لقد كانت ليلة عيد الميلاد تقابلت مع أحد اصدقائى لنأخذ وجهتنا الى الكنيسة ونرتدي زى الشموسية قبل فوات الاوان وما أن وطئت اولى خطواتنا داخل الكنيسة إلا أننى رأينا نفس المشهد الذي يتكرر كل عام.. تجمعات شبابية فى كل أنحاء الكنيسة و أقيمت بيوت الأزياء فى كل ركن من أركنها، الجميع يتباهوا بكل ما يرتدوا من صيحات الموضة و البعض توقفوا عن حديثهم عن الملبس ليستأنفوا هذا الحوار لاحقاً و أخذوا يتفقوا.. "ها يا شلة بكرة نروح المعمورة ولا المنتزه ولا نغير ونروح حته تانى؟" وظل كل واحد يقترح مكان و يبرز مميزات المكان الذي اختاره.
لقد كنت فى كل ذلك ما زلت على عتبة الكنيسة فى حين سبقنى صديقى الى الداخل فأدركته وتبادلت القبلات مع بعض خدام الكنيسة مهنئين انفسنا بميلاد المسيح وفيما نحن واقفون لفت انتباهى أحد الأطفال يجري فى خفة ورشاقة وفى يديه قطعة من الحلوى وما هى إلا لحظات قليلة حتى أقترب منى فأمسكته وأخذت أداعبه "أنت أسمك أيه؟" "أنا أسمى بى...تار" قالها هكذا ملحنة فأبتسمت له " طب ممكن تدينى حته شيكولاته يا بيتر" فنظر لى بإستنكار وقال لى "نــئّه السوتالاته تى بتعتى" قالها محركاً كتفيه لأعلى ثم لأسفل ثم تركنى ليستكمل لهوه ، حقيقةً لم أدرك ما قاله لى (ربما لأننى لم أكن فى مدارس لغات!) لكنى أستنبطت من تعبيراته أنها تنمى عن الرفض فأنا أعلم أن الأطفال فى السن هذه يميلون الى الأنا فى تفكيرهم. ولم أستطع أن أكف بصرى عنه و مكثت أتابعه بالنظر أثناء حديثى مع احدهم وفجأة وجدته يحاول تسلق سور المزود الموجود فى أحد جوانب الكنيسة فعدت بذكرياتى الى الطفولة حينما كنت أتسلل خفية الى المزود لأركب الحمار و أنهال عليه ضرباً حتى يتحرك ولكن عبثاً لم يتحرك الحمار!! فظننت أنا هذا الطفل سيسلك نفسى مذهبى فأخذت أراقبه لعل مع تكنولوجيا العصر الحديث قد يتحرك الحمار!!
ولكن ما أدهشنى أن الطفل أرتقى عن هذا الحد من الغباء ووجدته ذاهباً لطفل المزود ويحاول أن يطعمه بما لديه من حلوي! فلم يبخل عليه كما فعل معى فتقدمت بخطوات سريعة لأتابع هذا المشهد عن قرب ورأيت هذا الطفل يأخذ من القش ويضع على جسم الطفل يسوع وهو يتمتم "يا حرام أنت مش عندك بلوفر زى بتاحى!" ووجه الطفل نظره الى تمثال العذراء عفواً الى شخص العذراء وقال "يا ماما عدرا هاتى لبابا يسوع بلوفر عشان هو سقعان!" وهنا انتفض جسمى من تلك البراءة العجيبة! فالموضوع لم يقتصر على براءة طفل فقد كانت كل أهتماماتى فى الطفولة تتمثل فى حمار لا يريد أن يتحرك!! وفيما كنت أتأمل هذا المشهد العجيب حتى سمعت صوت أشبه بكثير بصوت الأمهات "بيتر.. يا واد يا بيتر أنت مش هتبطل شقاوة أبداً؟!" كان لسان حالى حينئذ يريد ولو قال لها دعيه لعل شقاوة بيتر تردعنى عن شقاوتى وأعود لأتوب!
ومدت الأم يديها لتأخذ الطفل فى عنف الى داخل الكنيسة فى حين ابتدا هو فى البكاء و هو يلقى بنظراته الى المزود الذى كان يبعد عن نظره شيئاً فشيئاً وكأنه يعاتب الطفل يسوع .
ووسط هذا المشهد الدرامى أخذت اعاتب نفسى لأنى أتهمت الطفل بحب الأنا فى حين إن وٌجد احد أنانى سيكون أنا.
فقطعة حلوي تمثل لطفل فى هذا السن الكثير ولكنه فضل أن يعطيها للطفل يسوع وعلى العكس فأنا بكل أنانية كثيراً ما أبخل عليه بأقل القليل!!
لقد عبّر هذا الطفل بثقافته المحدودة عن محبته العملية لطفل المزود
فحين ننشغل نحن بتفاصيل إعداد حفل الميلاد من ملابس وأطعمة ومقابلات عائلية وخروجات وننسى غاية الحفل بل وننسى صاحب الحفل نفسه!
لقد كنت فى كل ذلك ما زلت على عتبة الكنيسة فى حين سبقنى صديقى الى الداخل فأدركته وتبادلت القبلات مع بعض خدام الكنيسة مهنئين انفسنا بميلاد المسيح وفيما نحن واقفون لفت انتباهى أحد الأطفال يجري فى خفة ورشاقة وفى يديه قطعة من الحلوى وما هى إلا لحظات قليلة حتى أقترب منى فأمسكته وأخذت أداعبه "أنت أسمك أيه؟" "أنا أسمى بى...تار" قالها هكذا ملحنة فأبتسمت له " طب ممكن تدينى حته شيكولاته يا بيتر" فنظر لى بإستنكار وقال لى "نــئّه السوتالاته تى بتعتى" قالها محركاً كتفيه لأعلى ثم لأسفل ثم تركنى ليستكمل لهوه ، حقيقةً لم أدرك ما قاله لى (ربما لأننى لم أكن فى مدارس لغات!) لكنى أستنبطت من تعبيراته أنها تنمى عن الرفض فأنا أعلم أن الأطفال فى السن هذه يميلون الى الأنا فى تفكيرهم. ولم أستطع أن أكف بصرى عنه و مكثت أتابعه بالنظر أثناء حديثى مع احدهم وفجأة وجدته يحاول تسلق سور المزود الموجود فى أحد جوانب الكنيسة فعدت بذكرياتى الى الطفولة حينما كنت أتسلل خفية الى المزود لأركب الحمار و أنهال عليه ضرباً حتى يتحرك ولكن عبثاً لم يتحرك الحمار!! فظننت أنا هذا الطفل سيسلك نفسى مذهبى فأخذت أراقبه لعل مع تكنولوجيا العصر الحديث قد يتحرك الحمار!!
ولكن ما أدهشنى أن الطفل أرتقى عن هذا الحد من الغباء ووجدته ذاهباً لطفل المزود ويحاول أن يطعمه بما لديه من حلوي! فلم يبخل عليه كما فعل معى فتقدمت بخطوات سريعة لأتابع هذا المشهد عن قرب ورأيت هذا الطفل يأخذ من القش ويضع على جسم الطفل يسوع وهو يتمتم "يا حرام أنت مش عندك بلوفر زى بتاحى!" ووجه الطفل نظره الى تمثال العذراء عفواً الى شخص العذراء وقال "يا ماما عدرا هاتى لبابا يسوع بلوفر عشان هو سقعان!" وهنا انتفض جسمى من تلك البراءة العجيبة! فالموضوع لم يقتصر على براءة طفل فقد كانت كل أهتماماتى فى الطفولة تتمثل فى حمار لا يريد أن يتحرك!! وفيما كنت أتأمل هذا المشهد العجيب حتى سمعت صوت أشبه بكثير بصوت الأمهات "بيتر.. يا واد يا بيتر أنت مش هتبطل شقاوة أبداً؟!" كان لسان حالى حينئذ يريد ولو قال لها دعيه لعل شقاوة بيتر تردعنى عن شقاوتى وأعود لأتوب!
ومدت الأم يديها لتأخذ الطفل فى عنف الى داخل الكنيسة فى حين ابتدا هو فى البكاء و هو يلقى بنظراته الى المزود الذى كان يبعد عن نظره شيئاً فشيئاً وكأنه يعاتب الطفل يسوع .
ووسط هذا المشهد الدرامى أخذت اعاتب نفسى لأنى أتهمت الطفل بحب الأنا فى حين إن وٌجد احد أنانى سيكون أنا.
فقطعة حلوي تمثل لطفل فى هذا السن الكثير ولكنه فضل أن يعطيها للطفل يسوع وعلى العكس فأنا بكل أنانية كثيراً ما أبخل عليه بأقل القليل!!
لقد عبّر هذا الطفل بثقافته المحدودة عن محبته العملية لطفل المزود
فحين ننشغل نحن بتفاصيل إعداد حفل الميلاد من ملابس وأطعمة ومقابلات عائلية وخروجات وننسى غاية الحفل بل وننسى صاحب الحفل نفسه!