعبير حازمًا وقاطعًا، أنه لم يوجد نبي واحد لم يضطهده اليهود، وكأن
    اضطهاد الأنبياء قد صار في طبيعة الشعب عبر الأجيال، يسري في دمهم.
    لقد قتل آباؤهم الأنبياء الذين كانت رسالتهم الرئيسية هي الإعلان عن مجيء
    المسيا مخلص العالم. لقد تفاقمت معاصيهم للغاية، إذ قتلوا رسل الله الذين
    تنبأوا عن أعظم البركات التي تتمتع بها الأمة، بل وتعم على العالم.
    إن كان هذا ما فعله آباؤهم، فإن أبناءهم تعدوا جرائم آبائهم، إذ قتلوا المسيا نفسه.
    تكلم هنا معهم بكلمات جريئة وصريحة، إذ يتهمهم بأنهم أبناء قتلة الأنبياء
    الذين سبقوا فتنبأوا عن يسوع البار، وها هم قد شاركوا آباءهم في سفك دم
    الأنبياء، بل وأكملوا الكيل، إذ سلموا ذاك الذي هو موضوع شهوة الأنبياء.
    لقد وجه إليهم ذات الاتهام الذي وجهه إليهم السيد المسيح نفسه (مت 23:
    29-34).
    لم يخشاهم القديس استفانوس، إذ حسب ذلك تكريمًا له أن يفعلوا به ما فعله آباؤهم بالأنبياء، وأن يشارك السيد المسيح البار آلامه.

    v

    قتلوا الأنبياء القدّيسين، وهم مذنبون بدم كثير من الأبرار، لذلك قيل لهم
    بوضوح: "أي الأنبياء لم يقتله آباؤكم؟!" وأيضًا: "يا أورشليم، يا أورشليم،
    يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرّة أردت أن أجمع أولادك كما
    تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا، هوذا بيتكم يُترك لكم
    خرابًا" (لو 13: 34-35). لكن أعمالهم الشرّيرة لم تمتد فقط إلى الأنبياء
    القدّيسين، بل تصاعدت حتى إلى ذاك الذي هو رب الأنبياء، أي المسيح. وإذ هم
    متغطرسون، كما لو كانوا يتشامخون برقابهم المتعجرفة، لم يعطوا أي اهتمام
    للالتزام بالإيمان به، بل قاوموا تعليمه الجهاري بخبثٍ، ووبّخوا الذين
    أرادوا أن يكونوا معه على الدوام، الذين تعطّشوا لتعليمه...[341].

    "الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه". [53]
    تُستخدم كلمة
    diatages
    "ترتيب" في التنظيم العسكري في الجيش، يعرف كل شخصٍ رتبته بما لها من سلطة
    ومدى حدودها. وكأن الملائكة، كل في رتبته، وقفوا في دهشة أمام حب الله
    للإنسان وهو يسلمهم الشريعة التي هي كلمته الحية. إنهم شهود لهذا العمل
    الإلهي الممتع. يرى البعض أن الملائكة في خدمتهم لله محب البشر تسلموا
    الشريعة، وقدموها للإنسان ليشاركهم تسابيحهم، ويشاركونه عبادته الروحية.
    ولما كانت كلمة "ملائكة" معناها "رسل"، لهذا يرى البعض أنه يعنى هنا الذين
    أرسلهم الله وعهد إليهم كلمته ليعلونها لشعبه عبر الأجيال. ويرى آخرون أن
    استلام الشريعة صاحبه بروق ورعود ودخان وزلازل... هذه كلها أرسلها الله لكي
    يتلامس الشعب مع مهابة الوصية. هذه تسمى ملائكة أو رسل لله.
    أخيرًا إذ يملأون مكيال آبائهم بسفك الدماء البريئة، يكسرون الناموس الذي
    تسلموه بترتيب ملائكة. ولعل تسليم الناموس بترتيب ملائكة هو تقليد يهودي
    يعتمد على ما ورد في تث 33: 1-4 (الترجمة السبعينية). وقد أخذ القديس بولس
    بهذا التقليد (غل 3: 19؛ عب 2:2).
    9. السماء المفتوحة
    "فلما سمعوا هذا
    حنقوا بقلوبهم،
    وصروا بأسنانهم عليه". [54]
    إذ أتهمهم القديس استفانوس بالتجديف لم يستطيعوا أن يجيبوه، لأن حديثه كله
    كتابي. لم يستطيعوا أن يضبطوا حقدهم وثورتهم، فأصروا بأسنانهم عليه، حملوا
    له كل مرارة.
    جاءت الكلمة اليونانيّة المترجمة "حنقوا"
    deprionto
    هي بعينها المترجمة نشروا في عب11: 37. فإن الشرّ الذي فيهم ليس فقط بعث
    روح العداوة وألهب فيهم الغضب، إنّما مزّق قلوبهم وقتلها كما بمنشار. فعدم
    الإيمان مع الحسد يهلك القلب، بينما الإيمان العامل بالمحبّة يشفي القلب
    ويهبه سلامًا في الرب.
    "وصرّوا بأسنانهم عليه" علامة عجزهم تمامًا عن الاستماع إليه. صاروا يصرّون
    بأسنانهم كوحوش مفترسة تود أن تفتك بمن هم أمامها، متعطّشة لسفك الدم.
    لم يشغلهم وجهه المشرق كوجه ملاكٍ، لكنهم حسبوا خطابه هجومًا على الديانة
    اليهودية منذ بدء نشأتها، إذ حسب آباءهم قتلة الأنبياء، وتحدث عن الهيكل أن
    الله لا يسكن في بيت مصنوع بأيدٍ بشريةٍ، حسبوا هذا أقسى أنواع الإهانات،
    إذ يسيء إلى الهيكل أعظم فخر للأمة كلها، لذا سدوا آذانهم، وحنقوا بقلوبهم،
    وصروا بأسنانهم، حيث وجب رجمه قبل أن تصدر المحكمة بالحكم. فقد اندفع الكل
    في غيرة بشرية للتنفيذ، وانقضوا عليه، حاسبين أنه لا يوجد وقت لإصدار
    الحكم عليه.
    "وأمّا هو فشخص إلى السماء،
    وهو ممتلئ من الروح القدس،
    فرأى مجد اللَّه،
    ويسوع قائمًا عن يمين اللَّه". [55]
    بينما كانت قلوبهم قد امتلأت بالبغضة ارتفع قلبه بالحب للناس وللبشرية حتى
    لمضطهديه. تطلع أيضًا بعينيه نحو السماء ليرى مجد الله ويسوع قائمًا عن
    يمين العظمة.
    لماذا رفع عينيه نحو السماء؟ حتمًا إذ أصروا بأسنانهم، وظهرت عليهم نية
    القتل، سحب الرب قلبه كما نظره نحو المجد السماوي. الضيق هو المجال الخصب
    الذي فيه يطمئن الله على المؤمن ليعاين رؤى وأمجاد سماوية دون أن يسقط في
    كبرياء أو اعتداد بالذات.
    "يمين الآب": لا يعنى أن للآب يمين أو يسار، إنما يشير تعبير "اليمين" إلى
    القوة والمجد، لهذا يُصور السيد المسيح أنه عن يمين الآب (مز110: 1؛ عب1:
    13).
    إذ كان القديس استفانوس ممتلئًا من الروح القدس تركزت أنظاره لا على مقاومة
    الرؤساء له، ولا على ملامحهم المملوءة شراسة، ولا على الحجارة التي حملوها
    ليرجموه بها، وإنما على السماء المفتوحة، ليرى مجد الله وقد أشرق عليه،
    ويسوع قائمًا عن يمين الله، كمن يقدم قوته الإلهية للشهيد حتى يعبر به إلى
    الفردوس.
    في دراستنا لسير الشهداء ندرك حقيقة هامة وهي أنه في عصور الاستشهاد، خاصة
    في الليالي السابقة لتنفيذ الأحكام كثيرًا ما يشرق نور الله علانية في
    السجون، ويتمتع المُقدمون للاستشهاد برؤى وأحلام إلهية، ويظهر أحيانًا
    السيد المسيح نفسه لهم. لهذا يقال إنه يُوهب للشهيد أن يرى السيد المسيح
    قادمًا إليه عند انتقاله، ولهذا يُدعى شهيدًا، فهو يشهد للحق، ويشاهد
    المسيح الحق، كما يشهد له المسيح أمام الآب، وأمام كل السمائيين.

    v

    باقتفاء الشهيد استفانوس أثر معلمه في أفعاله وأقواله لم ينقصه شيء، فقد
    أبان تسليم أمره لله ونضوج صبره أهّله للمعاينة الإلهية. لقد كتب: "شخص إلى
    السماء، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله" (أع 7 :55).

    هذا هو المجد الذي قدمه المخلص للشهيد: أنه يُكرم فوق الملائكة أنفسهم...
    فإنه رأى "موضوع" حبه عينه، حيث تخشى الملائكة أن تطلع عليه (1 بط 1: 12).
    فقد شخص الشهيد إلى حيث "يستر الشاروبيم وجوههم" (إش 6 :2). إنه يعاين ما
    لا يجسر السيرافيم على التطلع إليه. لقد ارتقى بعينيه إلى علو لا حد له.
    وبدا هكذا أعلى من الملائكة، وأسمى من الرئاسات، متخطيًا العروش. لأن صوت
    المعلم هو الذي استماله، بوعده إياه: "حيث أكون، هناك أيضًا يكون خادمي"
    (يو 12 : 26 ).
    عادة كان الأنبياء متى رأوا مجد الرب ارتبط المنظر برؤية ملائكة أو إحدى
    الطغمات السماويّة مثل الشاروبيم أو السيرافيم، أمّا هنا فلم يرَ القدّيس
    استفانوس الملائكة ولا أيّة طغمة سماويّة، ربّما لأن تطلّعه إلى بهاء
    السيّد المسيح ونوره الفائق جعل كل كيانه منشغلاً به دون المحيطين به. أو
    لأن ربّنا يسوع المسيح أراد أن
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 15, 2011 2:34 am

    لأصحاح
    الثامن




    <blockquote>



    1
    وكان شاول راضيا
    بقتله. وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في
    أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل


    2
    وحمل رجال أتقياء
    استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة


    3
    وأما شاول فكان يسطو
    على الكنيسة، وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن


    4
    فالذين تشتتوا جالوا
    مبشرين بالكلمة


    5
    فانحدر فيلبس إلى
    مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح


    6
    وكان الجموع يصغون
    بنفس واحدة إلى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التي
    صنعها


    7
    لأن كثيرين من الذين
    بهم أرواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم. وكثيرون من المفلوجين
    والعرج شفوا


    8
    فكان فرح عظيم في
    تلك المدينة


    9
    وكان قبلا في
    المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة، قائلا
    إنه شيء عظيم


    10
    وكان الجميع يتبعونه
    من الصغير إلى الكبير قائلين: هذا هو قوة الله العظيمة


    11
    وكانوا يتبعونه
    لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره


    12
    ولكن لما صدقوا
    فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح،
    اعتمدوا رجالا ونساء


    13
    وسيمون أيضا نفسه
    آمن. ولما اعتمد كان يلازم فيلبس، وإذ رأى آيات وقوات عظيمة تجرى
    اندهش


    14
    ولما سمع الرسل
    الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم
    بطرس ويوحنا


    15
    اللذين لما نزلا
    صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس


    16
    لأنه لم يكن قد حل
    بعد على أحد منهم، غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع


    17
    حينئذ وضعا الأيادي
    عليهم فقبلوا الروح القدس


    18
    ولما رأى سيمون أنه
    بوضع أيدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم



    19
    قائلا: أعطياني أنا
    أيضا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس


    20
    فقال له بطرس: لتكن
    فضتك معك للهلاك، لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم


    21
    ليس لك نصيب ولا
    قرعة في هذا الأمر، لأن قلبك ليس مستقيما أمام الله


    22
    فتب من شرك هذا،
    واطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبك


    23
    لأني أراك في مرارة
    المر ورباط الظلم


    24
    فأجاب سيمون وقال:
    اطلبا أنتما إلى الرب من أجلي لكي لا يأتي علي شيء مما ذكرتما


    25
    ثم إنهما بعد ما
    شهدا وتكلما بكلمة الرب، رجعا إلى أورشليم وبشرا قرى كثيرة
    للسامريين


    26
    ثم إن ملاك الرب كلم
    فيلبس قائلا: قم واذهب نحو الجنوب، على الطريق المنحدرة من
    أورشليم إلى غزة التي هي برية


    27
    فقام وذهب. وإذا
    رجل حبشي خصي، وزير لكنداكة ملكة الحبشة، كان على جميع خزائنها.
    فهذا كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد


    28
    وكان راجعا وجالسا
    على مركبته وهو يقرأ النبي إشعياء


    29
    فقال الروح لفيلبس:
    تقدم ورافق هذه المركبة


    30
    فبادر إليه فيلبس،
    وسمعه يقرأ النبي إشعياء، فقال: ألعلك تفهم ما أنت تقرأ


    31
    فقال: كيف يمكنني
    إن لم يرشدني أحد؟. وطلب إلى فيلبس أن يصعد ويجلس معه


    32
    وأما فصل الكتاب
    الذي كان يقرأه فكان هذا: مثل شاة سيق إلى الذبح، ومثل خروف صامت
    أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه


    33
    في تواضعه انتزع
    قضاؤه، وجيله من يخبر به؟ لأن حياته تنتزع من الأرض


    34
    فأجاب الخصي فيلبس
    وقال: أطلب إليك: عن من يقول النبي هذا؟ عن نفسه أم عن واحد آخر


    35
    ففتح فيلبس فاه
    وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع


    36
    وفيما هما سائران في
    الطريق أقبلا على ماء، فقال الخصي: هوذا ماء. ماذا يمنع أن
    أعتمد


    37
    فقال فيلبس: إن كنت
    تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال: أنا أومن أن يسوع المسيح هو
    ابن الله


    38
    فأمر أن تقف المركبة
    ، فنزلا كلاهما إلى الماء، فيلبس والخصي، فعمده



    39
    ولما صعدا من الماء
    ، خطف روح الرب فيلبس، فلم يبصره الخصي أيضا، وذهب في طريقه فرحا


    40
    وأما فيلبس فوجد في
    أشدود. وبينما هو مجتاز، كان يبشر جميع المدن حتى جاء إلى قيصرية
    </blockquote>
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد اعمال الرسل 8 - تفسير سفر أعمال الرسل

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 15, 2011 2:36 am

    آية (1):-



    وكان شاول راضيا بقتله وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في
    أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل.




    راضياً=


    إذ ظن أن المسيحية قد إنتهت. ربما كان شاول الطرسوسى عضواً في السنهدريم. وكان
    الإضطهاد الذي بدأ سببه الثورة التي حدثت بسبب ما قاله إسطفانوس ان الهيكل
    إنتهى دوره فلقد فهموا أن هناك إنفصال تام بين المسيحية واليهودية وانه لا
    تعايش بينهما. فلقد أبطلت المسيحية عوائد الناموس، والعجيب أن شاول (بولس) تبنى
    بعد ذلك هذا المنهج الذي جلب عليه ألاماً شديدة. وما زاد في هياج اليهود ضد
    إسطفانوس إتهامه الواضح لهم والجرئ بأنهم ورثة قتلة الأنبياء، وكان هذا الإتهام
    موجهاً لرؤساء الكهنة أيضاً. وبسبب الإضطهاد العنيف الذي ثار ضد المسيحيين
    إضطروا للهرب من أورشليم. وكان شاول هو قائد هذا الإضطهاد. وكان هذا التشتيت
    سبب بركة إذا إنتشر المسيحيين في كل مكان فإنتشرت المسيحية في كل مكان.




    ما عدا الرسل=


    حما الله الرسل ليكملوا رسالتهم وربما خافوا منهم بسبب المعجزات العجيبة التي
    كانوا يعملونها لذلك لم يمسهم أحد في هذا الإضطهاد.



    آية (2):-



    وحمل رجال أتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة.




    مناحة=


    تعنى ضرب على الصدر وهذه العادة تعلموها من مصر تك 7:50،10،11. وتقاليد اليهود
    لم تكن تسمح بعمل مناحة على المحكوم عليهم بسبب الخروج على الناموس. ولكن
    إسطفانوس بوجهه الملائكى قد إجتذب عدداً كبيراً من المحبين حتى من وسط اليهود=
    رجال أتقياء راجع أع 5:2. وهؤلاء الأتقياء لم يكونوا راضين عن قتل
    إسطفانوس وشعروا بأن السنهدريم قد ظلمه فعملوا عليه مناحة كبيرة. وربما كانوا
    من المسيحيين واليهود الذين أحبوا أسطفانوس لوجهه الملائكى. والمسيحيون عملوا
    هذه المناحة إعلاناً عن عدم خجلهم من التهمة التي وجهت لإسطفانوس بل فرحهم به.




    آية (3):-



    وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى
    السجن.




    لقد صار شاول عدوا خطيراً للكنيسة، يدخل البيوت ويغتصبها ويدمر ممتلكاتهم ويلقى
    القبض عليهم للسجن بأوامر من رؤساء الكهنة. يسطو= أصل الكلمة يمزق كوحش
    مفترس راجع عب 34:10.



    آيات (4-5):-



    فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة. فانحدر فيلبس إلى مدينة من السامرة وكان
    يكرز لهم بالمسيح.




    تشتتوا=


    الكلمة تعنى نثر البذور للزراعة. فصار المسيحيين الذين تشتتوا في كل مكان هم
    بذور للإيمان إنتشرت وأتت بثمار في كل مكان. وكان هذا سبب بركة للمسيحيين إذ ظن
    المسيحيين أنهم سيظلون مرتبطين بأورشليم والهيكل. فيلبس= هو الثانى بعد
    إسطفانوس. وهنا نرى الخدمة تمتد للسامرة تماماً كما أرادها الرب يسوع أن تمتد.
    إذاً هذا التشتيت وهذا الإضطهاد انتج خيراً للكنيسة وكان بسماح من الله ليمتد
    الملكوت. إنحدر= لأن أورشليم أعلى فهى على جبل. ونلاحظ أنه كانت هناك
    عداوة شديدة بين اليهود والسامريين فالسامريين هم خليط من اليهود والوثنيين وهم
    لا يعرفون سوى أسفار موسى الخمسة فقط. وكان اليهود لا يتعاملون مع السامريين
    أبداً. ولكن المحبة المسيحية لا تعرف أي عداوة ولهذا السبب ذهب المسيح للمرأة
    السامرية. ونفهم من المرأة السامرية أن السامريين كانوا ينتظرون المسيا لذلك
    فهم يأتون في ترتيب الكرازة بعد اليهود وقبل الأمم يو 25:4،26 + أع 8:1. وكما
    أوضح إسطفانوس نهاية اليهودية بدأ فيلبس هذا الكرازة خارج اليهودية وأورشليم.



    آيات (6-Cool:-



    وكان الجموع يصغون بنفس واحدة إلى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات
    التي صنعها. لان كثيرين من الذين بهم أرواح نجسة كانت تخرج صارخة بصوت عظيم
    وكثيرون من المفلوجين والعرج شفوا. فكان فرح عظيم في تلك المدينة.




    وضع يد الرسل على الشمامسة السبعة أعطاهم قوة لعمل العجائب وحكمة وقوة للكرازة.
    ولأن المدينة بها ساحر مشهور فكان لابد أن يزود الله رسوله فيلبس بالمعجزات
    ليؤمن الناس. ولأن السامريين كانوا ينتظرون المسيا سمعوا فيلبس بنفس واحدة.
    فكان فرحُ عظيم=
    هذا دليل على عمل الروح القدس فيهم فالفرح من ثمار الروح
    وعمل الروح القدس والمعجزات التي يسمح بها دائماً هي لخير الناس وتعطيهم فرح.




    آيات (9-11):-



    وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلا انه
    شيء عظيم. وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير قائلين هذا هو قوة الله
    العظيمة.
    وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره.




    السحر هو معجزات الشياطين ولكنه للضرر والخراب، أي من آثاره ضرر وكآبة عكس عمل
    الروح القدس الذي يسبب فرح وخير. السحر ربما يدهش من يراه ولكنه لا يترك في
    نفسه سوى الخوف والمرارة والكآبة. وكان السحر منتشراً بين السامريين حتى أن
    اليهود اسموا السحرة سامريين. ولما إتهموا المسيح بالسحر قالوا إنك سامرى وبك
    شيطان يو 48:8.



    سيمون=


    كان يدّعى الربوبية بأعمال خارقة، ويدَّعى العلم الغيبى، ويدَّعى أنه حالة وسط
    بين الله والإنسان ( نفس الفكر الغنوسى) وأنه وسيط بين الله والإنسان. وذكره
    القديسين هيبوليتس ويوستينوس وذكروا هرطقاته وقوة سحره وكيف هاجم المسيحية فيما
    بعد. هذا هو قوة الله العظيمة= لقد إعتبر السامريون أن سيمون هو تجسد
    للألوهية أو أن قوة الله قد حلت فيه. وقيل أن سيمون ذهب إلى روما وقاوم بطرس
    هناك ونلاحظ أن عدو الخير يقاوم الكنيسة إما بالإضطهاد أو بالخداع. يقال:-



    1)

    أنه طلب دفنه وأنه سيقوم فدفنوه لكنه لم يقم.


    2)

    ويقال أنه سيصعد كالمسيح وإرتفع فعلاً وبصلاة بطرس سقط ومات



    ولقد أقام له
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    تمثالاً كتب تحته " إلى سيمون الله القدوس"



    آية (12):-



    ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح
    اعتمدوا رجالا ونساء.




    الروح القدس يعمل مع فيلبس بالمعجزات وفي قلوب السامريين ليؤمنوا ويتركوا
    سيمون.



    آية (13):-



    وسيمون أيضا نفسه أمن ولما اعتمد كان يلازم فيلبس وإذ رأى آيات وقوات عظيمة
    تجرى اندهش.




    سيمون مَّيز بين الزيف الذي يمارسه والقوة الحقيقية التي ينادى بها ويستعملها
    فيلبس. لكن للأسف هو أراد أن يستفيد بالمعمودية بطريقة خاطئة أي ليمارس سحره
    بطريقة مسيحية أكثر فاعلية،إعتقد هو أنها أقوى من طرقه. هو لم يتحرر تماماً من
    عبوديته لإبليس. كان يلازم فيلبس = لا ليتعلم ويتوب بل ليتعلم منه كيف
    يعمل هذه المعجزات. هو لم يفتح قلبه لله وليؤمن بكل ما يقوله فيلبس عن الله، بل
    كل ما كان يبحث عنه مزيد من القوى السحرية التي تمجده وتزيد دخله.



    آيات (14-17):-



    ولما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة الله أرسلوا إليهم
    بطرس ويوحنا. اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس. لأنه لم يكن
    قد حل بعد على أحد منهم غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا
    الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس.




    كان للشمامسة السبع أن يعمدوا ولكن وضع اليد ليحل الروح القدس كان للرسل فقط.
    لذلك إستلزم الأمر نزول بطرس ويوحنا[size=21]. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في
    وياللمفارقة فقد طلب يوحنا من قبل أن تنزل
    ناراً من السماء لتحرق السامرة لو 54:9 وها هو الآن يضع يده لكن لتنزل نار
    الروح القدس فتقدسهم ويملأهم الروح وتشتعل قلوبهم حباً للمسيح. ووضع الأيادى هو
    ما يسمى الآن سر المسحة (الميرون) ليسكن الروح القدس في الإنسان.



    آيات (18-21):-



    ولما رأى سيمون انه بوضع أيدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم. قائلا
    أعطياني أنا أيضا هذا السلطان حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس. فقال
    له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم. ليس لك
    نصيب ولا قرعة في هذا الأمر لان قلبك ليس مستقيما أمام الله.




    هذا ما أسمته الكنيسة بعد ذلك بالسيمونية وحرمته. والسيمونية هي شراء الرتب
    الكنسية بالمال والكنيسة تحرم من يبيع أو من يشترى. وسيمون رأى أن من يحل عليه
    الروح يصنع عجائب، فأراد شراء هذه الموهبة، فحرمه بطرس إذ وجده مازال مستعبداً
    لإبليس. والحقيقة أن الله يعطى هذه المواهب كهبة مجانية
    نصيب وقرعة = كلمات تستخدم في توزيع الميراث وسيمون بعبوديته للشيطان ما
    عاد ابناً ليرث.



    آيات (22-23):-



    فتب من شرك هذا واطلب إلى الله عسى أن يغفر لك فكر قلبك. لاني أراك في مرارة
    المر ورباط الظلم.




    يُفهم من كلام بطرس أنه يرى سيمون والشياطين تحيط به وهو مازال مقيد بقيود الشر
    ولكنه مازال قادراً لو أراد أن يتوب فيهرب من رباطات الشياطين. مرارة المر=
    هذا هو أثر الابتعاد عن الله والإرتماء في حضن الخطية أو الشيطان. رباط
    الظلم=
    الأصل اليونانى رباط الشر، فهو حتى بعد أن إعتمد ظل مرتبطاً بشروره
    وسحره. مرارة = لقد كان من يراه في شهرته وقوته وماله يظنه سعيداً. لكن
    الحقيقة أن كل من يبتعد عن الله يكون في مرارة داخلية.



    آية (24):-



    فأجاب سيمون وقال اطلبا أنتما إلى الرب من اجلي لكي لا يأتي علي شيء مما
    ذكرتما.



    يا ليته صلى هو وطلب ولكنه كان متردداً منقسم القلب بين الله وبين شروره وبين
    سحره. وواضح أنه لم يقرر قراراً واضحاً أن يتوب ويعود لله. ولكنه خاف من
    تحذيرات بطرس وطلب منه أن يصلى ليرفع الله اللعنات عنه لكنه لم ينوى في قلبه
    ترك سحره، ولم يكن ينوى أن يصلى هو نفسه


    عدل سابقا من قبل عاشق تماف ايرينى(امى) في الأربعاء يونيو 15, 2011 2:39 am عدل 1 مرات
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 15, 2011 2:37 am

    <p class="MsoHeading9" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    آيات (26-28):-
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-right:85.0pt;text-align:justify;
    text-justify:kashida;text-kashida:0%">

    ثم أن ملاك الرب كلم فيلبس قائلا قم واذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من
    أورشليم إلى غزة التي هي برية. فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي وزير لكنداكة ملكة
    الحبشة كان على جميع خزائنها فهذا كان قد جاء إلى أورشليم ليسجد. وكان راجعا
    وجالسا على مركبته وهو يقرا النبي اشعياء.

    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    غزة التي هي برية=


    هناك غزة قديمة خربها المكابيون سنة 93 ق.م وهي بعيدة عن البحر. ولما أعيد
    بناؤها بنوها على البحر. وكانت غزة الجديدة تبعد عن القديمة 2.5 ميل. وقوله
    التى هي برية يشير للقديمة المخربة. وكانت غزة القديمة هي التي توجد على طريق
    مصر الذي أتى منه الخصى الحبشى. وهنا نرى ملاك يرشد فيلبس للعمل المكلف به بل
    بعد أن ينهى مهمته سيخطفه الروح ويعود به، وهذا ما حدث مع إيليا فقط 1 مل 12:18
    ونلاحظ أهمية الدور الإنسانى فالملاك لم يشرح للخصى مباشرة بل أتى له بفيلبس.
    وكان ملك الحبشة يُقَدَّسْ كإله ولا يتدخل في السياسة فهو شخصية روحية. والذي
    يحكم البلاد هي الملكة الأم وكان لقبها الدائم لكل الملكات هو كنداكة. وكانت
    الحبشة تبدأ من النوبة. وكان هذا الخصى وزيراً للمالية. وهو يهودى مهتم بدراسة
    التوراة حتى وهو مسافر في مركبته. وهذا يوضح أن اليهودية كانت متأصلة في
    الحبشة. ونرى أن الروح القدس يُلهم الوزير الحبشى أن يقرأ في سفر إشعياء ثم
    يأمر فيلبس أن يرافقه ليشرح له ما عسر عليه فهمه وذلك لتؤمن نفس واحدة بالمسيح.
    فالله يهتم بنا نفساً نفساً. وقد يكون هذا الوزير مبشراً للحبشة.
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    خصى=


    تعنى مركزاً سامياً ولم يكن شرطاً أن يكون كذلك.
    <p class="MsoHeading9" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    آيات (29-35):-
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-right:85.0pt;text-align:justify;
    text-justify:kashida;text-kashida:0%">

    فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة. فبادر إليه فيلبس وسمعه يقرا النبي
    اشعياء فقال العلك تفهم ما أنت تقرا. فقال كيف يمكنني أن لم يرشدني أحد وطلب
    إلى فيلبس أن يصعد ويجلس معه. وأما فصل الكتاب الذي كان يقراه فكان هذا مثل شاة
    سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه. في تواضعه
    انتزع قضاؤه وجيله من يخبر به لان حياته تنتزع من الأرض. فأجاب الخصي فيلبس
    وقال اطلب إليك عن من يقول النبي هذا عن نفسه أم عن واحد أخر. ففتح فيلبس فاه
    وأبتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع.

    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    ربما توقفت المركبة بتدبير من الروح القدس ليركب فيلبس المركبة لاحظ أنه لمجرد
    تفكير الخصى في معنى الأيات يرسل الله فيلبس له ليشرح المعنى ويقيناً لو رفع
    رئيس الكهنة اليهودى رأسه للسماء ليتساءل من هو المسيح لأجابه الله، وكل من
    يبحث عن الحق يستجيب له الله. وسمعه يقول= كانوا قديماً يقرأون بصوت عال
    حتى لو في غرفهم الخاصة. وقد ورد في إعترافات اغسطينوس عبارة تقول أنه يتعجب
    على القديس امبروسيوس كيف يقرأ وهو صامت.
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    وهذا الفصل الذي كان يقرأه الخصى الحبشى حيَّر اليهود وما زال يحيرهم عمن هو
    هذا الخروف المذبوح
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    ( أش 7:53،8 ولكن من الترجمة السبعينية ) وكان هذا الإصحاح لا يُفهم قبل
    الصليب. وصار واضحاً بعد الصليب. غامضاً لمن أنكر الصليب ورفض المصلوب كاليهود.
    والمعمدان أخر أنبياء العهد القديم قال عن المسيح حمل الله الذي يرفع خطية
    العالم يو 29:1
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    إنتزع قضاؤه=


    أى خسر قضيته إذ حكم عليه الرؤساء بالصلب.
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    من تواضعه=


    أى في حال وجوده في الجسد لم يجد من ينتصر له في القضاء.
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    وجيله من يخبر به=


    تعنى أن من رأى المسيح وهو يتألم على الصليب هل يمكن أن يتخيل أحد أن هذا هو
    المسيح وأنه ابن الله وأنه سيقوم ليجلس في مجد أبيه وعن يمين الله وأنه سيؤسس
    كنيسته التي هي جسده وستشمل كل العالم ويعطيها مجده ويغفر خطاياها، هل كان احد
    يتصور ان تكون كنيسته بكل هذا الحجم.
    <p class="MsoHeading9" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    آيات (36-37):-
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-right:85.0pt;text-align:justify;
    text-justify:kashida;text-kashida:0%">

    وفيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع أن
    اعتمد. فقال فيلبس أن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال أنا أومن أن يسوع
    المسيح هو ابن الله.

    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    من المؤكد أن فيلبس شرح للخصى أن المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح ولننال
    القيامة الثانية في المجد، ولننال غفران خطايانا. فطلبها إذ رأى ماء. ولا
    معمودية بدون إيمان، لذلك أعلن الخصى إيمانه.
    <p class="MsoHeading9" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    آيات (38-39):-
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-right:85.0pt;text-align:justify;
    text-justify:kashida;text-kashida:0%">

    فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده. ولما صعدا من
    الماء خطف روح الرب فيلبس فلم يبصره الخصي أيضا وذهب في طريقه فرحا.

    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    لاحظ فرح الخصى. فهذا دليل عمل الروح القدس، كما عمل في أهل السامرة. ولكن
    الكتاب لم يذكر أنه نال موهبة الروح القدس، فهذه ليست من إختصاص فيلبس. ولكن
    الروح القدس الذي دبر كل هذا لأجل الخصى من المؤكد انه دبر بعد ذلك وضع اليد،
    فالله لا يترك عمله ناقصاً. ولما صعدا= فالمعمودية بالتغطيس. ولاحظ
    أهمية المعمودية فلم يكتفى بالإيمان.
    <p class="MsoHeading9" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    آية (40):-
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-right:49.55pt;text-align:justify;
    text-justify:kashida;text-kashida:0%">

    وأما فيلبس فوجد في اشدود وبينما هو مجتاز كان يبشر جميع المدن حتى جاء إلى
    قيصرية.

    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    الروح حمل فيلبس إلى أشدود على مسافة 20 ميل من غزة شمالاً وإستمر يبشر حتى
    قيصرية. وكون الروح يحمل فيلبس فهذا يعنى أن الجسد لم تعد له السيادة بل الروح،
    هو يوجد أينما شاء الروح.
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    ونلاحظ أن فيلبس أنهى عمله إذ شرح للخصى الحبشى أن المسيح قد جاء لأن الخصى
    الحبشى كان دارساً للأنبياء، عارفاً كل شئ، وكان هذا ما ينقصه
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    1) أن يعرف أن المسيح قد جاء.
    <p class="MsoNormal" dir="RTL" style="text-align:justify;text-justify:kashida;
    text-kashida:0%">

    2) أن يعتمد.
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد سفر اعمال الرسل الاصحاح 9 بطرس يشفي مقعدا في اللد

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 15, 2011 2:43 am

    سفر اعمال الرسل الاصحاح 9 بطرس يشفي مقعدا في اللد

    تنصر شاول
    اع-9-1 أما شاول ما زال صدره ينفث تهديدا وتقتيلا لتلاميذ الرب. فقصد إلى عظيم الكهنة،
    اع-9-2: وطلب منه رسائل إلى مجامع دمشق، حتى إذا وجد أناسا على هذه الطريقة، رجالا ونساء، ساقهم موثقين إلى أورشليم.
    اع-9-3: وبينما هو سائر ، وقد اقترب من دمشق، إذا نور من السماء قد سطع حوله،
    اع-9-4: فسقط إلى الأرض، وسمع صوتا يقول له: ((شاول ، شاول، لماذا تضطهدني؟ ))
    اع-9-5: فقال: (( من أنت يا رب؟ )) قال: ((أنا يسوع الذي أنت تضطهده.
    اع-9-6: ولكن قم فادخل المدينة، فيقال لك ما يجب عليك أن تفعل )).
    اع-9-7: وأما رفقاؤه فوقفوا مبهوتين يسمعون الصوت ولا يرون أحدا.
    اع-9-8: فنهض شاول عن الأرض وهو لا يبصر شيئا، مع أن عينيه كانتا منفتحتين . فاقتادوه بيده ودخلوا به دمشق.
    اع-9-9: فلبث ثلاثة أيام مكفوف البصر لا يأكل ولا يشرب.
    اع-9-10: وكان في دمشق تلميذ اسمه حننيا. فقال له الرب في رؤيا: ((يا حننيا! )) قال: (( لبيك، يا رب )).
    اع-9-11:
    فقال له الرب: ((قم فاذهب إلى الزقاق المعروف بالزقاق المستقيم، واسأل في
    بيت يهوذا عن شاول المسمى الطرسوسي. فها هوذا يصلي،
    اع-9-12: وقد رأى في رؤياه رجلا اسمه حننيا يدخل ويضع يديه عليه ليبصر))
    اع-9-13: فأجاب حننيا: ((يا رب، سمعت بهذا الرجل من أناس كثيرين كم أساء إلى قديسيك في أورشليم.
    اع-9-14: وعنده ههنا تفويض من عظماء الكهنة ليوثق كل من يدعو باسمك )).
    اع-9-15: فقال له الرب: ((اذهب فهذا الرجل أداة اخترتها لكي يكون مسؤولا عن اسمي عند الوثنيين والملوك وبني إسرائيل
    اع-9-16: فإني سأريه ما يجب عليه أن يعاني من الألم في سبيل اسمي )).
    اع-9-17:
    فمضى حننيا، فدخل البيت ووضع يديه عليه وقال: ((يا أخي شاول، إن الرب
    أرسلني، وهو يسوع الذي تراءى لك في الطريق التي قدمت منها، أرسلني لتبصر
    وتمتلئ من الروح القدس )).
    اع-9-18: فتساقط عندئذ من عينيه مثل القشور. فأبصر وقام فاعتمد،
    اع-9-19: ثم تناول طعاما فعادت إليه قواه.

    شاول يبشر بيسوع

    اع-9-20: فأخذ لوقته ينادي في المجامع بأن يسوع هو ابن الله.
    اع-9-21:
    فكان كل من يسمعه يدهش ويقول ((أليس هذا الذي كان في أورشليم يحاول تدمير
    الذين يدعون بهذا الاسم؟ أو ما جاء إلى هنا ليسوقهم موثقين إلى عظماء
    الكهنة؟ ))
    اع-9-22: على أن شاول كان يزداد قوة، ويفحم اليهود المقيمين في دمشق، مبينا أن يسوع هو المسيح.
    اع-9-23: ولما انقضت بضعة أيام تشاور اليهود ليغتالوه.
    اع-9-24: فانتهى خبر مؤامرتهم إلى شاول. فكانوا يراقبون الأبواب نهارا وليلا ليغتالوه،
    اع-9-25: فسار به تلاميذه ليلا ودلوه من السور في زنبيل.

    شاول في أورشليم

    اع-9-26: ولما وصل إلى أورشليم حاول أن ينضم إلى التلاميذ. فكانوا كلهم يخافونه غير مصدقين أنه تلميذ.
    اع-9-27: فأخذ برنابا بيده وسار به إلى الرسل وروى لهم كيف رأى الرب في الطريق وكلمه الرب، وكيف تكلم بجرأة باسم يسوع في دمشق.
    اع-9-28: وكان يذهب ويجيء معهم في أورشليم يتكلم بجرأة باسم الرب.
    اع-9-29: وكان يخاطب اليهود الهلينيين أيضا ويجادلهم. فحاولوا أن يغتالوه.
    اع-9-30: فشعر الإخوة بذلك فمضوا به إلى قيصرية، ثم رحلوه منها إلى طرسوس .

    أيام السلام

    اع-9-31:
    وكانت الكنيسة تنعم بالسلام في جميع اليهودية والجليل والسامرة. وكانت
    تنشأ وتسير على مخافة الرب، وتنمو بتأييد الروح القدس.

    بطرس يشفي مقعدا في اللد

    اع-9-32: وكان بطرس يسير في كل مكان، فنزل بالقديسين المقيمين في اللد،
    اع-9-33: فلقي فيها رجلا اسمه أينياس يلزم الفراش منذ ثماني سنوات، وكان مقعدا.
    اع-9-34: فقال له بطرس: ((يا أينياس، أبرأك يسوع المسيح، فقم وأصلح فراشك بيدك! )) فقام من وقته.
    اع-9-35: ورآه جميع سكان اللد وسهل الشارون فاهتدوا إلى الرب.

    بطرس يحيي طابيثة في يافا

    اع-9-36: وكان في يافا تلميذة اسمها طابيثة، أي ظبية، غنية بالأعمال الصالحة والصدقات التي تعطيها.
    اع-9-37: فاتفق أنها مرضت في تلك الأيام وماتت. فغسلوها ووضعوها في علية.
    اع-9-38: ولما كانت اللد قريبة من يافا سمع التلاميذ أن بطرس فيها، فأرسلوا إليه رجلين وناشدوه: ((لا تتأخر في المجيء إلينا)).
    اع-9-39:
    فقام بطرس ومضى معهما. فلما وصل صعدوا به إلى العلية، فأقبلت عليه جميع
    الأرامل باكيات يرينه الأقمصة والأردية التي صنعتها ظبية إذ كانت معهن.
    اع-9-40: فأخرج بطرس الناس كلهم، وجثا وصلى ثم التفت إلى الجثمان وقال: ((طابيثة، قومي! )) ففتحت عينيها، فأبصرت بطرس، فجلست.
    اع-9-41: فمد إليها يده وأنهضها ثم دعا القديسين والأرامل فأراهم إياها حية.
    اع-9-42: فانتشر الخبر في يافا كلها، فآمن بالرب خلق كثير.
    اع-9-43: ومكث بطرس بضعة أيام في يافا عند دباغ اسمه سمعان.
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد اعمال الرسل 10 - تفسير سفر أعمال الرسل

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الأربعاء يونيو 15, 2011 2:49 am


    بعد أن إمتدت الكرازة من أورشليم إلى اليهودية ثم إلى السامرة جاء
    الدور على الأمم.




    آية (1):-




    وكان في قيصرية رجل اسمه كرنيليوس قائد مئة من الكتيبة التي تدعى
    الايطالية.




    قائد مئة =
    تحت إمرته 100 جندى. والكتيبة الإيطالية= من 600 - 1000 جندى.
    ونلاحظ أن قادة المئة في العهد الجديد سمعتهم حسنة لو 47:23 + لو 1:7-9





    آيات (2):-




    وهو تقي وخائف الله مع جميع بيته يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلي إلى
    الله في كل حين.




    التقوى جاءت للأمم من معاشرتهم لليهود الأتقياء. وقائد المئة هذا ترك
    وثنيته وعبد الله لكنه لم يتهود. يصلى كل حين= أي في مواعيد
    صلاة اليهود كان دائماً يصلى تاركاً حياة الخلاعة والملذات الفارغة،
    ومثل هذا لا يتركه الله. ولاحظ أنه عَلّمَ أهل بيته التقوى.





    آيات (3-6):-




    فرأى ظاهرا في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار ملاكا من الله داخلا
    إليه وقائلا له يا كرنيليوس. فلما شخص إليه ودخله الخوف قال ماذا يا
    سيد فقال له صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا أمام الله. والان أرسل إلى
    يافا رجالا واستدع سمعان الملقب بطرس. انه نازل عند سمعان رجل دباغ
    بيته عند البحر هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل.




    الساعة التاسعة =
    هى الثالثة بعد الظهر. وفيها تقدم ذبيحة المساء. صلواتك وصدقاتك
    صعدت= صعَدتْ كلمة تقال في صعود البخور أو دخان ذبيحة المحرقة
    (ولاحظ أن الوقت تقديم ذبيحة المحرقة) عب 15:13،16 + مز 2:141. وهل بعد
    هذه الآية ينكر أحد أهمية الأعمال. هذا الإنسان جاهد وكان باراً في
    أعماله لذلك يقوده الله للبر الذي في المسيح لأنه يستحق، ولأنه يستحق
    ظهر له ملاك، لكن الملاك لم يعلمه شيء فهذا عمل خدام الكلمة في الكنيسة
    (بطرس).





    تذكاراً أمام الله=
    هذه تقال عن تقدمه الدقيق. وبهذا نفهم أن الصلوات والصدقات لها نفس
    مفعول الذبائح والقرابين.





    بيته عند البحر=
    فدباغة الجلود تحتاج لمياه كثيرة، لذلك يقيم الدباغ عند البحر.






    آيات (7-Cool:-




    فلما انطلق الملاك الذي كان يكلم كرنيليوس نادى اثنين من خدامه وعسكريا
    تقيا من الذين كانوا يلازمونه. واخبرهم بكل شيء وأرسلهم إلى يافا.




    لقد تحققت نبوة يوئيل وها العالم يرى رؤى وأحلام وملائكة. هو أرسل
    لبطرس ليكرز للبيت كله. أخبرهم بكل شئ= من فرحته أشركهم معه.




    آيات (9-14):-




    ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة صعد بطرس على السطح
    ليصلي نحو الساعة السادسة. فجاع كثيرا واشتهى أن يأكل وبينما هم يهيئون
    له وقعت عليه غيبة. فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلا عليه مثل ملاءة
    عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض. وكان فيها كل دواب الأرض
    والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت قم يا بطرس اذبح وكل.
    فقال بطرس كلا يا رب لاني لم أكل قط شيئا دنسا أو نجسا.




    كان بين مدينه يافا وقيصرية حوالى 30ميلاً. والرؤيا التي رآها بطرس
    متناسبة مع حالته فهى خاصة بالأكل بينما هو جائع ويفكر في الطعام.
    ونلاحظ أن الله يدعوه لأكل حيوانات هي بحكم الشريعة اليهودية تعتبر
    محرمة. ونلاحظ أن اليهود ما كانوا يأكلون مع الأمم ولا يدخلون بيوتهم
    لئلا يكونوا مضطرين للأكل من هذه اللحوم المحرمة. بهذا الفكر فلو دعاه
    كرنيليوس ليذهب عنده في بيت كرنيليوس لرفض بطرس. لذلك يطمئنه الله بأنه
    ليس هناك محرمات في المسيحية، وهذا ما سبق المسيح وعلَّم به مر 15:7
    إلاّ أنهم لم يدركوا هذا في ذلك الوقت. والله يرتب الأمور بحكمة.
    فبينما جنود كرنيليوس في الطريق يرى بطرس رؤيا تشجعه على قبول الأمم،
    بعد أن أدخله الله في غيبة.




    الدنس=
    قد تشمل الحيوانات المحرمة وقد تشمل الوثنيين الذين لا يعبدون الله
    وكلاهما يمتنع التعامل معه تماماً أو الإقتراب منه، فالدنس هو ما لا
    يتطهر أبداً في مفهوم اليهود. وكان اليهود يفهمون أنهم وحدهم الطاهرين
    وكل ما عداهم دنس. نجس= هو ما يمكن أن يتطهر. فلمس الميت مثلاً
    نجاسة لكن من يتنجس بلمس ميت يتطهر في المساء بأن يستحم بماء. فالنجس
    هو ما لم يتطهر لكن يمكن تطهيره.وطبعاً واضح مفهوم بطرس أن الأمم لا
    يمكن التعامل معهم ولا قبولهم في الإيمان لذلك يصحح الله لبطرس هذا
    المفهوم من خلال رؤيا، ولولا ذلك لما قبل التعامل معهم. السماء
    مفتوحة= لكل البشر حتى من كان منهم كالوحوش (شاول الطرسوس) =
    أربعة أطراف= رقم يشير إلى العمومية أي لكل العالم.





    آيات (15-16):-




    فصار إليه أيضا صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه أنت. وكان هذا على
    ثلاث مرات ثم ارتفع الإناء أيضا إلى السماء.




    لا تدنسه أنت =
    الله سيقبل الأمم ويطهرهم بالمعمودية التي تكتسب قوتها بدم المسيح،
    فلماذا يرفضهم بطرس ويحسبهم دنسين. إرتفع الإناء إلى السماء=
    فما لم يقبله بطرس قبلته السماء. فالكنيسة كلها (الملاءة) مكانها
    السماء والكل مدعو للسماء، والله لم يدع بطرس ليأكل ما هو دنس إلاّ لأن
    الله قد طهره أولاً. وهذا ما فهمه بطرس بعد ذلك فقال عن الأمم ان الله
    طهر بالإيمان قلوبهم ( أي بدم المسيح) أع 9:15. والتكرار 3 مرّات
    للتأكيد أن هذا محل إهتمام الله، وإشارة لأن التطهير يشترك فيه الآب
    والابن والروح القدس، أي الثالوث وأن التطهير يكون بالقيامة.






    آيات (17-20):-




    وإذ كان بطرس يرتاب في نفسه ماذا عسى أن تكون الرؤيا التي رآها إذا
    الرجال الذين أرسلوا من قبل كرنيليوس وكانوا قد سألوا عن بيت سمعان وقد
    وقفوا على الباب.
    ونادوا يستخبرون هل سمعان الملقب بطرس نازل هناك. وبينما بطرس متفكر في
    الرؤيا قال له الروح هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. لكن قم وانزل واذهب معهم
    غير مرتاب في شيء لاني أنا قد أرسلتهم.




    نرى هنا التوقيت المحكم للرؤيا، ولعمل الروح مع بطرس مع وصول رجال
    كرنيليوس. ونلاحظ انه حتى الآن فالذى يخاطب بطرس والذي يخاطب كرنيليوس
    ملاك. فالروح لم يحل بعد على كرنيليوس أو على الأمم. ولاحظ أن الله قبل
    أن يرسل بطرس يقنعه ويزيل الشك من قلبه، ليبدأ الخدمة مع الأمم بإقتناع

    (أر 7:20).




    آيات (21-23):-




    فنزل بطرس إلى الرجال الذين أرسلوا إليه من قبل كرنيليوس وقال ها أنا
    الذي تطلبونه ما هو السبب الذي حضرتم لأجله. فقالوا أن كرنيليوس قائد
    مئة رجلا بارا وخائف الله
    ومشهودا له من كل آمة اليهود أوحى إليه بملاك مقدس أن يستدعيك إلى بيته
    ويسمع منك كلاما. فدعاهم إلى داخل واضافهم ثم في الغد خرج بطرس معهم
    وأناس من الاخوة الذين من يافا رافقوه.




    هنا فهم بطرس معنى الرؤيا التي رآها. والإخوة الذين رافقوا بطرس كانوا
    ستة من أهل الختان (12:11) وبطرس أخذهم ربما كشهود لما سوف يحدث.مشهوداً
    له من كل أمة اليهود=بل من السماء الآن.




    آيات (24-27):-




    وفي الغد دخلوا قيصرية وأما كرنيليوس فكان ينتظرهم وقد دعا انسباءه
    وأصدقاءه الاقربين. ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعا على
    قدميه. فأقامه بطرس قائلا قم أنا أيضا إنسان. ثم دخل وهو يتكلم معه
    ووجد كثيرين مجتمعين.




    دعا أنسباؤه=
    من يتلقى دعوة من الله يفرح بأن يدعو لها أخرين وهكذا فعلت السامرية،
    وفيلبس أخبر نثنائيل يو 41:1-45. وبهذا نفهم مفهوم الوحدة في الكنيسة
    فمن يتعامل معه الروح القدس يعطيه حباً لكل الناس وإشتياقاً لخلاصهم
    كما تقول عروس النشيد " اجذبني وراءك فنجري " (نش 4:1) ونلاحظ أن
    القائد الرومانى كانت أقصى تحية له هي أن يحنى رأسه ولكن هنا يسجد لمن
    أرسله الله. وبطرس طلب السجود لله وليس له.





    آيات (28-29):-




    فقال لهم انتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي
    أو يأتي إليه وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما انه دنس
    أو نجس. فلذلك جئت من دون مناقضة إذ استدعيتموني فإستخبركم لأي سبب
    استدعيتموني.




    الله منع اليهود من التعامل مع الأمم (الزواج منهم أو دخول في معاهدات
    معهم) حتى لا تنتقل إليهم وثنيتهم أو عاداتهم الأخلاقية الرديئة، ولكى
    لا يأكلوا من الممنوعات




    ( حيوانات دنسة أو مخنوقة ) واليهود فسروا هذا بمنع أي تعامل مع الأمم
    [size=21].
    والأمم عموماً كانوا غارقين في الشر سواء في عباداتهم أو في حياتهم
    وسلوكهم. ولكن الآن بعد أن طهر الله الجميع، صار كل المؤمنين يكونون
    الكنيسة الجامعة أي الملاءة. وبطرس فهم أن كرنيليوس رأى هو الآخر رؤيا
    وهنا يسأله ماذا رأيت = لأى سبب إستدعيتمونى.




    آيات (30-33):-




    فقال كرنيليوس منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائما وفي الساعة
    التاسعة كنت اصلي في بيتي وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع. وقال يا
    كرنيليوس سمعت صلاتك
    وذكرت صدقاتك أمام الله. فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس انه
    نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر فهو متى جاء يكلمك. فأرسلت إليك
    حالا وأنت فعلت حسنا إذ جئت والان نحن جميعا حاضرون أمام الله لنسمع
    جميع ما أمرك به الله.




    هنا نرى أول إجتماع لكنيسة أممية. ولاحظ أن الأمم هم الذين إستدعوا
    الرسل قبل أن يذهب الرسل للأمم.




    منذ أربعة أيام=
    فى اليوم الأول رأى الملاك وفي اليوم الثانى وصل رسله إلى يافا. وفي
    اليوم الثالث إستضافهم بطرس لديه. وفي اليوم الرابع عادوا مع بطرس إلى
    قيصرية.




    آيات (34-35):-




    ففتح بطرس فاه وقال بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل
    أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.




    لا يقبل الوجوه =
    المعنى المحاباة لمجرد الوجه أي الشخص في حد ذاته وذلك لأن الله يريد
    ان الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. فبطرس فهم من رؤيا الملاءة
    أنه لا ميزة لليهودى عن الأممى وأن الله لا يحابى اليهودى على حساب
    الأممى. يصنع البر= أى يعمل أعمالاً صالحة (مثل كرنيليوس) صلوات
    وصدقات.









    آية (36):-




    الكلمة التي أرسلها إلى بني إسرائيل يبشر بالسلام بيسوع المسيح هذا هو
    رب الكل.




    الله أرسل الكلمة إبنه لبنى إسرائيل يبشر بأن السلام سيكون بيسوع
    المسيح لكل من يؤمن بيسوع المسيح.




    آية (37):-




    انتم تعلمون الأمر الذي صار في كل اليهودية مبتدئا من الجليل بعد
    المعمودية التي كرز بها يوحنا.




    بطرس هنا يسرد قصة المسيح أول ما ظهر في يوم عماده في اليهودية ثم
    ذهابه إلى الجليل ليبدأ كرازتة




    آية (38):-




    يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع
    خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لان الله كان معه.




    مسحة الله بالروح القدس=
    أى يوم حلّ عليه الروح القدس يوم عماده، فأعلن يومها الله انه المسيا،
    وسيكون مؤيداً بالروح القدس والقوة. ثم جال المسيح يعلم ويصنع
    المعجزات. والمذكور هنا سرد سريع مختصر جداً لحياة المسيح. ولكن يُفهم
    أن بطرس يكلم أناساً عارفين سيرة المسيح وقصته ولكن لأنه يكلم أمم فهو
    لم يستخدم النبوات فهم لا يعرفون عنها شيئاً.





    آيات(39-43):-




    ونحن شهود بكل ما فعل في كوره اليهودية وفي أورشليم الذي أيضا قتلوه
    معلقين إياه على خشبه. هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير
    ظاهرا. ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم لنا نحن الذين
    أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات.
    وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بان هذا هو المعين من الله ديانا للأحياء
    والأموات. له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران
    الخطايا.




    كل من يؤمن به ينال بإسمه غفران الخطايا=
    كل تشمل إذاً الأمم ويفهم من هذا أيضاً أن كل من لا يؤمن لا تغفر له
    خطاياه. وهنا نرى القيامة حقيقية وليست خيالية، فالمسيح أكل وشرب مع
    رُسُلهِ. ولكن المسيح أكل وشرب ليثبت أنه له جسد وأنه ليس خيال، لكن
    كان ذلك عن دون إحتياج. ففي القيامة، فالأجساد المقامة لن تكون بحاجة
    للأكل والشرب.





    دياناً للأحياء والأموات=
    الأحياء هم الأحياء عند مجئ المسيح والأموات هم الذين سبق وماتوا. أو
    الأحياء هم الأبرار والأموات هم الأشرار. ونلاحظ أن المسيح الذي صارت
    له طبيعتنا البشرية هو الذي يدين، فهو قد شعر بضعفاتنا، فهو إبن الله
    وإبن الإنسان في وقت واحد. وهو يشعر عن إختبار بما يستحقه الإنسان من
    قضاء أو رحمة عب 18:2 + يو 27:5،22 + رو 34:8. له يشهد جميع
    الأنبياء= السامعين يعرفون أن لليهود أنبياء ولكنهم غير دارسين
    لهذه النبوات لذلك تحاشى بطرس ذكر النبوات.





    آية (44):-




    فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا
    يسمعون الكلمة.




    بشهادة بطرس تم إعداد كرنيليوس ومن معه كأنية صالحة لإنسكاب الروح
    القدس، إذا أعدهم بطرس لأن يعرفوا المسيح ويؤمنوا به مخلصاً وفادياً.
    وكما حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين حلَّ على كرنيليوس ومن
    معه إعلاناً لقبول الله للأمم. وهذا ما شهد به بطرس أن الروح القدس
    حلَّ من نفسه وبطرس يتكلم أع 15:11-17 + 8:15. والله فعل هذا دون وضع
    يد إعلاناً لأنه قبل الأمم وليختفى كل شك من نفس بطرس في موضوع قبول
    الأمم. وهكذا إختار الله بولس وظهر له وهو غير مُعَمَّدْ ليكون رسولاً
    للأمم. ولكن حلول الروح القدس من نفسه دون وضع يد، وظهور المسيح لشاول
    الطرسوسى لم يمنع المعمودية في كلا الحالتين. ومن هنا نفهم أهمية
    المعمودية. وكون الروح حلَّ على كرنيليوس دون وضع يد فهذا وضع استثنائى
    ليعلن الله قبوله للأمم أمام رسوله الذي ما زال غير مصدقاً أن الله قبل
    الأمم. بل لو كان بطرس قد عمدهم وقبلهم دون أن ينسكب عليهم الروح، ودون
    أن يرى مرافقوه الستة (12:11) ما حدث بعيونهم، ربما كانوا قد خاصموا
    بطرس نهائياً وحدث إنشقاق في الكنيسة، ولرفضوا التعامل معه تماماً.
    فحتى لو كان بطرس ناوياً ان يعمدهم فأهل الختان أي المسيحيين من أصل
    يهودى كانوا سوف يصرون على الرفض ولربما طلبوا تهودهم أولاً قبل
    عمادهم.




    آيات (45-46):-




    فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان كل من جاء مع بطرس لان موهبة
    الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضا. لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون
    بالسنة ويعظمون الله حينئذ أجاب بطرس.




    حلول الروح غير مرئى لكن ليعلن الله إنسكاب الروح على الأمم أعطاهم
    موهبة الألسنة كشئ مملوس وأيضاً كما حدث مع الرسل أنفسهم ليتأكد الجميع
    أن الله قبل الجميع، والكل سواء يهوداً أو أمم. يعظمون الله=
    هذا ما كان يفعله سوى اليهود فقط. أماّ الآن فمن حل عليه الروح القدس
    يكون عمله الشهادة لله وتمجيد إسم الله وتسبيح الله.




    آيات (46-47):-




    لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بالسنة ويعظمون الله حينئذ أجاب بطرس.
    أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح
    القدس كما نحن أيضا.




    حينما رأى بطرس ما حدث تجرأ وعَمَّدَ أمميين لأول مرة. وهذه الآية
    موجهة لمن ينكر أهمية المعمودية في الماء فهؤلاء حل عليهم الروح القدس
    لكنهم إحتاجوا للمعمودية.




    آية (48):-




    وأمر أن يعتمدوا باسم الرب حينئذ سألوه أن يمكث أياما.




    يعتمدوا بإسم الرب=
    هو إختصار لأن المعمودية تكون بإسم الثالوث مت 19:28. ولكن الوقت ليس
    مناسباً لشرح طبيعة الله والثالوث أمام هؤلاء المؤمنين الجدد. فإسم
    الرب هنا ينوب عن الثالوث. أمر أن يعتمدوا= ربما إمتنع بطرس
    وبولس بعض الوقت أن يعمدوا حتى لا تحدث تحزبات وشقاقات 1كو 14:1،15 سألوه أن يمكث أياماً= ليسمعوا المزيد عن المسيح ويتعلموا ويقيم
    لهم قداسات ويتناولوا.
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:13 am

    الأصحاح
    الحادي عشر








    1
    فسمع الرسل والإخوة
    الذين كانوا في اليهودية أن الأمم أيضا قبلوا كلمة الله


    2
    ولما صعد بطرس إلى
    أورشليم، خاصمه الذين من أهل الختان


    3
    قائلين: إنك دخلت
    إلى رجال ذوي غلفة وأكلت معهم


    4
    فابتدأ بطرس يشرح
    لهم بالتتابع قائلا


    5
    أنا كنت في مدينة
    يافا أصلي، فرأيت في غيبة رؤيا: إناء نازلا مثل ملاءة عظيمة
    مدلاة بأربعة أطراف من السماء، فأتى إلي


    6
    فتفرست فيه متأملا،
    فرأيت دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء



    7
    وسمعت صوتا قائلا لي
    : قم يا بطرس، اذبح وكل


    8
    فقلت: كلا يا رب
    لأنه لم يدخل فمي قط دنس أو نجس


    9
    فأجابني صوت ثانية
    من السماء: ما طهره الله لا تنجسه أنت


    10
    وكان هذا على ثلاث
    مرات. ثم انتشل الجميع إلى السماء أيضا


    11
    وإذا ثلاثة رجال قد
    وقفوا للوقت عند البيت الذي كنت فيه، مرسلين إلي من قيصرية


    12
    فقال لي الروح أن
    أذهب معهم غير مرتاب في شيء. وذهب معي أيضا هؤلاء الإخوة الستة.
    فدخلنا بيت الرجل


    13
    فأخبرنا كيف رأى
    الملاك في بيته قائما وقائلا له: أرسل إلى يافا رجالا، واستدع
    سمعان الملقب بطرس


    14
    وهو يكلمك كلاما به
    تخلص أنت وكل بيتك


    15
    فلما ابتدأت أتكلم،
    حل الروح القدس عليهم كما علينا أيضا في البداءة



    16
    فتذكرت كلام الرب
    كيف قال: إن يوحنا عمد بماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس


    17
    فإن كان الله قد
    أعطاهم الموهبة كما لنا أيضا بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح،
    فمن أنا؟ أقادر أن أمنع الله


    18
    فلما سمعوا ذلك
    سكتوا، وكانوا يمجدون الله قائلين: إذا أعطى الله الأمم أيضا
    التوبة للحياة


    19
    أما الذين تشتتوا من
    جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرس
    وأنطاكية، وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهود فقط


    20
    ولكن كان منهم قوم،
    وهم رجال قبرسيون وقيروانيون، الذين لما دخلوا أنطاكية كانوا
    يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع


    21
    وكانت يد الرب معهم
    ، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب


    22
    فسمع الخبر عنهم في
    آذان الكنيسة التي في أورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى
    أنطاكية


    23
    الذي لما أتى ورأى
    نعمة الله فرح، ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب


    24
    لأنه كان رجلا صالحا
    وممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى الرب جمع غفير


    25
    ثم خرج برنابا إلى
    طرسوس ليطلب شاول. ولما وجده جاء به إلى أنطاكية



    26
    فحدث أنهما اجتمعا
    في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعا غفيرا. ودعي التلاميذ مسيحيين في
    أنطاكية أولا


    27
    وفي تلك الأيام
    انحدر أنبياء من أورشليم إلى أنطاكية


    28
    وقام واحد منهم اسمه
    أغابوس، وأشار بالروح أن جوعا عظيما كان عتيدا أن يصير على جميع
    المسكونة، الذي صار أيضا في أيام كلوديوس قيصر



    29
    فحتم التلاميذ حسبما
    تيسر لكل منهم أن يرسل كل واحد شيئا، خدمة إلى الإخوة الساكنين في
    اليهودية


    30
    ففعلوا ذلك مرسلين
    إلى المشايخ بيد برنابا وشاول
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:18 am

    الإصحاح الثاني عشر


    : 1 و في ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيء الى اناس من الكنيسة
    12: 2 فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف
    12: 3 و اذ راى ان ذلك يرضي اليهود عاد فقبض على بطرس ايضا و كانت ايام الفطير
    12: 4 و لما امسكه وضعه في السجن مسلما اياه الى اربعة ارابع من العسكر ليحرسوه ناويا ان يقدمه بعد الفصح الى الشعب
    12: 5 فكان بطرس محروسا في السجن و اما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة الى الله من اجله
    12:
    6 و لما كان هيرودس مزمعا ان يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائما بين
    عسكريين مربوطا بسلسلتين و كان قدام الباب حراس يحرسون السجن
    12: 7 و اذا ملاك الرب اقبل و نور اضاء في البيت فضرب جنب بطرس و ايقظه قائلا قم عاجلا فسقطت السلسلتان من يديه
    12: 8 و قال له الملاك تمنطق و البس نعليك ففعل هكذا فقال له البس رداءك و اتبعني
    12: 9 فخرج يتبعه و كان لا يعلم ان الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي بل يظن انه ينظر رؤيا
    12:
    10 فجازا المحرس الاول و الثاني و اتيا الى باب الحديد الذي يؤدي الى
    المدينة فانفتح لهما من ذاته فخرجا و تقدما زقاقا واحدا و للوقت فارقه
    الملاك
    12: 11 فقال بطرس و هو قد رجع الى نفسه الان علمت يقينا ان الرب ارسل ملاكه و انقذني من يد هيرودس و من كل انتظار شعب اليهود
    12: 12 ثم جاء و هو منتبه الى بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين و هم يصلون
    12: 13 فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع
    12: 14 فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح بل ركضت الى داخل و اخبرت ان بطرس واقف قدام الباب
    12: 15 فقالوا لها انت تهذين و اما هي فكانت تؤكد ان هكذا هو فقالوا انه ملاكه
    12: 16 و اما بطرس فلبث يقرع فلما فتحوا و راوه اندهشوا
    12: 17 فاشار اليهم بيده ليسكتوا و حدثهم كيف اخرجه الرب من السجن و قال اخبروا يعقوب و الاخوة بهذا ثم خرج و ذهب الى موضع اخر
    12: 18 فلما صار النهار حصل اضطراب ليس بقليل بين العسكر ترى ماذا جرى لبطرس
    12: 19 و اما هيرودس فلما طلبه و لم يجده فحص الحراس و امر ان ينقادوا الى القتل ثم نزل من اليهودية الى قيصرية و اقام هناك
    12:
    20 و كان هيرودس ساخطا على الصوريين و الصيداويين فحضروا اليه بنفس واحدة و
    استعطفوا بلاستس الناظر على مضجع الملك ثم صاروا يلتمسون المصالحة لان
    كورتهم تقتات من كورة الملك
    12: 21 ففي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية و جلس على كرسي الملك و جعل يخاطبهم
    12: 22 فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت انسان
    12: 23 ففي الحال ضربه ملاك الرب لانه لم يعط المجد لله فصار ياكله الدود و مات
    12: 24 و اما كلمة الله فكانت تنمو و تزيد
    12: 25 و رجع برنابا و شاول من اورشليم بعدما كملا الخدمة و اخذا معهما يوحنا الملقب مرقس
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:19 am

    الإصحاح الثالث عشر

    13:
    1 و كان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء و معلمون برنابا و سمعان الذي
    يدعى نيجر و لوكيوس القيرواني و مناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع و
    شاول
    13: 2 و بينما هم يخدمون الرب و يصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا و شاول للعمل الذي دعوتهما اليه
    13: 3 فصاموا حينئذ و صلوا و وضعوا عليهما الايادي ثم اطلقوهما
    13: 4 فهذان اذ ارسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية و من هناك سافرا في البحر الى قبرس
    13: 5 و لما صارا في سلاميس ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود و كان معهما يوحنا خادما
    13: 6 و لما اجتازا الجزيرة الى بافوس وجدا رجلا ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسمه باريشوع
    13: 7 كان مع الوالي سرجيوس بولس و هو رجل فهيم فهذا دعا برنابا و شاول و التمس ان يسمع كلمة الله
    13: 8 فقاومهما عليم الساحر لان هكذا يترجم اسمه طالبا ان يفسد الوالي عن الايمان
    13: 9 و اما شاول الذي هو بولس ايضا فامتلا من الروح القدس و شخص اليه
    13: 10 و قال ايها الممتلئ كل غش و كل خبث يا ابن ابليس يا عدو كل بر الا تزال تفسد سبل الله المستقيمة
    13: 11 فالان هوذا يد الرب عليك فتكون اعمى لا تبصر الشمس الى حين ففي الحال سقط عليه ضباب و ظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده
    13: 12 فالوالي حينئذ لما راى ما جرى امن مندهشا من تعليم الرب
    13: 13 ثم اقلع من بافوس بولس و من معه و اتوا الى برجة بمفيلية و اما يوحنا ففارقهم و رجع الى اورشليم
    13: 14 و اما هم فجازوا من برجة و اتوا الى انطاكية بيسيدية و دخلوا المجمع يوم السبت و جلسوا
    13: 15 و بعد قراءة الناموس و الانبياء ارسل اليهم رؤساء المجمع قائلين ايها الرجال الاخوة ان كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا
    13: 16 فقام بولس و اشار بيده و قال ايها الرجال الاسرائيليون و الذين يتقون الله اسمعوا
    13: 17 اله شعب اسرائيل هذا اختار اباءنا و رفع الشعب في الغربة في ارض مصر و بذراع مرتفعة اخرجهم منها
    13: 18 و نحو مدة اربعين سنة احتمل عوائدهم في البرية
    13: 19 ثم اهلك سبع امم في ارض كنعان و قسم لهم ارضهم بالقرعة
    13: 20 و بعد ذلك في نحو اربع مئة و خمسين سنة اعطاهم قضاة حتى صموئيل النبي
    13: 21 و من ثم طلبوا ملكا فاعطاهم الله شاول بن قيس رجلا من سبط بنيامين اربعين سنة
    13: 22 ثم عزله و اقام لهم داود ملكا الذي شهد له ايضا اذ قال وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي
    13: 23 من نسل هذا حسب الوعد اقام الله لاسرائيل مخلصا يسوع
    13: 24 اذ سبق يوحنا فكرز قبل مجيئه بمعمودية التوبة لجميع شعب اسرائيل
    13: 25 و لما صار يوحنا يكمل سعيه جعل يقول من تظنون اني انا لست انا اياه لكن هوذا ياتي بعدي الذي لست مستحقا ان احل حذاء قدميه
    13: 26 ايها الرجال الاخوة بني جنس ابراهيم و الذين بينكم يتقون الله اليكم ارسلت كلمة هذا الخلاص
    13: 27 لان الساكنين في اورشليم و رؤساءهم لم يعرفوا هذا و اقوال الانبياء التي تقرا كل سبت تمموها اذ حكموا عليه
    13: 28 و مع انهم لم يجدوا علة واحدة للموت طلبوا من بيلاطس ان يقتل
    13: 29 و لما تمموا كل ما كتب عنه انزلوه عن الخشبة و وضعوه في قبر
    13: 30 و لكن الله اقامه من الاموات
    13: 31 و ظهر اياما كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل الى اورشليم الذين هم شهوده عند الشعب
    13: 32 و نحن نبشركم بالموعد الذي صار لابائنا
    13: 33 ان الله قد اكمل هذا لنا نحن اولادهم اذ اقام يسوع كما هو مكتوب ايضا في المزمور الثاني انت ابني انا اليوم ولدتك
    13: 34 انه اقامه من الاموات غير عتيد ان يعود ايضا الى فساد فهكذا قال اني ساعطيكم مراحم داود الصادقة
    13: 35 و لذلك قال ايضا في مزمور اخر لن تدع قدوسك يرى فسادا
    13: 36 لان داود بعدما خدم جيله بمشورة الله رقد و انضم الى ابائه و راى فسادا
    13: 37 و اما الذي اقامه الله فلم ير فسادا
    13: 38 فليكن معلوما عندكم ايها الرجال الاخوة انه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا
    13: 39 بهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا ان تتبرروا منه بناموس موسى
    13: 40 فانظروا لئلا ياتي عليكم ما قيل في الانبياء
    13: 41 انظروا ايها المتهاونون و تعجبوا و اهلكوا لانني عملا اعمل في ايامكم عملا لا تصدقون ان اخبركم احد به
    13: 42 و بعدما خرج اليهود من المجمع جعل الامم يطلبون اليهما ان يكلماهم بهذا الكلام في السبت القادم
    13:
    43 و لما انفضت الجماعة تبع كثيرون من اليهود و الدخلاء المتعبدين بولس و
    برنابا اللذين كانا يكلمانهم و يقنعانهم ان يثبتوا في نعمة الله
    13: 44 و في السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة الله
    13: 45 فلما راى اليهود الجموع امتلاوا غيرة و جعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين و مجدفين
    13:
    46 فجاهر بولس و برنابا و قالا كان يجب ان تكلموا انتم اولا بكلمة الله و
    لكن اذ دفعتموها عنكم و حكمتم انكم غير مستحقين للحياة الابدية هوذا نتوجه
    الى الامم
    13: 47 لان هكذا اوصانا الرب قد اقمتك نورا للامم لتكون انت خلاصا الى اقصى الارض
    13: 48 فلما سمع الامم ذلك كانوا يفرحون و يمجدون كلمة الرب و امن جميع الذين كانوا معينين للحياة الابدية
    13: 49 و انتشرت كلمة الرب في كل الكورة
    13: 50 و لكن اليهود حركوا النساء المتعبدات الشريفات و وجوه المدينة و اثاروا اضطهادا على بولس و برنابا و اخرجوهما من تخومهم
    13: 51 اما هما فنفضا غبار ارجلهما عليهم و اتيا الى ايقونية
    13: 52 و اما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح و الروح القدس
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:19 am

    الإصحاح الرابع عشر

    14: 1 و حدث في ايقونية انهما دخلا معا الى مجمع اليهود و تكلما حتى امن جمهور كثير من اليهود و اليونانيين
    14: 2 و لكن اليهود غير المؤمنين غروا و افسدوا نفوس الامم على الاخوة
    14: 3 فاقاما زمانا طويلا يجاهران بالرب الذي كان يشهد لكلمة نعمته و يعطي ان تجرى ايات و عجائب على ايديهما
    14: 4 فانشق جمهور المدينة فكان بعضهم مع اليهود و بعضهم مع الرسولين
    14: 5 فلما حصل من الامم و اليهود مع رؤسائهم هجوم ليبغوا عليهما و يرجموهما
    14: 6 شعرا به فهربا الى مدينتي ليكاونية لسترة و دربة و الى الكورة المحيطة
    14: 7 و كانا هناك يبشران
    14: 8 و كان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه و لم يمش قط
    14: 9 هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه و اذ راى ان له ايمانا ليشفى
    14: 10 قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب و صار يمشي
    14: 11 فالجموع لما راوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين ان الالهة تشبهوا بالناس و نزلوا الينا
    14: 12 فكانوا يدعون برنابا زفس و بولس هرمس اذ كان هو المتقدم في الكلام
    14: 13 فاتى كاهن زفس الذي كان قدام المدينة بثيران و اكاليل عند الابواب مع الجموع و كان يريد ان يذبح
    14: 14 فلما سمع الرسولان برنابا و بولس مزقا ثيابهما و اندفعا الى الجمع صارخين
    14:
    15 و قائلين ايها الرجال لماذا تفعلون هذا نحن ايضا بشر تحت الام مثلكم
    نبشركم ان ترجعوا من هذه الاباطيل الى الاله الحي الذي خلق السماء و الارض و
    البحر و كل ما فيها
    14: 16 الذي في الاجيال الماضية ترك جميع الامم يسلكون في طرقهم
    14: 17 مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد و هو يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا و ازمنة مثمرة و يملا قلوبنا طعاما و سرورا
    14: 18 و بقولهما هذا كفا الجموع بالجهد عن ان يذبحوا لهما
    14: 19 ثم اتى يهود من انطاكية و ايقونية و اقنعوا الجموع فرجموا بولس و جروه خارج المدينة ظانين انه قد مات
    14: 20 و لكن اذ احاط به التلاميذ قام و دخل المدينة و في الغد خرج مع برنابا الى دربة
    14: 21 فبشرا في تلك المدينة و تلمذا كثيرين ثم رجعا الى لسترة و ايقونية و انطاكية
    14: 22 يشددان انفس التلاميذ و يعظانهم ان يثبتوا في الايمان و انه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله
    14: 23 و انتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة ثم صليا باصوام و استودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به
    14: 24 و لما اجتازا في بيسيدية اتيا الى بمفيلية
    14: 25 و تكلما بالكلمة في برجة ثم نزلا الى اتالية
    14: 26 و من هناك سافرا في البحر الى انطاكية حيث كانا قد اسلما الى نعمة الله للعمل الذي اكملاه
    14: 27 و لما حضرا و جمعا الكنيسة اخبرا بكل ما صنع الله معهما و انه فتح للامم باب الايمان
    14: 28 و اقاما هناك زمانا ليس بقليل مع التلاميذ
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:21 am

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

    الاصحاح الخامس عشر
    15: 1 و انحدر قوم من اليهودية و جعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا
    15:
    2 فلما حصل لبولس و برنابا منازعة و مباحثة ليست بقليلة معهم رتبوا ان
    يصعد بولس و برنابا و اناس اخرون منهم الى الرسل و المشايخ الى اورشليم من
    اجل هذه المسئلة
    15: 3 فهؤلاء بعدما شيعتهم الكنيسة اجتازوا في فينيقية و السامرة يخبرونهم برجوع الامم و كانوا يسببون سرورا عظيما لجميع الاخوة
    15: 4 و لما حضروا الى اورشليم قبلتهم الكنيسة و الرسل و المشايخ فاخبروهم بكل ما صنع الله معهم
    15: 5 و لكن قام اناس من الذين كانوا قد امنوا من مذهب الفريسيين و قالوا انه ينبغي ان يختنوا و يوصوا بان يحفظوا ناموس موسى
    15: 6 فاجتمع الرسل و المشايخ لينظروا في هذا الامر
    15:
    7 فبعدما حصلت مباحثة كثيرة قام بطرس و قال لهم ايها الرجال الاخوة انتم
    تعلمون انه منذ ايام قديمة اختار الله بيننا انه بفمي يسمع الامم كلمة
    الانجيل و يؤمنون
    15: 8 و الله العارف القلوب شهد لهم معطيا لهم الروح القدس كما لنا ايضا
    15: 9 و لم يميز بيننا و بينهم بشيء اذ طهر بالايمان قلوبهم
    15: 10 فالان لماذا تجربون الله بوضع نير على عنق التلاميذ لم يستطع اباؤنا و لا نحن ان نحمله
    15: 11 لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن ان نخلص كما اولئك ايضا
    15: 12 فسكت الجمهور كله و كانوا يسمعون برنابا و بولس يحدثان بجميع ما صنع الله من الايات و العجائب في الامم بواسطتهم
    15: 13 و بعدما سكتا اجاب يعقوب قائلا ايها الرجال الاخوة اسمعوني
    15: 14 سمعان قد اخبر كيف افتقد الله اولا الامم لياخذ منهم شعبا على اسمه
    15: 15 و هذا توافقه اقوال الانبياء كما هو مكتوب
    15: 16 سارجع بعد هذا و ابني ايضا خيمة داود الساقطة و ابني ايضا ردمها و اقيمها ثانية
    15: 17 لكي يطلب الباقون من الناس الرب و جميع الامم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا كله
    15: 18 معلومة عند الرب منذ الازل جميع اعماله
    15: 19 لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم
    15: 20 بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام و الزنا و المخنوق و الدم
    15: 21 لان موسى منذ اجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به اذ يقرا في المجامع كل سبت
    15:
    22 حينئذ راى الرسل و المشايخ مع كل الكنيسة ان يختاروا رجلين منهم
    فيرسلوهما الى انطاكية مع بولس و برنابا يهوذا الملقب برسابا و سيلا رجلين
    متقدمين في الاخوة
    15: 23 و كتبوا بايديهم هكذا الرسل و المشايخ و الاخوة يهدون سلاما الى الاخوة الذين من الامم في انطاكية و سورية و كيليكية
    15:
    24 اذ قد سمعنا ان اناسا خارجين من عندنا ازعجوكم باقوال مقلبين انفسكم و
    قائلين ان تختتنوا و تحفظوا الناموس الذين نحن لم نامرهم
    15: 25 راينا و قد صرنا بنفس واحدة ان نختار رجلين و نرسلهما اليكم مع حبيبينا برنابا و بولس
    15: 26 رجلين قد بذلا انفسهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح
    15: 27 فقد ارسلنا يهوذا و سيلا و هما يخبرانكم بنفس الامور شفاها
    15: 28 لانه قد راى الروح القدس و نحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة
    15: 29 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام و عن الدم و المخنوق و الزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون كونوا معافين
    15: 30 فهؤلاء لما اطلقوا جاءوا الى انطاكية و جمعوا الجمهور و دفعوا الرسالة
    15: 31 فلما قراوها فرحوا لسبب التعزية
    15: 32 و يهوذا و سيلا اذ كانا هما ايضا نبيين وعظا الاخوة بكلام كثير و شدداهم
    15: 33 ثم بعدما صرفا زمانا اطلقا بسلام من الاخوة الى الرسل
    15: 34 و لكن سيلا راى ان يلبث هناك
    15: 35 اما بولس و برنابا فاقاما في انطاكية يعلمان و يبشران مع اخرين كثيرين ايضا بكلمة الرب
    15: 36 ثم بعد ايام قال بولس لبرنابا لنرجع و نفتقد اخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم
    15: 37 فاشار برنابا ان ياخذا معهما ايضا يوحنا الذي يدعى مرقس
    15: 38 و اما بولس فكان يستحسن ان الذي فارقهما من بمفيلية و لم يذهب معهما للعمل لا ياخذانه معهما
    15: 39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق احدهما الاخر و برنابا اخذ مرقس و سافر في البحر الى قبرس
    15: 40 و اما بولس فاختار سيلا و خرج مستودعا من الاخوة الى نعمة الله
    15: 41 فاجتاز في سورية و كيليكية يشدد الكنائس
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:22 am

    الإصحاح السادس عشر

    16: 1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
    16: 2 و كان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة و ايقونية
    16: 3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني
    16: 4 و اذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل و المشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها
    16: 5 فكانت الكنائس تتشدد في الايمان و تزداد في العدد كل يوم
    16: 6 و بعدما اجتازوا في فريجية و كورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في اسيا
    16: 7 فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بيثينية فلم يدعهم الروح
    16: 8 فمروا على ميسيا و انحدروا الى ترواس
    16: 9 و ظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه و يقول اعبر الى مكدونية و اعنا
    16: 10 فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم
    16: 11 فاقلعنا من ترواس و توجهنا بالاستقامة الى ساموثراكي و في الغد الى نيابوليس
    16: 12 و من هناك الى فيلبي التي هي اول مدينة من مقاطعة مكدونية و هي كولونية فاقمنا في هذه المدينة اياما
    16: 13 و في يوم السبت خرجنا الى خارج المدينة عند نهر حيث جرت العادة ان تكون صلاة فجلسنا و كنا نكلم النساء اللواتي اجتمعن
    16: 14 فكانت تسمع امراة اسمها ليدية بياعة ارجوان من مدينة ثياتيرا متعبدة لله ففتح الرب قلبها لتصغي الى ما كان يقوله بولس
    16: 15 فلما اعتمدت هي و اهل بيتها طلبت قائلة ان كنتم قد حكمتم اني مؤمنة بالرب فادخلوا بيتي و امكثوا فالزمتنا
    16: 16 و حدث بينما كنا ذاهبين الى الصلاة ان جارية بها روح عرافة استقبلتنا و كانت تكسب مواليها مكسبا كثيرا بعرافتها
    16: 17 هذه اتبعت بولس و ايانا و صرخت قائلة هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص
    16: 18 و كانت تفعل هذا اياما كثيرة فضجر بولس و التفت الى الروح و قال انا امرك باسم يسوع المسيح ان تخرج منها فخرج في تلك الساعة
    16: 19 فلما راى مواليها انه قد خرج رجاء مكسبهم امسكوا بولس و سيلا و جروهما الى السوق الى الحكام
    16: 20 و اذ اتوا بهما الى الولاة قالوا هذان الرجلان يبلبلان مدينتنا و هما يهوديان
    16: 21 و يناديان بعوائد لا يجوز لنا ان نقبلها و لا نعمل بها اذ نحن رومانيون
    16: 22 فقام الجمع معا عليهما و مزق الولاة ثيابهما و امروا ان يضربا بالعصي
    16: 23 فوضعوا عليهما ضربات كثيرة و القوهما في السجن و اوصوا حافظ السجن ان يحرسهما بضبط
    16: 24 و هو اذ اخذ وصية مثل هذه القاهما في السجن الداخلي و ضبط ارجلهما في المقطرة
    16: 25 و نحو نصف الليل كان بولس و سيلا يصليان و يسبحان الله و المسجونون يسمعونهما
    16: 26 فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت اساسات السجن فانفتحت في الحال الابواب كلها و انفكت قيود الجميع
    16: 27 و لما استيقظ حافظ السجن و راى ابواب السجن مفتوحة استل سيفه و كان مزمعا ان يقتل نفسه ظانا ان المسجونين قد هربوا
    16: 28 فنادى بولس بصوت عظيم قائلا لا تفعل بنفسك شيئا رديا لان جميعنا ههنا
    16: 29 فطلب ضوءا و اندفع الى داخل و خر لبولس و سيلا و هو مرتعد
    16: 30 ثم اخرجهما و قال يا سيدي ماذا ينبغي ان افعل لكي اخلص
    16: 31 فقالا امن بالرب يسوع المسيح فتخلص انت و اهل بيتك
    16: 32 و كلماه و جميع من في بيته بكلمة الرب
    16: 33 فاخذهما في تلك الساعة من الليل و غسلهما من الجراحات و اعتمد في الحال هو و الذين له اجمعون
    16: 34 و لما اصعدهما الى بيته قدم لهما مائدة و تهلل مع جميع بيته اذ كان قد امن بالله
    16: 35 و لما صار النهار ارسل الولاة الجلادين قائلين اطلق ذينك الرجلين
    16: 36 فاخبر حافظ السجن بولس بهذا الكلام ان الولاة قد ارسلوا ان تطلقا فاخرجا الان و اذهبا بسلام
    16:
    37 فقال لهم بولس ضربونا جهرا غير مقضي علينا و نحن رجلان رومانيان و
    القونا في السجن افالان يطردوننا سرا كلا بل لياتوا هم انفسهم و يخرجونا
    16: 38 فاخبر الجلادون الولاة بهذا الكلام فاختشوا لما سمعوا انهما رومانيان
    16: 39 فجاءوا و تضرعوا اليهما و اخرجوهما و سالوهما ان يخرجا من المدينة
    16: 40 فخرجا من السجن و دخلا عند ليدية فابصرا الاخوة و عزياهم ثم خرجا
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:24 am

    الإصحاح السابع عشر

    17: 1 فاجتازا في امفيبوليس و ابولونية و اتيا الى تسالونيكي حيث كان مجمع اليهود
    17: 2 فدخل بولس اليهم حسب عادته و كان يحاجهم ثلاثة سبوت من الكتب
    17: 3 موضحا و مبينا انه كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات و ان هذا هو المسيح يسوع الذي انا انادي لكم به
    17: 4 فاقتنع قوم منهم و انحازوا الى بولس و سيلا و من اليونانيين المتعبدين جمهور كثير و من النساء المتقدمات عدد ليس بقليل
    17:
    5 فغار اليهود غير المؤمنين و اتخذوا رجالا اشرارا من اهل السوق و تجمعوا و
    سجسوا المدينة و قاموا على بيت ياسون طالبين ان يحضروهما الى الشعب
    17: 6 و لما لم يجدوهما جروا ياسون و اناسا من الاخوة الى حكام المدينة صارخين ان هؤلاء الذين فتنوا المسكونة حضروا الى ههنا ايضا
    17: 7 و قد قبلهم ياسون و هؤلاء كلهم يعملون ضد احكام قيصر قائلين انه يوجد ملك اخر يسوع
    17: 8 فازعجوا الجمع و حكام المدينة اذ سمعوا هذا
    17: 9 فاخذوا كفالة من ياسون و من الباقين ثم اطلقوهم
    17: 10 و اما الاخوة فللوقت ارسلوا بولس و سيلا ليلا الى بيرية و هما لما وصلا مضيا الى مجمع اليهود
    17: 11 و كان هؤلاء اشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الامور هكذا
    17: 12 فامن منهم كثيرون و من النساء اليونانيات الشريفات و من الرجال عدد ليس بقليل
    17: 13 فلما علم اليهود الذين من تسالونيكي انه في بيرية ايضا نادى بولس بكلمة الله جاءوا يهيجون الجموع هناك ايضا
    17: 14 فحينئذ ارسل الاخوة بولس للوقت ليذهب كما الى البحر و اما سيلا و تيموثاوس فبقيا هناك
    17: 15 و الذين صاحبوا بولس جاءوا به الى اثينا و لما اخذوا وصية الى سيلا و تيموثاوس ان ياتيا اليه باسرع ما يمكن مضوا
    17: 16 و بينما بولس ينتظرهما في اثينا احتدت روحه فيه اذ راى المدينة مملؤة اصناما
    17: 17 فكان يكلم في المجمع اليهود المتعبدين و الذين يصادفونه في السوق كل يوم
    17:
    18 فقابله قوم من الفلاسفة الابيكوريين و الرواقيين و قال بعض ترى ماذا
    يريد هذا المهذار ان يقول و بعض انه يظهر مناديا بالهة غريبة لانه كان
    يبشرهم بيسوع و القيامة
    17: 19 فاخذوه و ذهبوا به الى اريوس باغوس قائلين هل يمكننا ان نعرف ما هو هذا التعليم الجديد الذي تتكلم به
    17: 20 لانك تاتي الى مسامعنا بامور غريبة فنريد ان نعلم ما عسى ان تكون هذه
    17: 21 اما الاثينويون اجمعون و الغرباء المستوطنون فلا يتفرغون لشيء اخر الا لان يتكلموا او يسمعوا شيئا حديثا
    17: 22 فوقف بولس في وسط اريوس باغوس و قال ايها الرجال الاثينويون اراكم من كل وجه كانكم متدينون كثيرا
    17:
    23 لانني بينما كنت اجتاز و انظر الى معبوداتكم وجدت ايضا مذبحا مكتوبا
    عليه لاله مجهول فالذي تتقونه و انتم تجهلونه هذا انا انادي لكم به
    17: 24 الاله الذي خلق العالم و كل ما فيه هذا اذ هو رب السماء و الارض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالايادي
    17: 25 و لا يخدم بايادي الناس كانه محتاج الى شيء اذ هو يعطي الجميع حياة و نفسا و كل شيء
    17: 26 و صنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الارض و حتم بالاوقات المعينة و بحدود مسكنهم
    17: 27 لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا
    17: 28 لاننا به نحيا و نتحرك و نوجد كما قال بعض شعرائكم ايضا لاننا ايضا ذريته
    17: 29 فاذ نحن ذرية الله لا ينبغي ان نظن ان اللاهوت شبيه بذهب او فضة او حجر نقش صناعة و اختراع انسان
    17: 30 فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل
    17: 31 لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات
    17: 32 و لما سمعوا بالقيامة من الاموات كان البعض يستهزئون و البعض يقولون سنسمع منك عن هذا ايضا
    17: 33 و هكذا خرج بولس من وسطهم
    17: 34 و لكن اناسا التصقوا به و امنوا منهم ديونيسيوس الاريوباغي و امراة اسمها دامرس و اخرون معهما.


    و المجد لله دائما ابديا آمين
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:26 am

    الأصحاح 18
    . وَبَعْدَ هَذَا مَضَى بُولُسُ مِنْ أَثِينَا وَجَاءَ إِلَى كُورِنْثُوسَ
    2.
    فَوَجَدَ يَهُودِيّاً اسْمُهُ أَكِيلاَ بُنْطِيَّ الْجِنْسِ كَانَ قَدْ
    جَاءَ حَدِيثاً مِنْ إِيطَالِيَا وَبِرِيسْكِلاَّ امْرَأَتَهُ - لأَنَّ
    كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ الْيَهُودِ مِنْ
    رُومِيَةَ. فَجَاءَ إِلَيْهِمَا.
    3. وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا أَقَامَ عِنْدَهُمَا وَكَانَ يَعْمَلُ لأَنَّهُمَا كَانَا فِي صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ.
    4. وَكَانَ يُحَاجُّ فِي الْمَجْمَعِ كُلَّ سَبْتٍ وَيُقْنِعُ يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ.
    5.
    وَلَمَّا انْحَدَرَ سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ كَانَ
    بُولُسُ مُنْحَصِراً بِالرُّوحِ وَهُوَ يَشْهَدُ لِلْيَهُودِ بِالْمَسِيحِ
    يَسُوعَ.
    6. وَإِذْ كَانُوا يُقَاوِمُونَ وَيُجَدِّفُونَ نَفَضَ
    ثِيَابَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «دَمُكُمْ عَلَى رُؤُوسِكُمْ. أَنَا بَرِيءٌ.
    مِنَ الآنَ أَذْهَبُ إِلَى الْأُمَمِ».
    7. فَانْتَقَلَ مِنْ
    هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَجُلٍ اسْمُهُ يُوسْتُسُ كَانَ مُتَعَبِّداً
    لِلَّهِ وَكَانَ بَيْتُهُ مُلاَصِقاً لِلْمَجْمَعِ.
    8.
    وَكِرِيسْبُسُ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ
    وَكَثِيرُونَ مِنَ الْكُورِنْثِيِّينَ إِذْ سَمِعُوا آمَنُوا
    وَاعْتَمَدُوا.
    9. فَقَالَ الرَّبُّ لِبُولُسَ بِرُؤْيَا فِي اللَّيْلِ: «لاَ تَخَفْ بَلْ تَكَلَّمْ وَلاَ تَسْكُتْ
    10. لأَنِّي أَنَا مَعَكَ وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ لِيُؤْذِيَكَ لأَنَّ لِي شَعْباً كَثِيراً فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ».
    11. فَأَقَامَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ.
    12.
    وَلَمَّا كَانَ غَالِيُونُ يَتَوَلَّى أَخَائِيَةَ قَامَ الْيَهُودُ
    بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى بُولُسَ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى كُرْسِيِّ
    الْوِلاَيَةِ
    13. قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذَا يَسْتَمِيلُ النَّاسَ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ بِخِلاَفِ النَّامُوسِ».
    14.
    وَإِذْ كَانَ بُولُسُ مُزْمِعاً أَنْ يَتَكَلَّمَ قَالَ غَالِيُونُ
    لِلْيَهُودِ: «لَوْ كَانَ ظُلْماً أَوْ خُبْثاً رَدِيّاً أَيُّهَا
    الْيَهُودُ لَكُنْتُ بِالْحَقِّ قَدِ احْتَمَلْتُكُمْ.
    15.
    وَلَكِنْ إِذَا كَانَ مَسْأَلَةً عَنْ كَلِمَةٍ وَأَسْمَاءٍ وَنَامُوسِكُمْ
    فَتُبْصِرُونَ أَنْتُمْ. لأَنِّي لَسْتُ أَشَاءُ أَنْ أَكُونَ قَاضِياً
    لِهَذِهِ الْأُمُورِ».
    16. فَطَرَدَهُمْ مِنَ الْكُرْسِيِّ.
    17.
    فَأَخَذَ جَمِيعُ الْيُونَانِيِّينَ سُوسْتَانِيسَ رَئِيسَ الْمَجْمَعِ
    وَضَرَبُوهُ قُدَّامَ الْكُرْسِيِّ وَلَمْ يَهُمَّ غَالِيُونَ شَيْءٌ مِنْ
    ذَلِكَ.
    18. وَأَمَّا بُولُسُ فَلَبِثَ أَيْضاً أَيَّاماً
    كَثِيرَةً ثُمَّ وَدَّعَ الإِخْوَةَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى
    سُورِيَّةَ وَمَعَهُ بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ بَعْدَمَا حَلَقَ رَأْسَهُ
    فِي كَنْخَرِيَا - لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ.
    19. فَأَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَتَرَكَهُمَا هُنَاكَ. وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ الْمَجْمَعَ وَحَاجَّ الْيَهُودَ.
    20. وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ زَمَاناً أَطْوَلَ لَمْ يُجِبْ.
    21.
    بَلْ وَدَّعَهُمْ قَائِلاً: «يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ أَعْمَلَ
    الْعِيدَ الْقَادِمَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَكِنْ سَأَرْجِعُ إِلَيْكُمْ
    أَيْضاً إِنْ شَاءَ اللهُ». فَأَقْلَعَ مِنْ أَفَسُسَ.
    22. وَلَمَّا نَزَلَ فِي قَيْصَرِيَّةَ صَعِدَ وَسَلَّمَ عَلَى الْكَنِيسَةِ ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.
    23.
    وَبَعْدَمَا صَرَفَ زَمَاناً خَرَجَ وَاجْتَازَ بِالتَّتَابُعِ فِي
    كُورَةِ غَلاَطِيَّةَ وَفِرِيجِيَّةَ يُشَدِّدُ جَمِيعَ التَّلاَمِيذِ.
    24. ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ أَبُلُّوسُ إِسْكَنْدَرِيُّ الْجِنْسِ رَجُلٌ فَصِيحٌ مُقْتَدِرٌ فِي الْكُتُبِ.
    25.
    كَانَ هَذَا خَبِيراً فِي طَرِيقِ الرَّبِّ. وَكَانَ وَهُوَ حَارٌّ
    بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ بِتَدْقِيقٍ مَا يَخْتَصُّ بِالرَّبِّ.
    عَارِفاً مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ.
    26. وَابْتَدَأَ
    هَذَا يُجَاهِرُ فِي الْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ
    وَبِرِيسْكِلاَّ أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ
    بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ.
    27. وَإِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْتَازَ
    إِلَى أَخَائِيَةَ كَتَبَ الإِخْوَةُ إِلَى التَّلاَمِيذِ يَحُضُّونَهُمْ
    أَنْ يَقْبَلُوهُ. فَلَمَّا جَاءَ سَاعَدَ كَثِيراً بِالنِّعْمَةِ
    الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا
    28. لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ الْيَهُودَ جَهْراً مُبَيِّناً بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ.
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:31 am

    الأصحاح
    التاسع عشر








    1
    فحدث فيما كان أبلوس
    في كورنثوس، أن بولس بعد ما اجتاز في النواحي العالية جاء إلى
    أفسس. فإذ وجد تلاميذ


    2
    قال لهم: هل قبلتم
    الروح القدس لما آمنتم؟ قالوا له: ولا سمعنا أنه يوجد الروح
    القدس


    3
    فقال لهم: فبماذا
    اعتمدتم؟ فقالوا: بمعمودية يوحنا


    4
    فقال بولس: إن
    يوحنا عمد بمعمودية التوبة، قائلا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي
    بعده، أي بالمسيح يسوع


    5
    فلما سمعوا اعتمدوا
    باسم الرب يسوع


    6
    ولما وضع بولس يديه
    عليهم حل الروح القدس عليهم، فطفقوا يتكلمون بلغات ويتنبأون


    7
    وكان جميع الرجال
    نحو اثني عشر


    8
    ثم دخل المجمع،
    وكان يجاهر مدة ثلاثة أشهر محاجا ومقنعا في ما يختص بملكوت الله


    9
    ولما كان قوم يتقسون
    ولا يقنعون، شاتمين الطريق أمام الجمهور، اعتزل عنهم وأفرز
    التلاميذ، محاجا كل يوم في مدرسة إنسان اسمه تيرانس


    10
    وكان ذلك مدة سنتين
    ، حتى سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين في أسيا، من يهود
    ويونانيين


    11
    وكان الله يصنع على
    يدي بولس قوات غير المعتادة


    12
    حتى كان يؤتى عن
    جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج
    الأرواح الشريرة منهم


    13
    فشرع قوم من اليهود
    الطوافين المعزمين أن يسموا على الذين بهم الأرواح الشريرة باسم
    الرب يسوع، قائلين: نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس


    14
    وكان سبعة بنين
    لسكاوا، رجل يهودي رئيس كهنة، الذين فعلوا هذا



    15
    فأجاب الروح الشرير
    وقال: أما يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أعلمه، وأما أنتم فمن
    أنتم


    16
    فوثب عليهم الإنسان
    الذي كان فيه الروح الشرير، وغلبهم وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك
    البيت عراة ومجرحين


    17
    وصار هذا معلوما عند
    جميع اليهود واليونانيين الساكنين في أفسس. فوقع خوف على جميعهم،
    وكان اسم الرب يسوع يتعظم


    18
    وكان كثيرون من
    الذين آمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم


    19
    وكان كثيرون من
    الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا
    أثمانها فوجدوها خمسين ألفا من الفضة


    20
    هكذا كانت كلمة الرب
    تنمو وتقوى بشدة


    21
    ولما كملت هذه
    الأمور، وضع بولس في نفسه أنه بعدما يجتاز في مكدونية وأخائية
    يذهب إلى أورشليم، قائلا: إني بعد ما أصير هناك ينبغي أن أرى
    رومية أيضا


    22
    فأرسل إلى مكدونية
    اثنين من الذين كانوا يخدمونه: تيموثاوس وأرسطوس، ولبث هو زمانا
    في أسيا


    23
    وحدث في ذلك الوقت
    شغب ليس بقليل بسبب هذا الطريق


    24
    لأن إنسانا اسمه
    ديمتريوس، صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس، كان يكسب الصناع مكسبا
    ليس بقليل


    25
    فجمعهم والفعلة في
    مثل ذلك العمل وقال: أيها الرجال أنتم تعلمون أن سعتنا إنما هي من
    هذه الصناعة


    26
    وأنتم تنظرون
    وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط، بل من جميع أسيا تقريبا، استمال
    وأزاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا: إن التي تصنع بالأيادي ليست
    آلهة


    27
    فليس نصيبنا هذا
    وحده في خطر من أن يحصل في إهانة، بل أيضا هيكل أرطاميس، الإلهة
    العظيمة، أن يحسب لا شيء، وأن سوف تهدم عظمتها، هي التي يعبدها
    جميع أسيا والمسكونة


    28
    فلما سمعوا امتلأوا
    غضبا، وطفقوا يصرخون قائلين: عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين


    29
    فامتلأت المدينة
    كلها اضطرابا، واندفعوا بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس
    وأرسترخس المكدونيين، رفيقي بولس في السفر


    30
    ولما كان بولس يريد
    أن يدخل بين الشعب، لم يدعه التلاميذ


    31
    وأناس من وجوه أسيا
    ، كانوا أصدقاءه، أرسلوا يطلبون إليه أن لا يسلم نفسه إلى المشهد


    32
    وكان البعض يصرخون
    بشيء والبعض بشيء آخر، لأن المحفل كان مضطربا، وأكثرهم لا يدرون
    لأي شيء كانوا قد اجتمعوا


    33
    فاجتذبوا إسكندر من
    الجمع، وكان اليهود يدفعونه. فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتج
    للشعب


    34
    فلما عرفوا أنه
    يهودي، صار صوت واحد من الجميع صارخين نحو مدة ساعتين: عظيمة هي
    أرطاميس الأفسسيين


    35
    ثم سكن الكاتب الجمع
    وقال: أيها الرجال الأفسسيون، من هو الإنسان الذي لا يعلم أن
    مدينة الأفسسيين متعبدة لأرطاميس الإلهة العظيمة والتمثال الذي هبط
    من زفس


    36
    فإذ كانت هذه
    الأشياء لا تقاوم، ينبغي أن تكونوا هادئين ولا تفعلوا شيئا
    اقتحاما


    37
    لأنكم أتيتم بهذين
    الرجلين، وهما ليسا سارقي هياكل، ولا مجدفين على إلهتكم


    38
    فإن كان ديمتريوس
    والصناع الذين معه لهم دعوى على أحد، فإنه تقام أيام للقضاء،
    ويوجد ولاة، فليرافعوا بعضهم بعضا


    39
    وإن كنتم تطلبون
    شيئا من جهة أمور أخر، فإنه يقضى في محفل شرعي



    40
    لأننا في خطر أن
    نحاكم من أجل فتنة هذا اليوم. وليس علة يمكننا من أجلها أن نقدم
    حسابا عن هذا التجمع


    41
    ولما قال هذا صرف
    المحفل
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:44 am

    الأصحاح
    العشرون








    1
    وبعدما انتهى الشغب
    ، دعا بولس التلاميذ وودعهم، وخرج ليذهب إلى مكدونية


    2
    ولما كان قد اجتاز
    في تلك النواحي ووعظهم بكلام كثير، جاء إلى هلاس



    3
    فصرف ثلاثة أشهر.
    ثم إذ حصلت مكيدة من اليهود عليه، وهو مزمع أن يصعد إلى سورية،
    صار رأي أن يرجع على طريق مكدونية


    4
    فرافقه إلى أسيا
    سوباترس البيري، ومن أهل تسالونيكي: أرسترخس وسكوندس وغايوس
    الدربي وتيموثاوس. ومن أهل أسيا: تيخيكس وتروفيمس


    5
    هؤلاء سبقوا
    وانتظرونا في ترواس


    6
    وأما نحن فسافرنا في
    البحر بعد أيام الفطير من فيلبي، ووافيناهم في خمسة أيام إلى
    ترواس، حيث صرفنا سبعة أيام


    7
    وفي أول الأسبوع إذ
    كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا، خاطبهم بولس وهو مزمع أن يمضي
    في الغد، وأطال الكلام إلى نصف الليل


    8
    وكانت مصابيح كثيرة
    في العلية التي كانوا مجتمعين فيها


    9
    وكان شاب اسمه
    أفتيخوس جالسا في الطاقة متثقلا بنوم عميق. وإذ كان بولس يخاطب
    خطابا طويلا، غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل،
    وحمل ميتا


    10
    فنزل بولس ووقع عليه
    واعتنقه قائلا: لا تضطربوا لأن نفسه فيه


    11
    ثم صعد وكسر خبزا
    وأكل وتكلم كثيرا إلى الفجر. وهكذا خرج


    12
    وأتوا بالفتى حيا،
    وتعزوا تعزية ليست بقليلة


    13
    وأما نحن فسبقنا إلى
    السفينة وأقلعنا إلى أسوس، مزمعين أن نأخذ بولس من هناك، لأنه
    كان قد رتب هكذا مزمعا أن يمشي


    14
    فلما وافانا إلى
    أسوس أخذناه وأتينا إلى ميتيليني


    15
    ثم سافرنا من هناك
    في البحر وأقبلنا في الغد إلى مقابل خيوس. وفي اليوم الآخر وصلنا
    إلى ساموس، وأقمنا في تروجيليون، ثم في اليوم التالي جئنا إلى
    ميليتس


    16
    لأن بولس عزم أن
    يتجاوز أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا في أسيا، لأنه
    كان يسرع حتى إذا أمكنه يكون في أورشليم في يوم الخمسين


    17
    ومن ميليتس أرسل إلى
    أفسس واستدعى قسوس الكنيسة


    18
    فلما جاءوا إليه قال
    لهم: أنتم تعلمون من أول يوم دخلت أسيا، كيف كنت معكم كل الزمان


    19
    أخدم الرب بكل تواضع
    ودموع كثيرة، وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود


    20
    كيف لم أؤخر شيئا من
    الفوائد إلا وأخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت



    21
    شاهدا لليهود
    واليونانيين بالتوبة إلى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح


    22
    والآن ها أنا أذهب
    إلى أورشليم مقيدا بالروح، لا أعلم ماذا يصادفني هناك


    23
    غير أن الروح القدس
    يشهد في كل مدينة قائلا: إن وثقا وشدائد تنتظرني



    24
    ولكنني لست أحتسب
    لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي
    أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله



    25
    والآن ها أنا أعلم
    أنكم لا ترون وجهي أيضا، أنتم جميعا الذين مررت بينكم كارزا
    بملكوت الله


    26
    لذلك أشهدكم اليوم
    هذا أني بريء من دم الجميع


    27
    لأني لم أؤخر أن
    أخبركم بكل مشورة الله


    28
    احترزوا إذا لأنفسكم
    ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة
    الله التي اقتناها بدمه


    29
    لأني أعلم هذا: أنه
    بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية


    30
    ومنكم أنتم سيقوم
    رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم


    31
    لذلك اسهروا،
    متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل
    واحد


    32
    والآن أستودعكم يا
    إخوتي لله ولكلمة نعمته، القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع
    جميع المقدسين


    33
    فضة أو ذهب أو لباس
    أحد لم أشته


    34
    أنتم تعلمون أن
    حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان


    35
    في كل شيء أريتكم
    أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب
    يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ



    36
    ولما قال هذا جثا
    على ركبتيه مع جميعهم وصلى


    37
    وكان بكاء عظيم من
    الجميع، ووقعوا على عنق بولس يقبلونه


    38
    متوجعين، ولا سيما
    من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضا. ثم شيعوه إلى
    السفينة
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:45 am

    الأصحاح
    الحادي والعشرون








    1
    ولما انفصلنا عنهم
    أقلعنا وجئنا متوجهين بالاستقامة إلى كوس، وفي اليوم التالي إلى
    رودس، ومن هناك إلى باترا


    2
    فإذ وجدنا سفينة
    عابرة إلى فينيقية صعدنا إليها وأقلعنا


    3
    ثم اطلعنا على قبرس
    ، وتركناها يسرة وسافرنا إلى سورية، وأقبلنا إلى صور، لأن هناك
    كانت السفينة تضع وسقها


    4
    وإذ وجدنا التلاميذ
    مكثنا هناك سبعة أيام. وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى
    أورشليم


    5
    ولكن لما استكملنا
    الأيام خرجنا ذاهبين، وهم جميعا يشيعوننا، مع النساء والأولاد
    إلى خارج المدينة. فجثونا على ركبنا على الشاطئ وصلينا


    6
    ولما ودعنا بعضنا
    بعضا صعدنا إلى السفينة. وأما هم فرجعوا إلى خاصتهم


    7
    ولما أكملنا السفر
    في البحر من صور، أقبلنا إلى بتولمايس، فسلمنا على الإخوة ومكثنا
    عندهم يوما واحدا


    8
    ثم خرجنا في الغد
    نحن رفقاء بولس وجئنا إلى قيصرية، فدخلنا بيت فيلبس المبشر، إذ
    كان واحدا من السبعة وأقمنا عنده


    9
    وكان لهذا أربع بنات
    عذارى كن يتنبأن


    10
    وبينما نحن مقيمون
    أياما كثيرة، انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس



    11
    فجاء إلينا، وأخذ
    منطقة بولس، وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس:
    الرجل الذي له هذه المنطقة، هكذا سيربطه اليهود في أورشليم
    ويسلمونه إلى أيدي الأمم


    12
    فلما سمعنا هذا
    طلبنا إليه نحن والذين من المكان أن لا يصعد إلى أورشليم


    13
    فأجاب بولس: ماذا
    تفعلون؟ تبكون وتكسرون قلبي، لأني مستعد ليس أن أربط فقط، بل أن
    أموت أيضا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع


    14
    ولما لم يقنع سكتنا
    قائلين: لتكن مشيئة الرب


    15
    وبعد تلك الأيام
    تأهبنا وصعدنا إلى أورشليم


    16
    وجاء أيضا معنا من
    قيصرية أناس من التلاميذ ذاهبين بنا إلى مناسون، وهو رجل قبرسي،
    تلميذ قديم، لننزل عنده


    17
    ولما وصلنا إلى
    أورشليم قبلنا الإخوة بفرح


    18
    وفي الغد دخل بولس
    معنا إلى يعقوب، وحضر جميع المشايخ


    19
    فبعد ما سلم عليهم
    طفق يحدثهم شيئا فشيئا بكل ما فعله الله بين الأمم بواسطة خدمته


    20
    فلما سمعوا كانوا
    يمجدون الرب. وقالوا له: أنت ترى أيها الأخ كم يوجد ربوة من
    اليهود الذين آمنوا، وهم جميعا غيورون للناموس



    21
    وقد أخبروا عنك أنك
    تعلم جميع اليهود الذين بين الأمم الارتداد عن موسى، قائلا: أن
    لا يختنوا أولادهم ولا يسلكوا حسب العوائد


    22
    فإذا ماذا يكون؟ لا
    بد على كل حال أن يجتمع الجمهور، لأنهم سيسمعون أنك قد جئت


    23
    فافعل هذا الذي نقول
    لك: عندنا أربعة رجال عليهم نذر


    24
    خذ هؤلاء وتطهر معهم
    وأنفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم، فيعلم الجميع أن ليس شيء مما أخبروا
    عنك، بل تسلك أنت أيضا حافظا للناموس


    25
    وأما من جهة الذين
    آمنوا من الأمم، فأرسلنا نحن إليهم وحكمنا أن لا يحفظوا شيئا مثل
    ذلك، سوى أن يحافظوا على أنفسهم مما ذبح للأصنام، ومن الدم،
    والمخنوق، والزنا


    26
    حينئذ أخذ بولس
    الرجال في الغد، وتطهر معهم ودخل الهيكل، مخبرا بكمال أيام
    التطهير، إلى أن يقرب عن كل واحد منهم القربان



    27
    ولما قاربت الأيام
    السبعة أن تتم، رآه اليهود الذين من أسيا في الهيكل، فأهاجوا كل
    الجمع وألقوا عليه الأيادي


    28
    صارخين: يا أيها
    الرجال الإسرائيليون، أعينوا هذا هو الرجل الذي يعلم الجميع في كل
    مكان ضدا للشعب والناموس وهذا الموضع، حتى أدخل يونانيين أيضا إلى
    الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس


    29
    لأنهم كانوا قد رأوا
    معه في المدينة تروفيمس الأفسسي، فكانوا يظنون أن بولس أدخله إلى
    الهيكل


    30
    فهاجت المدينة كلها
    ، وتراكض الشعب وأمسكوا بولس وجروه خارج الهيكل. وللوقت أغلقت
    الأبواب


    31
    وبينما هم يطلبون أن
    يقتلوه، نما خبر إلى أمير الكتيبة أن أورشليم كلها قد اضطربت


    32
    فللوقت أخذ عسكرا
    وقواد مئات وركض إليهم. فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب
    بولس


    33
    حينئذ اقترب الأمير
    وأمسكه، وأمر أن يقيد بسلسلتين، وطفق يستخبر: ترى من يكون؟
    وماذا فعل


    34
    وكان البعض يصرخون
    بشيء والبعض بشيء آخر في الجمع. ولما لم يقدر أن يعلم اليقين لسبب
    الشغب، أمر أن يذهب به إلى المعسكر


    35
    ولما صار على الدرج
    اتفق أن العسكر حمله بسبب عنف الجمع


    36
    لأن جمهور الشعب
    كانوا يتبعونه صارخين: خذه


    37
    وإذ قارب بولس أن
    يدخل المعسكر قال للأمير: أيجوز لي أن أقول لك شيئا؟ فقال:
    أتعرف اليونانية


    38
    أفلست أنت المصري
    الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة، وأخرج إلى البرية أربعة الآلاف
    الرجل من القتلة


    39
    فقال بولس: أنا رجل
    يهودي طرسوسي، من أهل مدينة غير دنية من كيليكية. وألتمس منك أن
    تأذن لي أن أكلم الشعب


    40
    فلما أذن له، وقف
    بولس على الدرج وأشار بيده إلى الشعب، فصار سكوت عظيم. فنادى
    باللغة العبرانية قائلا
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:47 am

    الأصحاح
    الثاني والعشرون








    1
    أيها الرجال الإخوة
    والآباء، اسمعوا احتجاجي الآن لديكم


    2
    فلما سمعوا أنه
    ينادي لهم باللغة العبرانية أعطوا سكوتا أحرى. فقال


    3
    أنا رجل يهودي ولدت
    في طرسوس كيليكية، ولكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي
    غمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي. وكنت غيورا لله كما أنتم
    جميعكم اليوم


    4
    واضطهدت هذا الطريق
    حتى الموت، مقيدا ومسلما إلى السجون رجالا ونساء



    5
    كما يشهد لي أيضا
    رئيس الكهنة وجميع المشيخة، الذين إذ أخذت أيضا منهم رسائل للإخوة
    إلى دمشق، ذهبت لآتي بالذين هناك إلى أورشليم مقيدين لكي يعاقبوا


    6
    فحدث لي وأنا ذاهب
    ومتقرب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار، بغتة أبرق حولي من السماء
    نور عظيم


    7
    فسقطت على الأرض،
    وسمعت صوتا قائلا لي: شاول شاول لماذا تضطهدني



    8
    فأجبت: من أنت يا
    سيد؟ فقال لي: أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده


    9
    والذين كانوا معي
    نظروا النور وارتعبوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني


    10
    فقلت: ماذا أفعل يا
    رب؟ فقال لي الرب: قم واذهب إلى دمشق، وهناك يقال لك عن جميع ما
    ترتب لك أن تفعل


    11
    وإذ كنت لا أبصر من
    أجل بهاء ذلك النور، اقتادني بيدي الذين كانوا معي، فجئت إلى
    دمشق


    12
    ثم إن حنانيا رجلا
    تقيا حسب الناموس، ومشهودا له من جميع اليهود السكان


    13
    أتى إلي، ووقف وقال
    لي: أيها الأخ شاول، أبصر ففي تلك الساعة نظرت إليه


    14
    فقال: إله آبائنا
    انتخبك لتعلم مشيئته، وتبصر البار، وتسمع صوتا من فمه


    15
    لأنك ستكون له شاهدا
    لجميع الناس بما رأيت وسمعت


    16
    والآن لماذا تتوانى
    ؟ قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب


    17
    وحدث لي بعد ما رجعت
    إلى أورشليم وكنت أصلي في الهيكل، أني حصلت في غيبة


    18
    فرأيته قائلا لي:
    أسرع واخرج عاجلا من أورشليم، لأنهم لا يقبلون شهادتك عني


    19
    فقلت: يا رب، هم
    يعلمون أني كنت أحبس وأضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك


    20
    وحين سفك دم
    استفانوس شهيدك كنت أنا واقفا وراضيا بقتله، وحافظا ثياب الذين
    قتلوه


    21
    فقال لي: اذهب،
    فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدا


    22
    فسمعوا له حتى هذه
    الكلمة، ثم رفعوا أصواتهم قائلين: خذ مثل هذا من الأرض، لأنه
    كان لا يجوز أن يعيش


    23
    وإذ كانوا يصيحون
    ويطرحون ثيابهم ويرمون غبارا إلى الجو


    24
    أمر الأمير أن يذهب
    به إلى المعسكر، قائلا أن يفحص بضربات، ليعلم لأي سبب كانوا
    يصرخون عليه هكذا


    25
    فلما مدوه للسياط،
    قال بولس لقائد المئة الواقف: أيجوز لكم أن تجلدوا إنسانا رومانيا
    غير مقضي عليه


    26
    فإذ سمع قائد المئة
    ذهب إلى الأمير، وأخبره قائلا: انظر ماذا أنت مزمع أن تفعل لأن
    هذا الرجل روماني


    27
    فجاء الأمير وقال له
    : قل لي: أنت روماني؟ فقال: نعم


    28
    فأجاب الأمير: أما
    أنا فبمبلغ كبير اقتنيت هذه الرعوية. فقال بولس: أما أنا فقد
    ولدت فيها


    29
    وللوقت تنحى عنه
    الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه. واختشى الأمير لما علم أنه روماني
    ، ولأنه قد قيده. أمام رؤساء اليهود


    30
    وفي الغد إذ كان
    يريد أن يعلم اليقين: لماذا يشتكي اليهود عليه؟ حله من الرباط،
    وأمر أن يحضر رؤساء الكهنة وكل مجمعهم. فأحدر بولس وأقامه لديهم
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:48 am

    الأصحاح
    الثالث والعشرون








    1
    فتفرس بولس في
    المجمع وقال: أيها الرجال الإخوة، إني بكل ضمير صالح قد عشت لله
    إلى هذا اليوم


    2
    فأمر حنانيا رئيس
    الكهنة، الواقفين عنده أن يضربوه على فمه


    3
    حينئذ قال له بولس:
    سيضربك الله أيها الحائط المبيض أفأنت جالس تحكم علي حسب الناموس،
    وأنت تأمر بضربي مخالفا للناموس


    4
    فقال الواقفون:
    أتشتم رئيس كهنة الله


    5
    فقال بولس: لم أكن
    أعرف أيها الإخوة أنه رئيس كهنة، لأنه مكتوب: رئيس شعبك لا تقل
    فيه سوءا


    6
    ولما علم بولس أن
    قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون، صرخ في المجمع: أيها الرجال
    الإخوة، أنا فريسي ابن فريسي. على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم


    7
    ولما قال هذا حدثت
    منازعة بين الفريسيين والصدوقيين، وانشقت الجماعة


    8
    لأن الصدوقيين
    يقولون إنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح، وأما الفريسيون فيقرون
    بكل ذلك


    9
    فحدث صياح عظيم،
    ونهض كتبة قسم الفريسيين وطفقوا يخاصمون قائلين: لسنا نجد شيئا
    رديا في هذا الإنسان وإن كان روح أو ملاك قد كلمه فلا نحاربن الله


    10
    ولما حدثت منازعة
    كثيرة اختشى الأمير أن يفسخوا بولس، فأمر العسكر أن ينزلوا
    ويختطفوه من وسطهم ويأتوا به إلى المعسكر


    11
    وفي الليلة التالية
    وقف به الرب وقال: ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم،
    هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضا


    12
    ولما صار النهار صنع
    بعض اليهود اتفاقا، وحرموا أنفسهم قائلين: إنهم لا يأكلون ولا
    يشربون حتى يقتلوا بولس


    13
    وكان الذين صنعوا
    هذا التحالف أكثر من أربعين


    14
    فتقدموا إلى رؤساء
    الكهنة والشيوخ وقالوا: قد حرمنا أنفسنا حرما أن لا نذوق شيئا حتى
    نقتل بولس


    15
    والآن أعلموا الأمير
    أنتم مع المجمع لكي ينزله إليكم غدا، كأنكم مزمعون أن تفحصوا
    بأكثر تدقيق عما له. ونحن، قبل أن يقترب، مستعدون لقتله


    16
    ولكن ابن أخت بولس
    سمع بالكمين، فجاء ودخل المعسكر وأخبر بولس


    17
    فاستدعى بولس واحدا
    من قواد المئات وقال: اذهب بهذا الشاب إلى الأمير، لأن عنده شيئا
    يخبره به


    18
    فأخذه وأحضره إلى
    الأمير وقال: استدعاني الأسير بولس، وطلب أن أحضر هذا الشاب إليك
    ، وهو عنده شيء ليقوله لك


    19
    فأخذ الأمير بيده
    وتنحى به منفردا، واستخبره: ما هو الذي عندك لتخبرني به


    20
    فقال: إن اليهود
    تعاهدوا أن يطلبوا منك أن تنزل بولس غدا إلى المجمع، كأنهم مزمعون
    أن يستخبروا عنه بأكثر تدقيق


    21
    فلا تنقد إليهم،
    لأن أكثر من أربعين رجلا منهم كامنون له، قد حرموا أنفسهم أن لا
    يأكلوا ولا يشربوا حتى يقتلوه. وهم الآن مستعدون منتظرون الوعد
    منك


    22
    فأطلق الأمير الشاب
    موصيا إياه أن: لا تقل لأحد إنك أعلمتني بهذا



    23
    ثم دعا اثنين من
    قواد المئات وقال: أعدا مئتي عسكري ليذهبوا إلى قيصرية، وسبعين
    فارسا ومئتي رامح، من الساعة الثالثة من الليل



    24
    وأن يقدما دواب
    ليركبا بولس ويوصلاه سالما إلى فيلكس الوالي


    25
    وكتب رسالة حاوية
    هذه الصورة


    26
    كلوديوس ليسياس،
    يهدي سلاما إلى العزيز فيلكس الوالي


    27
    هذا الرجل لما أمسكه
    اليهود وكانوا مزمعين أن يقتلوه، أقبلت مع العسكر وأنقذته، إذ
    أخبرت أنه روماني


    28
    وكنت أريد أن أعلم
    العلة التي لأجلها كانوا يشتكون عليه، فأنزلته إلى مجمعهم


    29
    فوجدته مشكوا عليه
    من جهة مسائل ناموسهم. ولكن شكوى تستحق الموت أو القيود لم تكن
    عليه


    30
    ثم لما أعلمت بمكيدة
    عتيدة أن تصير على الرجل من اليهود، أرسلته للوقت إليك، آمرا
    المشتكين أيضا أن يقولوا لديك ما عليه. كن معافى



    31
    فالعسكر أخذوا بولس
    كما أمروا، وذهبوا به ليلا إلى أنتيباتريس


    32
    وفي الغد تركوا
    الفرسان يذهبون معه ورجعوا إلى المعسكر


    33
    وأولئك لما دخلوا
    قيصرية ودفعوا الرسالة إلى الوالي، أحضروا بولس أيضا إليه


    34
    فلما قرأ الوالي
    الرسالة، وسأل من أية ولاية هو، ووجد أنه من كيليكية


    35
    قال: سأسمعك متى
    حضر المشتكون عليك أيضا. وأمر أن يحرس في قصر هيرودس
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:48 am

    الأصحاح
    الرابع والعشرون








    1
    وبعد خمسة أيام
    انحدر حنانيا رئيس الكهنة مع الشيوخ وخطيب اسمه ترتلس. فعرضوا
    للوالي ضد بولس


    2
    فلما دعي، ابتدأ
    ترتلس في الشكاية قائلا


    3
    إننا حاصلون بواسطتك
    على سلام جزيل، وقد صارت لهذه الأمة مصالح بتدبيرك. فنقبل ذلك
    أيها العزيز فيلكس بكل شكر في كل زمان وكل مكان



    4
    ولكن لئلا أعوقك
    أكثر، ألتمس أن تسمعنا بالاختصار بحلمك


    5
    فإننا إذ وجدنا هذا
    الرجل مفسدا ومهيج فتنة بين جميع اليهود الذين في المسكونة،
    ومقدام شيعة الناصريين


    6
    وقد شرع أن ينجس
    الهيكل أيضا، أمسكناه وأردنا أن نحكم عليه حسب ناموسنا


    7
    فأقبل ليسياس الأمير
    بعنف شديد وأخذه من بين أيدينا


    8
    وأمر المشتكين عليه
    أن يأتوا إليك. ومنه يمكنك إذا فحصت أن تعلم جميع هذه الأمور التي
    نشتكي بها عليه


    9
    ثم وافقه اليهود
    أيضا قائلين: إن هذه الأمور هكذا


    10
    فأجاب بولس، إذ
    أومأ إليه الوالي أن يتكلم: إني إذ قد علمت أنك منذ سنين كثيرة
    قاض لهذه الأمة، أحتج عما في أمري بأكثر سرور



    11
    وأنت قادر أن تعرف
    أنه ليس لي أكثر من اثني عشر يوما منذ صعدت لأسجد في أورشليم


    12
    ولم يجدوني في
    الهيكل أحاج أحدا أو أصنع تجمعا من الشعب، ولا في المجامع ولا في
    المدينة


    13
    ولا يستطيعون أن
    يثبتوا ما يشتكون به الآن علي


    14
    ولكنني أقر لك بهذا
    : أنني حسب الطريق الذي يقولون له شيعة، هكذا أعبد إله آبائي،
    مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء


    15
    ولي رجاء بالله في
    ما هم أيضا ينتظرونه: أنه سوف تكون قيامة للأموات، الأبرار
    والأثمة


    16
    لذلك أنا أيضا أدرب
    نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس


    17
    وبعد سنين كثيرة جئت
    أصنع صدقات لأمتي وقرابين


    18
    وفي ذلك وجدني
    متطهرا في الهيكل، ليس مع جمع ولا مع شغب، قوم هم يهود من أسيا


    19
    كان ينبغي أن يحضروا
    لديك ويشتكوا، إن كان لهم علي شيء


    20
    أو ليقل هؤلاء
    أنفسهم ماذا وجدوا في من الذنب وأنا قائم أمام المجمع


    21
    إلا من جهة هذا
    القول الواحد الذي صرخت به واقفا بينهم: أني من أجل قيامة الأموات
    أحاكم منكم اليوم


    22
    فلما سمع هذا فيلكس
    أمهلهم، إذ كان يعلم بأكثر تحقيق أمور هذا الطريق، قائلا: متى
    انحدر ليسياس الأمير أفحص عن أموركم


    23
    وأمر قائد المئة أن
    يحرس بولس، وتكون له رخصة، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أن يخدمه
    أو يأتي إليه


    24
    ثم بعد أيام جاء
    فيلكس مع دروسلا امرأته، وهي يهودية. فاستحضر بولس وسمع منه عن
    الإيمان بالمسيح


    25
    وبينما كان يتكلم عن
    البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس، وأجاب:
    أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك


    26
    وكان أيضا يرجو أن
    يعطيه بولس دراهم ليطلقه، ولذلك كان يستحضره مرارا أكثر ويتكلم
    معه


    27
    ولكن لما كملت سنتان
    ، قبل فيلكس بوركيوس فستوس خليفة له. وإذ كان فيلكس يريد أن يودع
    اليهود منة، ترك بولس مقيدا
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:49 am

    الأصحاح
    الخامس والعشرون








    1
    فلما قدم فستوس إلى
    الولاية صعد بعد ثلاثة أيام من قيصرية إلى أورشليم


    2
    فعرض له رئيس الكهنة
    ووجوه اليهود ضد بولس، والتمسوا منه


    3
    طالبين عليه منة،
    أن يستحضره إلى أورشليم، وهم صانعون كمينا ليقتلوه في الطريق


    4
    فأجاب فستوس أن يحرس
    بولس في قيصرية، وأنه هو مزمع أن ينطلق عاجلا



    5
    وقال: فلينزل معي
    الذين هم بينكم مقتدرون. وإن كان في هذا الرجل شيء فليشتكوا عليه


    6
    وبعد ما صرف عندهم
    أكثر من عشرة أيام انحدر إلى قيصرية. وفي الغد جلس على كرسي
    الولاية وأمر أن يؤتى ببولس


    7
    فلما حضر، وقف حوله
    اليهود الذين كانوا قد انحدروا من أورشليم، وقدموا على بولس دعاوي
    كثيرة وثقيلة لم يقدروا أن يبرهنوها


    8
    إذ كان هو يحتج:
    أني ما أخطأت بشيء، لا إلى ناموس اليهود ولا إلى الهيكل ولا إلى
    قيصر


    9
    ولكن فستوس إذ كان
    يريد أن يودع اليهود منة، أجاب بولس قائلا: أتشاء أن تصعد إلى
    أورشليم لتحاكم هناك لدي من جهة هذه الأمور


    10
    فقال بولس: أنا
    واقف لدى كرسي ولاية قيصر حيث ينبغي أن أحاكم. أنا لم أظلم اليهود
    بشيء، كما تعلم أنت أيضا جيدا


    11
    لأني إن كنت آثما،
    أو صنعت شيئا يستحق الموت، فلست أستعفي من الموت. ولكن إن لم يكن
    شيء مما يشتكي علي به هؤلاء، فليس أحد يستطيع أن يسلمني لهم. إلى
    قيصر أنا رافع دعواي


    12
    حينئذ تكلم فستوس مع
    أرباب المشورة، فأجاب: إلى قيصر رفعت دعواك. إلى قيصر تذهب


    13
    وبعدما مضت أيام
    أقبل أغريباس الملك وبرنيكي إلى قيصرية ليسلما على فستوس


    14
    ولما كانا يصرفان
    هناك أياما كثيرة، عرض فستوس على الملك أمر بولس، قائلا: يوجد
    رجل تركه فيلكس أسيرا


    15
    وعرض لي عنه رؤساء
    الكهنة ومشايخ اليهود لما كنت في أورشليم طالبين حكما عليه


    16
    فأجبتهم أن ليس
    للرومانيين عادة أن يسلموا أحدا للموت قبل أن يكون المشكو عليه
    مواجهة مع المشتكين، فيحصل على فرصة للاحتجاج عن الشكوى


    17
    فلما اجتمعوا إلى
    هنا جلست من دون إمهال في الغد على كرسي الولاية، وأمرت أن يؤتى
    بالرجل


    18
    فلما وقف المشتكون
    حوله، لم يأتوا بعلة واحدة مما كنت أظن


    19
    لكن كان لهم عليه
    مسائل من جهة ديانتهم، وعن واحد اسمه يسوع قد مات، وكان بولس
    يقول: إنه حي


    20
    وإذ كنت مرتابا في
    المسألة عن هذا قلت: ألعله يشاء أن يذهب إلى أورشليم، ويحاكم
    هناك من جهة هذه الأمور


    21
    ولكن لما رفع بولس
    دعواه لكي يحفظ لفحص أوغسطس، أمرت بحفظه إلى أن أرسله إلى قيصر


    22
    فقال أغريباس لفستوس
    : كنت أريد أنا أيضا أن أسمع الرجل. فقال: غدا تسمعه


    23
    ففي الغد لما جاء
    أغريباس وبرنيكي في احتفال عظيم، ودخلا إلى دار الاستماع مع
    الأمراء ورجال المدينة المقدمين، أمر فستوس فأتي ببولس


    24
    فقال فستوس: أيها
    الملك أغريباس والرجال الحاضرون معنا أجمعون، أنتم تنظرون هذا
    الذي توسل إلي من جهته كل جمهور اليهود في أورشليم وهنا، صارخين
    أنه لا ينبغي أن يعيش بعد


    25
    وأما أنا فلما وجدت
    أنه لم يفعل شيئا يستحق الموت، وهو قد رفع دعواه إلى أوغسطس،
    عزمت أن أرسله


    26
    وليس لي شيء يقين من
    جهته لأكتب إلى السيد. لذلك أتيت به لديكم، ولا سيما لديك أيها
    الملك أغريباس، حتى إذا صار الفحص يكون لي شيء لأكتب


    27
    لأني أرى حماقة أن
    أرسل أسيرا ولا أشير إلى الدعاوي التي عليه
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:49 am

    الأصحاح
    السادس والعشرون








    1
    فقال أغريباس لبولس
    : مأذون لك أن تتكلم لأجل نفسك. حينئذ بسط بولس يده وجعل يحتج


    2
    إني أحسب نفسي سعيدا
    أيها الملك أغريباس، إذ أنا مزمع أن أحتج اليوم لديك عن كل ما
    يحاكمني به اليهود


    3
    لا سيما وأنت عالم
    بجميع العوائد والمسائل التي بين اليهود. لذلك ألتمس منك أن
    تسمعني بطول الأناة


    4
    فسيرتي منذ حداثتي
    التي من البداءة كانت بين أمتي في أورشليم يعرفها جميع اليهود


    5
    عالمين بي من الأول
    ، إن أرادوا أن يشهدوا، أني حسب مذهب عبادتنا الأضيق عشت فريسيا


    6
    والآن أنا واقف
    أحاكم على رجاء الوعد الذي صار من الله لآبائنا



    7
    الذي أسباطنا الاثنا
    عشر يرجون نواله، عابدين بالجهد ليلا ونهارا. فمن أجل هذا الرجاء
    أنا أحاكم من اليهود أيها الملك أغريباس


    8
    لماذا يعد عندكم
    أمرا لا يصدق إن أقام الله أمواتا


    9
    فأنا ارتأيت في نفسي
    أنه ينبغي أن أصنع أمورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري


    10
    وفعلت ذلك أيضا في
    أورشليم، فحبست في سجون كثيرين من القديسين، آخذا السلطان من قبل
    رؤساء الكهنة. ولما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك


    11
    وفي كل المجامع كنت
    أعاقبهم مرارا كثيرة، وأضطرهم إلى التجديف. وإذ أفرط حنقي عليهم
    كنت أطردهم إلى المدن التي في الخارج


    12
    ولما كنت ذاهبا في
    ذلك إلى دمشق، بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة


    13
    رأيت في نصف النهار
    في الطريق، أيها الملك، نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس، قد
    أبرق حولي وحول الذاهبين معي


    14
    فلما سقطنا جميعنا
    على الأرض، سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية: شاول،
    شاول لماذا تضطهدني؟ صعب عليك أن ترفس مناخس


    15
    فقلت أنا: من أنت
    يا سيد؟ فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده


    16
    ولكن قم وقف على
    رجليك لأني لهذا ظهرت لك، لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت وبما
    سأظهر لك به


    17
    منقذا إياك من الشعب
    ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم


    18
    لتفتح عيونهم كي
    يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، حتى
    ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين


    19
    من ثم أيها الملك
    أغريباس لم أكن معاندا للرؤيا السماوية


    20
    بل أخبرت أولا الذين
    في دمشق، وفي أورشليم حتى جميع كورة اليهودية، ثم الأمم، أن
    يتوبوا ويرجعوا إلى الله عاملين أعمالا تليق بالتوبة


    21
    من أجل ذلك أمسكني
    اليهود في الهيكل وشرعوا في قتلي


    22
    فإذ حصلت على معونة
    من الله، بقيت إلى هذا اليوم، شاهدا للصغير والكبير. وأنا لا
    أقول شيئا غير ما تكلم الأنبياء وموسى أنه عتيد أن يكون


    23
    إن يؤلم المسيح،
    يكن هو أول قيامة الأموات، مزمعا أن ينادي بنور للشعب وللأمم


    24
    وبينما هو يحتج بهذا
    ، قال فستوس بصوت عظيم: أنت تهذي يا بولس الكتب الكثيرة تحولك إلى
    الهذيان


    25
    فقال: لست أهذي
    أيها العزيز فستوس، بل أنطق بكلمات الصدق والصحو



    26
    لأنه من جهة هذه
    الأمور، عالم الملك الذي أكلمه جهارا، إذ أنا لست أصدق أن يخفى
    عليه شيء من ذلك، لأن هذا لم يفعل في زاوية


    27
    أتؤمن أيها الملك
    أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن


    28
    فقال أغريباس لبولس
    : بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا


    29
    فقال بولس: كنت
    أصلي إلى الله أنه بقليل وبكثير، ليس أنت فقط، بل أيضا جميع
    الذين يسمعونني اليوم، يصيرون هكذا كما أنا، ما خلا هذه القيود


    30
    فلما قال هذا قام
    الملك والوالي وبرنيكي والجالسون معهم


    31
    وانصرفوا وهم يكلمون
    بعضهم بعضا قائلين: إن هذا الإنسان ليس يفعل شيئا يستحق الموت أو
    القيود


    32
    وقال أغريباس لفستوس
    : كان يمكن أن يطلق هذا الإنسان لو لم يكن قد رفع دعواه إلى قيصر
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد رد: اعمال الرسل تفسير سفر أعمال الرسل اوله المتفاعلات بعد المؤتمر

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:50 am

    الأصحاح
    السابع والعشرون








    1
    فلما استقر الرأي أن
    نسافر في البحر إلى إيطاليا، سلموا بولس وأسرى آخرين إلى قائد مئة
    من كتيبة أوغسطس اسمه يوليوس


    2
    فصعدنا إلى سفينة
    أدراميتينية، وأقلعنا مزمعين أن نسافر مارين بالمواضع التي في
    أسيا. وكان معنا أرسترخس، رجل مكدوني من تسالونيكي


    3
    وفي اليوم الآخر
    أقبلنا إلى صيداء، فعامل يوليوس بولس بالرفق، وأذن أن يذهب إلى
    أصدقائه ليحصل على عناية منهم


    4
    ثم أقلعنا من هناك
    وسافرنا في البحر من تحت قبرس، لأن الرياح كانت مضادة


    5
    وبعد ما عبرنا البحر
    الذي بجانب كيليكية وبمفيلية، نزلنا إلى ميرا ليكية


    6
    فإذ وجد قائد المئة
    هناك سفينة إسكندرية مسافرة إلى إيطاليا أدخلنا فيها


    7
    ولما كنا نسافر
    رويدا أياما كثيرة، وبالجهد صرنا بقرب كنيدس، ولم تمكنا الريح
    أكثر، سافرنا من تحت كريت بقرب سلموني


    8
    ولما تجاوزناها
    بالجهد جئنا إلى مكان يقال له المواني الحسنة التي بقربها مدينة
    لسائية


    9
    ولما مضى زمان طويل
    ، وصار السفر في البحر خطرا، إذ كان الصوم أيضا قد مضى، جعل بولس
    ينذرهم


    10
    قائلا: أيها الرجال
    ، أنا أرى أن هذا السفر عتيد أن يكون بضرر وخسارة كثيرة، ليس
    للشحن والسفينة فقط، بل لأنفسنا أيضا


    11
    ولكن كان قائد المئة
    ينقاد إلى ربان السفينة وإلى صاحبها أكثر مما إلى قول بولس


    12
    ولأن المينا لم يكن
    موقعها صالحا للمشتى، استقر رأي أكثرهم أن يقلعوا من هناك أيضا،
    عسى أن يمكنهم الإقبال إلى فينكس ليشتوا فيها. وهي مينا في كريت
    تنظر نحو الجنوب والشمال الغربيين


    13
    فلما نسمت ريح جنوب
    ، ظنوا أنهم قد ملكوا مقصدهم، فرفعوا المرساة وطفقوا يتجاوزون
    كريت على أكثر قرب


    14
    ولكن بعد قليل هاجت
    عليها ريح زوبعية يقال لها أوروكليدون


    15
    فلما خطفت السفينة
    ولم يمكنها أن تقابل الريح، سلمنا، فصرنا نحمل



    16
    فجرينا تحت جزيرة
    يقال لها كلودي وبالجهد قدرنا أن نملك القارب


    17
    ولما رفعوه طفقوا
    يستعملون معونات، حازمين السفينة، وإذ كانوا خائفين أن يقعوا في
    السيرتس، أنزلوا القلوع، وهكذا كانوا يحملون



    18
    وإذ كنا في نوء عنيف
    ، جعلوا يفرغون في الغد


    19
    وفي اليوم الثالث
    رمينا بأيدينا أثاث السفينة


    20
    وإذ لم تكن الشمس
    ولا النجوم تظهر أياما كثيرة، واشتد علينا نوء ليس بقليل، انتزع
    أخيرا كل رجاء في نجاتنا


    21
    فلما حصل صوم كثير،
    حينئذ وقف بولس في وسطهم وقال: كان ينبغي أيها الرجال أن تذعنوا
    لي، ولا تقلعوا من كريت، فتسلموا من هذا الضرر والخسارة


    22
    والآن أنذركم أن
    تسروا، لأنه لا تكون خسارة نفس واحدة منكم، إلا السفينة


    23
    لأنه وقف بي هذه
    الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده


    24
    قائلا: لا تخف يا
    بولس. ينبغي لك أن تقف أمام قيصر. وهوذا قد وهبك الله جميع
    المسافرين معك


    25
    لذلك سروا أيها
    الرجال، لأني أومن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لي


    26
    ولكن لا بد أن نقع
    على جزيرة


    27
    فلما كانت الليلة
    الرابعة عشرة، ونحن نحمل تائهين في بحر أدريا، ظن النوتية، نحو
    نصف الليل، أنهم اقتربوا إلى بر


    28
    فقاسوا ووجدوا عشرين
    قامة. ولما مضوا قليلا قاسوا أيضا فوجدوا خمس عشرة قامة


    29
    وإذ كانوا يخافون أن
    يقعوا على مواضع صعبة، رموا من المؤخر أربع مراس، وكانوا يطلبون
    أن يصير النهار


    30
    ولما كان النوتية
    يطلبون أن يهربوا من السفينة، وأنزلوا القارب إلى البحر بعلة أنهم
    مزمعون أن يمدوا مراسي من المقدم


    31
    قال بولس لقائد
    المئة والعسكر: إن لم يبق هؤلاء في السفينة فأنتم لا تقدرون أن
    تنجوا


    32
    حينئذ قطع العسكر
    حبال القارب وتركوه يسقط


    33
    وحتى قارب أن يصير
    النهار كان بولس يطلب إلى الجميع أن يتناولوا طعاما، قائلا: هذا
    هو اليوم الرابع عشر، وأنتم منتظرون لا تزالون صائمين، ولم
    تأخذوا شيئا


    34
    لذلك ألتمس منكم أن
    تتناولوا طعاما، لأن هذا يكون مفيدا لنجاتكم، لأنه لا تسقط شعرة
    من رأس واحد منكم


    35
    ولما قال هذا أخذ
    خبزا وشكر الله أمام الجميع، وكسر، وابتدأ يأكل



    36
    فصار الجميع مسرورين
    وأخذوا هم أيضا طعاما


    37
    وكنا في السفينة
    جميع الأنفس مئتين وستة وسبعين


    38
    ولما شبعوا من
    الطعام طفقوا يخففون السفينة طارحين الحنطة في البحر


    39
    ولما صار النهار لم
    يكونوا يعرفون الأرض، ولكنهم أبصروا خليجا له شاطئ، فأجمعوا أن
    يدفعوا إليه السفينة إن أمكنهم


    40
    فلما نزعوا المراسي
    تاركين إياها في البحر، وحلوا ربط الدفة أيضا، رفعوا قلعا للريح
    الهابة، وأقبلوا إلى الشاطئ


    41
    وإذ وقعوا على موضع
    بين بحرين، شططوا السفينة، فارتكز المقدم ولبث لا يتحرك. وأما
    المؤخر فكان ينحل من عنف الأمواج


    42
    فكان رأي العسكر أن
    يقتلوا الأسرى لئلا يسبح أحد منهم فيهرب


    43
    ولكن قائد المئة،
    إذ كان يريد أن يخلص بولس، منعهم من هذا الرأي، وأمر أن القادرين
    على السباحة يرمون أنفسهم أولا فيخرجون إلى البر



    44
    والباقين بعضهم على
    ألواح وبعضهم على قطع من السفينة. فهكذا حدث أن الجميع نجوا إلى
    البر
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    عاشق تماف ايرينى(امى)
    خادم مشرف
    خادم مشرف


    عدد المساهمات : 1954
    تاريخ التسجيل : 21/10/2009

    جديد الكتاب المقدس - العهد الجديد سفر أعمال الرسل الأصحاح الثامن والعشرون

    مُساهمة من طرف عاشق تماف ايرينى(امى) الخميس يونيو 16, 2011 10:51 am




    الكتاب المقدس - العهد الجديد


    سفر أعمال الرسل





    الأصحاح
    الثامن والعشرون








    1
    ولما نجوا وجدوا أن
    الجزيرة تدعى مليطة


    2
    فقدم أهلها البرابرة
    لنا إحسانا غير المعتاد، لأنهم أوقدوا نارا وقبلوا جميعنا من أجل
    المطر الذي أصابنا ومن أجل البرد


    3
    فجمع بولس كثيرا من
    القضبان ووضعها على النار، فخرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده


    4
    فلما رأى البرابرة
    الوحش معلقا بيده، قال بعضهم لبعض: لا بد أن هذا الإنسان قاتل،
    لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر


    5
    فنفض هو الوحش إلى
    النار ولم يتضرر بشيء ردي


    6
    وأما هم فكانوا
    ينتظرون أنه عتيد أن ينتفخ أو يسقط بغتة ميتا. فإذ انتظروا كثيرا
    ورأوا أنه لم يعرض له شيء مضر، تغيروا وقالوا: هو إله


    7
    وكان في ما حول ذلك
    الموضع ضياع لمقدم الجزيرة الذي اسمه بوبليوس. فهذا قبلنا وأضافنا
    بملاطفة ثلاثة أيام


    8
    فحدث أن أبا بوبليوس
    كان مضطجعا معترى بحمى وسحج. فدخل إليه بولس وصلى، ووضع يديه
    عليه فشفاه


    9
    فلما صار هذا، كان
    الباقون الذين بهم أمراض في الجزيرة يأتون ويشفون



    10
    فأكرمنا هؤلاء
    إكرامات كثيرة. ولما أقلعنا زودونا ما يحتاج إليه


    11
    وبعد ثلاثة أشهر
    أقلعنا في سفينة إسكندرية موسومة بعلامة الجوزاء، كانت قد شتت في
    الجزيرة


    12
    فنزلنا إلى سراكوسا
    ومكثنا ثلاثة أيام


    13
    ثم من هناك درنا
    وأقبلنا إلى ريغيون. وبعد يوم واحد حدثت ريح جنوب، فجئنا في
    اليوم الثاني إلى بوطيولي


    14
    حيث وجدنا إخوة
    فطلبوا إلينا أن نمكث عندهم سبعة أيام. وهكذا أتينا إلى رومية


    15
    ومن هناك لما سمع
    الإخوة بخبرنا، خرجوا لاستقبالنا إلى فورن أبيوس والثلاثة
    الحوانيت. فلما رآهم بولس شكر الله وتشجع


    16
    ولما أتينا إلى
    رومية سلم قائد المئة الأسرى إلى رئيس المعسكر، وأما بولس فأذن له
    أن يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه


    17
    وبعد ثلاثة أيام
    استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود. فلما اجتمعوا قال لهم:
    أيها الرجال الإخوة، مع أني لم أفعل شيئا ضد الشعب أو عوائد
    الآباء، أسلمت مقيدا من أورشليم إلى أيدي الرومانيين


    18
    الذين لما فحصوا
    كانوا يريدون أن يطلقوني، لأنه لم تكن في علة واحدة للموت


    19
    ولكن لما قاوم
    اليهود، اضطررت أن أرفع دعواي إلى قيصر، ليس كأن لي شيئا لأشتكي
    به على أمتي


    20
    فلهذا السبب طلبتكم
    لأراكم وأكلمكم، لأني من أجل رجاء إسرائيل موثق بهذه السلسلة


    21
    فقالوا له: نحن لم
    نقبل كتابات فيك من اليهودية، ولا أحد من الإخوة جاء فأخبرنا أو
    تكلم عنك بشيء ردي


    22
    ولكننا نستحسن أن
    نسمع منك ماذا ترى، لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم
    في كل مكان


    23
    فعينوا له يوما،
    فجاء إليه كثيرون إلى المنزل، فطفق يشرح لهم شاهدا بملكوت الله،
    ومقنعا إياهم من ناموس موسى والأنبياء بأمر يسوع، من الصباح إلى
    المساء


    24
    فاقتنع بعضهم بما
    قيل، وبعضهم لم يؤمنوا


    25
    فانصرفوا وهم غير
    متفقين بعضهم مع بعض، لما قال بولس كلمة واحدة: إنه حسنا كلم
    الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي


    26
    قائلا: اذهب إلى
    هذا الشعب وقل: ستسمعون سمعا ولا تفهمون، وستنظرون نظرا ولا
    تبصرون


    27
    لأن قلب هذا الشعب
    قد غلظ، وبآذانهم سمعوا ثقيلا، وأعينهم أغمضوها. لئلا يبصروا
    بأعينهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا، فأشفيهم


    28
    فليكن معلوما عندكم
    أن خلاص الله قد أرسل إلى الأمم، وهم سيسمعون



    29
    ولما قال هذا مضى
    اليهود ولهم مباحثة كثيرة فيما بينهم


    30
    وأقام بولس سنتين
    كاملتين في بيت استأجره لنفسه. وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه


    31
    كارزا بملكوت الله،
    ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة، بلا مانع



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 9:13 pm