بسم الاب والابن والروحالقدس
الالهالواحد
امين
فيأحد
المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرضعضال.
أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن
حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكانعليه
أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهمافي
الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً علىظهره
ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعنكل
شيء وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامرالطبيب،
وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظرهذه
الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهويستمع
لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبحفيها
البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيهاداخل
الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها فيالبحيرة.
والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حولحافة
البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذاتالألوان
الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين فيما يقوم الأولبعملية
الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمضعينيه
ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى .
وفي أحدالأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة
. الموسيقية إلا أنه كانيراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها
ومرت
الأيام والأسابيع وكل منهماسعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة
صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدتالمريض الذي بجانب النافذة قد مات اثناء
الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا منخلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي
تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن علىصاحبه أشد الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلىجانب النافذة.
ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصروتذكر
الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أنيحاول
الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم،ورفع
رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار !
وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانتالمفاجأة!!.
لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذةعلى ساحة
داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كانصاحبه ينظر من
خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثمسألته عن
سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان
تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرىحتى
هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصابباليأس
فتتمنى الموت.
ألستتسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف
الالهالواحد
امين
فيأحد
المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرضعضال.
أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن
حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكانعليه
أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضان يقضيان وقتهمافي
الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً علىظهره
ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعنكل
شيء وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامرالطبيب،
وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظرهذه
الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهويستمع
لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبحفيها
البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيهاداخل
الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها فيالبحيرة.
والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حولحافة
البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذاتالألوان
الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين فيما يقوم الأولبعملية
الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمضعينيه
ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى .
وفي أحدالأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة
. الموسيقية إلا أنه كانيراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها
ومرت
الأيام والأسابيع وكل منهماسعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة
صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدتالمريض الذي بجانب النافذة قد مات اثناء
الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا منخلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي
تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن علىصاحبه أشد الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلىجانب النافذة.
ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصروتذكر
الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أنيحاول
الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم،ورفع
رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار !
وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانتالمفاجأة!!.
لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذةعلى ساحة
داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كانصاحبه ينظر من
خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثمسألته عن
سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان
تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرىحتى
هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصابباليأس
فتتمنى الموت.
ألستتسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف