ومات الجميع!!!!
أواه: يا ليتني اطعت! أوه: يا ليتني اطعت!"
هذه صيحة احد المجانين في مستشفى اميركي للامراض العقلية. لقد ظل يطلق هذه
الصيحة ويكررها في حجرته اياماً وأسابيع وسنين طويلة، ولم يتفوَّه بسواها،
بل كان، كلما مرَّ بجانبه احد الناس وخاطبه، لا يرد عليه الا بهذه الصرخة
التي تصم الاذان: اوه: يا ليتني اطعت! اواه: يا ليتني اطعت!
وقصة هذا المسكين هي انه كان موظفاً في احدى شركات القطار الحديدي التي
عهدت اليه وانزاله بمناظرة جسر ممتد فوق نهر، وكان عمله محصوراً في رفع
الجسر عند مرور البواخر واعداد الخط لمرور القطار الحديدي. وكان هذا الموظف
يتمتع بكامل صحته وقواه العقلية.
وتسلم، ذات يوم، امراً خاصاً مشدداً بابقاء الجسر مُنزَّلاً في وقت معيّن،
وذلك لمرور قطار سياح خصوصي لم يكن موعد وصوله محدداً بالضبط، فأخذ
الاستعدادات اللازمة لتنفيذ هذا الامر، وانزل الجسر وحضَّر الخط لمرور
القطار المذكور، وجلس ينتظر.
في تلك الساعة وصلت بعض البواخر وطلب قادتها المرور كالعادة، فرفض الموظف
ان يرفع الجسر، بناء على الامر الخاص المشدد الذي تسلمه. ووصلت سفينة اخرى،
وطلب اليه قبطانها وهو صديق حميم له، ان يسمح له بالمرور، قائلاً: انت
ترفع الجسر وانا اعبر في بضع دقائق بعجلة، وبعد اخذ ورد اذعن الموظف لطلب
صديقه ورفع الجسر، واخذت السفينة تتحرك.. ولكن يا لهول الرعب الذي انقض على
الموظف عندما اصم اذنيه صوت صفير مزعج منطلق من قطار السياح المقبل بسرعة
فائقة، اذ لم يعد هناك أي متسع من الوقت لانزال الجسر، فتمنى، في لحظة
الندامة وفوات الاوان، لو انه تقيَّد بالامر الخاص المشدد، فرفع يديه، في
ساعة قنوطه، الى العلاء، وصرخ من اعماق اعماقه: أواه: يا ليتني اطعت! أواه:
يا ليتني اطعت! اما القطار فاندفع بمن فيه منحدراً الى النهر حيث لاقى
السياح حتفهم
والموظف المسكين، ماذا جرى له؟ لما جاء اهل النجدة وجدوه يتمشى ذاهباً
واياباً على غير هدى ويصيح: أواه: يا ليتني اطعت! أواه: يا ليتني اطعت! ولم
يتفوه بغير هذه الكلمات، فقد فَقَدَ رشده وظل مجنوناً كل حياته لا ينطق
الا بهذه الجملة: أواه: يا ليتني اطعت! كان قد تلقى امراً صريحاً فعصاه!
كان من المحتمل ان لا يأتي القطار في ذلك الوقت، ولكنه اتى وهلك جمع غفير!
يا لها من مأساة ربما تقول عندما تطلع على تفاصيلها: ما احمق ذلك الموظف!
ولكنك، اذا اطلقت لتأملاتك العنان وغصت في اعماق ضميرك، قد تجد انك سالك
المسلك ذاته الذي ادى الى تلك الفاجعة الرهيبة، فانت، ايضاً، قد تلقيت
امراً اسمى جاءك من السماء يجب ان تطيعه اكثر فقد جاء في الكتاب المقدس:
"فالله يأمر جميع الناس في كل مكان بأن يتوبوا "
أواه: يا ليتني اطعت! أوه: يا ليتني اطعت!"
هذه صيحة احد المجانين في مستشفى اميركي للامراض العقلية. لقد ظل يطلق هذه
الصيحة ويكررها في حجرته اياماً وأسابيع وسنين طويلة، ولم يتفوَّه بسواها،
بل كان، كلما مرَّ بجانبه احد الناس وخاطبه، لا يرد عليه الا بهذه الصرخة
التي تصم الاذان: اوه: يا ليتني اطعت! اواه: يا ليتني اطعت!
وقصة هذا المسكين هي انه كان موظفاً في احدى شركات القطار الحديدي التي
عهدت اليه وانزاله بمناظرة جسر ممتد فوق نهر، وكان عمله محصوراً في رفع
الجسر عند مرور البواخر واعداد الخط لمرور القطار الحديدي. وكان هذا الموظف
يتمتع بكامل صحته وقواه العقلية.
وتسلم، ذات يوم، امراً خاصاً مشدداً بابقاء الجسر مُنزَّلاً في وقت معيّن،
وذلك لمرور قطار سياح خصوصي لم يكن موعد وصوله محدداً بالضبط، فأخذ
الاستعدادات اللازمة لتنفيذ هذا الامر، وانزل الجسر وحضَّر الخط لمرور
القطار المذكور، وجلس ينتظر.
في تلك الساعة وصلت بعض البواخر وطلب قادتها المرور كالعادة، فرفض الموظف
ان يرفع الجسر، بناء على الامر الخاص المشدد الذي تسلمه. ووصلت سفينة اخرى،
وطلب اليه قبطانها وهو صديق حميم له، ان يسمح له بالمرور، قائلاً: انت
ترفع الجسر وانا اعبر في بضع دقائق بعجلة، وبعد اخذ ورد اذعن الموظف لطلب
صديقه ورفع الجسر، واخذت السفينة تتحرك.. ولكن يا لهول الرعب الذي انقض على
الموظف عندما اصم اذنيه صوت صفير مزعج منطلق من قطار السياح المقبل بسرعة
فائقة، اذ لم يعد هناك أي متسع من الوقت لانزال الجسر، فتمنى، في لحظة
الندامة وفوات الاوان، لو انه تقيَّد بالامر الخاص المشدد، فرفع يديه، في
ساعة قنوطه، الى العلاء، وصرخ من اعماق اعماقه: أواه: يا ليتني اطعت! أواه:
يا ليتني اطعت! اما القطار فاندفع بمن فيه منحدراً الى النهر حيث لاقى
السياح حتفهم
والموظف المسكين، ماذا جرى له؟ لما جاء اهل النجدة وجدوه يتمشى ذاهباً
واياباً على غير هدى ويصيح: أواه: يا ليتني اطعت! أواه: يا ليتني اطعت! ولم
يتفوه بغير هذه الكلمات، فقد فَقَدَ رشده وظل مجنوناً كل حياته لا ينطق
الا بهذه الجملة: أواه: يا ليتني اطعت! كان قد تلقى امراً صريحاً فعصاه!
كان من المحتمل ان لا يأتي القطار في ذلك الوقت، ولكنه اتى وهلك جمع غفير!
يا لها من مأساة ربما تقول عندما تطلع على تفاصيلها: ما احمق ذلك الموظف!
ولكنك، اذا اطلقت لتأملاتك العنان وغصت في اعماق ضميرك، قد تجد انك سالك
المسلك ذاته الذي ادى الى تلك الفاجعة الرهيبة، فانت، ايضاً، قد تلقيت
امراً اسمى جاءك من السماء يجب ان تطيعه اكثر فقد جاء في الكتاب المقدس:
"فالله يأمر جميع الناس في كل مكان بأن يتوبوا "