خطايا الكلام
فاللسان نارٌ! عالمُ الإثم. هكذا جُعل في أعضائنا اللسان، الذي يدنس الجسم كله، ويُضرِم دائرة الكون، ويُضرَم من جهنم ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
كم هي منتشرة بشكل رهيب خطايا الكلام! حقًا، ما أكثر عثراتنا، لدرجة أن مَن «لا يعثر في الكلام، فذاك رجلٌ كاملٌ»، وهو أيضًا «قادرٌ أن يُلجِم (يسيطر على) كل الجسد أيضًا». وعندما نفكر في أنفسنا، أو ننظر إلى الآخرين، قد نسأل: هل يوجد مثل هذا الإنسان الكامل؟ وأين نجده؟ فنحن لا نعرفه. والرسول يعقوب يستفيض في الكلام عن اللسان، وهو يستخدم تشبيهين مُعبرين. أولاً: اللجام الذي يُستخدم لتوجيه الحصان، وثانيًا: الدفة التي تُستخدم لتوجيه السفينة.
واللجام صغير الحجم بالنسبة لضخامة حجم الحصان، ولكن بهذه الأداة البسيطة يملك الإنسان السيطرة الكاملة على الحصان. وعندما «نضع اللُّجم في أفواهها ... تطاوعنا، فنُدير جسمها كله» (الآية3).
و«السفن أيضًا، وهي عظيمة بهذا المقدار، وتسوقها رياح عاصفة»، أو في أيامنا هذه تسوقها المحركات «تُديرها دفة صغيرة جدًا» بالمقارنة بحجم السفينة الضخم.
«هكذا اللسان أيضًا، هو عضوٌ صغيرٌ» إلا أنه أداة لأشياء عظيمة، إنْ للخير أو للشر. وإذا استُخدمت ألسنة الناس لإعلان الأخبار السارة، ألا توصف أقدامهم على الجبال بأنها جميلة. ولكن للأسف، فإن استخدام اللسان كما هو شائع بين الناس، يجعل الرسول يعقوب يصفه بأنه «نارٌ، عالمُ الإثم» (الآية6). وهو وإن كان صغيرًا، فإنه «يفتخر متعظمًا» (الآية5). وهو مثل «نار قليلة» أو إن شئت ”شرارة نار“، ولكن كم من حريق هائل مُدمِّر نتج عن شرارة صغيرة.
ولقد أشار الرسول يعقوب إلى خطر اللسان لأول مرة في الأصحاح الأول، الآية26 بقوله: «إن كان أحدٌ فيكم يظن أنه ديِّنٌ، وهو ليس يُلجم لسانه، بل يخدع قلبه، فديانة هذا باطلة». وفي الأصحاح الثالث، يستخدم أقوى الألفاظ في الكلام عن اللسان في الآيتين6، 8. وكم من مصائب حدثت بين المؤمنين بسبب الاستخدام الطائش المندفع الأحمق للّسان!
عندما نقرأ قول الرسول يعقوب «هكذا جُعل في أعضائنا اللسان، الذي يُدنس الجسم كله» نفهم أنه يشير إلى جسم الإنسان، ولكن القول صحيح أيضًا إذا طبّقناه على الكنيسة بوصفها جسد المسيح، الذي نحن جميعًا أعضاء فيه. فاللسان قد يسبب دنسًا (عدم طهارة) في كنيسة الله، أكثر مما يسببه أي شيء آخر.
منقول
منقول