اريد أن أوضح لك بمحبة المسيح أن الآيات التي تذكر عن هذا الموضوع عندما تدرس بعمق سوف يرى دارسها أنها ليست لها اية علاقة بالرهبنة والبتولية لا من قريب ولا من بعيد. فعدم الزواج لا يذكره الرسول بولس في رسالته لأهل كورنثوس قاصداً به الرهبنة وترك العالم والعيش على الجبال أو في المغاور ظناً من الشخص الذي يفعل هذا أنه يبرهن على محبته للرب يسوع . الرسول بولس يقول أن من يستطيع أن يبقى طاهراً بدون أن يتزوج وليس للخطايا الجنسية تأثير عليه فليبقى كما أنا(ذاكراً نفسه كمثال للعفة بدون أن يتزوج ) ولكنه لم يكن راهباً ولا في يوم واحد من ايام حياته وهذا مذكور في 1 كورنثوس 7 حيث يشرح موضوع الرغبة في الزواج أو عدمه دون أن يذكر كلمة واحدة عن الرهبنة.
كما أن الرب يسوع المسيح في صلاته للآب من أجل التلاميذ في إنجيل يوحنا 17 : 15 يقول "لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير"
ومع كون بقائهم في العالم إلا أنهم ليسوا من العالم لأن حياتهم تختلف كلياً عن حياة العالم التي هي بجملتها في الشرير.
وأما الآية التي يستخدمها البعض أنه يجب أن نتذكر سيرتهم ونتمثل بإيمانهم (عبرانيين13 : 7 ) فهي ليست مذكورة عن الرهبان وعديمي الزواج لأنه في تلك الحقبة لم يكن يوجد ولا راهب واحد ولكنها مذكورة عن اناس الله القديسون اللذين عاشوا حياتهم للرب رغم كل الضغوط والإضطهادات من العالم التي كانت تصل لحد التعذيب حتى الموت والمذكورين في الأصحاح 11 من نفس الرسالة كما أنها مذكورة بالتحديد التام عن المرشدين الروحيين الذين يعلموننا كلمة الرب في الكنيسة وليس عن الرهبان الذين ينعزلون عن العالم ولا يرون أحداً.
والذين يتبعون الرهبنة يتبعونها ظناً منهم أنهم بهذه الطريقة يستطيعون التكفير عن خطاياهم بتعذيب جسدهم وقهره لئلاّ ينغروا بشهوات العالم ويمنعون وجود نساء بينهم وكأن المرأة هي الشر والخطية غير فاهمين أن كل واحد يخطئ عندما ينغر وينخدع من شهوته الذاتية يعقوب 1 : 13 – 16 .
ومن ثم كم من المرات اكتشفوا وجود ممارسات ممنوعة في الأديرة سواء كانت مخدرات أو ممارسات جنسية أو لواطية أو أسلحة أو سرقة أموال وتبرعات أو ...وهذه الأمور موجودة للأسف حتى من بعض الأشخاص الذين يدعون أنهم مؤمنون مولودين ثانيةً.
لا أقول هذا لكي أدين ولكن لكي اثبت لك أن العيش على جبل بعزلة تامة عن العالم لا تعني عزلة عن الشيطان وتجاربه.
الرب يسوع المسيح عندما إنعزل لفترة قصيرة فقط أي لمدة اربعين يوماً بهدف الصوم والصلاة لكي يبدأ خدمته بين الناس بعد ذلك صعد إلى الجبل وهناك في عزلته جربه إبليس كما لم يجربه في موضع آخر هكذا سوى في فترة تسليمه وصلبه .
قد لا يستطيع الناس والنساء أن يذهبوا إلى الأديرة حيث يعيش الرهبان ولكن غبليس وجنوده الأشرار لا يمكن أن يعيقهم غرتفاع الجبل أو برودة الطقس أو قلة الأشخاص الموجودين هناك.
لا يوجد ولا آية واحدة في الكتاب المقدس تدعو الإنسان أن ينعزل ويترهبن والسبب بسيط جداً لأن الكتاب المقدس بأكمله كتب بوحي الروح القدس قبل أن تظهر بدعة الرهبنة. فلو كان من الرب نظام الرهبنة فلماذا لم يوحي به من الروح القدس في الأناجيل أو في إحدى الرسائل أو حتى في سفر الرؤيا؟
مع محبتي لكم وصلاتي لكي تفهموا وتقارنوا الروحيات بالروحيات وليس بتعاليم ليس لها اي أصل أو جذر في الكتاب المقدس وحياة الكنيسة الأولى المؤلفة من القديسين الأوائل الذين كانوا مع الرب يسوع المسيح دائماً ولم يقولوا ولا كلمة تدعوا إلى الرهبنة بل بالعكس كلهم في مختلف رسائلهم كانوا يشددون على ضرورة وأهمية العيش في العالم(بين الناس) ولكن بدون أن نلمس دنس العالم الذي هو الخطية كما ةهو مذكور في رسالة يوحنا الأولى 2 : 15 - 17 .
كما أن الروح القدس يقول بشكل صريح أن الذين يمنعون الآخرين عن الزواج يتصفون بالصفات التالية.
1- مرتدين عن الإيمان
2- يتبعون أرواحاً مُضلة وتعاليم شياطين
3- مرائين وكاذبين في أقوالهم
4- موسومة ضمائرهم(وبالأصل اليوناني يقول محروقة لدرجة الموت) .
كل هذه ليست من عقلي ولكنها من كلمة الرب ووحي الروح القدس في
1 تيموثاوس 4 : 1 - 7
1 ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة (1)يرتد قوم عن الايمان (2) تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين 2 (3)في رياء اقوال كاذبة (4)موسومة ضمائرهم 3 مانعين عن الزواج وآمرين ان يمتنع عن اطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق. 4 لان كل خليقة الله جيده ولا يرفض شيء اذا اخذ مع الشكر 5 لانه يقدس بكلمة الله والصلاة. 6 ان فكّرت الاخوة بهذا تكون خادما صالحا ليسوع المسيح متربيا بكلام الايمان والتعليم الحسن الذي تتبّعته. 7 واما الخرافات الدنسة العجائزية فارفضها وروّض نفسك للتقوى.
مع محبتي وصلاتي.