تعتبر مدينة "إنتربرايس من أشهر مدن ولاية "ألاباما. وهذه المدينة تشتهر بتمثال "سوسة القطن ؛ وهو عبارة عن تمثال عظيم لامرأة ترفع عاليا سوسة من سوس القطن. وهذا التمثال يقف شامخا في أكبر ميادين مدينة "إنتربرايس". ويمكنك أن تراه حتى يومنا هذا. ولكن لماذا هذا التثمال بالذات؟ لقد تعودنا على أن تقام التماثيل والنُصُب التذكارية للعظماء والأبطال، أو للرموز الدينية أو القومية أو الرياضية. ولكن لماذا يقام تمثال ضخم لسوسة في ميدان عظيم لمدينة كبيرة؟
كانت ولاية "ألاباما" تعتمد على زراعة القطن، حتى جاء عام 1915م فظهرت سوسة القطن من فصيلة في الولاية. وبعد أن كانت قد دمرت محاصيل القطن في "المكسيك"، دمرت محصول القطن في ولاية "ألاباما" تماما. وفقد المزارعون كل رزقهم.
وفي عام 1918م اقتنع رجل يدعى "هـ. م سيشنس" أنه آن الأوان لتحويل اتجاه الولاية لتنتج الفول السوداني بدل القطن. واستطاع "سيشنس" أن يقنع واحدا من أغنى مزارعي الولاية، وهو "س. و. باستون" C. W. Baston أن يخوض المغامرة ويزرع الفول السوداني بدلا من القمح. وعندما زرع "باستون" الفول السوداني، نجح المشروع نجاحا عظيما. وفي أول حصاد، حقق ثروة هائلة من المال، مما أدى إلي أن المزارعين اقتدوا به. ورغم أن القطن بدأ يُنتج من جديد، إلا أن المزارعين كانوا قد تعلموا الدرس وأيقنوا أن أرباح محصول الفول السوداني يفوق بما لا يقاس أرباح القطن.
خطرت فكرة تمثال سوسة القطن على بال "بون فلمنج" Bon Fleming، وهو رجل أعمال. ودشن التمثال الذي صنع في "إيطاليا". وكلف وقتها حوالي 1800 دولارا أمريكيا، في 11 ديسمبر 1919م. فلولا سوسة القطن لما كانوا قد اتجهوا لزراعة الفول السوداني الذي أكسبهم الثروة الطائلة. و
.
صديقي القاريء العزيز، صديقتي القارئة العزيزة: كيف يُخَلِّد أهل "ألاباما" السوسة التي هي رمز التسوس واللعنة والإفساد، ويقيموا لها تمثالا في أعظم ميادين بلدهم؟ بالطبع إنهم لا يخلدون السوسة في ذاتها؛ فهي شر، وقد دمرت المحاصيل، ولكنهم يخلدون ما وراء ما فعلته السوسة، وهو زرع الفول السوداني الذي أدر بالخيرات عليهم!
شيء صعب ومؤلم ومدمر يخرج من خلاله الخير! هذه الفكرة تملأ الكتاب المقدس الذي يعلمنا أَنَّ «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رومية8: 28) فلولا خيانة إخوة "يوسف"، وكذب زوجة "فوطيفار"، وسجن "يوسف"، ما خرج للمجد, «بِيعَ يُوسُفُ عَبْداً. آذُوا بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ. أَرْسَلَ الْمَلِكُ فَحَلَّهُ. أَرْسَلَ سُلْطَانُ الشَّعْبِ فَأَطْلَقَهُ ... فَجَاءَ إِسْرَائِيلُ إِلَى مِصْرَ ... جَعَلَ شَعْبَهُ مُثْمِراً جِدّاً وَأَعَزَّهُ عَلَى أَعْدَائِهِ» (مزمور105: 17-24) حتى أنه قال لإخوته: «لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ ... فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ ... لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً (مثل سوسة القطن) أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً» (تكوين45: 5-8و50: 19-20) وهذا ينطبق على أتون النار الذي صنعه "نَبُوخَذْنَصَّرُ" ودخل فيه الفتية الثلاثة .
كانت ولاية "ألاباما" تعتمد على زراعة القطن، حتى جاء عام 1915م فظهرت سوسة القطن من فصيلة في الولاية. وبعد أن كانت قد دمرت محاصيل القطن في "المكسيك"، دمرت محصول القطن في ولاية "ألاباما" تماما. وفقد المزارعون كل رزقهم.
وفي عام 1918م اقتنع رجل يدعى "هـ. م سيشنس" أنه آن الأوان لتحويل اتجاه الولاية لتنتج الفول السوداني بدل القطن. واستطاع "سيشنس" أن يقنع واحدا من أغنى مزارعي الولاية، وهو "س. و. باستون" C. W. Baston أن يخوض المغامرة ويزرع الفول السوداني بدلا من القمح. وعندما زرع "باستون" الفول السوداني، نجح المشروع نجاحا عظيما. وفي أول حصاد، حقق ثروة هائلة من المال، مما أدى إلي أن المزارعين اقتدوا به. ورغم أن القطن بدأ يُنتج من جديد، إلا أن المزارعين كانوا قد تعلموا الدرس وأيقنوا أن أرباح محصول الفول السوداني يفوق بما لا يقاس أرباح القطن.
خطرت فكرة تمثال سوسة القطن على بال "بون فلمنج" Bon Fleming، وهو رجل أعمال. ودشن التمثال الذي صنع في "إيطاليا". وكلف وقتها حوالي 1800 دولارا أمريكيا، في 11 ديسمبر 1919م. فلولا سوسة القطن لما كانوا قد اتجهوا لزراعة الفول السوداني الذي أكسبهم الثروة الطائلة. و
.
صديقي القاريء العزيز، صديقتي القارئة العزيزة: كيف يُخَلِّد أهل "ألاباما" السوسة التي هي رمز التسوس واللعنة والإفساد، ويقيموا لها تمثالا في أعظم ميادين بلدهم؟ بالطبع إنهم لا يخلدون السوسة في ذاتها؛ فهي شر، وقد دمرت المحاصيل، ولكنهم يخلدون ما وراء ما فعلته السوسة، وهو زرع الفول السوداني الذي أدر بالخيرات عليهم!
شيء صعب ومؤلم ومدمر يخرج من خلاله الخير! هذه الفكرة تملأ الكتاب المقدس الذي يعلمنا أَنَّ «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رومية8: 28) فلولا خيانة إخوة "يوسف"، وكذب زوجة "فوطيفار"، وسجن "يوسف"، ما خرج للمجد, «بِيعَ يُوسُفُ عَبْداً. آذُوا بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ إِلَى وَقْتِ مَجِيءِ كَلِمَتِهِ. قَوْلُ الرَّبِّ امْتَحَنَهُ. أَرْسَلَ الْمَلِكُ فَحَلَّهُ. أَرْسَلَ سُلْطَانُ الشَّعْبِ فَأَطْلَقَهُ ... فَجَاءَ إِسْرَائِيلُ إِلَى مِصْرَ ... جَعَلَ شَعْبَهُ مُثْمِراً جِدّاً وَأَعَزَّهُ عَلَى أَعْدَائِهِ» (مزمور105: 17-24) حتى أنه قال لإخوته: «لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ ... فَقَدْ أَرْسَلَنِي اللهُ قُدَّامَكُمْ لِيَجْعَلَ لَكُمْ بَقِيَّةً فِي الأَرْضِ وَلِيَسْتَبْقِيَ لَكُمْ نَجَاةً عَظِيمَةً. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ ... لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً (مثل سوسة القطن) أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً» (تكوين45: 5-8و50: 19-20) وهذا ينطبق على أتون النار الذي صنعه "نَبُوخَذْنَصَّرُ" ودخل فيه الفتية الثلاثة .