'فقالت نُعمي لكنتيها: اذهبا إرجعا كل واحدة إلى بيت أمها ... وليُعطكما الرب أن تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها ( را 1: 8 ، 9)
عند مغادرة موآب شعرت الأرملة الكبرى أن حال رفيقتيها يختلف عن حالها؛ فهي إسرائيلية راجعة إلى أرض ميلادها ـ أرض ميراثها وأرض إلهها، أما عُرفة وراعوث فليس لهما مصلحة في يهوذا، فضلاً عن ترك أقاربهما وأوثانهما في موآب. من ثم شعرت نُعمي أنها لا ينبغي أن تنتظر منهما التضحية بروابطهما الطبيعية لأجل خاطرها، ولذلك نصحتهما بالعودة كل واحدة إلى بيت أمها طالبة بركة الرب لهما لأجل معروفهما نحوها ونحو الموتى (ع8، 9).
تأثرت كل من الأرملتين الشابتين بكلمات نُعمي الرقيقة، فبكتا عندما قبلتهما ولكنهما عارضتا بشدة في الرجوع وأبدتا استعدادهما لمرافقتها إلى بيت لحم قائلتين: «إننا نرجع معكِ إلى شعبك» (ع9، 10). ولكن نُعمي كانت قد اكتسبت حكمة من اختباراتها، فتذكَّرت بلا شك القرار الأهوج الذي اتخذه زوجها بترك ”بيت الخبز“ والسعي وراء الطعام في مكان آخر، وراجعت العواقب الوخيمة التي نتجت عن ذلك، فطلبت من كنتيها أن لا تتسرعا في الاختيار وبيَّنت لهما أنه لا تُرجى لهما منفعة أرضية من وراء اتباع أرملة بائسة ومتروكة مثلها، فلا يُنتظر لهما زواج في بيت إسرائيل مرة أخرى (ع11- 13).
ولقد أثّرت كلمات نُعمي الحزينة في قلبي كنتيها «فرفعن أصواتهن وبكين أيضًا» (ع14) عسى أن يجدن في الدموع تخفيفًا للوعتهن شأن النساء جميعًا. ولكنهما وقفتا هناك على مفترق الطرق لتقررا مصيرهما. لقد كانت كلمات نُعمي الصريحة امتحانًا قاسيًا لإخلاصهما: هل تهجران حماتها أم والدتيهما؟ هل تطلبان الرب إله نُعمي، أم تستمران في عبادة آلهة شعبهما؟ هل تذهبان إلى أرض إسرائيل، أم تبقيان في موآب؟ وكل منهما قد اختارت لنفسها «فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصقت بها» (ع14).
إن قُبلة عُرفة كانت تحتوي على معنى التوديع الحُبي والاعتبار المُخلص لحماتها ليس إلا. أما مُعانقة راعوث فقد تضمنت هذا وأكثر منه ـ تضمنت تسليم نفسها تسليمًا مُطلقًا لحياة الإيمان بالله الحي.
منقول
عند مغادرة موآب شعرت الأرملة الكبرى أن حال رفيقتيها يختلف عن حالها؛ فهي إسرائيلية راجعة إلى أرض ميلادها ـ أرض ميراثها وأرض إلهها، أما عُرفة وراعوث فليس لهما مصلحة في يهوذا، فضلاً عن ترك أقاربهما وأوثانهما في موآب. من ثم شعرت نُعمي أنها لا ينبغي أن تنتظر منهما التضحية بروابطهما الطبيعية لأجل خاطرها، ولذلك نصحتهما بالعودة كل واحدة إلى بيت أمها طالبة بركة الرب لهما لأجل معروفهما نحوها ونحو الموتى (ع8، 9).
تأثرت كل من الأرملتين الشابتين بكلمات نُعمي الرقيقة، فبكتا عندما قبلتهما ولكنهما عارضتا بشدة في الرجوع وأبدتا استعدادهما لمرافقتها إلى بيت لحم قائلتين: «إننا نرجع معكِ إلى شعبك» (ع9، 10). ولكن نُعمي كانت قد اكتسبت حكمة من اختباراتها، فتذكَّرت بلا شك القرار الأهوج الذي اتخذه زوجها بترك ”بيت الخبز“ والسعي وراء الطعام في مكان آخر، وراجعت العواقب الوخيمة التي نتجت عن ذلك، فطلبت من كنتيها أن لا تتسرعا في الاختيار وبيَّنت لهما أنه لا تُرجى لهما منفعة أرضية من وراء اتباع أرملة بائسة ومتروكة مثلها، فلا يُنتظر لهما زواج في بيت إسرائيل مرة أخرى (ع11- 13).
ولقد أثّرت كلمات نُعمي الحزينة في قلبي كنتيها «فرفعن أصواتهن وبكين أيضًا» (ع14) عسى أن يجدن في الدموع تخفيفًا للوعتهن شأن النساء جميعًا. ولكنهما وقفتا هناك على مفترق الطرق لتقررا مصيرهما. لقد كانت كلمات نُعمي الصريحة امتحانًا قاسيًا لإخلاصهما: هل تهجران حماتها أم والدتيهما؟ هل تطلبان الرب إله نُعمي، أم تستمران في عبادة آلهة شعبهما؟ هل تذهبان إلى أرض إسرائيل، أم تبقيان في موآب؟ وكل منهما قد اختارت لنفسها «فقبَّلت عُرفة حماتها، وأما راعوث فلصقت بها» (ع14).
إن قُبلة عُرفة كانت تحتوي على معنى التوديع الحُبي والاعتبار المُخلص لحماتها ليس إلا. أما مُعانقة راعوث فقد تضمنت هذا وأكثر منه ـ تضمنت تسليم نفسها تسليمًا مُطلقًا لحياة الإيمان بالله الحي.
منقول