يقول القديس ماراسحق السريانى عن فضيلة اضافة الغرباء
المجد البطال الذي هو طلب مرضاة الناس فقط، وكل ما يعمل لإظهار الافتخار،هو غريب عن المسيحيين.
لأنه إذا كان الذي يعمل وصية الرب ليرائي الناس ويتمجد منهم قد أضاع أجره كقول الرب، فكم بالحري ذلك !
وقد نرى الناس البرانيين يعيبون المسكنة، ويجتهدون أن يكثروا للضيوف من
الأطعمة الفائقة. ومن أجل هذا أخاف لئلا يدهمنا هذا الألم، فنصير مبكتين بكوننا نفضح
المسكنة التي طوبها الرب، وقبيح بنا ورديء جدًا أن نجرى إلى هنا وهنا ونفتش لا عن
الأمور الضرورية ولكن على الأشياء التي يطلبها البرانيون من أجل اللذة الهالكة والمجد
البطال وقد يصير ( هذا منا ) سبباً لاستمرارهم في إيثارها، إذ يروننا مجتهدين في
طلبها.
فينبغي إذا أتى إلينا غريب: إن كان من الإخوة الرهبان عارفاً بمائدة هذه السيرة ،
فالذي هو في بيته يجد مثله عندنا. ولأجل تعبه في مشى الطريق نوفر تعزيته مما هو
ممكن بغير قلق. أما إن كان من أهل السيرة البرانية، فليعلم من حقارة ما عندنا أننا إنما
تركنا تلك الأشياء التي هي غير ضرورية، لأن تركها أشرف بحسب ما في كتبنا
وأليق بمذهبنا. فيتعلم القناعة في القوت، ويتذكر كيف كانت مائدة المسيحيين ومسكنتها من
أجل وصية المسيح.
وإن هو لم يتأمل ويتفلسف هكذا، بل يضحك إلى حقارة مائدتنا ولا يكتفي بها، فإنه
لا يعود يتردد علينا. وأما نحن فعلى هؤلاء الأغنياء الذين يفضلون نياح اللذات
ينبغي أن نحزن، إذ قد قطعوا عمرهم في الفارغ، وصارت اللذة لهم آلهة، وأخذوا
خيراتهم في هذه الدنيا، وأهملوا الخيرات الدائمة المنتظرة. أما إن نحن تقبلنا في مثل
أعمالهم، وطلبنا كمطالبهم حسب مقدرتنا، نكون قد بنينا ما هدمناه، وهدمنا ما بنيناه.
وهكذا ينبغي لنا ألا نغير لباسنا، فنلبس ثيابًا رفيعة وقت الاجتماع بأولئك المفتخرين
بالأرضيات. وبالجملة فكل ما نعمله لطلب المجد من الناس مع إهمال طلب التمجيد من الله، هو ردىء
لأن الرسول يقول " فافعلوا كل شيء لمجد اللَّه " ( ١ كو10: 31)..بركة عظات القديس ماراسحق تكون معنا..أمين
صلوا من أجلي
منقول
المجد البطال الذي هو طلب مرضاة الناس فقط، وكل ما يعمل لإظهار الافتخار،هو غريب عن المسيحيين.
لأنه إذا كان الذي يعمل وصية الرب ليرائي الناس ويتمجد منهم قد أضاع أجره كقول الرب، فكم بالحري ذلك !
وقد نرى الناس البرانيين يعيبون المسكنة، ويجتهدون أن يكثروا للضيوف من
الأطعمة الفائقة. ومن أجل هذا أخاف لئلا يدهمنا هذا الألم، فنصير مبكتين بكوننا نفضح
المسكنة التي طوبها الرب، وقبيح بنا ورديء جدًا أن نجرى إلى هنا وهنا ونفتش لا عن
الأمور الضرورية ولكن على الأشياء التي يطلبها البرانيون من أجل اللذة الهالكة والمجد
البطال وقد يصير ( هذا منا ) سبباً لاستمرارهم في إيثارها، إذ يروننا مجتهدين في
طلبها.
فينبغي إذا أتى إلينا غريب: إن كان من الإخوة الرهبان عارفاً بمائدة هذه السيرة ،
فالذي هو في بيته يجد مثله عندنا. ولأجل تعبه في مشى الطريق نوفر تعزيته مما هو
ممكن بغير قلق. أما إن كان من أهل السيرة البرانية، فليعلم من حقارة ما عندنا أننا إنما
تركنا تلك الأشياء التي هي غير ضرورية، لأن تركها أشرف بحسب ما في كتبنا
وأليق بمذهبنا. فيتعلم القناعة في القوت، ويتذكر كيف كانت مائدة المسيحيين ومسكنتها من
أجل وصية المسيح.
وإن هو لم يتأمل ويتفلسف هكذا، بل يضحك إلى حقارة مائدتنا ولا يكتفي بها، فإنه
لا يعود يتردد علينا. وأما نحن فعلى هؤلاء الأغنياء الذين يفضلون نياح اللذات
ينبغي أن نحزن، إذ قد قطعوا عمرهم في الفارغ، وصارت اللذة لهم آلهة، وأخذوا
خيراتهم في هذه الدنيا، وأهملوا الخيرات الدائمة المنتظرة. أما إن نحن تقبلنا في مثل
أعمالهم، وطلبنا كمطالبهم حسب مقدرتنا، نكون قد بنينا ما هدمناه، وهدمنا ما بنيناه.
وهكذا ينبغي لنا ألا نغير لباسنا، فنلبس ثيابًا رفيعة وقت الاجتماع بأولئك المفتخرين
بالأرضيات. وبالجملة فكل ما نعمله لطلب المجد من الناس مع إهمال طلب التمجيد من الله، هو ردىء
لأن الرسول يقول " فافعلوا كل شيء لمجد اللَّه " ( ١ كو10: 31)..بركة عظات القديس ماراسحق تكون معنا..أمين
صلوا من أجلي
منقول