إن لم تحلّ لي مشكلتي، فلن آتي إليك، ولن أتبعك؟؟؟!! إن لم تشفني من مرضي، فلن أعرفك؟؟!! إن لم تدخلني الكليّة التي أحلم بها، فهذا يعني أنك لستَ معي، وإن لم ترتِّب لي الوظيفة التي أتمناها، وإن لم ترتّب لي الإنسانة التي أحبّها كزوجة أو الإنسان الذي أحبّه كزوج، فلن أعرفك ولن أتبعك؟؟؟!!! إن لم تنتقم لي من فلان وفلان، وتنصرني علي فلان وعلاّن، وتاخد حقّى من أقاربي أو جيراني، فهذا يعني أنك متخلّي عني، فكيف تتوقع مني أن اصلّي وأذهب إلي الكنيسة!!! وإن فعلتٌ ذلك فلن أفعله من القلب، بل من الشفتين!!! واموراً كثيرة أصعب من هذه نشترطها علي الله، ونربط معرفتنا بالله بشروط وتهديدات، وكأنه هو المحتاج إلي عبوديتنا، ولسنا نحن المحتاجون إلي ربوبيته ووجوده في حياتنا!!! أتعجّب حقاً من أبي ألعظيم أيوب الصدّيق الذي وهو في وسط التجارب المحرقة والمصائب المرعبة التي ألمّت به، وفقدانه للمال والأولاد وكل ما كان يمتلكه، إذ به يقول لله ولو قتلتني فسأزكّي طريقي أمامك؟؟؟؟؟؟ ما هذا ياأبي العظيم!! لقد قالت له إمرأته كفاك تمسُّكا بالله، إلعنه ومتْ!! أمّا هو فلم تصدر منه حماقة، ولا تفوّه بكلمة سوء ضد الله!! وكانت النتيجة أن الله باركه بركة لا توسع، وبارك آخرته اكثر من أولاه!!! وقاده من وجه الضيق إلي رحبٍ لا حصر فيه، وملأ مائدته بركات وخيرات!!! أما نحن أولاد النعمة، وأولاد الملك المسيح الذين رأينا ما حٌرم منه أيوب وداود والأنبياء، وتمتّعنا بأكل خبز الحياة الذي نزل من السماء، وصرنا أبناء القيامة، ووارثين المجد الأبدي!!! نضجّ ونأنُّ حينما يتأخّر الرب عن المجئ في الهزيع الأول وليس الرابع، وترتبك علاقتنا به، ونضع شروطاً، ونفرض تهديدات إن لم يتدخّل حسب الخطط الذي وضعناها، وبالتوقيتات التي نفرضها عليه؟؟؟؟!!! أولاد الله القديسون يثقون في صلاحه ومحبته، وفي شدّة ذراعه وقوته، ويسلّمون حياتهم بالكامل له!! ويقولون مع أيوب أن الله ولو ذبحني، فسأثق به!!! هذا هو إيمان القديسين وصبرهم، حتي ولو بدا أن الله تأخّر عنهم، فإنهم يثقون أنه حتماً سيأتي ولو في الهزيع الرابع فحتماً سيأتي!!! وقد إختبر كل أولاد الله هذا الحب الإلهي العجيب في حياتهم، وصرخ داود بلسانهم قائلاً "كنتٌ فتي وقد شختٌ، فلم أري صدّيقاً تٌخلّي عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزاً !!!!" أين نحن من أنطونيوس العظيم، ومن القديسة العظيمة الملكة أنّا سيمون، ومن إيلارية إبنة الملك زينون، ومن ومن ومن ملوك وأباطرة وقوّاد عظماء، كانوا عندهم كل شئ، ولم يكن يعوزهم شيئاً من غني هذا العالم، وتركوه بإختيارهم وتنازلوا عنه بمحض إرادتهم من أجل محبتهم في الملك المسيح؟؟؟؟!!! ونحن لا زلنا في علاقتنا مع الله، نهّدد ونتوعّد ونضع شروطاً، ونفرض مواعيداً وأزمنةً علي الله ليتدخّل فيها؟؟!! الإبنٌ لا يفرض شروطاً علي أبيه بل العبد والأجير؟؟ الإبن ينام في حضن أبيه بكل سلام وأمان، أما العبد غير الأمين فينتهز غياب السيد أو نومه، ويقوم ويأكل ويشرب ويسكر ويضرب العبيد رفقاءه!!! ما هي علاقتك يانفسي بالمسيح، هل هي علاقة إبن أم عبد؟؟!! هل هي علاقة منفعة ومصلحة تنتهي بانتهاء المنفعة والمصلحة؟؟!! هل هي علاقة مشروطة بشروط أم عهد مكتوب بدم المسيح لا ينفصل ولا ينقطع؟؟!! السؤال متروك لك يانفسي لتجيبي عليه بأمانة وأنتِ في محضر الرب، وأمام الملائكة والقديسين
3 مشترك
المشروطة محطوطة !!!؟؟؟
سيلفيا عادل- خادمة مشرفة
- عدد المساهمات : 765
تاريخ التسجيل : 30/11/2009
العمر : 35
- مساهمة رقم 2
رد: المشروطة محطوطة !!!؟؟؟
عندك حق يا بشمهندس بجد موضوع جميل اكيد المر الذى تختاره لى خير من الشهد الذى اختاره لنفسى
ماريان ايليا المناهرى- خادمة مشرفة
- عدد المساهمات : 1336
تاريخ التسجيل : 14/10/2010
العمر : 36
- مساهمة رقم 3
رد: المشروطة محطوطة !!!؟؟؟
طبعا انا باحب اوى فى القداس حكاية " لن تكن انت المحتاج لعبوديتى بل انا المحتاج لربوبيتك"