هل ستولد في قلبي ؟
مر بي الزمان وتوالت السنين
وأنا كما أنا لم أتغير فأنا لازلت أنا
ودائماً ومع كل عام جديد يأتي وبيده يودع العام السابق له
أنحني وأفكر وأتذكر
ما حدث معي في هذه اليلة التي لم ولن أنساها أبداً
ليلة العمر ليله بكل أيامي !!!!
ففي هذه الليله وأنا وحدي بالبيت
والساعة تقترب لمنتصف الليل لتعلن عن قدوم عام جديد
ليله لم أنساها
فأنا كنت واقف أمام الساعة أنظر لها وأتفرس فيها متمنياً أن تسرع
فعقاربها تترنح بين خطوة وأخري
ولم أستطيع أن أحدد هل هي تتقدم أم تتأخر
ولكني أتفرس فيها وأنتظر ...
ووقتها قررت أن أتركها كما هي
وأمسكت بالكرسي وتوجت الي البلكونة وفتحتها ووضعته بداخلها
وأنطلقت نحو المطخ وأعددت لنفسي
كوب من الشاي الساخن مع أعواد النعناع الأخر اللذيذ وقليلاً من السكر
وأمسكت بكوب الشاي هذا وتوجهت الي البلكونة وجلست
ووضعت كوب الشاي جانبي وبجانبه هاتفي المحمول
ووضعت قدماي علي سور البلكونه
وبدأت أنظر الي السماء متأملاً فيها وبنجومها
وهنا أرخيت رأسي علي الكرسي وأغمضت عيناي
وبدأت أفكر وأفكر وأفكر ولكن !!!
بماذا كنت أفكر ؟؟؟ لست أدري !!!
فتسائلت ؟؟؟
فلم أجد أجابة
فسألت نفسي وقلت لها بماذا أنا أفكر ؟؟؟
فلم تجيبني !!!
فأعدت السؤال لعلها تكون نائمة !!!
فلم تجيبني أيضاً !!!
فقلت ربما ترفض أجابتي
فتركتها بشأنها وأكملت التفكير
وأستمريت هكذا لفترة طويلة لا أعرف كم أستمرت
كم دقيقة أو كم ساعة لا أعرف !!!
ولكني أستمريت هكذا
مسترخياً وأفكر وأنا مغمض العين
وفجأة
أنتضفت علي صوت فرقعات
فأنتصبت وأذ بالسماء تتألق بالأنور
أذ الكل يبتهج بقدوم العام الجديد فالسماء تزينت بالأنوار
فتداركت أن الساعة صارت في منتصف الليل
تعلن عن قدوم عام جديد وتوديع عام سابق
وهنا
رن هاتفي للأعلان عن قدوم رسالة جديدة
رسالة وأخري وثالثة ورابعة
رسائل كثيرة
كلها تهنئ بقدوم العام الجديد
فواحدة تقول
عام جديد سعيد
وأخري happy new year
وأخري تقول merry christmas
وغيرهم من رسائل التهنئة
الكل يهنئ ويرسل وأنا أستقبل فقط
فأخذت هاتفي بيدي وما بقي من كوب الشاي بيدي الأخري
ودخلت الي شقتي وجلست بجانب المدفئة أفكر وأسأل
بماذا سأرد علي هذه الرسائل ؟؟؟
هل سأقول لهم
كل عام وأنتم بخير وأنا لم أشعر بهذا الخير !!
أم سأقول
merry christmas وأنا لا أعرف معني هذا الميلاد !!
ماذا سأقول ؟؟؟؟؟
وهنا ألقيت بهاتفي بعيداً عني
وقلت لأنسي هذا الأن وبدأت أرتخي فوق الكرسي
وهنا لفت نظري الأضاءة الخافته التي تنطلق من المغارة الخاصة بالميلاد
وبجانبها شجرة الميلاد التي زينتها لمواكبة هذا الأحتفال
فأقتربت من الشجرة وتأملتها ورأيت كم هي سعيدة وهي مزينة بالهدايا والألعاب فأبتسمت
ووجهت نظري الي المغارة "كهف الميلاد"
وتفرست بداخلها فرأيت
الأم وهي ساجدة بخشوع وعلي وجهها ترتسم الأبتسامة
وبجانبها الشيخ الوقور الذي ينظر للصبي بحنان
ومن حولهم الرعاه يهللون وساجدون
ومعهم المجوس ولكنوزهم فاتحون
الكل بالمذود مبتسم وفرحان
وأنا خارجة لا أشعر بأي شئ من هذا
فأنا لا أستطيع الأبتسام ولا أستطيع أن أتذوق طعم الفرح والسعادة
فتسائلت لماذا ؟؟؟
لماذا ؟؟؟
وهنا أنتفضت فيَ نفسي
التي رفضت أن تجيبني من قبل وقالت لي ...
لأنك نظرت الي السماء والي النجوم والي الأنوار
وبعد هذا نظرت الي الشجرة المزينة
وبعد ذلك نظرت الي الأم والشيخ والرعاه والمجوس
ولم تنظر لمحور كل هؤلاء
لم تنظر للطفل الراقد في المذود
نظرت اليهم كلهم وأدركت وتيقنت أنهم سعداء وأنت لا
ولكنك لم تتسأل لماذا هم سعداء
فلو دققت نظرك الي وجوههم ستري الكل ينظر الي طفل المذود ومنه
يُستمد الفرح والسعادة
فحاول أن تنظر ولو لثواني قليلة لهذا الطفل
وهنا صمتت نفسي ولم تعد تتكلم
فأقتربت من جديد للمذود وبدأت أقترب أكثر ودققت نظري الي هذا الطفل طفل المذود
وهنا لم أتمالك دموعي
وأرتميت علي الأرض ساجداً خاشعاً
وقلت بصوت هادئ موجهاً كلماتي له لهذا الطفل
هل ياسيدي ستسمح لي ولقلبي أن نكون مذوداً لك ؟؟؟
هل ستولد في قلبي ؟؟
هل سترضي ؟
هل ستولد في قلبي في هذه الليلة ؟؟؟
وهنا سمعت صوتاً من داخل المغارة يقول ....
فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ.
هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ
وقت مقبول
يوم خلاص
اليوم هو يوم قبولي له ووقت خلاصي به
فشكراً لك يا سيدي يا من سمعتني وقبلتني
أمين