المحامي الفرنسي "لويس برنار" يترافع عن موكله الجنرال " جان ترافو " بتهمة الخيانة . و قد حكم عليه بالإعدام .....
قدم المحامي التماساً بتأجيل التنفيذ , حتى يتاح لملك فرنسا فرصة دراسة طلب الرأفة .
و في هذه الأثناء , كان المحامي قد أرسل زوجة الجنرال بخطاب للملك يطلب منه العفو , و كانت المسافة بين مكان المحكمة و قصر فرساي تبعد مسيرتها 5 أيام ذهاباً و إياباً ... غير أن المحكمة رفضت الإلتماس ............ ......
و لكن , لم ييأس المحامي .. وطلب السماح له بأن يعرض حججه للمرة الأخيرة , على ألا يقاطعه أحد حتى ينتهي من كلامه .
و حسب التقاليد في المحكمة , وافق القضاة على طلبه , على أن ينفذ الحكم حالما ينتهي من كلامه .... فأخذ يتكلم و يتكلم .. و كلما انقضت ساعة أعقبتها أخرى , و القضاة و السعاة و الحضور يتململون و يتثاءبون و يتعاقبون على دورات المياه , و المحامي الهمام لا يزال يتكلم ... مُصِرّ على إنقاذ موكله من الإعدام .
بالطبع كان خلال المرافعة يستطيع أن يستقطع من وقته دقائق ليأكل أو يشرب , ثم يعود ليستأنف الكلام ... غير أنه لو غفت عينه و لو لدقائق و نام , تكون " راحت عليه " و يتم تنفيذ الحكم .
لهذا استمر في كفاحه يتكلم و يتكلم , و القضاة يتعاقبون على النوم واحد تلو الآخر , و استمر في ذلك المنوال المرهق (120) ساعة متواصلة , إلى أن رجعت زوجة المتهم و معها العفو الملكي ............ ....
أحبائي ... هل لنا نحن أيضاً هذه القدرة على الإحتمال من أجل خلاص نفس واحدة ؟؟ هل نشارك الله في عمله و نخرج لطلب الخروف الضال لئلا يهلك ؟ هل يمكن أن نقول حقاً من قلوبنا : " غيرة بيتك أكلتني " ( مز69 : 9 ) ...
أو لننظر للموضوع من جهة أخرى ... هل نسعى لخلاص نفوسنا نحن شخصياً بمثل هذه المثابرة .. هل نصارع مع الله و لا نتركه حتى يرسل لنا العون : " لا أطلقك إن لم تباركني " ( تك 32 : 26 ) أم يصيبنا اليأس سريعاً و تخور قوانا ...
" إذا أراد العقل أن يرتفع على الصليب فإنه يحتاج إلى طلبة كثيرة و دموع غزيرة و خضوع في كل ساعة قدام الرب , و يسأل منه المعونة حتى يقيمه غير مقهور متجدداً بالروح القدس , و هو محتاج إلى صلاة و إيمان صحيح و قلب شجاع و رجاء بالله إلى آخر نفس " ( مار أشعياء الإسقيطي
قدم المحامي التماساً بتأجيل التنفيذ , حتى يتاح لملك فرنسا فرصة دراسة طلب الرأفة .
و في هذه الأثناء , كان المحامي قد أرسل زوجة الجنرال بخطاب للملك يطلب منه العفو , و كانت المسافة بين مكان المحكمة و قصر فرساي تبعد مسيرتها 5 أيام ذهاباً و إياباً ... غير أن المحكمة رفضت الإلتماس ............ ......
و لكن , لم ييأس المحامي .. وطلب السماح له بأن يعرض حججه للمرة الأخيرة , على ألا يقاطعه أحد حتى ينتهي من كلامه .
و حسب التقاليد في المحكمة , وافق القضاة على طلبه , على أن ينفذ الحكم حالما ينتهي من كلامه .... فأخذ يتكلم و يتكلم .. و كلما انقضت ساعة أعقبتها أخرى , و القضاة و السعاة و الحضور يتململون و يتثاءبون و يتعاقبون على دورات المياه , و المحامي الهمام لا يزال يتكلم ... مُصِرّ على إنقاذ موكله من الإعدام .
بالطبع كان خلال المرافعة يستطيع أن يستقطع من وقته دقائق ليأكل أو يشرب , ثم يعود ليستأنف الكلام ... غير أنه لو غفت عينه و لو لدقائق و نام , تكون " راحت عليه " و يتم تنفيذ الحكم .
لهذا استمر في كفاحه يتكلم و يتكلم , و القضاة يتعاقبون على النوم واحد تلو الآخر , و استمر في ذلك المنوال المرهق (120) ساعة متواصلة , إلى أن رجعت زوجة المتهم و معها العفو الملكي ............ ....
أحبائي ... هل لنا نحن أيضاً هذه القدرة على الإحتمال من أجل خلاص نفس واحدة ؟؟ هل نشارك الله في عمله و نخرج لطلب الخروف الضال لئلا يهلك ؟ هل يمكن أن نقول حقاً من قلوبنا : " غيرة بيتك أكلتني " ( مز69 : 9 ) ...
أو لننظر للموضوع من جهة أخرى ... هل نسعى لخلاص نفوسنا نحن شخصياً بمثل هذه المثابرة .. هل نصارع مع الله و لا نتركه حتى يرسل لنا العون : " لا أطلقك إن لم تباركني " ( تك 32 : 26 ) أم يصيبنا اليأس سريعاً و تخور قوانا ...
" إذا أراد العقل أن يرتفع على الصليب فإنه يحتاج إلى طلبة كثيرة و دموع غزيرة و خضوع في كل ساعة قدام الرب , و يسأل منه المعونة حتى يقيمه غير مقهور متجدداً بالروح القدس , و هو محتاج إلى صلاة و إيمان صحيح و قلب شجاع و رجاء بالله إلى آخر نفس " ( مار أشعياء الإسقيطي