حياة العمل - الجزء الأخير
تابع سلسلة
حياة العمل - أرشاد لكل نفس تريد أن تحيا بعمق مع المسيح - الجزء الأخير (
حياة العمل
+ في حالة الإنسان، قبل السقوط، استجابته للحب الإلهي تكون بتلقائية طبيعية، بطاعة كاملة دون تفكير، أفعل أو لا أفعل، أي بدون صراع، بل ممتلئة فرحاً، الله يتكلم والإنسان يسمع ويطيع ويستجيب فوراً، بمحبة، بل بتلقائية كتلقائية الأطفال في الفعل والعمل!!
ولكن في هذا العالم، وفي الوقت الحاضر، فإن في باطن الإنسان رغبة في طاعة الله، ولكن الرغبة تظل رغبة دفينة وكامنة في الإنسان إلى أن يتوب، أي يتغير بفعل نعمة الله، وتظهر هذه الرغبة، بعد التوبة بأنها رغبة مشتعلة في داخلة لا تهدأ أو تسكت إلى أن تطيع الله، ولكن تُطفأ هذه الرغبة في داخل الإنسان إذا لم يشعلها بقراءة الكلمة والصلاة والتوبة المستمرة والقداس والتناول من جسد الرب ودمه بلا انقطاع وأصبح مهملاً ومستسلماً للخطية، ويترك لها مجال العمل في قلبه!
لذلك هُناك حاجة إلى الكفاح، الكفاح ضد الخطية، بتصميم وعناد، بل الوقوف وقفة جدية أمام العادات العميقة الجذور والميول الناتجة من خبرة الخطية والشر في حياتنا.
فصفات المؤمن الحقيقي الممتلئ من نعمة الله المجانية، هوَّ المثابرة والإخلاص..
مؤمن يعني: تقابلت مع الله وامتلأت من النعمة، أي الروح القدس، ومعنى أن الروح القدس في داخلي، أي أن قوة الله الساندة في داخلي، ومعنى أن قوة الله في داخلي، يعني بإرادتي الحرة أستطيع بقوة الله أن أُجاهد ضد الخطية، لأن النصرة أكيدة، لأن عمل الله هوَّ: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو8: 36) ، ولو أخطأت أو سقط عن إهمال أو ضعف فأقوم وأتوب وأعود سريعاً ...
وحينما نكون أحراراً، نستطيع أن نقاوم كل احتلال، ونرفض كل عبودية، فنقف بالمرصاد بقوة الله مجاهدين ضد الخطية، قابلين كل تأديب من الله بعصا محبته، لتتم حريتنا بالكامل من كل شبه خطية أو ضعف، وبإرادتنا الحرة المسنودة بقوة الله نجاهد ونجاهد ونجاهد...
الخطية هيَّ، في طبيعتها، قوة احتلال، تحتل النفس وتشوه شكلها وتتعسها وتضعف قوتها، وتصيرها كريهة عند نفسها وعند الله بل وعند الآخرين أيضاً، بل لا تهدأ ولا تقف عند حدّ بل تقوده، بلا هوادة، لطريق الموت، بجعل الإنسان عبداً لها؛ فالإنسان يصير عبد للخطية حينما تحتل قلبه، وعلامة وجودها، هوَّ الاضطراب والحزن، والوجع الداخلي وزعزعة السلام، وعدم القدرة على التعامل مع الله، أو قراءة الكلمة والصلاة، بل تصير كل الأعمال الروحية ثقيلة وصعبة جداً على الإنسان، وان استطاع أن يقوم بأي عمل روحي، فيكون إما بدافع الكبرياء أو تخدير الضمير، لذلك فإن الخطية خاطئة جداً: "لأنكم لما كنتم عبيد للخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن. لأن نهاية تلك الأمور هيَّ الموت.
وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو6: 20-22)
وبما إننا الآن في عهد النعمة والغلبة وحرية الإرادة بعمل الصليب وقوة القيامة، فكيف نعيش في الخطية بعدما متنا عنها؟
"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني و اسلم نفسه لأجلي" (غلا2 : 20)
فكيف لا نُجاهد ضد الخطية، ونحافظ على نعمة الله التي نلناها بموت الرب على عود الصليب، وكيف لا نثبت في حرية المسيح الرب، أي حرية مجد أولاد الله.
س: كيف نعيش في عهد الحرية وعمل الله ونُمارس الأسرار وقراءة الكلمة والصلاة، ونحن نستسلم للخطية ونطيعها ونوفي مطالبها منا؟!!
"نحن الذين متنا عن الخطية (نلنا المعمودية أي الموت عن الخطية ونلنا حياة للبرّ للتقوى)، كيف نعيش بعد فيها" (رو6: 2)
لنا الآن أن نستيقظ ونستفيق، وننتبه لطريق الله الحقيقي، ونحيا حياة أولاد الله بالحقيقية، ونصغِ لقول الرسول: "لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا (آباء الكتاب المقدس والكنيسة وشهدائها)، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله.
فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم. لم تقاوموا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية. وقد نسيتم الوعظ الذي يُخاطبكم كبنين يا بني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.
إن كنتم تحتملون التأديب يُعاملكم الله كالبنيين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه (يربيه). ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول (أبناء زنى) لا بنون.
ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جداً لأبي الأرواح فنحيا.
لأن أولئك الذين أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم. وأما هذه (تأديب الله) فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر، لا يُرى أنهُ للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيُعطى للذين يتدربون به ثمرّ برٍ للسلام. لذلك قوّموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة. واصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف (ينحرف في سيره) الأعرج بل بالحري يُشفى.
اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب.. ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله، لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرين. لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. لأنكم تعلمون أنهُ أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع... لذلك نحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر، به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوى، لأن إلهنا نارٍ آكلة" (عب12: 17و28-29)
تابع سلسلة
حياة العمل - أرشاد لكل نفس تريد أن تحيا بعمق مع المسيح - الجزء الأخير (
حياة العمل
+ في حالة الإنسان، قبل السقوط، استجابته للحب الإلهي تكون بتلقائية طبيعية، بطاعة كاملة دون تفكير، أفعل أو لا أفعل، أي بدون صراع، بل ممتلئة فرحاً، الله يتكلم والإنسان يسمع ويطيع ويستجيب فوراً، بمحبة، بل بتلقائية كتلقائية الأطفال في الفعل والعمل!!
ولكن في هذا العالم، وفي الوقت الحاضر، فإن في باطن الإنسان رغبة في طاعة الله، ولكن الرغبة تظل رغبة دفينة وكامنة في الإنسان إلى أن يتوب، أي يتغير بفعل نعمة الله، وتظهر هذه الرغبة، بعد التوبة بأنها رغبة مشتعلة في داخلة لا تهدأ أو تسكت إلى أن تطيع الله، ولكن تُطفأ هذه الرغبة في داخل الإنسان إذا لم يشعلها بقراءة الكلمة والصلاة والتوبة المستمرة والقداس والتناول من جسد الرب ودمه بلا انقطاع وأصبح مهملاً ومستسلماً للخطية، ويترك لها مجال العمل في قلبه!
لذلك هُناك حاجة إلى الكفاح، الكفاح ضد الخطية، بتصميم وعناد، بل الوقوف وقفة جدية أمام العادات العميقة الجذور والميول الناتجة من خبرة الخطية والشر في حياتنا.
فصفات المؤمن الحقيقي الممتلئ من نعمة الله المجانية، هوَّ المثابرة والإخلاص..
مؤمن يعني: تقابلت مع الله وامتلأت من النعمة، أي الروح القدس، ومعنى أن الروح القدس في داخلي، أي أن قوة الله الساندة في داخلي، ومعنى أن قوة الله في داخلي، يعني بإرادتي الحرة أستطيع بقوة الله أن أُجاهد ضد الخطية، لأن النصرة أكيدة، لأن عمل الله هوَّ: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو8: 36) ، ولو أخطأت أو سقط عن إهمال أو ضعف فأقوم وأتوب وأعود سريعاً ...
وحينما نكون أحراراً، نستطيع أن نقاوم كل احتلال، ونرفض كل عبودية، فنقف بالمرصاد بقوة الله مجاهدين ضد الخطية، قابلين كل تأديب من الله بعصا محبته، لتتم حريتنا بالكامل من كل شبه خطية أو ضعف، وبإرادتنا الحرة المسنودة بقوة الله نجاهد ونجاهد ونجاهد...
الخطية هيَّ، في طبيعتها، قوة احتلال، تحتل النفس وتشوه شكلها وتتعسها وتضعف قوتها، وتصيرها كريهة عند نفسها وعند الله بل وعند الآخرين أيضاً، بل لا تهدأ ولا تقف عند حدّ بل تقوده، بلا هوادة، لطريق الموت، بجعل الإنسان عبداً لها؛ فالإنسان يصير عبد للخطية حينما تحتل قلبه، وعلامة وجودها، هوَّ الاضطراب والحزن، والوجع الداخلي وزعزعة السلام، وعدم القدرة على التعامل مع الله، أو قراءة الكلمة والصلاة، بل تصير كل الأعمال الروحية ثقيلة وصعبة جداً على الإنسان، وان استطاع أن يقوم بأي عمل روحي، فيكون إما بدافع الكبرياء أو تخدير الضمير، لذلك فإن الخطية خاطئة جداً: "لأنكم لما كنتم عبيد للخطية كنتم أحراراً من البرّ. فأي ثمر كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن. لأن نهاية تلك الأمور هيَّ الموت.
وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو6: 20-22)
وبما إننا الآن في عهد النعمة والغلبة وحرية الإرادة بعمل الصليب وقوة القيامة، فكيف نعيش في الخطية بعدما متنا عنها؟
"مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني و اسلم نفسه لأجلي" (غلا2 : 20)
فكيف لا نُجاهد ضد الخطية، ونحافظ على نعمة الله التي نلناها بموت الرب على عود الصليب، وكيف لا نثبت في حرية المسيح الرب، أي حرية مجد أولاد الله.
س: كيف نعيش في عهد الحرية وعمل الله ونُمارس الأسرار وقراءة الكلمة والصلاة، ونحن نستسلم للخطية ونطيعها ونوفي مطالبها منا؟!!
"نحن الذين متنا عن الخطية (نلنا المعمودية أي الموت عن الخطية ونلنا حياة للبرّ للتقوى)، كيف نعيش بعد فيها" (رو6: 2)
لنا الآن أن نستيقظ ونستفيق، وننتبه لطريق الله الحقيقي، ونحيا حياة أولاد الله بالحقيقية، ونصغِ لقول الرسول: "لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا (آباء الكتاب المقدس والكنيسة وشهدائها)، لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله.
فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم. لم تقاوموا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية. وقد نسيتم الوعظ الذي يُخاطبكم كبنين يا بني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.
إن كنتم تحتملون التأديب يُعاملكم الله كالبنيين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه (يربيه). ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول (أبناء زنى) لا بنون.
ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم. أفلا نخضع بالأولى جداً لأبي الأرواح فنحيا.
لأن أولئك الذين أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم. وأما هذه (تأديب الله) فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر، لا يُرى أنهُ للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيُعطى للذين يتدربون به ثمرّ برٍ للسلام. لذلك قوّموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة. واصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف (ينحرف في سيره) الأعرج بل بالحري يُشفى.
اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب.. ملاحظين لئلا يخيب أحد من نعمة الله، لئلا يطلع أصل مرارة ويصنع انزعاجا فيتنجس به كثيرين. لئلا يكون أحد زانياً أو مستبيحاً كعيسو الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته. لأنكم تعلمون أنهُ أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفض إذ لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع... لذلك نحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكر، به نخدم الله خدمة مرضية، بخشوع وتقوى، لأن إلهنا نارٍ آكلة" (عب12: 17و28-29)