أساس قانون الإيمان في الكنيسة:
* المسيحية ورثت الإيمان الحي من التقليد اليهودي والأسفار المقدسة من جهة أساس عقيدة (( الوحدانية )) أو (( التوحيد )) من جهة الله .
* كذلك ورثت التفريق الكامل عن لا نهائية اللاهوت ومحدودية المادة أو العالم ، والوعي الكامل بعدم الخلط بينهما كما كان حادث في الوثنية . وهكذا أتت كل تعاليم الإنجيل مطابقة من جهة هذين الأمرين لما جاء في أسفار العهد القديم.
* بجوار هذا الإيمان الكامل بوحدانية الله ، قدمت المسيحية تعاليمها الأساسية من جهة التجسد والقيامة بكل ما يتبعها من قوة استطاعت أن تغير في صميم الطبيعة البشرية ، لا بالمنطق الفلسفي أو حكمة العقل ، إنما بالفعل والعمل والسلوك على مستوى كل الأمم والشعوب ؛ بحيث تم بالفعل استعلان شخصية المسيح المخلّص الفائقة للزمان والمكان من داخل الطبيعة البشرية وخبرة البسطاء والحكماء على حد السواء ، وتذوق الجميع غنى مجده الإلهي ومُعاينه مجده على مستوى الخلاص والفداء والملء بالروح القدس وخبرة : " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ " .
وقد تجاوز الإيمان بالمسيح الكلمة المتجسد أثره في المؤمنين وانتقل لكل العالم الوثني إذ آمن الكثيرين ، وذلك ليس بسبب المنطق المسيحي أو الدفاع المتقن عن الإيمان بالحجة الدامغة وإقناع العقل كما يتراءى للكثيرين الذين يقيسون أمور الله بالعقل ويُمنطقونه بالفلسفة والمناقشات والمناظرات ونظرية المعقول واللا معقول حسب التحليل الدماغي ، بل بسبب التغيير الجوهري الذي كان يظهر على المسيحيين بمجرد قبولهم الروح القدس بالإيمان والعماد ، حيث كان يحلّ المسيح بالإيمان في قلوب المؤمنين ويؤيدهم بقوة روحية فعالة على مستوى العلاقة بالآخرين والمحبة مع فرح وسرور لا يُحدّ.
وهكذا تأيد الإيمان بالخبرة العملية في الحياة اليومية وظهور قوة التقوى وخبرة حياة المسيح في كل مؤمن في سلوكه ومحبته وبذله من أجل المحبة ، واتضاعه الحقيقي والغير مصطنع ...
* المسيحية أعلنت بالخبرة والحياة : أن قامة ربنا يسوع المسيح أعلى من مجرد ملء بشري ، والحياة التي تنبع منه ليست مجرد حياة بشرية ؛ وبالتالي وضِحَ أن الفداء الذي صنعه بالصليب والكفارة التي أكملها بسفك دمه على عود الصليب عن كل ذي جسد ، ليست مجرد نصوص إيمان ولاهوت مكتوب أو مشروح ، إنما هي حقيقة فاعلة في عمق كيان الإنسان كغفران خطايا وتجديد وخلق جديد يستشعرها الخاطئ ويمسكها بقلبه قبل أن يمسكها بعقله ويشهد لها سلوك الإنسان بتغيير حياته ، ومنها يدرك مباشرة بدون واسطة أو شرح : لاهوت المسيح وصلته بالآب كمخلّص يستطيع أن يجتذب من عمق الخطية قديسين يحيون بكل أمانه الإيمان والمحبة ، بل لهم القدرة أن يصيروا شهود له :
إذاً إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (2كو 5 : 17)
لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الخليقة الجديدة (غل 6 : 15)
لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في أورشليم و في كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى الأرض (أع 1 :
و نحن شهود له بهذه الأمور و الروح القدس أيضاً الذي أعطاه الله للذين يطيعونه (أع 5 : 32)
انتم شهود الله كيف بطهارة و ببر و بلا لوم كنا بينكم انتم المؤمنين (1تس 2 : 10)
* التركيز الإيماني الذي كان للكنيسة والتي من خلاله وضعت قانون الإيمان ، يدور حول (( لاهوت المسيح )) من كل الزوايا وبالأخص من الأسفار المقدسة ، الأمر الذي باعد إلى الأبد بين المسيحية واليهودية ووضع الحدود الفاصلة بين المسيحيين والوثنيين .
وآباء الكنيسة الأولى كانت الأمانة التي يشعرون أنهم يحملونها بالنسبة للأجيال القادمة تتلخص في توصيل الإيمان الرسولي كحقيقة حية وفعالة وتسليمه كما هو وليس تحليله أو شرحه ، وتوصيل الحقائق التاريخية بدقائقها والقضايا التي حكم فيها الرسل وتناقلها الآباء كما هي كإيمان مُسَلَّم تسند السلوك وتضبط حياة التقوى دون استخلاص فكري أو تحليل مدرسي لمضمونها الإيماني ...
* لنا أن نعرف سرّ إيمان آباء الكنيسة وحلاوة عمق كتاباتهم يكمن في حياتهم الشخصية ، لأنهم كانوا يعيشون في حقيقة السرّ الإلهي أي الانسجام الباطني بالإحساس الروحي بين لاهوت المسيح رب الحياة ووحدانية الله ، يعيشونه كل يوم في حياة ملؤها الاستمتاع بقوة المسيح الله الحي في التقوى وسلوك يكفي لكي يعلن عن هذه الحقيقة دون سؤال ، فكان لاهوتهم عبارة عن تسبيح وإنشاد ومديح واعتراف بعظمة كل أسرار الفداء والخلاص والغفران وبشخص المسيح الفادي مع الله كإله واحد ...
والدليل على ما أقول :
أنظروا الأبصلمودية ، أنظروا القداسات والتسبحة والألحان ، أفحصوا كلماتها بدقة أليست فيها عمق الإيمان بالله الواحد الثالوث ، وخلاص إلهنا ربنا يسوع المسيح الحلو وفداءه ، أليست قيها كل الإيمان المتسع الذي للقديسين ...
لن أكتب منها شيئاً بل سأتركها لكم تستمتعوا بها وتتذوقوا مجد حلاوة كلماتها لأنها ليست مجرد كلمات بل حياة ذات سلطان وتعبيرات دقيقة نافعة جداً لحياة التقوى وجديرة أن تربطنا بالله والقديسين جميعاً ...
__________________
حَتَّى لَوْ سُفِكَ دَمِي سَكِيباً فَوْقَ ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ،
فَإِنِّي أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ مَعَكُمْ جَمِيعاً. هكَذَا أَيْضاً افْرَحُوا أَنْتُمْ، وَابْتَهِجُوا مَعِي
__________________
* المسيحية ورثت الإيمان الحي من التقليد اليهودي والأسفار المقدسة من جهة أساس عقيدة (( الوحدانية )) أو (( التوحيد )) من جهة الله .
* كذلك ورثت التفريق الكامل عن لا نهائية اللاهوت ومحدودية المادة أو العالم ، والوعي الكامل بعدم الخلط بينهما كما كان حادث في الوثنية . وهكذا أتت كل تعاليم الإنجيل مطابقة من جهة هذين الأمرين لما جاء في أسفار العهد القديم.
* بجوار هذا الإيمان الكامل بوحدانية الله ، قدمت المسيحية تعاليمها الأساسية من جهة التجسد والقيامة بكل ما يتبعها من قوة استطاعت أن تغير في صميم الطبيعة البشرية ، لا بالمنطق الفلسفي أو حكمة العقل ، إنما بالفعل والعمل والسلوك على مستوى كل الأمم والشعوب ؛ بحيث تم بالفعل استعلان شخصية المسيح المخلّص الفائقة للزمان والمكان من داخل الطبيعة البشرية وخبرة البسطاء والحكماء على حد السواء ، وتذوق الجميع غنى مجده الإلهي ومُعاينه مجده على مستوى الخلاص والفداء والملء بالروح القدس وخبرة : " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ " .
وقد تجاوز الإيمان بالمسيح الكلمة المتجسد أثره في المؤمنين وانتقل لكل العالم الوثني إذ آمن الكثيرين ، وذلك ليس بسبب المنطق المسيحي أو الدفاع المتقن عن الإيمان بالحجة الدامغة وإقناع العقل كما يتراءى للكثيرين الذين يقيسون أمور الله بالعقل ويُمنطقونه بالفلسفة والمناقشات والمناظرات ونظرية المعقول واللا معقول حسب التحليل الدماغي ، بل بسبب التغيير الجوهري الذي كان يظهر على المسيحيين بمجرد قبولهم الروح القدس بالإيمان والعماد ، حيث كان يحلّ المسيح بالإيمان في قلوب المؤمنين ويؤيدهم بقوة روحية فعالة على مستوى العلاقة بالآخرين والمحبة مع فرح وسرور لا يُحدّ.
وهكذا تأيد الإيمان بالخبرة العملية في الحياة اليومية وظهور قوة التقوى وخبرة حياة المسيح في كل مؤمن في سلوكه ومحبته وبذله من أجل المحبة ، واتضاعه الحقيقي والغير مصطنع ...
* المسيحية أعلنت بالخبرة والحياة : أن قامة ربنا يسوع المسيح أعلى من مجرد ملء بشري ، والحياة التي تنبع منه ليست مجرد حياة بشرية ؛ وبالتالي وضِحَ أن الفداء الذي صنعه بالصليب والكفارة التي أكملها بسفك دمه على عود الصليب عن كل ذي جسد ، ليست مجرد نصوص إيمان ولاهوت مكتوب أو مشروح ، إنما هي حقيقة فاعلة في عمق كيان الإنسان كغفران خطايا وتجديد وخلق جديد يستشعرها الخاطئ ويمسكها بقلبه قبل أن يمسكها بعقله ويشهد لها سلوك الإنسان بتغيير حياته ، ومنها يدرك مباشرة بدون واسطة أو شرح : لاهوت المسيح وصلته بالآب كمخلّص يستطيع أن يجتذب من عمق الخطية قديسين يحيون بكل أمانه الإيمان والمحبة ، بل لهم القدرة أن يصيروا شهود له :
إذاً إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (2كو 5 : 17)
لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الخليقة الجديدة (غل 6 : 15)
لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في أورشليم و في كل اليهودية و السامرة و إلى أقصى الأرض (أع 1 :
و نحن شهود له بهذه الأمور و الروح القدس أيضاً الذي أعطاه الله للذين يطيعونه (أع 5 : 32)
انتم شهود الله كيف بطهارة و ببر و بلا لوم كنا بينكم انتم المؤمنين (1تس 2 : 10)
* التركيز الإيماني الذي كان للكنيسة والتي من خلاله وضعت قانون الإيمان ، يدور حول (( لاهوت المسيح )) من كل الزوايا وبالأخص من الأسفار المقدسة ، الأمر الذي باعد إلى الأبد بين المسيحية واليهودية ووضع الحدود الفاصلة بين المسيحيين والوثنيين .
وآباء الكنيسة الأولى كانت الأمانة التي يشعرون أنهم يحملونها بالنسبة للأجيال القادمة تتلخص في توصيل الإيمان الرسولي كحقيقة حية وفعالة وتسليمه كما هو وليس تحليله أو شرحه ، وتوصيل الحقائق التاريخية بدقائقها والقضايا التي حكم فيها الرسل وتناقلها الآباء كما هي كإيمان مُسَلَّم تسند السلوك وتضبط حياة التقوى دون استخلاص فكري أو تحليل مدرسي لمضمونها الإيماني ...
* لنا أن نعرف سرّ إيمان آباء الكنيسة وحلاوة عمق كتاباتهم يكمن في حياتهم الشخصية ، لأنهم كانوا يعيشون في حقيقة السرّ الإلهي أي الانسجام الباطني بالإحساس الروحي بين لاهوت المسيح رب الحياة ووحدانية الله ، يعيشونه كل يوم في حياة ملؤها الاستمتاع بقوة المسيح الله الحي في التقوى وسلوك يكفي لكي يعلن عن هذه الحقيقة دون سؤال ، فكان لاهوتهم عبارة عن تسبيح وإنشاد ومديح واعتراف بعظمة كل أسرار الفداء والخلاص والغفران وبشخص المسيح الفادي مع الله كإله واحد ...
والدليل على ما أقول :
أنظروا الأبصلمودية ، أنظروا القداسات والتسبحة والألحان ، أفحصوا كلماتها بدقة أليست فيها عمق الإيمان بالله الواحد الثالوث ، وخلاص إلهنا ربنا يسوع المسيح الحلو وفداءه ، أليست قيها كل الإيمان المتسع الذي للقديسين ...
لن أكتب منها شيئاً بل سأتركها لكم تستمتعوا بها وتتذوقوا مجد حلاوة كلماتها لأنها ليست مجرد كلمات بل حياة ذات سلطان وتعبيرات دقيقة نافعة جداً لحياة التقوى وجديرة أن تربطنا بالله والقديسين جميعاً ...
__________________
حَتَّى لَوْ سُفِكَ دَمِي سَكِيباً فَوْقَ ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ،
فَإِنِّي أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ مَعَكُمْ جَمِيعاً. هكَذَا أَيْضاً افْرَحُوا أَنْتُمْ، وَابْتَهِجُوا مَعِي
__________________