الإلقاء المسرحي
الصوت الإنساني هو الناقل الحقيقي لمشاعر وأفكار الإنسان من سرور وألم أو غضب وعندما ينطق هذا الصوت الكلام في المسرح نكون قد دخلنا بفن آخر هو فن الإلقاء ويتحول فيه الكلام إلى عنصر مكمل، ويكون الأساسي هو الأسلوبية التي نطق بها والمعاني الجديدة التي أضفتها عليه طريقة النطق.
وعلى الرغم من تطور عناصر العرض المسرحي وتعقدها وتهميشهما في كثير من التجارب المسرحية للكلام حتى ظهرت فنون مسرحية جديدة لا تنطق فيها كلمة واحدة (المسرح الإيمائي) او البانتوميم إلا أن الكلمة ظلت عصية على الإلغاء وظلت مشحونة بقدرتها على التأثير والفعل.
والركائز الثلاثة لفن الإلقاء هي: البلاغة الصوتية، البلاغة الفكرية، والموهبة، واختفاء أحد هذه العناصر في الإلقاء المسرحي يشكل ضعفا ملحوظا وقد يؤدي إلى فقدان التواصل بين المتفرج والعرض.
ونود أن نؤكد في البداية على بعض القضايا الأساسية في الإلقاء المسرحي:
1- إن الموهبة وحدها لا تؤتي ثمارها إلا بالاستفادة من العلوم الفنية كعلم النطق وتطوير تقنيات الصوت ومهاراته
2- الاعتماد على الميكروفون لا يغني عن قوة الصوت وتكامله، والأصل في المسرح أن يسمع المتفرج صوت الممثل دون حسنات خارجية أو مكبرات قد تضعف من إحساسه الحقيقي ليصل إلى المتفرج إحساسا مصنوعا ومزخرفا
.
3- لا ينبغي أن ننظر إلى فن الإلقاء على أنه مجرد محاولة للتأثير في الجماهير بنبرة صوت شجي أو بمجرد حسن وإجادة الإلقاء والتلاعب بعواطف المتلقين عن طريق اللعب بالألفاظ والمعاني وطبقات الصوت، والتركيز على كلام دون آخر، وإنما هدف الإلقاء في المسرح هو التعبير عن الأحاسيس الصادقة والعميقة للشخصية، وإيصال فكرة العرض عبر الكلمة المشحونة بالدلالة والطاقة الفنية، وتجسيد اللحظة الدرامية بشكل يتوافق مع وضعها خلال العرض ككل.
::: طبيعة الصــــــوت البشري :::
يتكون الصوت نتيجة للحركة الناجمة عن ذبذبة الحبال الصوتية بسبب مرور الهواء الخارج من الرئتين، ويسمى في هذه الحالة نغما صوتيا خالصا ثم تتناوله أعضاء الكلام. فيقوم اللسان، الشفتان، الأسنان، سقف الحلق بالتحويل، تحوله إلى الأصوات اللغوية المعروفة أي أن الصوت ناتج عن عمل الرئتين والأعصاب الصوتية في الحنجرة، ويرجع قوة الصوت أو ضعفه إلى عمل الرئتين ويرجع حجمه من حيث الفخامة أو الرقة إلى طبيعة الأعصاب الصوتية،
فإن كانت رقيقة أحدثت صوتا رقيقا أو رفيعا، وإن كانت غليظة أحدثت صوتا يناسبها، وهكذا اختلفت أصوات الناس كما اختلفت أجناسهم اختلافا فطريا ولكن لكل صوت شخصية وروح خاصة به، لذلك لا يوجد صوت قبيح أو جميل بل طريقة استخدامه وتوظيفه في المسرح أو في الحياة هي الجميلة أو ليست كذلك. لذا يمكن أن يكون الصوت الأجش بالغ الجمال إذا امتلك روحا وشخصية وتقنيات تخدم تواصله مع الناس وتعبر عن مشاعره وأفكاره بوضوح ودفء.
::: طبقات الصــــوت الرئيسية :::
الباس: وهو النوع الذي تحدثه أغلظ الأعصاب الصوتية ويسمونه (القرار) ويعنون بذلك العمق، لأن منطقته (الصدر) وقدرته كاملة على الدرجات السفلى من السلم الموسيقي، وهذا النوع نادر الوجود ويعتبر صاحبه (لقطة) في عالم التمثيل مع أن الدرجات العليا من السلم تصعب عليه، لكنه يصلح لأداء أدوار العظماء، والمسنين، الواعظين، الخيالات، الأشباح، والشخصية المسرحية المؤثرة عامة
.
الباريتون: يشترك مع الباس في منطقة (الصدر) ويمتاز في القدرة على الأصوات العليا من السلم ويصلح لتمثيل أدوار العظماء والوعاظ والأقوياء أيضا بالإضافة إلى الممثل الذي يلعب أكثر من دور- إذ يمكن أن يأتي بصوتين مختلفين تماما وكأنهما لشخصين- والشخصيات الشريرة التي تبدل من ثوبها باستمرار.. وهكذا
.
التينور: أوسط الأصوات وخيرها وأقدرها على التنغيم والتكوين وهو خفيف له رنين مؤثر وحركته سريعة وفيه إلى جانب ذلك جلال وقوة ومنطقته (الحنجرة) ويصلح لتمثيل مختلف الأدوار.
الألتو: أرق أصوات الرجال وأضخم أصوات النساء، واضح، لين، قوي ومنطقته (الحنجرة) ويصلح للرجال في حالة الثورة ويناسب الشخصيات الانفعالية والمتحمسة عامة
.
السوبرانو: أرق أصوات السيدات وأعلاها، وهو سريع مرن حاد جدا قادر على الدرجات العليا من السلم ومنطقته (الرأس).
معظم الناس تقتصر في الحديث على طبقة صوتها، وهذا يجعل الحديث على وتيرة واحدة مملة ويعبر عنها (بالمنوتون أي الرتابة) وبالتمرين يستطيع المتكلم أن ينتقل من طبقة الصوت إلى أخرى بسهولة ويسر دون أن يخشى النشاز أو الانتقال من منطقة الصدر إلى منطقة الرأس مباشرة دون أن يمر بالحنجرة وهذا ممكن بالتمرين فلبعض الناس قدرة عجيبة في تغيير طابع أصواتها، فتجد البعض يتكلمون بصوت خشن أو رقيق أو ترن أصواتهم كما الأطفال، وهذا ما يستغله الممثلون في الإفصاح عن الأفكار والعواطف. وتنويع الصوت بين الشدة والسرعة والبطء مع استخدام طبقاته العالية والمنخفضة لهو الوسيلة الهامة في سيطرة الممثل على المشاهدين وإمتاعهم وهو سر جاذبيتهم في المسرح. وبالتدريب على تنوع الأصوات، ما بين أرق نغمة في الكلام يمكن سماعها بسهولة وبين أشد نغمة وأجهرها، يمكن التأثير الكامل في المستمع أو المشاهد وجذب انتباهه.
"لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ"
الصوت الإنساني هو الناقل الحقيقي لمشاعر وأفكار الإنسان من سرور وألم أو غضب وعندما ينطق هذا الصوت الكلام في المسرح نكون قد دخلنا بفن آخر هو فن الإلقاء ويتحول فيه الكلام إلى عنصر مكمل، ويكون الأساسي هو الأسلوبية التي نطق بها والمعاني الجديدة التي أضفتها عليه طريقة النطق.
وعلى الرغم من تطور عناصر العرض المسرحي وتعقدها وتهميشهما في كثير من التجارب المسرحية للكلام حتى ظهرت فنون مسرحية جديدة لا تنطق فيها كلمة واحدة (المسرح الإيمائي) او البانتوميم إلا أن الكلمة ظلت عصية على الإلغاء وظلت مشحونة بقدرتها على التأثير والفعل.
والركائز الثلاثة لفن الإلقاء هي: البلاغة الصوتية، البلاغة الفكرية، والموهبة، واختفاء أحد هذه العناصر في الإلقاء المسرحي يشكل ضعفا ملحوظا وقد يؤدي إلى فقدان التواصل بين المتفرج والعرض.
ونود أن نؤكد في البداية على بعض القضايا الأساسية في الإلقاء المسرحي:
1- إن الموهبة وحدها لا تؤتي ثمارها إلا بالاستفادة من العلوم الفنية كعلم النطق وتطوير تقنيات الصوت ومهاراته
2- الاعتماد على الميكروفون لا يغني عن قوة الصوت وتكامله، والأصل في المسرح أن يسمع المتفرج صوت الممثل دون حسنات خارجية أو مكبرات قد تضعف من إحساسه الحقيقي ليصل إلى المتفرج إحساسا مصنوعا ومزخرفا
.
3- لا ينبغي أن ننظر إلى فن الإلقاء على أنه مجرد محاولة للتأثير في الجماهير بنبرة صوت شجي أو بمجرد حسن وإجادة الإلقاء والتلاعب بعواطف المتلقين عن طريق اللعب بالألفاظ والمعاني وطبقات الصوت، والتركيز على كلام دون آخر، وإنما هدف الإلقاء في المسرح هو التعبير عن الأحاسيس الصادقة والعميقة للشخصية، وإيصال فكرة العرض عبر الكلمة المشحونة بالدلالة والطاقة الفنية، وتجسيد اللحظة الدرامية بشكل يتوافق مع وضعها خلال العرض ككل.
::: طبيعة الصــــــوت البشري :::
يتكون الصوت نتيجة للحركة الناجمة عن ذبذبة الحبال الصوتية بسبب مرور الهواء الخارج من الرئتين، ويسمى في هذه الحالة نغما صوتيا خالصا ثم تتناوله أعضاء الكلام. فيقوم اللسان، الشفتان، الأسنان، سقف الحلق بالتحويل، تحوله إلى الأصوات اللغوية المعروفة أي أن الصوت ناتج عن عمل الرئتين والأعصاب الصوتية في الحنجرة، ويرجع قوة الصوت أو ضعفه إلى عمل الرئتين ويرجع حجمه من حيث الفخامة أو الرقة إلى طبيعة الأعصاب الصوتية،
فإن كانت رقيقة أحدثت صوتا رقيقا أو رفيعا، وإن كانت غليظة أحدثت صوتا يناسبها، وهكذا اختلفت أصوات الناس كما اختلفت أجناسهم اختلافا فطريا ولكن لكل صوت شخصية وروح خاصة به، لذلك لا يوجد صوت قبيح أو جميل بل طريقة استخدامه وتوظيفه في المسرح أو في الحياة هي الجميلة أو ليست كذلك. لذا يمكن أن يكون الصوت الأجش بالغ الجمال إذا امتلك روحا وشخصية وتقنيات تخدم تواصله مع الناس وتعبر عن مشاعره وأفكاره بوضوح ودفء.
::: طبقات الصــــوت الرئيسية :::
الباس: وهو النوع الذي تحدثه أغلظ الأعصاب الصوتية ويسمونه (القرار) ويعنون بذلك العمق، لأن منطقته (الصدر) وقدرته كاملة على الدرجات السفلى من السلم الموسيقي، وهذا النوع نادر الوجود ويعتبر صاحبه (لقطة) في عالم التمثيل مع أن الدرجات العليا من السلم تصعب عليه، لكنه يصلح لأداء أدوار العظماء، والمسنين، الواعظين، الخيالات، الأشباح، والشخصية المسرحية المؤثرة عامة
.
الباريتون: يشترك مع الباس في منطقة (الصدر) ويمتاز في القدرة على الأصوات العليا من السلم ويصلح لتمثيل أدوار العظماء والوعاظ والأقوياء أيضا بالإضافة إلى الممثل الذي يلعب أكثر من دور- إذ يمكن أن يأتي بصوتين مختلفين تماما وكأنهما لشخصين- والشخصيات الشريرة التي تبدل من ثوبها باستمرار.. وهكذا
.
التينور: أوسط الأصوات وخيرها وأقدرها على التنغيم والتكوين وهو خفيف له رنين مؤثر وحركته سريعة وفيه إلى جانب ذلك جلال وقوة ومنطقته (الحنجرة) ويصلح لتمثيل مختلف الأدوار.
الألتو: أرق أصوات الرجال وأضخم أصوات النساء، واضح، لين، قوي ومنطقته (الحنجرة) ويصلح للرجال في حالة الثورة ويناسب الشخصيات الانفعالية والمتحمسة عامة
.
السوبرانو: أرق أصوات السيدات وأعلاها، وهو سريع مرن حاد جدا قادر على الدرجات العليا من السلم ومنطقته (الرأس).
معظم الناس تقتصر في الحديث على طبقة صوتها، وهذا يجعل الحديث على وتيرة واحدة مملة ويعبر عنها (بالمنوتون أي الرتابة) وبالتمرين يستطيع المتكلم أن ينتقل من طبقة الصوت إلى أخرى بسهولة ويسر دون أن يخشى النشاز أو الانتقال من منطقة الصدر إلى منطقة الرأس مباشرة دون أن يمر بالحنجرة وهذا ممكن بالتمرين فلبعض الناس قدرة عجيبة في تغيير طابع أصواتها، فتجد البعض يتكلمون بصوت خشن أو رقيق أو ترن أصواتهم كما الأطفال، وهذا ما يستغله الممثلون في الإفصاح عن الأفكار والعواطف. وتنويع الصوت بين الشدة والسرعة والبطء مع استخدام طبقاته العالية والمنخفضة لهو الوسيلة الهامة في سيطرة الممثل على المشاهدين وإمتاعهم وهو سر جاذبيتهم في المسرح. وبالتدريب على تنوع الأصوات، ما بين أرق نغمة في الكلام يمكن سماعها بسهولة وبين أشد نغمة وأجهرها، يمكن التأثير الكامل في المستمع أو المشاهد وجذب انتباهه.
"لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ"