الندم
" ندمت عن الشر الذى صنعته " ( إرميا 42 : 10 )
+ الندم (Regret) هو الحزن والأسف الشديد ، مع لوم النفس ، عن فعل أو تصرف ، أو قول معثر ( أو شرير ) يُغضب الله والناس ، ويجلب العقاب أو التوبيخ .
+ وقد يكون الندم من توبيخ الروح القدس للنفس الخاطئة ، التى جرحت قلب الله المحب ، بفعل الشر أو الدنس ، وما يترتب عليه من أضرار مختلفة .
+ وقد يقود الندم الشديد إلى دفع القلب للبكاء ، وسرعة طلب التوبة والإعتراف بالخطية ، أو طلب الصلح مع المخطئ إليه ، معلناً أسفه وندمه على ما فعله بحماقة ، بروح الإتضاع ، والسعى للسلام والصلح ، كما علّمنا السيد المسيح ( مت 5 ) .
+ وقد يدفع شيطان اليأس النفس الغير حكيمة ، إلى الندم الشديد ، وفقدان الرجاء فى الخلاص ، كما فعل يهوذا الأسخريوطى وأنتحر !! .
+ والإنسان القاسى القلب ، ذو الضمير الميت ( المُخدر أو النائم ) لا يحس بلوم ، أو بتوبيخ للضمير على ما أقترف من إثم أو ذنب ، وفى كبريائه يلوم الآخرين ، ويرفض لوم نفسه ، فيصّعبُ إعترافه وتوبته ، أو يبرر ما فعله من شر ، بسبب الظروف أو الحاجة ، أو بسبب الغير ........ الخ ، فلا ينصلح حاله لعدم ندمه .
+ ومن أجمل الأمثلة عن نتائج الندم السليم ، رجوع الإبن الضال إلى نفسه ، وإلى أبيه بسرعة ، بعدما قاسى من نتائج الهرب والعصيان ( لو 15 ) .
+ وندم القديس بطرس على زلات لسانه ، وبكى بكاءً مراً ، فرحمه الله .
+ كما يشير العهد القديم إلى ندم بنى اسرائيل – مرات عديدة – بعد كل خطأ ضد الله ، وعقابه الشديد لهم ( قض 21 : 6 ، 15 ) ، ثم يرجع عن حمو غضبه ويعود فيرحمهم ، ولا سيما بعد شفاعة موسى من أجلهم .
+ وليت كل إنسان لا يفعل الشر ، حتى لا يسوقه إلى الندم الشديد ، وإلى الحزن والألم النفسى الحاد ، بسبب الإساءة إلى الله ، وربما يؤدى إلى ضياع مستقبله الأرضى والأبدى أيضاً ، لأنه يحصد من نفس ما زرع من فساد .
+ ويجب ألاّ يقودنا الندم الزائد عن الحد إلى اليأس والهرب من أب الإعتراف ، ونيل الخلاص ، فطالما كان الإنسان فى الدنيا ، فإن باب التوبة مفتوح أمامه حتى آخر نسمة ، والرب يقبل كل من يأتى إليه ( يو 6 : 37 ) مهما كانت خطاياه ثقيلة جداً .
+ ويبقى أن نعلم أن عبارة " ندم الرب عن الشر الذى كان مُزمعاً أن يفعله " فإن الفعل " ندم " غير دقيق فى ترجمته العربية ، حيث أنه فى الآيات الكثيره الموجودة ( خر 32 : 24 ) ، ( 2 صم 24 : 16 ( ، ( إر 26 : 29 ) ، ( عا 7 : 6 ) ، ( مز 106 : 45 ) ، ( يون 3 : 10 ) ، ( عب 7 : 21 ) ، " ندم الرب " : أى رق حاله ، أو لان قلبه ، والترجمات الإنجليزية Repented أى يتأسف ، أو يرجع عما سيفعله ، أو يتوب ، وليس Blamed ( أى لام نفسه عما فعله ) ، ليس الله إنساناً فيكذب ، أو يندم ، (عدد 23 : 19 ) ، " ولا يكذب ولا يندم " ( 1 صم 15 : 29 ) ، ( زك 8 : 14 ) .
والمعنى : أنه رق حاله ، وعاد عن الإنتقام من الأشرار ، فور توبتهم .
+ ومن الأفضل للخاطئ أن يندم الآن ، من أن يندم الندم الدائم فى جهنم !! كما أن الندم فى العالم ، يقود إلى التوبة والصفح ونيل الخلاص المجانى .
أما الندم بعد الموت ، فليس له فائدة ، كما يتضح من حوار أبونا ابراهيم أبو الأباء ، مع الغنى البخيل ، الذى مات فجأة ة وتبعته قسوته وأنانيته ( راجع مثل الغنى ولعازر فى لوقا 16 : 19 – 31 ) . وهو خير درس لكل نفس تسير بنفس القياس .
+ وقال أحد الأباء القديسين : " ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه دائماً " .
وهى نصيحة صالحة ومريحة ونافعة ، وليتنا نفعل !! .
بالامانة منقووووووووووووووووووول
اذكروا من له كل التعب واذكروا ضعفي في صلواتكم
[center]