كانت
ابنة ملك وثني يُدعى ليكينيوس. اتسمت بمسحة من الجمال الفريد، حتى خشيَ
والدها من جمالها فبنى لها قصرًا خاصًا بها، وأقام معها ثلاثة عشر جارية
لخدمتها والسهر على حراستها. وكان عمرها في ذلك الوقت ست سنوات. وترك لها
التماثيل تسجد لها وتتعبد أمامها، كما عيّن لها شيخًا فاضلاً حكيمًا ليقوم
بتربيتها. رأت إيريني حمامة في فمها ورقة زيتون نزلت ووضعتها على المائدة،
ثم هبط نسر ووضع إكليلاً على المائدة، بعد ذلك جاء غراب ومعه ثعبان ووضعه
على المائدة. جزعت إيريني من الرؤيا وروتها لمعلمها الذي كان مسيحيًا دون
أن يعرف والدها. أجابها بأن الحمامة هي تعليم الناموس، وورقة الزيتون هي
المعمودية، والنسر هو الغلبة، والإكليل هو مجد القديسين، والغراب هو الملك،
والثعبان هو الاضطهاد، ثم ختم قوله بأنه يجب عليها أن تجاهد في سبيل
الإيمان بالسيد المسيح. زارها أبوها يوم، وعرَضَ عليها الزواج من أحد
الولاة الأمراء، فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر... وإذ دخلت إلى
التماثيل تطلب الإرشاد لم يجبها بشيء. ثم رفعت عينيها إلى السماء، وقالت:
"يا إله النصارى اهدني إلى ما يرضيك". ظهر لها ملاك الرب، وقال لها:
"سيأتيك غدًا أحد تلاميذ بولس الرسول ويعلمك ما يلزم ويعمدك". وفي الغد جاء
إليها القديس تيموثاوس وعلمها أسرار الإيمان ثم عمدها. إذ علم والدها
بالأمر أحضرها وتحقق منها الأمر، فاعترفت بإيمانها بالسيد المسيح، فأمر أن
تربط في ذيل حصان جمح وأطلقه... لكن الحصان عوض انطلاقه بها ارتد إليه،
وقبض بفمه على ذراع الملك وطرحه أرضًا، فسقط ميتًا. أخذت إيريني تصلى كي
يتمجد السيد المسيح كواهب القيامة والحياة، فقام والدها وآمن هو وزوجته
ونحو ثلاثة آلاف نسمة، واعتمد جميعهم. وقد وهب الله هذه القديسة نعمة عمل
الآيات، فكسبت كثير من الأمراء والعظماء كما من الشعب للإيمان، ثم تنيحت
بسلام في 21 من شهر مسرى.
ابنة ملك وثني يُدعى ليكينيوس. اتسمت بمسحة من الجمال الفريد، حتى خشيَ
والدها من جمالها فبنى لها قصرًا خاصًا بها، وأقام معها ثلاثة عشر جارية
لخدمتها والسهر على حراستها. وكان عمرها في ذلك الوقت ست سنوات. وترك لها
التماثيل تسجد لها وتتعبد أمامها، كما عيّن لها شيخًا فاضلاً حكيمًا ليقوم
بتربيتها. رأت إيريني حمامة في فمها ورقة زيتون نزلت ووضعتها على المائدة،
ثم هبط نسر ووضع إكليلاً على المائدة، بعد ذلك جاء غراب ومعه ثعبان ووضعه
على المائدة. جزعت إيريني من الرؤيا وروتها لمعلمها الذي كان مسيحيًا دون
أن يعرف والدها. أجابها بأن الحمامة هي تعليم الناموس، وورقة الزيتون هي
المعمودية، والنسر هو الغلبة، والإكليل هو مجد القديسين، والغراب هو الملك،
والثعبان هو الاضطهاد، ثم ختم قوله بأنه يجب عليها أن تجاهد في سبيل
الإيمان بالسيد المسيح. زارها أبوها يوم، وعرَضَ عليها الزواج من أحد
الولاة الأمراء، فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر... وإذ دخلت إلى
التماثيل تطلب الإرشاد لم يجبها بشيء. ثم رفعت عينيها إلى السماء، وقالت:
"يا إله النصارى اهدني إلى ما يرضيك". ظهر لها ملاك الرب، وقال لها:
"سيأتيك غدًا أحد تلاميذ بولس الرسول ويعلمك ما يلزم ويعمدك". وفي الغد جاء
إليها القديس تيموثاوس وعلمها أسرار الإيمان ثم عمدها. إذ علم والدها
بالأمر أحضرها وتحقق منها الأمر، فاعترفت بإيمانها بالسيد المسيح، فأمر أن
تربط في ذيل حصان جمح وأطلقه... لكن الحصان عوض انطلاقه بها ارتد إليه،
وقبض بفمه على ذراع الملك وطرحه أرضًا، فسقط ميتًا. أخذت إيريني تصلى كي
يتمجد السيد المسيح كواهب القيامة والحياة، فقام والدها وآمن هو وزوجته
ونحو ثلاثة آلاف نسمة، واعتمد جميعهم. وقد وهب الله هذه القديسة نعمة عمل
الآيات، فكسبت كثير من الأمراء والعظماء كما من الشعب للإيمان، ثم تنيحت
بسلام في 21 من شهر مسرى.