[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أم حنا تدخل السماء
أم حنا امرأة بسيطة عاشت كما تعيش معظم الأمهات. خدمت بيتها وزوجها وربّت أولادها ولم تقم بأي عمل خارق في حياتها سوى واجبها كزوجة و أمّ. حلمت يوماً أنها ماتت، وأنها دخلت باب السماء ووقفت في صف طويل تنتظر أن يحاكمها الله.
وأثناء انتظارها، تكلّمت مع جارتها في الصف الطويل و سألتها إن كانت خائفة من مواجهة الرب الدّيان العادل. فأجابتها جارتها أنها ليست خائفة، لأنها قامت بالكثير من الأعمال الحسنة، ومنها أنها دخلت يوما البيت بينما كان يحترق وخلصت ابنها الصغير من الموت حرقاً. خافت أم حنا أكثر لأنها لم تقم أبداً بعمل مثل هذا. ثم التفتت خلفها، فإذا رجل ينتظر دوره هو أيضا، فسألته إن كان خائفاًَ من مواجهة الله الديان العادل.فأجابها أنه ليس خائفاً، لأنه أثناء حياته على الأرض تبّنى ولدا مُعاقاًَ وربّاه أحسن تربية وعامله مثل باقي أولاده. زاد خوف أم حنا، لأن ذاكرتها خالية تماماً من أي عمل بطولي.
أرادت أم حنا أن تعود إلى الأرض لتقوم بعمل كبير يحسبه الله لها، لكن الملاك أخبرها أنه لا يسمح بمغادرة السماء والعودة إلى الأرض. لم يبق لأم حنا إلاّ أن تنتظر دورها. فأخذت تحضّر فيعقلها ماذا ستقول لله: "سامحني يا رب، فأنا لم أفعل شيئاً بطوليا في حياتي ولا أعلم إن كنت أهلاً للسعادة الأبدية".
وبعد فترة، وصل دورها، فنظرت إلى وجه الله، وفتحت فمها لتقول الجملة التي كانت قد حضّرتها بعناية فائقة، وإذ بالله يسبقها إلى الكلام، ويقول لها: "تفضلي يا أم حنا إلى السعادة الأبدية". فأجابت: "لكن يا رب، أنا لم أقم بعمل واحد بطولي في حياتي".
أجابها الله: "ألم تغسلي ثياب زوجك وأولادك آلاف المرات؟ ألم تهيئي الطعام لهم عشرات آلاف المرات؟ ألم تقومي بتنظيف البيت يومياً؟أتظني أن ذلك ليس عملاً بطولياً؟ تفضلي.