بسم الثالوث القدوس
كانت بيرندا شابة فى مقتبل العمر ، وقد دعيت لتذهب الى تسلق
للجبال .. ومع أنها كانت خائفة حتى الموت ، فقد ذهبت مع شلة أصدقائها الى منحدر
جرانيتى ضخم .وبالرغم من هلعها ، ارتدت ملابس التسلق ، وامسكت بالحبل ، وابتدأت
تتسلق ذلك الجبل . حسنا ، اتجهت هى الى افريز فى الصخور كى ما تلتقط انفاسها .
وبينما هى معلقة فوق الإفريز ، صدم حبل الأمان عينى بيرندا موقعا عدساتها اللاصقة
منهما . فى هذا الوقت كانت بيرندا تقف على الإقريز الصخرى ، واسفل منها مئات من
الأقدام وفوقها مئات أخرى من الأقدام . وبالطبع بحثت مراراً وتكراراً وأعادت البحث
وهى تأمل أن تكون العدسة قد سقطت على الإفريز ، ولكنها لم تعثر عليها . وهى الآن
بعيدة تماما عن منزلها ، صار نظرها غير واضح . قصارت فى حالة يأس شديد وبدأت ترتبك
، لذلك صلت للرب أن يعينها كى ما تجد العدسة . وعندما وصلت للقمة ، فحصت صديقة لها
عينيها وملابسها بحثاً عن العدسة ، ولكنها لم تجدها . وهى تجلس قانطة ، مع باقى
المجموعة ، فى انتظار الباقين الذين يتسلقون الجبل . نظرت بيرندا الى الجبال
الممتدة سلسلة وراء الأخرى ، وهى تتفكر فى الآية الواردة قى اخبار الأيام الثانية
16 : 9 " لان عيني الرب تجولان في كل الارض ........" وتفكرت قائلة يارب
أنت تستطبع أن ترى كل هذه الجبال . وأنت تعرف كل حجر وكل ورقة شجر ، وتعرف أين
عدستى اللاصقة بالضبط .من فضلك ساعدنى . أخيراً ، نزلت المجموعة عبر الممر الى
أسفل الجبل . حيث كانت هناك مجموعة أخرى من المتسلقين تستعد لتسلقه . وهنا صرخ
احدهم بصوت عال " هاى أيها الرجال ! هل هناك أحد منكم قد فقد عدسة لاصقة ؟
" نعم هذا قد يكون شيئا مرعبا ، ولكن هل تعلم لماذا رأى ذلك المتسلق العدسة ؟
. قد كانت هناك نملة تحملها وتسير متباطئة بها عبر واجهة الجبل . ذكرت بيرندا أن
والدها رسام رسوم متحركة ، وعندما قصت عليه قصة النملة التى لا تصدق ، والصلاة
وكيف وجدت العدسة اللاصفة ، رسم لوحة بها نملة تحمل العدسة اللاصقة تحتها هذه
الكلمات ،" يارب ، أننى لست أعرف لماذا تريد منى أن أحمل هذا الشئ . فأنا لا
استطيع أن أكله ، وهو ثقيل الى حد مرعب . ولكن مادامت هذه هى إرادتك ، سأحمله
لأجلك !!!." وأنا اعتقد أنه من الجيد للبعض منا أن يقول أحيانا " يالله
، أنا لست أعرف لماذا تريدنى أن أحمل ذلك الثقل . فأنا لا أرى فيه خيراً وهو ثقيل
الى حد مرعب ، ولكن مادامت هذه هى مشيئتك ، فسأفعل لأجلك .. " الله لا يدعو
المؤهلين ، ولكنه يؤهل المدعوين . هذه قصة حقيقة