+ سُميَّ الكتاب المُقدس هكذا لأنه كتاب الله الذي يحوي كلام الله , فالكتاب المُقدس هو الله مُتكلّماً لكل إنسان عبر كُل العصور , لذلك يُصلّي الكاهن في أوشية الأنجيل بنفس الكلمات التي قالها الرب لتلاميذه , "طوبى لعيونكم لأنها تُبصر و لآذانكم لأنها تسمع" , و لا يوجد أقدس من الكلمات الخارجة من فم الله , إنها الكلمة التي تُقدِس الأسرار و المؤمنين , يقول القديس أثناسيوس الرسولي "إن الرب كائن في كلماته" .
+ و هو مُقدس لأنه كُتِبَ بوحي من الروح القُدس , "لم تأت قط نبوة بمشيئة إنسان بل تكلّم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القُدس "(2بط 21:1) , "كل الكتاب هو موحىَ به من الله"(2تي 16:3) , لذلك كل كلمة فيه تحمل مسحة و قوة و فعل الروح القُدس , و لها القُدرة على تغيير و تقديس النفس , لذلك لا يحمل محلهُ أي كتاب روحي مهما كانت قداسة كاتبهِ .
+ و لذلك فأن الكتاب المُقدس واسطة من وسائط النعمة , فما مِن إنسان عاش حياة القداسة , أو بطل من أبطال الإيمان , أو خادِم أو كارِز ناجح في خدمتهِ , إلّا و كان الكتاب المُقدس له النصيب الأكبر في تكوين حياتهِ الروحية و قوته و نجاحه .
+ لقد أمر الله قديماً أن يوضَع لوحا الشريعه المكتوب عليهما الوصايا العشره في تابوت العهد , و كان هذا رمزاً للعذراء القديسة مريم التي حملت كلمة الله في أحشائها , و هو إشارة و تذكير للمؤمنين أن يخبئ كلمات الله في قلبهِ , "خبأت كلامك في قلبي لكي لا أُخطئ إليك"(مز 11:119)
+ الكتاب المُقدس عهدان (قديم و جديد) , لأنه عهد أي ميثاق بين الله و الناس , عهد من الله للبشر بتدبير خلاصهم و غُفران خطاياهُم , و أن يحسن إليهم و يرعاهم في هذا الدهر و في الدهر الآتي الحياة الأبدية , و عهد من الإنسان يحيا بوصايا الله و يكون أميناً له كل أيام حياته , " لتكُن هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك , و قُصها على أولادك , و تكلّم بها حين تجلس في بيتك و حين تمشي في الطريق , و حين تنام و حين تقوم , و اربطها على يدك , و لتكن عصائب عينيك , و أكتبها على قوائم بيتك و على أبوابك"(تث 6:6- , " ليكون لك خير " (تث 3:6) , "لا تمُل عنها يميناً و لا شمالاً لكي تفلح حيثما تذهب , لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهاراً و ليلاً"(يش 7:1-
+ الكتاب المُقدس هو بشارة رجاء و سلام و عزاء , كثيرة هي ظروف الحياة التي تُسبب القلق و الخوف و الحُزن , و تقف كلمة الله أمام المؤمنين كالمنارة في ظلام الليل لتُهدي السفن المُعذبة من أمواج البحر الهائج , بمواعيد الله الصادقة و كلماته الأبوية المُطمئنه , " و عندنا الكلمة النبوية و هي أثبت , التي تفعلون حسناً إن إنتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مُظلم"(2بط19:1) , " هذه تعزيتي في مذلّتي لأن قولك أحياني"(مز50:119) , "كل ما سبق فكُتب كُتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر و التعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء"(رو4:15) , لذلك لأن الروح القدس كانت كلماته هو المُعزي المُعطي الفرح والسلام .
+ كلمة الله نور و هِدايه : " كلامك يُنير العقل " (مز130:119) , فهي تنير بصيرتنا , و تنير لنا الطريق إلى الأبدية , هي مثل النجم الذي هدى المجوس إلى مكان الرب يسوع , "سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي"(مز105:119) , "غريب أنا في الأرض لا تخفي عني وصاياك"(مز19:119) , لذلك توقد الشموع أثناء قراءة الأنجيل , لأن "الوصيه مصباح و الشريعة نور"(أم23:6)
+ كلمة الله سلاح و معونه : هي "سيف الروح" (أف17:6) , "و هي حية و فعّالة و أمضى من كل سيف ذي حدين" (عب12:4) , ان الرب في التجربة على الجبل لم يشأ أن يغلب إبليس بقوة لاهوته بل بالكلمة المكتوبة ليعطينا مثالاً , "إسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق و يتمنع " (أم10:18)
+ كلمة الله تعطي توبة و نقاوة أن تغير القلوب و تجتذبها إلى عشرة المسيح : فلا توجد كلمة أقوى تأثيراً و فاعلية في النفس منها , فهي الكلمة الخالقة المُحييه المُجَدِدة للحياه "أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلّمتكم به"(يو3:15) , إنها الكلمة التي أقامت لعازر و غيره من الموت , و أخرجت الشياطين , و غيّرت حياة الساقطين و حوّلتهم إلى تائبين و قديسين و كارزين "لأن كلمة الله حية و فعّالة و أمض من كل سيف ذي حدين و خارقة إلى مفرق النفس و الروح و المفاصل و المِخاخ و مُميزة أفكار القلب و نياته"(عب12:4) , و هي التي تُهئ الروح و القلب للإعتراف بتوبة صادقة و للتناول بأستعداد .
+ هي غذاء للمؤمن و قوة للنمو و الكمال : "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"(مت4:4) , "ناموس الرب كامل يرُد النفوس"(مز7:19).
"كل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ , للتقويم و التأديب الذي في البِر ليكون انسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح"(2تي 17:16,3)
واجبنا إزاء كلمة الله ...
الرب في مثل الزارع الذي خرج ليزرع , أوضح أن كلمة الله صالحة دائماً و موجهة لكل إنسان بلا تمييز , لكن التربة التي تلقت بزار الكلمة كانت أربعة أنواع , نوع واحد كان جيداً فأثمرت فيه الكلمة , إن كلمة الله صالحة و هُناك واعظون جيدون , لكن الرب يشير إلى ضرورة وجود السامعين الجيدين الذين يفتحون قلوبهم و عقولهم للكلمة , و يُخبئونها في قلوبهم و يعملون بها "طوبى للرجل ... الذي في ناموس الرب مسرته و في ناموسه يلهج نهاراً و ليلاً فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياة تُعطي ثمرها في أوانه و ورقها لا يذبل و كل ما يصنعه ينجح"(مز1:1-3) , "من يسمع كلامي و يعمل به ... يشبه إنساناً حكيماً بنى بينه على الصخر فلما هبت الرياح و نزلت الأمطار و جاءت الأنهار و صدمت ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسساً على الصخر"(مت 25,24:7)
+ لذلك يلزم أن نشعر بأحتياجنا إلى قراءة كلمة الله , فنقرأها نهاراً و ليلاً , و نحرص على سماعها في القداس(الحضور مُبكراً) , و في إجتماعات الكنيسة , و إن نهئ قلوبنا لقراءتها برفع قلوبنا إلى الله بصلاة أو ترنيمة أو لحن , و نطلب منه أن يُسمعنا صوته , نقرأها بخشوع و وقار لأننا حينما نقرأها نكون في حضرة الله , نقرأها كرسالة شخصية من الله لنا نأخذ منها كل إحتياجاتنا و نقرأها بروح الإتضاع و الطاعة فنخضع عقولنا و أرواحنا لكلماته , و ليكون لنا كمرأه نرى فيه حياتنا , فهو قانون حياتنا و دستورنا , فنصحح طريقنا لنكون أنوارا تضئ للجالسين في ظلمة هذا العالم , و ليتنا نأخذ تدريباً يومياً من قراءتنا اليومية فيه "خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك" (مز 11:119)
الرب يُثبِّت كلماته في قلوبنا و يتعهدها بنعمته لتُثمِر في إحتياجاتنا ...
أبونا أنطونيوس رياض - كاهن الكنيسة
البث الصوتى
يمكنكم الإستماع لنهضة النيروز من 6:30 إلى 9:00 مساءاً
اضغط هنا للإستماع
اجتماع الأنبا موسى الأسود
الأعداد السابقة من المجلة:
اختر العدد فبراير 2009
عدد مارس
+ الصليب..
أبونا أنطونيوس رياض - كاهن الكنيسة
+ سؤال مع قداسة البابا ؟؟؟
+ القيام من سقطات الخطية
نيافة الحبر الجليل الأنبا كيـرلس
أسقف ميلانو
+ لقاء شهري مع
القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم
+ كن سيداً لممتلكاتك!
+ التدخين ضار جداً بالصحة
و يُسبب الحرمان من ملكوت السموات..!
+ البابا كيرلس السادس – البطريرك الـ116