توقفنا عن غسيل
الشوارع بالماء فقد أصبحنا نرويها بالدماء، فهذه أمة لا تنشغل إلا بأحوال «الطقس»
ولا تحترق إلا بأموال «النفط».. وكان «شيخى» قد عاد من «الخليج» محملاً بالذهب
والهدايا والعطور ولم يمنحنى مسبحة أو طاقية، لكنه سلم لى شحنة «الكراهية»
المستوردة، والحقيقة أنه صورها لى ومنحنى نسخة، واحتفظ هو بالأصل فأصبحت لا أطيق
نفسى ولا الآخرين، وتمنيت لو أن الله سبحانه وتعالى أحرق أوروبا وأغرق أمريكا ودمر
آسيا ولا يتبقى على خريطة العالم إلا «بيتى»، وعندما أصدرت الحكومة المؤمنة قراراً
بذبح الخنازير والاحتفاظ بالفراخ جاءتنى الفرصة فكنت أتتبعها من «زريبة» لحظيرة
لحقل وأدفنها حية أو أكويها بالجير الحى وأفقأ عيونها، وكان من يرانى أنهال
بالصخور على رؤوسها يشعر بأن رأس الخنزير يحتاج إلى الرحمة ورأسى يحتاج إلى
العلاج، فقد كنت قد انتقلت من مرحلة «التطهر الدينى» إلى مرحلة «التطهير العرقى»،
وخلا الوطن من الخنازير وبقى أصحابها..
وانشغلنا فترة ببناء الكبارى وإحراق الكنائس،
وكنت أتساءل أهذه السحابة السوداء تأتى من إحراق قش الأرز أم ممتلكات الأقباط؟!..
وكان «شيخى» كلما نفد رصيدى من «الكراهية» يعاود شحنى..
ومنذ أيام رأيت
أقباطاً يتظاهرون على ضفاف النيل فعرفت أنهم «أصحاب الخنازير» الذين حدثنى عنهم
«شيخى» وأعطانى علاماتهم وتأملت وجوههم، واكتشفت أنهم يشبهون المسلمين وكان من
بينهم «مايكل» زميل ابنى فى الجامعة والدكتور «حنا» الذى يعالجنى و«ريتا» جارتنا
التى ترضع ابنتى فابتسمت لأول مرة منذ عاد شيخى من الخليج، واستدرت لأنصرف فوجدته
أمامى يسألنى عن رصيدى ثم يعاود الشحن، فبدأت فى قذفهم بالطوب وأخذت عربة وجريت
وراءهم لأدهسهم وكانوا يصرخون، وكان من يرانا يشعر بأنهم يستحقون الرحمة وأننى
أستحق العلاج، ورأيت «مايكل» يحمل مصاباً ويجرى به، وعندما تأكدت أن المصاب ابنى
عدوت أبحث عن شيخى لكنه كان قد اختفى مثل الشيطان.. الطغاه يجلبون الغزاة.. الطغاه
يجلبون الغزاة.. الطغاة يجلبون الغزاة.
الشوارع بالماء فقد أصبحنا نرويها بالدماء، فهذه أمة لا تنشغل إلا بأحوال «الطقس»
ولا تحترق إلا بأموال «النفط».. وكان «شيخى» قد عاد من «الخليج» محملاً بالذهب
والهدايا والعطور ولم يمنحنى مسبحة أو طاقية، لكنه سلم لى شحنة «الكراهية»
المستوردة، والحقيقة أنه صورها لى ومنحنى نسخة، واحتفظ هو بالأصل فأصبحت لا أطيق
نفسى ولا الآخرين، وتمنيت لو أن الله سبحانه وتعالى أحرق أوروبا وأغرق أمريكا ودمر
آسيا ولا يتبقى على خريطة العالم إلا «بيتى»، وعندما أصدرت الحكومة المؤمنة قراراً
بذبح الخنازير والاحتفاظ بالفراخ جاءتنى الفرصة فكنت أتتبعها من «زريبة» لحظيرة
لحقل وأدفنها حية أو أكويها بالجير الحى وأفقأ عيونها، وكان من يرانى أنهال
بالصخور على رؤوسها يشعر بأن رأس الخنزير يحتاج إلى الرحمة ورأسى يحتاج إلى
العلاج، فقد كنت قد انتقلت من مرحلة «التطهر الدينى» إلى مرحلة «التطهير العرقى»،
وخلا الوطن من الخنازير وبقى أصحابها..
وانشغلنا فترة ببناء الكبارى وإحراق الكنائس،
وكنت أتساءل أهذه السحابة السوداء تأتى من إحراق قش الأرز أم ممتلكات الأقباط؟!..
وكان «شيخى» كلما نفد رصيدى من «الكراهية» يعاود شحنى..
ومنذ أيام رأيت
أقباطاً يتظاهرون على ضفاف النيل فعرفت أنهم «أصحاب الخنازير» الذين حدثنى عنهم
«شيخى» وأعطانى علاماتهم وتأملت وجوههم، واكتشفت أنهم يشبهون المسلمين وكان من
بينهم «مايكل» زميل ابنى فى الجامعة والدكتور «حنا» الذى يعالجنى و«ريتا» جارتنا
التى ترضع ابنتى فابتسمت لأول مرة منذ عاد شيخى من الخليج، واستدرت لأنصرف فوجدته
أمامى يسألنى عن رصيدى ثم يعاود الشحن، فبدأت فى قذفهم بالطوب وأخذت عربة وجريت
وراءهم لأدهسهم وكانوا يصرخون، وكان من يرانا يشعر بأنهم يستحقون الرحمة وأننى
أستحق العلاج، ورأيت «مايكل» يحمل مصاباً ويجرى به، وعندما تأكدت أن المصاب ابنى
عدوت أبحث عن شيخى لكنه كان قد اختفى مثل الشيطان.. الطغاه يجلبون الغزاة.. الطغاه
يجلبون الغزاة.. الطغاة يجلبون الغزاة.