لا يَخفى على القارئ أنه كان على الإنكليز في بلاد الهند أن يأخذوا أولادهم وخدامهم وكل ما لهم في أوقات الاضطرابات ويلتجئوا إلى ثكنات العساكر ليكونوا في أمن من تعديات الثائرين.
وكانت إحدى العائلات مؤلفة من الأب والأم وثلاث بنات صغيرات. والصغرى جوليا كانت مدللة متعودة أن تعمل ما تريده.
فحين سمعت هذه أن أباها يوصي أمها في صباح يوم بجمع كل ما ضروري لهم والاستعداد للهرب إلى الثكنة اغتاظت جداً وتذمرت قائلة: «لا أذهب إلى حيث الحر والضيقة والوسخ». ولكن لم يبال أحد باعتراضها هذا. لأنهم لم يجهلوا نتيجة التأخر عن الهرب من وجه الثائرين - الإهانة والنهب والقتل لكل أبيض رجلاً كان أو امرأة أو ولداً خارج ثكنات العساكر الإنكليزية.
فأسرعت الوالدة والخدام وجمعوا كل ما هو ضروري ثمين عندهم. وفي المساء مضوا اثنين اثنين أو ثلاثة كل منهم حامل رزمة أو كيساً. فأبت جوليا أن تذهب مع والدتها وطلبت أن تذهب مع خادمتها، وإذا كانت أمها تثق بأمانة تلك الجارية استودعتها بنتها وأوصتها بالإسراع في الهرب بها.
لكن جوليا علمت أنها قادرة من التسلط على تلك الأَمة. وهكذا لم تبال بالخطر العتيد وعزمت على البقاء في البيت. ولهذا أخذت تخترع أعذاراً وأسباباً لتأخير الجارية. ..
ومن يعلم ماذا كان أصاب هذه البنت الحمقاء الطائشة لولا اهتمام أمها التي بعد ما دخلت الثكنة طلبت ابنتها فلم تجدها فبكت واستغاثت حتى رقّ لها قلب جندي انكليزي، وكان له في بلاده بنت صغيرة، فلم يسعه الصبر برؤية تلك الوالدة على هذه الحال، فامتطى جواده رغماً عن نهي رفقائه له وأسرع إلى ذلك البيت الذي يبعد أكثر من ميل متعرضاً لخطر الثائرين وانتشل تلك البنت الجالسة في الجنينة وهي صارخة مغتاظة وأركبها قدامه غير مبال بمقاومتها وانثنى راجعاً.
فرأته طليعة الثائرين وأمطرته بوابل من الرصاص لكنه نجا بمعجزة وبلغ الحصن وسلم البنت لوالدتها المسرورة الشاكرة. فضمتها إلى صدرها وقالت لها: إن الجندي قد خلصك كبطل فتعالي قبّليه واشكريه من كل قلبك لأنه أنقذ حياتك.
أما جوليا فقامت أمامه عابسة وقالت: لا أريد أن أقبّلك إنك رجل رديء إذ أبعدتني عن لعبي وخادمتي فلم أرد أن تأتي وتخلصني. ثم أخذت تبكي وتطلب الرجوع إلى حيث كانت.
ولا ريب أن القارئ يشارك أبا جوليا وأمها وأصدقاءها في الكدر والتعجب من تصرفها هذا، ويعده غريباً جداً. نعم إنك تتعجب من عدم مبالاتها بما كانت فيه من الخطر وتحسبها في غاية الحمق والغباوة.
لكنني رأيت كثيرين من الصبيان والبنات مثل جوليا من جهة الأمور الروحية غير مبالين بما يتهدد نفوسهم من الخطر رغماً عن إنذار كلمة الله وأصدقائهم المسيحيين الأمناء بالغضب الآتي، منهمكين بألعابهم وتسلياتهم لاهين عن الخطية ونتائجها الهائلة.
فقد تقص عليهم قصة يسوع المسيح العجيبة كيف وضع حياته ليخلص الخطاة رجالاً ونساء وصبياناً وبنات لكنهم يعيرون أذناً صماء ولا يريدون أن يخلصوا. فهل أنت كذلك؟
هل شكرت الرب يسوع المسيح من كل قلبك على خلاصه العظيم المجيد؟ أو هل خطر ذلك ببالك مرة؟ هل تشكره الآن لأول مرة من حياتك وتعزم على ذلك طول العمر؟
وكانت إحدى العائلات مؤلفة من الأب والأم وثلاث بنات صغيرات. والصغرى جوليا كانت مدللة متعودة أن تعمل ما تريده.
فحين سمعت هذه أن أباها يوصي أمها في صباح يوم بجمع كل ما ضروري لهم والاستعداد للهرب إلى الثكنة اغتاظت جداً وتذمرت قائلة: «لا أذهب إلى حيث الحر والضيقة والوسخ». ولكن لم يبال أحد باعتراضها هذا. لأنهم لم يجهلوا نتيجة التأخر عن الهرب من وجه الثائرين - الإهانة والنهب والقتل لكل أبيض رجلاً كان أو امرأة أو ولداً خارج ثكنات العساكر الإنكليزية.
فأسرعت الوالدة والخدام وجمعوا كل ما هو ضروري ثمين عندهم. وفي المساء مضوا اثنين اثنين أو ثلاثة كل منهم حامل رزمة أو كيساً. فأبت جوليا أن تذهب مع والدتها وطلبت أن تذهب مع خادمتها، وإذا كانت أمها تثق بأمانة تلك الجارية استودعتها بنتها وأوصتها بالإسراع في الهرب بها.
لكن جوليا علمت أنها قادرة من التسلط على تلك الأَمة. وهكذا لم تبال بالخطر العتيد وعزمت على البقاء في البيت. ولهذا أخذت تخترع أعذاراً وأسباباً لتأخير الجارية. ..
ومن يعلم ماذا كان أصاب هذه البنت الحمقاء الطائشة لولا اهتمام أمها التي بعد ما دخلت الثكنة طلبت ابنتها فلم تجدها فبكت واستغاثت حتى رقّ لها قلب جندي انكليزي، وكان له في بلاده بنت صغيرة، فلم يسعه الصبر برؤية تلك الوالدة على هذه الحال، فامتطى جواده رغماً عن نهي رفقائه له وأسرع إلى ذلك البيت الذي يبعد أكثر من ميل متعرضاً لخطر الثائرين وانتشل تلك البنت الجالسة في الجنينة وهي صارخة مغتاظة وأركبها قدامه غير مبال بمقاومتها وانثنى راجعاً.
فرأته طليعة الثائرين وأمطرته بوابل من الرصاص لكنه نجا بمعجزة وبلغ الحصن وسلم البنت لوالدتها المسرورة الشاكرة. فضمتها إلى صدرها وقالت لها: إن الجندي قد خلصك كبطل فتعالي قبّليه واشكريه من كل قلبك لأنه أنقذ حياتك.
أما جوليا فقامت أمامه عابسة وقالت: لا أريد أن أقبّلك إنك رجل رديء إذ أبعدتني عن لعبي وخادمتي فلم أرد أن تأتي وتخلصني. ثم أخذت تبكي وتطلب الرجوع إلى حيث كانت.
ولا ريب أن القارئ يشارك أبا جوليا وأمها وأصدقاءها في الكدر والتعجب من تصرفها هذا، ويعده غريباً جداً. نعم إنك تتعجب من عدم مبالاتها بما كانت فيه من الخطر وتحسبها في غاية الحمق والغباوة.
لكنني رأيت كثيرين من الصبيان والبنات مثل جوليا من جهة الأمور الروحية غير مبالين بما يتهدد نفوسهم من الخطر رغماً عن إنذار كلمة الله وأصدقائهم المسيحيين الأمناء بالغضب الآتي، منهمكين بألعابهم وتسلياتهم لاهين عن الخطية ونتائجها الهائلة.
فقد تقص عليهم قصة يسوع المسيح العجيبة كيف وضع حياته ليخلص الخطاة رجالاً ونساء وصبياناً وبنات لكنهم يعيرون أذناً صماء ولا يريدون أن يخلصوا. فهل أنت كذلك؟
هل شكرت الرب يسوع المسيح من كل قلبك على خلاصه العظيم المجيد؟ أو هل خطر ذلك ببالك مرة؟ هل تشكره الآن لأول مرة من حياتك وتعزم على ذلك طول العمر؟