[b]الأعجوبة التى صنعها الملاك ميخائيل فى 12بابة[/b]
كان إنسانا مسكينا أميا لا يعرف شيئا من الكتب المقدسة اسمه اتركنطيس , وكان ينظر الهدايا والتحف والذهب والفضة والحرير والنذور التى يقدمها الناس إلى بيعة رئيس الملائكة ميخائيل , وأن الشيطان العدو للخير ملأ قلبه فإفتكر وقال هكذا أقوم وأمضى فأدخل البيعة التى لرئيس الملائكة ميخائيل وأسرق منها الأوانى وأمضى إلى مدينة بعيدة لا يعرفنى فيها أحد وأبيعها وأخذ منها وأغتنى به دون أن يدرى أحد بذلك فهناك كثيرون مثلى يأكلون من خيرات ميخائيل أما هو فلا يأكل ولا يشرب , وأن هذا الإنسان الجاهل قام لوقته ومضى واختفى فى المدينة ستة أشهر لم يظهر فيها لأحد من الناس ولم تعلم زوجته بأفكاره هذه وبعدها مضى إلى الكنيسة التى لرئيس الملائكة وهو فى صفة رجل غريب وانتظر حتى ساعة متأخرة من الليل ودخل الهيكل المقدس وقد نسى العجائب العظيمة التى لرئيس الملائكة ميخائيل ففتش وعثر على صليب ذهب وسترين ديباج (حرير خالص) وسرقهم ولم يعلم به أحد , ودخل بيته فقالت له إمرأته من أين جئت بعد هذه الفترة الطويلة فقال لها بمكر لقد سافرت وها قد حضرت فقالت هل ربحت شيئا فى تلك الغيبة قال لها أيتها الإمرأة قد وجدت تاجرا موسرا بالمال فأعطانى بضاعة أتاجر فيها ثم أعطيه نصيبه من الفائدة فقالت له لعل الله سبحانه ورئيس الملائكة ميخائيل قد سبب لنا رزقا لنعيش به باقية حياتنا ,وأنه لم يريها إياها بل دخل على داخل بيته وحفر فى الأرض ودفن الصليب والستور فى مكان لا يعرفه أحد وبعد أيام قليله مضى كعادته وسرق أيضا من البيعة كأس ذهب ذات ثمن كثير ,وهكذا مضى ثالثة وعمل كعادته الرديئة وأخفى الجميع , ولا يدرك إنسان ما أن هناك من تجاسر على سرقة بيعة الله لأن النذور كانت كثيرة من الذهب والفضة والستور التى لا عدد لها , وأن الرب أطال روحه وأناته على ذلك الشرير لأنه كان ينتظر توبته لأنه لا يشاء هلاك أحد ما . وأنه بعد زمان أتى إلى المدينة تاجر يهودى ليشترى بضاعة وكان معه مالا كثيرا وأن الشرير أتركنطيس دعا ذلك التاجر وأحضر له تلك الآنية فأعجبته وقال له أعطيك ثمنا للسترين ألف دينار والصليب خمسمائة دينار والكأس عشرة ألاف دينار ولكن تحفظ السر حتى أسافر , وأن ذلك الرجل أخذ الذهب وأعطاه الآنية , فذهب اليهودى لوقته وخبأهم فى صندوق فضة فى مركبه وعجل بالسفر لأنه كان يعلم أن ذلك الثمن أقل بكثير ولا يساوى ثلث الثمن , ففى نصف الليل أمر الملاحون أن يسافروا لكنهم بذلوا كل جهدهم ولم يستطيعوا أن يحركوا المركب , وأقاموا على ذلك الحال ثلاثة أيام لأن رئيس الملائكة ميخائيل أعاقهم عن السفر .
[b]ففكر اليهودى فى نفسه قائلا إن جميع ذلك إنما حل علينا بسبب الأوانى التى اشتريتها دون قيمتها فقام وجاء إلى المدينة وتكلم مع ذلك الرجل الذى باع له الأوانى قائلا إننى منذ صغر وحتى الآن لم تصبنى شدة مثل هذه فإن كان فى تلك الأوانى شك ما فخذها الآن لأنها لا تكون من نصيبى , لكن الشيطان ملأ قلب اتركنطيس فقال للتاجر أنا لا أعرف كثرة الكلام إمضى من هنا أيها الغريب واخرج من هذه المدينة وإلا قتلتك . فلما سمع التاجر اليهودى هذا الكلام علم أنه رجل مكّار فمضى لوقته إلى والى المدينة وعرّفه حكايته كلها وما جرى له , وأن الوالى تعجب لهذا الأمر وأرسل وأحضره , ومضوا إلى مركب ذلك التاجر ومعه أراخنة المدينة كلها ونظر إلى الأوانى المقدسة فعرفها وعلم انه تخص بيعة رئيس الملائكة ميخائيل وهو الذى أعاق المركب من السفر وأمر الوالى بإحضارى أنا الحقير ديوناسيوس حتى يعرفوا حقيقة الأمر فتعجبت لذلك جدا وأرسلت قيم البيعة التى رئيس الملائكة وسألته عن الأوانى فوجدها قد سرقت دون علمه وأن الوالى وضع ذلك الرجل اللص فى السجن فمضيت إليه وحدثنى بما جرى وأنه نذر نذرا إن خلص من السجن سالما , وأخذنا الذهب الذى أخذه وأعطيناه لذلك التاجر اليهودى ثم أخذنا الأوانى المقدسة وكل ما سرقه وأحضرنا الجميع إلى البيعة المقدسة وأطلقنا الرجل من الحبس , وبعد ذلك مباشرة تحركت المركب وأقلعوا إلى مدينتهم بسلام .
فأى لسان جسدانى يقدر أن يصف كرامات وعجائب رئيس الملائكة الجليل ميخائيل فهو الذى يسأل عن ثمار الأرض ولبشر والبهائم ويسأل عن إعتدال الأهوية ومياه النهر ليصعدها الرب كمقدارها .
رئيس الملائكة ميخائيل هو الذى يشفع فى جنس البشرية جميعها , فنطلب كلنا أن يشفع فينا لنجد رحمة ونياحا أبديا فى ملكوت السموات .
والمجد لربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وأبيه الصالح والروح القدس الثالوث المساوى إلى الأبد . أمين
[/b]