هاهو .. ابليس يرقص فرحا
هذا
بالرغم من الإيمان الراسخ عميقًا في قلب المؤمن بأن الله قادر على كل شيء
ولا يعسر عليه أمر، وبأنه ليس بقوّتِنا ولا بقدرتنا لكن بروح الرّب يمكننا
نقل الجبال؛ إلاّ أنه تبقى في داخلنا فكرة أو لربما وهم نحاول أن نتمسّك
به بين الحين والآخر عندما تعلو الأمواج وتصخب العاصفة، وهو أننا قادرين
على مسك زمام الأمور وبأن لنا سيطرة مُعيّنة على كل وضع!
نعتقد أنه كلما كانت الحياة أسهل ستكون بطبيعة الحال قدرتنا على ضبط
الأمور ومسك الزِّمام أقوى؛ وكلما قست علينا الحياة بكل ما فيها من شجن
وألم وتحدِّيات وسقطات موجعة ،نميل للتشكيك في فكرتنا إلا أننا نأبى
التنازل أو التخلِّي عنها! ليس كبرياءًا منَّا أو تشكيكًا في قدرة الله،
حاشا، بل نتمسّك بها لأننا نفشل في استيعاب مفهوم "العجز الكُلِّيّ" دون
اختباره؛ إذ لا يسع المرء استيعاب مفهوم "النار الحارقة" قبل أن تلسعه
ألسنتها!
عندما تكون الحياة رغيدة ومسار يومنا يحذو كما هو مُخطَّط ومُتوقَّع،
تجدنا مرتاحين ونلتحف الطمأنينة، نشعر بالدفء والاستقرار، وربما سلام
معيّن، إذ نشعر بأنه لنا سيطرة كاملة على الوضع!
ولكن، حالما تبدأ الغيوم بالتلبُّد فوق سمائنا لتنعكس الأمور فتُفاجئنا
الحياة بغيومها السوداء والأمطار تُغرق أفكارنا وحواسنا ببطء وعناد ،لنجد
أنفسنا ننحني تحت ثقل الألم، التعب والإحباط، والخوف والإرهاق ممّا
سيأتي.. تغمرنا شيئًا فشيء هواجس وأفكار ومشاعر بعدم الاستقرار أو
السكينة، وهناك نرى وسط العاصفة بأننا بدأنا نفقد السيطرة على حياتنا
لتسحبنا رمال صحرائنا إلى القعر، إلى اللا مكان، فنهوي عميقًا بسقطة موجعة
تتركنا هناك متقوقعين عاجزين تمامًا عن الحراك أو الكلام!
وعندها نُدرك ولدهشتنا الشديدة أنه بالحقّ ليس بقدرتنا ولا بقوتنا...نُدرك أن حربنا مع إبليس خاسرة ولا محالة دون يد الرّب في الوسط!
وفي صقيع الظلمة وآلام السقطة يعلو صدى التساؤلات...هل أستسلم فأذبُل فأموت أم أمسح دموعي فأنهض لأُحارب؟
هل أُواجه العدوّ أم أخضع؟
هل أؤمن بجبروت إلهي ووعوده أم أكفر؟؟!!
قد تبدو هذه التساؤلات للوهلة الأولى بسيطة في عينيّ المؤمن، لكنّها ليست
كذلك عندما تجد نفسك جالسًا في قعر الهاوية المظلم حيث الوِحدة واليأس
والإحباط.
إنه مكان يسهل فيه الإنطواء والذبول والاستسلام..
هناك ترى إبليس يرقص فرحًا على إيقاع همومك ومخاوفك فيبادر بتشجيعك على
الإستسلام للمعركة...في هذا المكان يُخبرك بأن وعود الله ليست حقيقيّة وأن
الرجاء حلمٌ زائل!!
فقط عندما يجد المؤمن ذاته ضائعة في ذاك المكان يُدرك بيقين كامل أنه
إنسان مكسور وعاجز من دون حضور الله الدائم وعمله في حياته، إذ يستوعب
الحقيقة بأنه ليس له سيطرة على شيء في الحياة، رغيدة كانت أم مُرّة.. إذ
أنني "عريانًا أتيت وعريانًا أعود"، في لُحيظة ودون سابق إنذار قد تجد
بأنك خسرتَ كل شيء، وكل ما جاهدت لبنائه عبر السنين غدا أطلالاً.. لتعود
عريانًا من جديد!
هنا تعلم بضرورة الإجابة على تلك التساؤلات:
هل أستسلم للعدوّ أم أصرخ نحو الرّب مُعلنًا ضعفي وعجزي؛ طالبًا يده لترفعني وتنشلني من سقطتي؟!
وبعد صرختي لربّ المجد وفي الهزيع الرابع ، أراهُ جليًا أمامي ماشيًا فوق
أمواج حياتي، واطئًا الصِّل تحت قدميه، آمرًا العاصفة فتهدأ.. وهناك تنقشع
عنِّي الغيمة فأرى بيقين أمانة الرّب ووعوده الصادقة والأمينة دومًا وإلى
دورِ فدور..."أولئك صرخوا، والربّ سمع، ومن كل شدائدهم أنقذهم.
قريبٌ هو الرّب من المنكسري القلوب، ويٌخلِّص المنسحقي الروح. كثيرةٌ هي
بلايا الصِّديق، ومن جميعها يُنجِّيه الرّب. يحفظُ جميعَ عظامِهِ، واحدٌ
منها لا ينكسر" (مزمور34: 17- 20).
هذا
بالرغم من الإيمان الراسخ عميقًا في قلب المؤمن بأن الله قادر على كل شيء
ولا يعسر عليه أمر، وبأنه ليس بقوّتِنا ولا بقدرتنا لكن بروح الرّب يمكننا
نقل الجبال؛ إلاّ أنه تبقى في داخلنا فكرة أو لربما وهم نحاول أن نتمسّك
به بين الحين والآخر عندما تعلو الأمواج وتصخب العاصفة، وهو أننا قادرين
على مسك زمام الأمور وبأن لنا سيطرة مُعيّنة على كل وضع!
نعتقد أنه كلما كانت الحياة أسهل ستكون بطبيعة الحال قدرتنا على ضبط
الأمور ومسك الزِّمام أقوى؛ وكلما قست علينا الحياة بكل ما فيها من شجن
وألم وتحدِّيات وسقطات موجعة ،نميل للتشكيك في فكرتنا إلا أننا نأبى
التنازل أو التخلِّي عنها! ليس كبرياءًا منَّا أو تشكيكًا في قدرة الله،
حاشا، بل نتمسّك بها لأننا نفشل في استيعاب مفهوم "العجز الكُلِّيّ" دون
اختباره؛ إذ لا يسع المرء استيعاب مفهوم "النار الحارقة" قبل أن تلسعه
ألسنتها!
عندما تكون الحياة رغيدة ومسار يومنا يحذو كما هو مُخطَّط ومُتوقَّع،
تجدنا مرتاحين ونلتحف الطمأنينة، نشعر بالدفء والاستقرار، وربما سلام
معيّن، إذ نشعر بأنه لنا سيطرة كاملة على الوضع!
ولكن، حالما تبدأ الغيوم بالتلبُّد فوق سمائنا لتنعكس الأمور فتُفاجئنا
الحياة بغيومها السوداء والأمطار تُغرق أفكارنا وحواسنا ببطء وعناد ،لنجد
أنفسنا ننحني تحت ثقل الألم، التعب والإحباط، والخوف والإرهاق ممّا
سيأتي.. تغمرنا شيئًا فشيء هواجس وأفكار ومشاعر بعدم الاستقرار أو
السكينة، وهناك نرى وسط العاصفة بأننا بدأنا نفقد السيطرة على حياتنا
لتسحبنا رمال صحرائنا إلى القعر، إلى اللا مكان، فنهوي عميقًا بسقطة موجعة
تتركنا هناك متقوقعين عاجزين تمامًا عن الحراك أو الكلام!
وعندها نُدرك ولدهشتنا الشديدة أنه بالحقّ ليس بقدرتنا ولا بقوتنا...نُدرك أن حربنا مع إبليس خاسرة ولا محالة دون يد الرّب في الوسط!
وفي صقيع الظلمة وآلام السقطة يعلو صدى التساؤلات...هل أستسلم فأذبُل فأموت أم أمسح دموعي فأنهض لأُحارب؟
هل أُواجه العدوّ أم أخضع؟
هل أؤمن بجبروت إلهي ووعوده أم أكفر؟؟!!
قد تبدو هذه التساؤلات للوهلة الأولى بسيطة في عينيّ المؤمن، لكنّها ليست
كذلك عندما تجد نفسك جالسًا في قعر الهاوية المظلم حيث الوِحدة واليأس
والإحباط.
إنه مكان يسهل فيه الإنطواء والذبول والاستسلام..
هناك ترى إبليس يرقص فرحًا على إيقاع همومك ومخاوفك فيبادر بتشجيعك على
الإستسلام للمعركة...في هذا المكان يُخبرك بأن وعود الله ليست حقيقيّة وأن
الرجاء حلمٌ زائل!!
فقط عندما يجد المؤمن ذاته ضائعة في ذاك المكان يُدرك بيقين كامل أنه
إنسان مكسور وعاجز من دون حضور الله الدائم وعمله في حياته، إذ يستوعب
الحقيقة بأنه ليس له سيطرة على شيء في الحياة، رغيدة كانت أم مُرّة.. إذ
أنني "عريانًا أتيت وعريانًا أعود"، في لُحيظة ودون سابق إنذار قد تجد
بأنك خسرتَ كل شيء، وكل ما جاهدت لبنائه عبر السنين غدا أطلالاً.. لتعود
عريانًا من جديد!
هنا تعلم بضرورة الإجابة على تلك التساؤلات:
هل أستسلم للعدوّ أم أصرخ نحو الرّب مُعلنًا ضعفي وعجزي؛ طالبًا يده لترفعني وتنشلني من سقطتي؟!
وبعد صرختي لربّ المجد وفي الهزيع الرابع ، أراهُ جليًا أمامي ماشيًا فوق
أمواج حياتي، واطئًا الصِّل تحت قدميه، آمرًا العاصفة فتهدأ.. وهناك تنقشع
عنِّي الغيمة فأرى بيقين أمانة الرّب ووعوده الصادقة والأمينة دومًا وإلى
دورِ فدور..."أولئك صرخوا، والربّ سمع، ومن كل شدائدهم أنقذهم.
قريبٌ هو الرّب من المنكسري القلوب، ويٌخلِّص المنسحقي الروح. كثيرةٌ هي
بلايا الصِّديق، ومن جميعها يُنجِّيه الرّب. يحفظُ جميعَ عظامِهِ، واحدٌ
منها لا ينكسر" (مزمور34: 17- 20).