ما أضيق عقلى ، وأنا أنظر للأمور المعاكسة والأحداث غير المريحه والظروف التى لا تتفق مع هواى .. أنظر لها كأنها ضدى أو ليست خادمة لأبديتى وتوبتى فى غربتى نعم، ما أضيق عقلى وأنا أرى من مخاوف وغيره وتحزب وضياع... قيود ومهانه ومحاولات للتحطيم.. أرى ذلك كأنه غريب على المسيح والمسيحى أو كأنه مستحدث للكنيسة والكنسيين وما ساعدنى على إكتشاف ذلك الساعة التى بيدى... أراها أمامى تسير فى إتجاه واحد منتظم تحقق لى ضبط مواعيدى وتزكية التدقيق فى عامل الوقت... وسرعان ما جائتنى فكره أن أفتح الساعه من الخلف.. وفعلا خلعتها من معصمى، وفتحتها لأرى بداخلها تركيبة مختلفة من التروس ويايات ومسامير وأحجار.. بعضها يتحرك من الشمال لليمين وبعضها من اليمين لليسار... بعضها كبير والبعض الأخر صغير.. بعضها فى أسفل والبعض الأخر فى القمة... ولو نظرت الى كل مكون على حده لظننت أنها تعمل متضاده بغير إنتباه لحقيقه هامة، وأن هذا التضاد يعمل بترابط عجيب ليحقق وحدة الزمن وبالتالى سير عقارب الساعه سيرا منتظما نحو تحقيق هدف إعلان التوقيت وخدمتى.
كانت هذه اللحظة إكتشاف مختبر، أكد لى أن كل ما أراه بعينى يعمل ضدى هو بعين الإيمان الذى يضبط هدفه للأبدية خادم لا معوق، والذى أراه يهـّد فى عضدى، ويهزم نضارة جسدى هو بعينه الذى يبنى داخلى ويزيد شبوبية روحى الحبيسة المحبه المجاهدة لأجل المسيح... والذى يسقينى الآن مرائر هو بعينه الذى يفيض فى داخلى ينبوع سرائر فى عشرة ذاك الذى من أجله تجرع المر ألوف وربوات...النفوس الصادقة الأمينة للصليب.. والذى يلهب ظهرى الآن بخيانات ومؤامرات هو بعينه الذى يمنح نفسي القليلة الصبر تدرب فى الإحتمال لكى تكون فى اليوم المختار أكثر إثمارا وأكبر قدره على فهم الطباع والتعامل مع الأمزجه والقيادة بين معوقين.
نعم تأكدت من قول الرسول فى الكتاب المقدس: "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" ...رو28:8
تأكدت من هذا، لكن لا زلت أعانى من الضد والإهانة والضعف الجسدى والمر القاطر والجلد الموجع.. مازلت أصرخ من أنين هذا مقداره، وصراخى أحيانا يغطى عليّ نظرى بالرجاء لما تأكدت منه.
هذه المعاناه وهذا الصراخ يحلو لى أن أسكبه بين يدى الذى فى كل ضيقى تضايق والذى قال لى ولكل من مثلى: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم ( مت28:11) .. أسكبه سكيبا أمام الذى فى كل شئ كان مجرب مثلنا بلا خطية... أسكبه أمامه مع داود النبى" أبث لديه ضيقى عند فناء روحى منى " .. أسكبه لكى يأخذ ما فيه من فشل وقلة صبر وعدم إحتمال وشفقة على الذات ويذكرنى كل دقيقة بالساعة التى لا يمكنها أن تقدّم ميقاتا سليما مالم يعمل بداخلها مئات المتضادات والمتناقضات.
من فضلك يا ربى يسوع... إمنحنى هذه الذاكرة غير الناسية لقدرتك العجيبة على تحويل كل الأمور المعاكسة والأحداث غير المريحة إلى خير حقيقى وتعزيات جعلت صاحبها فى خلفه أول أولاده يسميه " منسّى" قائلا : لأن الله أنسانى كل تعبى " تك 51:41
من فضلك يا حبيبى الذى لا تدعنى فى تجربة فوق إحتمالى بدون منفذ ورجاء، إسندنى فأتذكر عملك العجيب فى تحويل كل ما يؤلمنى الآن إلى شفاء لكل أوجاعى وتعويض لكل خساراتى وإضرام طاقة حب أكثر فى كل أعمالى.
يا منظم الكون كله .. بكل ما فيه من متناقضات، وقد أعطيت العقل البشرى أن ينظم التوقيت مستخدما المتناقضات.. نظـّم كيانى النفسى والجسدى والروحى مهما كانت المتناقضات بينهما لكى لا أعاق عن ضبط حياتى وسلوكى حتى تظهر صورتك البهية فى نشاطى أو خمولى، فى صحتى أو مرضى، فى حريتى أو قيودى، فى بهجتى وإكتئابى، فى سكونى وإضطرابى، فى وسط شعبك أو فى وحدتى... نعم يا منظم الكون كله.. إمنحنى أن أباركك كل وقت مهما كان موقف العالم والناس والظروف معاكسا لى ولأهدافى فى حبك.
سامحنى يارب، لأنى أتضايق مما يعاكسنى.. وساعدنى لكى أشكرك فى كل ما يضايقنى، فليست ذبيحة تفرح قلبك قدر ذبيحة شكر فى زمن ضيق
أشكرك... أشكرك... أشكرك يا منظم الكون كله ومنظمى
أبونا يوسف أسعد