من كتابات المتنيح الأنبا غريغوريس
أسقف عام
للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى
ماهى طبيعة النار التى لا تطفأ
والدود الذى لا يموت ؟
سؤال : عذاب أبدى ونعيم أبدى ، فى النهاية لا تدخل المادة ، سواء فى العذاب أو النعيم
ثم يقول : فسر لنا معنى نار لا تطفأ ودود لا يموت ؟
الجواب :
عندما تضع يدك على شيئ ساخن ، ماذا يحدث ؟ عندما تضع يدك على ماسورة سخنة ، تحرق ، وهى ليست نار حمراء ، لكنها نار .
عندما الإنسان يكون عنده حمى فى جسمه ، خصوصاً عندما تكون درجة حرارته 42 ، تجد يده سخنة ، إذن هناك نار ولكن غير مضيئة .
عندما
يكون إنسان عنده ارتكاريا فى جسمه ، يكون عنده أكلان وجسمه ملتهب ، إذن
هناك نار ، فهنا مفهوم النار ليست نار مادية مثل نار الفحم ، إنما المهم
أنها نار يصطلى بها الإنسان ، ويتعذب بها روحاً وجسداً ، أحياناً الألم
النفسى يجعل الإنسان يحس أنه فى نار ، الأفكار والمعانى والمتاعب يحسها
كنار ، وفعلاً تجد راسه ساخنة على الرغم من أنها آلام نفسية ، لكن الجسد
يكون فيه نار ، بمعنى أن الجسد يتعذب كما قلنا مثل أى واحد عنده حمى فيكون
جسمه سخن جداً .
كلمة
نار لا تطفأ ، ودود لا يموت ، الدود هو الذى يعذب الجسد ويأكل فى الجسد ،
فممكن أن يكون هناك آلام للجسد لا تنته ، فيحدث أكلان فى الجسد مثل الدود
تماماً ، لكن ليس من الضرورى أن يكون دود مثل الدود الذى نعرفه ، لأن هذا
الدود قابل للموت وللفناء ، إنما ذاك عذاب أبدى ، يقول يصعد عذابه دخان
إلى أبد الآبدين .
أريد أن أقول أن العذاب أبدى بالمعنى الحقيقى للكلمة ، وليس معنى مجازى أو معنى خيالى ، وعذاب للجسد وعذاب للنفس .
عذاب
النفس هو تأنيب الضمير ، إنما عذاب الجسد آلام فى الجسد فعلاً . وعذاب
حقيقى وليس عذاب مجازى أو معنوى ، المعنويات للروح ، لكن الجسد أيضاً له
نصيب فى الجزاء ، وجزاء أبدى ، نعم أبدى أى متواصل ، لان النار التى
نعرفها فى الحباة تخمد ، إنما هذه وصفها أنها نار لا تطفأ ، ودود لا يموت
، بمعنى عذاب فى الجسد متواصل .
منقول