الاسم : بيتر عدلي مرقس
السن : 21 سنة
السنة الدراسية : طالب بالأكاديمية ، في السنة الرابعة.
الهوايات
: تغيير الموبايل كل 3 شهور ، متابعة أحدث أغاني الفيديو كليب ، الخروج مع
صديقاتي كل يوم لنذهب لماكدونالد و نأكل سندويتتشات ( بيج ماك )
الحالة الروحية : صفر كبير أكبر من صفر المونديال.
كنت
أقود سيارتي ذاهبا للنادي ، و أنا أهوى قيادة السيارات بسرعة كبيرة تقترب
من الـ100 ، حينما فجأة توقفت السيارة التي أمامي مرة واحدة دون
إنذار.....
طراك..... طاخ ...... طيخ ...... طوخ.....
حدث الاصطدام و وجدت نفسي حينما استعدت الوعي في حجرة المستشفى وحولي أبي وأمي في حالة يرثى لها.
جاءني الطبيب و قال لي : لا تخش شيئا ، لقد تعدينا مرحلة الخطر ، والفترة القادمة هي فترة راحة و نقاهة حتى تستعيد حيويتك ونشاطك.
(كم
أبغض هؤلاء الأطباء المتفلسفين ، فالواحد منهم يدعي أن كل شئ تمام التمام
ثم تحدث الوفاة ، فيهز كتفيه قائلا : قضاء وقدر ، من يملك أن يرد قضاء
الله )
ولكني كنت في الحقيقة مضطرب بل خائف بل مرعوب بل ( ميت في جلدي
) ، تركني الطبيب و عدت لمحاولة النوم ثم تناهى لأذني هذا الحديث الخافت
بين الطبيب و الممرضة.
" إن حالته غير مطمئنة ، إني أخشى أن يزداد ضغطه
ويصاب بنزيف بالمخ ونفقده ، أرجو أن تكوني مستعدة هذه الليلة لأي طوارئ قد
تحدث له وأن تهتمي بقياس الضغط والنبض والحرارة كل ساعة ، لئلا تتدهور
حالته ويموت ! "
( يموت ؟؟؟؟؟ أنا أموت !!!! أموت و أنا في الـ21 من
عمري ؟ و إذا مت أين سأذهب ؟ لأول مرة في حياتي شعرت بأهمية الحياة التي
سنحياها بعد الموت ، هناك مستقبل أبدي بعد الموت ، أين سأقضي مستقبلي هذا
يا ترى ؟ في الفردوس أم في الجحيم ؟ في ملكوت السموات أم في جهنم ؟ هل
سأذهب لربي أم للشيطان ؟
وهل أعمالي وأفعالي وشهواتي وآثامي تضمن لي الحياة في ملكوت السموات.
من
الواضح أن ساعاتي في هذه الأرض أصبحت معدودة و ربما كانت دقائق أو ثوان في
هذه الأرض الزائلة ، إذ كنت قد أمضيت 21 سنة من عمري مع الشيطان ، أحاول
أن أجلس هذه الليلة الأخيرة من عمري مع إلهي ، أسعى أن أعود إلي أحضانه ،
فهو لن يرفضني.
إلهي الحبيب لا أعرف كيف أصلي إليك ولكني سأردد لك ترنيمة كنت قد حفظتها في صباي ونسيتها ولكني الآن تذكرتها:
سامحني سامحني سامحني واصفح عني لا ترذلني لا تتركني لا ترفضني يارب ارحمني
أخذت أردد هذه الترنيمة حتى غلبني النوم.....
أشرقت
الشمس من جديد و جاء الطبيب ليفحصني في الصباح وكنت متحيرا ، فأنا مازلت
حيا ، يبدو أن هذا الطبيب قد أخطأ التشخيص لحسن حظي ، قررت أن أستوضح منه
حالتي ، فحكيت له عن الحديث الذي سمعته البارحة.
نظر لي الطبيب في ذهول
ثم أخذ يضحك في هيستريا شديدة وأخيرا قال لي : لقد كنت أتحدث عن مريض آخر
، أتحدث عن الأستاذ( شوقي رزق ) البالغ من العمر 80 عاما والذي يعاني من
ارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول و ضيق في الشرايين التاجية و هبوط في
القلب ، بالطبع لم أكن أتحدث عنك.
خرجت من المستشفي بعد أسبوع وكانت
حالتي الصحية تحسنت كثيرا ، كلا ليست الصحية فقط بل الروحية أيضا ، لقد
تعلمت درسا لن أنساه أبدا ، ففي تلك الليلة التي كنت أرتجف فيها رعبا و
أنا أنتظر الموت ، عرفت معنى الأبدية وشعرت بزوال الدنيا وفهمت لماذا يجب
أن أكون مستعدا في كل لحظة من لحظات حياتي لمقابلة ربي وإلهي.
فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الأنسان ( مت 25 :13 )
ياريت تذكرونى فى صلاتكم زفى انتظتر ردودكم شكرا
اخوكم