[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
زائر بلا موعد ... مسافر بلا وداع
لم أكن جاوزت الثلاثين حين انجبت زوجتى اول ابنائى ..
مازلت اذكر تلك الليلة .. سهرت حتى اخر الليل مع الشلة فى احدى الاستراحات
.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بالغيبة والتعليقات غير اللائقة
..كنت انا اتولى فى الغالب اضحاكهم .. وغيبة الناس .. وهم يضحكون .. اذكر
ليلتها كم أضحكتهم كثيراً .. كنت امتلك موهبة عجيبة فى التقليد .. بامكانى
تغيير نبرة صوتى حتى تصبح قريبة من نبرة الشخص الذى اسخر منه .. كنت اسخر
من هذا وذاك .. لم يسلم احد من هزارى حتى اصحابى .. صار بعض الناس يتجنبنى
كى يسلم من لسانى
اذكر تلك الليلة كيف سخرت من اعمى رأيته يتسّول فى السوق .. والادهى اننى
وضعت قدمى امامه فتعثرت قدماه وسقط يتلفت حولة لا يدرى ما يقول .. وانطلقت
ضحكتى تدوى فى السوق .. عدت الى بيتى متأخراً كالعادة .. وجدت زوجتى فى
انتظارى .. كانت فى حالة يرثى لها .. قالت بصوت متهدج : يوسف اين كنت ..
قلت ساخراً : فى المريخ .. عند اصحابى بالطبع .. كان الاعياء بادياً عليها
.. قالت والعبارة تخنقها : يوسف انا تعبانة جداً ... الظاهر ان موعد
ولادتى صار وشيكاً .. سقطت دمعه صامته على خدّها .. حملتها الى المستشفى
.. ودخلت غرفة الولادة .. قاست الالام ساعات طوال .. كنت انتظر ولادتها
بفارغ الصبر .. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت .. فذهبت الى
البيت .. تركت رقم هاتفى عندهم ليبشرونى ..
بعد ساعة .. اتصلوا بى ليزفوا لى نبأ قدوم نادر الاسم الذى اخترته لابنى
.. ذهبت الى المستشفى فوراً .. اول ما رأونى أسأل على غرفتها .. طلبوا منى
مراجعة الطبيبة التى اشرفت على ولادة زوجتى .. صرخت بهم : اى طبيبة المهم ان ارى ابنى نادر قالوا .. اولا .. راجع الطبيبة
الجزاء من نفس نوع العمل
دخلت الى الطبيبة .. كلمتنى عن المصائب .. والرضى بارادة الله .. ثم قالت : ولدك به تشوه شديد فى عينيه ويبدوا انه فاقد البصر !!
خفضت رأسى .. حاولت ان اغلب دموعى .. تذكرت ذاك المتسول الاعمى .. الذى
اسقطته على الارض فى السوق واضحكت عليه الناس .. بقيت واجماً قليلا ً لا
ادرى ماذا اقول ثم تذكرت زوجتى وولدى فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لارى
زوجتى .. لم تحزن زوجتى كانت مؤمنة بارادة الله راضية
كثيراً ما نصحتنى ان اكف عن الاستهزاء بالناس .. خرجنا من المستشفى وفى
الحقيقة لم اهتم بنادر كثيراً .. اعتبرته غير موجود بالمنزل .. حين يشتد
بكائه اهرب الى الصالة لانام فيها .. كانت زوجتى تهتم به كثيراً وتحبة
كثيراً اما انا فلم اكن اكرهه .. لكنى لم استطع ان احبه ! كبر نادر ..
بدأيحبو .. كانت حبوته غريبة .. بدأمسيرة المشى واكتشفنا انه اعرج .. اصبح
ثقيلاً على نفسى اكثر .
انجبت زوجتى بعده فادى وكيرلس .. مت السنوات وكبروا .. كنت لا احب الجلوس
فى البيت .. كنت دائماً مع اصحابى فالحقيقة كنت كاللعبة فى ايديهم .. لم
تيأس زوجتى من اصلاحى .. كانت تدعوا دائما لى بالتوبة ..ولم تغضب من
تصرفاتى الطائشة لكنها كانت تحزن كثيراً كلما رأت اهمالى لنادر واهتمامى
بباقى اخوته .. كبر نادر وكبر اخوته .. لم امانع حين طلبت زوجتى تسجيلة فى
بعض مدارس المعوقين .. لم اكن احسب مرور سنوات ايامى سواء عمل ونوم وطعام
وسهر .. فى يوم احد .. استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً .. مازال الوقت
مبكراً بالنسبة لى .. كنت مدعو الى وليمة .. لبست وتعطرت وهممت بالخروج ..
مررت بصالة المنزل .. استوقفنى منظر نادر .. كيف يبكى بحرقة
كل كائن له رسالة
انها المرة الاولى التى انتبه فيها الى نادر يبكى منذ
كان طفلاً .. عشر سنوات مضت .. لم التفت اليه .. حاولت ان اتجاهلة .. فلم
احتمل .. كنت اسمع صوته بينادى امه وانا فى الغرفة .. التفت ثم اقتربت منه
قلت نادر ! لماذا تبكى
.. حين سمع صوتى توقف عن البكاء .. فلما شعر بقربى .. بدأ يتحسس ما حوله
بيديه .. مابه ياترى ! اكتشفت انه يحاول الابتعاد عنى !! وكأنه يقول :
الان حسست بى .. اين انت منذ عشر سنوات ! تبعته .. كان قد دخل غرفته رفض
ان يخبرنى فى البداية سبب بكائه حاولت اتلطف معه .. بدأنادر يبين سبب
بكائه وانا استمع اليه وانتفض ..
تدرى ما سبب بكاءه !!
زائر بلا موعد ... مسافر بلا وداع
لم أكن جاوزت الثلاثين حين انجبت زوجتى اول ابنائى ..
مازلت اذكر تلك الليلة .. سهرت حتى اخر الليل مع الشلة فى احدى الاستراحات
.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بالغيبة والتعليقات غير اللائقة
..كنت انا اتولى فى الغالب اضحاكهم .. وغيبة الناس .. وهم يضحكون .. اذكر
ليلتها كم أضحكتهم كثيراً .. كنت امتلك موهبة عجيبة فى التقليد .. بامكانى
تغيير نبرة صوتى حتى تصبح قريبة من نبرة الشخص الذى اسخر منه .. كنت اسخر
من هذا وذاك .. لم يسلم احد من هزارى حتى اصحابى .. صار بعض الناس يتجنبنى
كى يسلم من لسانى
اذكر تلك الليلة كيف سخرت من اعمى رأيته يتسّول فى السوق .. والادهى اننى
وضعت قدمى امامه فتعثرت قدماه وسقط يتلفت حولة لا يدرى ما يقول .. وانطلقت
ضحكتى تدوى فى السوق .. عدت الى بيتى متأخراً كالعادة .. وجدت زوجتى فى
انتظارى .. كانت فى حالة يرثى لها .. قالت بصوت متهدج : يوسف اين كنت ..
قلت ساخراً : فى المريخ .. عند اصحابى بالطبع .. كان الاعياء بادياً عليها
.. قالت والعبارة تخنقها : يوسف انا تعبانة جداً ... الظاهر ان موعد
ولادتى صار وشيكاً .. سقطت دمعه صامته على خدّها .. حملتها الى المستشفى
.. ودخلت غرفة الولادة .. قاست الالام ساعات طوال .. كنت انتظر ولادتها
بفارغ الصبر .. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت .. فذهبت الى
البيت .. تركت رقم هاتفى عندهم ليبشرونى ..
بعد ساعة .. اتصلوا بى ليزفوا لى نبأ قدوم نادر الاسم الذى اخترته لابنى
.. ذهبت الى المستشفى فوراً .. اول ما رأونى أسأل على غرفتها .. طلبوا منى
مراجعة الطبيبة التى اشرفت على ولادة زوجتى .. صرخت بهم : اى طبيبة المهم ان ارى ابنى نادر قالوا .. اولا .. راجع الطبيبة
الجزاء من نفس نوع العمل
دخلت الى الطبيبة .. كلمتنى عن المصائب .. والرضى بارادة الله .. ثم قالت : ولدك به تشوه شديد فى عينيه ويبدوا انه فاقد البصر !!
خفضت رأسى .. حاولت ان اغلب دموعى .. تذكرت ذاك المتسول الاعمى .. الذى
اسقطته على الارض فى السوق واضحكت عليه الناس .. بقيت واجماً قليلا ً لا
ادرى ماذا اقول ثم تذكرت زوجتى وولدى فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لارى
زوجتى .. لم تحزن زوجتى كانت مؤمنة بارادة الله راضية
كثيراً ما نصحتنى ان اكف عن الاستهزاء بالناس .. خرجنا من المستشفى وفى
الحقيقة لم اهتم بنادر كثيراً .. اعتبرته غير موجود بالمنزل .. حين يشتد
بكائه اهرب الى الصالة لانام فيها .. كانت زوجتى تهتم به كثيراً وتحبة
كثيراً اما انا فلم اكن اكرهه .. لكنى لم استطع ان احبه ! كبر نادر ..
بدأيحبو .. كانت حبوته غريبة .. بدأمسيرة المشى واكتشفنا انه اعرج .. اصبح
ثقيلاً على نفسى اكثر .
انجبت زوجتى بعده فادى وكيرلس .. مت السنوات وكبروا .. كنت لا احب الجلوس
فى البيت .. كنت دائماً مع اصحابى فالحقيقة كنت كاللعبة فى ايديهم .. لم
تيأس زوجتى من اصلاحى .. كانت تدعوا دائما لى بالتوبة ..ولم تغضب من
تصرفاتى الطائشة لكنها كانت تحزن كثيراً كلما رأت اهمالى لنادر واهتمامى
بباقى اخوته .. كبر نادر وكبر اخوته .. لم امانع حين طلبت زوجتى تسجيلة فى
بعض مدارس المعوقين .. لم اكن احسب مرور سنوات ايامى سواء عمل ونوم وطعام
وسهر .. فى يوم احد .. استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً .. مازال الوقت
مبكراً بالنسبة لى .. كنت مدعو الى وليمة .. لبست وتعطرت وهممت بالخروج ..
مررت بصالة المنزل .. استوقفنى منظر نادر .. كيف يبكى بحرقة
كل كائن له رسالة
انها المرة الاولى التى انتبه فيها الى نادر يبكى منذ
كان طفلاً .. عشر سنوات مضت .. لم التفت اليه .. حاولت ان اتجاهلة .. فلم
احتمل .. كنت اسمع صوته بينادى امه وانا فى الغرفة .. التفت ثم اقتربت منه
قلت نادر ! لماذا تبكى
.. حين سمع صوتى توقف عن البكاء .. فلما شعر بقربى .. بدأ يتحسس ما حوله
بيديه .. مابه ياترى ! اكتشفت انه يحاول الابتعاد عنى !! وكأنه يقول :
الان حسست بى .. اين انت منذ عشر سنوات ! تبعته .. كان قد دخل غرفته رفض
ان يخبرنى فى البداية سبب بكائه حاولت اتلطف معه .. بدأنادر يبين سبب
بكائه وانا استمع اليه وانتفض ..
تدرى ما سبب بكاءه !!