[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كن امينا
" مفروض إحنا أولاد ربنا ، يبقى لازم نشهد له ، مينفعش الغش أبدا في الامتحانات. لازم نكون نور للعالم زي ما ربنا قال لنا "
كانت هذه الكلمات التي قالها الخادم في اجتماع ثانوي ، و كالعادة ابتسم المخدومين كأنه يقول دعابة ، و منهم من قال له ده مش غش ، ده تبادل معلومات ، والذي قال : دا إحنا بنخدم بعضنا و لازم يبقى فيه محبة بين الطلبة . أما أنا فتجاهلت تعليقاتهم الساخرة و فكرت في هذا الأمر .
إنني سأمتحن امتحانات نصف العام بعد أسبوع ، و أنا الآن في أولى ثانوي ، هل أستطيع فعلا أن أشهد للمسيح ، هل أستطيع عدم الغش ؟ هل ؟
و جاء الامتحان ( وفي الامتحان يكرم المرء أو يهان ) و كانت المادة الأولى مادة العربي و التي بيني وبينها عداوة شديدة ، وابتدأت في إجابة الامتحان و .....
و فجأة دخل شخص إلي لجنه الامتحان و فوجئت به يقول لنا : اشطبوا كل ما كتبتموه ، سأقول لكم الآن الإجابات النموذجية . و في الحال ابتدأ جميع الطلبة في شطب إجاباتهم و أوشكت أن أفعل مثلهم ولكن فجأة رنت في أذني كلمات الخادم " ينبغي أن أشهد للمسيح ، ينبغي ألا أغش مهما كان الثمن " فصليت إلي ربي لكي يساعدني على مقاومة الغش و أخذت قطعة من المنديل و وضعتها في أذني لكي لا أسمع ما يقوله هذا الشخص. و أما باقي التلاميذ فقد استمعوا له و أجابوا الإجابات النموذجية .
و رجعت إلي بيتي ، وأنا في حيرة من أمري ، هل الذي فعلته هو الصواب أم لا ، و إذا كان هو الصواب فلماذا لست سعيدا ؟ كلا ينبغي أن أشهد للمسيح ، ينبغي أن أشهد لإلهي ، أنا مسيحي ، والأمين في القليل أمين أيضا في الكثير .
و جاء اليوم التالي و كانت المادة الرهيبة المخيفة ( مادة الكيمياء) التي لا أطيق سماع اسمها ، و تكرر الموقف بحذافيره ، فقد دخل هذا الشخص و أملى على الطلبة الإجابات ، و أنا أضع المنديل في أذني . و تكرر هذا الموقف حتى انتهت جميع الامتحانات .
وجاءت النتيجة و كنت متشائم للغاية ، فأنا الوحيد الذي لم يكتب الإجابات النموذجية ، و لكني كنت شاعر إني فعلت ما يجب أن أفعله ، وأنني شهدت لربي وإلهي . لقد بذل الشهداء أرواحهم من أجل المسيح و أنا لا أقدر أن أتحمل جزء ضئيل من الظلم لأجل المسيح و ....
و كانت المفاجأة ، فقد وجدت نفسي الأول على الدفعة ، و أما باقي الطلبة ، فكلهم رسبوا ، ذهلت للغاية و شكرت ربي من أعماق قلبي على ما فعله ، ولكن ما الذي حدث ، فسألت و عرفت ما قد حدث .
إن هذا الشخص العبقري الذي كان يدخل ليقول الإجابات النموذجية هو مدرس تربية رياضية ( ألعاب ) فهو لا يفقه شيئا لا في الكيمياء أو العربي أو إي مادة .
أشكرك يارب ، إنك لا تترك أولادك قط و الذي يشهد لك و يتمسك بوصاياك لا تخذله قط ، أشكرك يارب ، أشكرك
ومن هذا اليوم تعلمت أهم درس في حياتي و أدركت قيمة الأمانة المسيحية ، و أدركت معنى قول السيد المسيح : أنتم ملح الأرض ، فإذا فسد الملح ، فبماذا يملح .
هل تدرك يا صديقي قيمة الأمانة حتى و لو كانت في شئ بسيط مثل الامتحانات ؟ ينبغي أن تعلم إن الله لا ينسى ما تبذله من أجله أبدا . و إذا لم تأخذ المكافأة بعدها على الفور ، فثق أنك ستأخذها في المستقبل أو في الحياة الأبدية .
نعماً أيها العبد الصالح الأمين ، كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير
منقووووووووووووووووووووووووووول