في نفس القرية. في يوم من الأيام قرر الاثنان القيام برحلة إلى جزيرة قريبة
بواسطة
زورق. وما إن وصلوا إلى الزورق وصعدوا إليه، سقطت ورقة من أوراق الشجر في
الزورق فسأل الشيخ الكبير الفتى الصغير وقال له: يا بني
أتعرف شيئاً عن
علم النباتات، عن علم الطبيعة .أجابه الفتى: لا، لا أعرف شيئاً عن هذا
الموضوع. فقال له الشيخ يا خسارة راحت عليك نصف حياتك كيف لا تعرف هذا
العلم إنه علم رهيب جداً ومهم. وهكذا تحرك الزورق ووصلوا إلى الجزيرة وهناك
على الشاطئ شاهدوا حجارة الشاطئ الجميلة فسأل الشيخ الكبير الفتى الصغير
وقال له يا بني أتعرف شيئاً عن علم الصخور عن علم الأرض والمتحجرات. أجابه
الفتى: لا، لا أعرف شيئاً عن هذا الموضوع. فقال له الشيخ: كيف لا تعرف عن
هذا العلم المهم والعظيم انه علم رهيب لقد خسرت نصف حياتك؟؟ وبعدها صار
الليل وفجأة لمح الاثنان نيزكاً من السماء يسقط فسأل الشيخ الكبير الفتى
الصغير عن علم الفلك والنجوم والكواكب. فأجابه الفتى الصغير: لا أعرف شيئاً
عن هذا الموضوع فقال له الشيخ الكبير كيف لا تعرف عن هذا العلم المهم
الرهيب لقد خسرت حياتك بعدم المعرفة عن هذا العلم. وفي الصباح رجع الاثنان
بالزورق إلى بيتهم وهم في وسط البحر صارت عاصفة عظيمة وقوية بحيث انقلب
الزورق وكان الفتى الصغير يعرف السباحة بينما الشيخ الكبير لم يكن يعرف
واستطاع الفتى أن يسبح إلى الشاطئ وهناك بدأ يصيح بالشيخ ويقول: يا شيخ
أتعرف السباحة هل تعلم أن تسبح فأجابه الشيخ الكبير: لا لا أعرف. فقال له
الفتى: يا للأسف، لقد فقدتَ كل حياتك. وهكذا أيضا ليس مهماً أبداً أن أعرف
كل علوم الدنيا ولا أعرف يسوع المسيح لأنه في النهاية سوف أخسر حياتي.
فالعلم الحقيقي هو أن أعرف يسوع وان أعيش ليسوع. فقد أكون عالماً كبيراً
ومهندساً عظيماً، لكني أخسر حياتي إن لم أعرف الرب يسوع.