إن الله يا أخى لا يريد عبادتك، إنما يريد قلبك ولتكن العبادة مجرد تعبير عن مشاعر هذا القلب لذلك لام الله شعبه قائلاً: (يقترب إلىّ هذا الشعب بفمه ويكرمنى بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عنى بعيداً) (مت 15 :
هذه العبادة الخارجية يرفضها الله، لأنه يناجينا على الدوام قائلاً: (يا أبني أعطنى قلبك) (أم 23 : 26)
كان بنو إسرائيل يكثرون من الذبائح والمحرقات، ويتممون طقوس العبادة الخارجية من أصوام وأعياد ومواسم، ويرفعون البخور، ويقدمون الصلوات، بينما كان قلبهم بعيداً عن الله سالكين فى الشرور والعبادة معاًلذلك وبخهم الله قائلاً: (لماذا لى كثرة ذبائحكم ؟! اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة البخور هو مكرهة لى ! لست أطيق الإثم والاعتكاف رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسى، صارت على ثقلاً، مللت حملها! فحين تبسطون أيديكم، أستر وجهى عنكم! وان أكثرتم الصلاة لا أسمع! أيديكم ملآنة دماً)(إش 1 : 11 – 15)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقال لهم على لسان ارمياء النبى: (محرقاتكم غير مقبولة، وذبائحكم لا تلذ لى) (إر 6 : 20) وكان النبى يعرف السبب فى هذا لذلك قال الرب: (أنت قريب من فمهم، وبعيد عن كلاهم) (إر 12 : 2) ولأجل هذا رفض الله عبادتهم، وقال فى غضبه: (حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا أقبلهم بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأنت يا أخى الحبيب، حاذر أن تكون كالقبور المبيضة من الخارج
تهتم بالعبادة والطقوس، والذبائح والبخور، تاركاً أثقال الناموس:الحق والرحمة! (مت 23 : 23)
لا تقس صلاتك بطولها، وإنما بعمقها وطهارتها
لقد كانت صلاة الفريس أطول بكثير من صلاة العشار، ولكن الله لم يقبله لعدم نقاوة قلبه لا تركز اهتمامك بالبخور الخارجى، إنما نق القلب، فتصعد صلاتك كرائحة بخور (مز 141 : 20)