كانت فكرة عملناها فى احدى النبذات لأحدى رحلات خدمتنا وهى حساب ساعات الرحلة بالثانية وكان الهدف ان لا نفقد ثانية من ثوانى الرحلة دون ان نفرح ونستفيد
وهاهو فيلم ومقال صحفى اعجبنى يتكلم عن الوقت وأهميته فكرت ان انقله كما هو للأفادة وشد الودن هل تتاجر فى وزنات الوقت الممنوحة لك يوميا وكما قرأت اننا نصرف شيكا يوميا من ايد ربنا قدره 24 ساعة *60 دقيقة *60 ثانية
متى تستقيظ وتتاجر فى وقتك
يعرض في مصر الآن فيلم "IN TIME" - في الوقت - الفيلم بطولة "جوستين
تيمبرليك" واماندا سيفريد وسيليان ميرفي وأوليفيا ويندي.. كتبه وأخرجه
أندرو نيكول.
أحداث الفيلم كلها تدور حول الوقت والعمر. طبعا الأعمار بيد الله. والناس
إذا حان وقت سقوط ورقتهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ولكننا هنا نحلق
فيما ذهب إليه خيال الكاتب والمخرج.
وهاهو فيلم ومقال صحفى اعجبنى يتكلم عن الوقت وأهميته فكرت ان انقله كما هو للأفادة وشد الودن هل تتاجر فى وزنات الوقت الممنوحة لك يوميا وكما قرأت اننا نصرف شيكا يوميا من ايد ربنا قدره 24 ساعة *60 دقيقة *60 ثانية
متى تستقيظ وتتاجر فى وقتك
يعرض في مصر الآن فيلم "IN TIME" - في الوقت - الفيلم بطولة "جوستين
تيمبرليك" واماندا سيفريد وسيليان ميرفي وأوليفيا ويندي.. كتبه وأخرجه
أندرو نيكول.
أحداث الفيلم كلها تدور حول الوقت والعمر. طبعا الأعمار بيد الله. والناس
إذا حان وقت سقوط ورقتهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون ولكننا هنا نحلق
فيما ذهب إليه خيال الكاتب والمخرج.
الفيلم تقع أحداثه في عام "2161"
حيث يسمح التحول الجيني للإنسانية بتطوير نظام يوقف الشيخوخة بعد 25 سنة من
الولادة. بشرط أن تكون كل ساعة إضافية بعد سن ال 25 بمقابل.. وهذا المقابل
يكون وقتا وليس مالا. حيث تم إلغاء التعامل بالمال تماما لتستبدل النقود
بوحدات الوقت.
وتم الاتفاق علي كيفية الحساب والتعامل.. كل مواطن مثبت علي ذراعه جهاز
ديجيتال. هو بمثابة عداد رقمي. يعد لك ساعات عمرك أولا بأول.. هذا العداد
تم برمجته علي حساب الوقت وليس المال حسب التسعيرة السارية.. فالأجور
والمرتبات بالوقت.. هذا وكيل وزارة أجره 5000 ساعة. وهذا مدرس أجره 3500
ساعة شهريا وهذا سباك أجره في اليوم 200 ساعة. وهكذا.
في نهاية الشهر أو نهاية اليوم أو الأسبوع. تذهب لكي تقبض راتبك أو أجرك.
كل ما عليه هو أن تقف أمام الصراف. الذي ينحصر دوره في انه سيضع جهازا في
يده فوق الجهاز المثبت بذراعك. لكي يتم سحب الوقت الذي يقابل أجرك فيضاف
إلي رصيد وقتك. فيقال ان فلانا عيني عليه باردة. دخل جيبه هذا الشهر 9 آلاف
ساعة أو أصبح رصيده بالحوافز والبدلات 10 آلاف ساعة. وهذا يعني أن رصيد
عمره به ما يكفي حياته 10 آلاف ساعة.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه سيظل يتعامل مع الدنيا بيعا وشراء. يأكل ويشرب
ويعيش ويدفع الايجار والأقساط وفواتير الكهرباء والغاز والتليفون من هذا
المبلغ.. يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقها هذا حق طبيعي وفطري. ولكن كل
واحد عينه علي عداده.. إذا ذهب إلي السوبر ماركت واشتري جبنا وخبزا ولبنا
فإنه يمر علي جهاز يخصم من رصده الثمن. وقد تكون الطامة الكبري إذا فوجيء
أحدهم بأن الجهاز يقول له: "انتبه رصيدك أوشك علي الانتهاء" لأن هذا يعني
أن عمره أوشك علي الانتهاء.
هنا لابد وأن يتصرف في أسرع وقت.. إذ عليه أن يشحن كارته وبطارية حياته.
وبأي طريقة.. فإما أن يعمل عملا فوريا يتكسب منه بما يضيف إلي رصيد حياته.
وإما أن يستلف من قريب أو صديق ويشحن عمره علي الهواء. وهذا بالمناسبة ليس
أمرا سهلا. لأن من يقرضك ساعة. سوف تخصم من عمره. لذا فالكل قابض علي حياته
كالقابض علي الجمر.
في النهاية الكل يعيش في صراع.. ليلا ونهارا قلق * قلق.. من ينام يضبط
المنبه لكي يستيقظ قبل أن يعد العداد في ساعات نومه إذا طالت بما يجعله
يستيقظ مفلسا. أو ربما مات إذا "راحت عليه نومة" لأن عداد حياته وصل إلي
الزيرو.. الحل هو برمجة الإنسان ليصبح نومه أقل وساعات عمله أطول.
وتختفي المجاملات وينمحي البعد الاجتماعي تدريجيا.. فزيارات الأهل وعزومات
الأصدقاء تعني في هذا العالم أبوعداد الكتروني. ليس "موت وخراب ديار" مثلما
نقول نحن في دنيانا "المبحبحة" وإنما خراب ديار وموت. لأنها في النهاية
تساوي وقتا وفلوسا مترجمة إلي وقت وعمر وحياة. والكل في كبد لكي يعيش يوما
بيوم أو شهرا بشهر.. ولذلك فإن العزائم والحفلات الأسرية ولمة المقاهي يمكن
أن تكلف الإنسان حياته. لأنها بفلوس والفلوس تعني عمرا. وقد يدفع شخص عمره
في عشوة أو غدوة لم ينتبه أثناءها وهو يمارس دور "حاتم الطائي" ان رصيده
قد دخل علي المكشوف ولم ينتبه إلي اللمبة الحمراء التي اضاءت بما يفيد أنه
صاعد إلي الرفيق الأعلي وأنه سيصبح بعد ثوان مرفوعا من الخدمة. ليس مؤقتا
وإنما دائما.
ومثلما هو الحال في كل بقاع الدنيا. هناك الفقراء الذين "يطفحون الكوتة"
لكي يعيشوا ساعة بساعة وهناك الأغنياء الذين يضمنون بالساعات التي يملكونها
حياة دائمة متجددة لآلاف السنين. ولكن تبقي موازين وقواعد حكمة البقاء
والفناء والتي لخصها صلاح جاهين في عبقريته الرباعيات "لابد ما يموت شيء
علشان يعيش شيء".
ولأن الدنيا لا تتسع أن يعيش الكل. ولا تصلح في الوقت نفسه أن تكون دنيا
إذا مات الكل. فإنه لابد من ان نضحي دائما بالفقراء لكي يعيش الأغنياء..
هنا تتدخل الأيادي الآثمة لكي تلعب في عداد عمر الفقراء.. فمثلما هناك
احتكار من اباطرة الحديد واللحم والقمح وجزيئات اكسجين الهواء في زمن
مبارك. هناك احتكار مشابه من الأغنياء في الفيلم.
كان الحل هو تطبيق العقد. لقد دخل الفقراء والأغنياء علي اتفاق ان العمر
مرهون بالوقت الذي يملكه هذا أو ذاك.. من يملك الوقت عاش ومن لا يملكه
مات.. لذا قام الأغنياء الذين يحتكرون كل أسباب الحياة من عمل وسلع ومساكن
وصحة ودواء بتصعيبها علي الفقراء. رفعوا الأسعار. بل ضاعفوها حتي أصبحت
الربع ساعة عمرا رفاهية ما بعدها رفاهية. فراح الفقراء ينقرضون. وراح
الأغنياء يتزايدون!!
تلك كانت حسبة الفيلم الذي كتبه وأخرجه بخياله "أندرو نيكول" في فيلم "IN
TIME". فيلم تحدث وقائعه في دنيا الخيال فقط. ولكن ماذا إذا راحت قوة أو
قوي معينة تحركنا بالريموت كنترول وتتحكم في حياتنا ومصائرنا؟
للأسف أخشي أن يحدث هذا في مصر.. وأم الكوارث ان يحدث هذا بعد الثورة بعد
أن وعينا الدرس وأزلنا الغمامة من فوق عيوننا ورفعنا الكمامة من فوق
أفواهنا.. قوة أو قوي تحركنا في كل الاتجاهات الا اتجاه مسار الثورة ومحطة
جني ثمارها وقوة أو قوي تلهينا وتشتت تركيزنا في كل شيء علي طريقة "بص شوف
العصفورة" حتي تعمي الأبصار والقلوب التي في الصدور عما يدبر ويحاك ضدنا
وضد البلد.
النتيجة ان احداث الفيلم تتحقق بأسلوب أو بآخر.. فالأغلبية الصامتة ولأنها
أغفلت أهمية عنصر الوقت تموت.. تموت سياسيا واكلينيكيا لأنها تركت الملعب
والمسرح والمنصة للممثلين المؤدين والمخرجين والمصورين واصحاب الفلاشات
والكاميرات وال 3 ورقات.
وتموت أمنيا لأن اللاعبين المتحكمين يريدون ان يقلبوها فوضي تطبيقا للحكمة القائلة "ادوش الدوشة بدوشة أدوش منها علشان ماتدوشناش".
وتموت اقتصاديا وتزهق أرواحها جوعا. لأن خط الاقتصاد كل يوم في النازل. حتي انحني وانكسر واندفنت رأسه في التراب.
يحدث كل هذا ونحن لا نفعل شيئا غير اننا نندب حظنا ونلعن الظلام فنقول ان
هذا التيار محظوظ وسيكسب لأنه منظم وهذا التيار مرفوض والتعامل معه حرام
شرعا لأنه فلول.. وذاك التيار ملعون في كل الكتب السماوية لأنه غشاش ومخادع
يلعب بمشاعر الناس ويبيع لهم الترام.. ولو افترضنا ان كل هذا موجود وحاصل
علي الأرض. فماذا أنتم فاعلون غير أنكم تجترون الأحزان. وتحبسون أنفسكم في
جحور أنفسكم كالجرذان.. مضي علي ثورتكم الآن 11 شهرا ولم تستثمروا الوقت
لصالحكم وأنتم الأحق بجني ثمارها. فاستثمره غيركم ليمتص شرايينها ونهب
خيراتها فلا يبقي لكم الا حصاد اشواكها.
افيقوا يرحمكم الله.. نبهكم الله إلي الوفت وأهميته في العديد من السياقات
والألفاظ.. فقال الدهر. والحين والأجل والأمد والأبد والسرمد والخلد
والعصر. لكنكم متثائبون نائمون. بينما آخرون علي خراب البلد ساهرون
ولتجريفها وتجريف عقول أهلها يخططون. فنعيش علي هامش الحياة بأشكالنا
وصورنا نحيا. بينما نحن في الحقيقة ميتون.. أو بمعني أدق بطارياتنا ماتت
وتحتاج إلي شحن.
* نقلا عن "الجمهورية" المصرية